الدكتور أيمن الظواهري (حكيم الأمة) أم (زعيم الإرهابيين) ؟؟؟] السيرة الذاتية ]..هو أيمن بن محمد ربيع بن محمد إبراهيم بن مصطفي بن عبد الكريم بن سويلم، الظواهري النفيعي، أبو محمد المصري. من قبيلة النفعيات، بطن من بني سعد من عتيبة هوازن العدنانية، نزحوا من بر الحجاز إلى مصر. والظواهرية هي أكبر أفخاذ قبيلة النفيعات وأكثرهم ثقافة وعلما. وأغلب أعمام وأخوال والد الدكتور أيمن الظواهري رحمه الله من علماء الأزهر الشريف وكذا أغلب أعمامه وعماته وكذلك أبناءهم من الأطباء المشهورين في مصر وأساتذة الجامعات، وتعد عائلة الظواهري من أرقى وأشهر عائلات مصر.
أبوه هو الأستاذ الدكتور محمد ربيع الظواهري رحمه الله كان أستاذا لعلم الأدوية بكلية طب عين شمس، وعمه الأستاذ الدكتور محمد الشافعي الظواهري رحمه الله واحد من أعظم علماء الطب في العالم، كان أستاذا الأمراض الجلدية بجامعة القاهرة ورئيسًا لاتحاد أطباء الجلد العرب وتقلد مناصب أخري رفيعة، وتعتبر مؤلفاته وبحوثه هي المرجع الأول في علاج الأمراض الجلدية، وجدّه الشيخ محمد الأحمدي الظواهري رحمه الله بلغ مشيخة الأزهر.
والأمير الدكتور حفظه الله عريق النسب من جهة أبيه وأمه رحمهما الله ولسان حاله يقول لمن علي الراحة عول، متمثلا بقول الأول:
لسنا وإن كنا ذوي حسب * يوما علي الأحساب نتكل
نبني كما كانت أوائلنا تبني * ونفعـل مثل ما فعـلـوا
وأما بيت أمه فآل عزام الكرام، قبيلة عربية مشهورة هاجرت إلى مصر، بلغ أحدهم وهو عبد الرحمن عزام رحمه الله أن كان أول أمين عام لجامعة الدول العربية.
جده هو العلامة والأديب المشهور عبد الوهاب عزام رحمه الله من أشهر أدباء مصر في القرن العشرين، وهو أستاذ الآداب الشرقية، وعميد كلية الآداب ورئيس جامعة القاهرة، وعضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة عام ١٩٤٩م.
( للمزيد عن نسب الدكتور راجع نسب حكيم الأمة الدكتور أيمن الظواهري نصره الله للكاتب )
*مولده ونشأته* ولد الأمير حفظه الله في عام ١٣٧٠من الهجرة، الموافق يونيه ١٩٥١م، في مستشفى الدكتور مجدي، بمنطقة الدقي، محافظة الجيزة.
أما الحي الذي نشأ وتربى فيه فهو ضاحية المعادي.. في خمسينات القرن الماضي.. كانت المعادي وقتها أشبه بقرية إنجليزية ترقد وسط الوداعة والهدوء.. تبدو شوارعها أنيقة جميلة، وحدائقها تزخر بأنواع شتي من النباتات والزهور.. وكانت مبانيها عبارة عن فيلات لا تزيد ارتفاعاتها عن طابقين أوثلاثة فقط، ولكل فيلا حديقة خاصة.. وفي واحدة من تلك الفيلات وتحمل رقم 10 بشارع 154 نشأ الدكتور أيمن الظواهري حفظه الله نشأة صالحة محافظا على الصلاة ودروس العلم في المسجد، محب للقراءة والمطالعة.
بدأ حفظه الله
في سن مبكرة طالبه للعم فكان يحضر دروس الفقه والحديث يوم الجمعة من كل
أسبوع في مسجد "حسين صدقي" بمحل إقامته بالمعادي، كما كان يذهب إلى مكتبة
جده لأمه العلامة عبد الوهاب عزام رحمه الله لينهل من العلم، ومع مرور
الوقت تفوق شيخنا في العلم الشرعي حتى أصبح يكتب الأبحاث الشرعية، فكتب ردا
على غلاة التكفير وزعيمهم شكري مصطفى، كما كان يرد على شبهات المخذلين عن
الجهاد، وكان الشيخ في هذا السن ينهل من كتب السلف مباشرة..
* الأمير في مرحلة الدراسة* .ونبقى في حي المعادي الراقي الذي يبدو أن تركيبته الفريدة أغرت كثيرا من الأدباء والمفكرين للسكنى به.. وفي هذا الحي تلقى الدكتور أيمن الظواهري تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدرسة حدائق المعادي القومية، وتلقى تعليمه الثانوي بمدرسة المعادي الثانوية
النموذجية، وشهد له أساتذته بالتفوق والنبوغ منذ صغره وكذا زملاء الدراسة،
ويحدثنا أحد رفاقه وهو الدكتور عبد الله حسين عنه فيقول: "أيمن الظواهري كان شابا قليل الكلام، وإذا تحدث لا تكاد تسمع صوته.. ولكن كان أبرز ما فيه هما عيناه اللامعتان بالذكاء تحت نظارته الطبية التي استخدمها منذ وقت مبكرمن حياته.. كان الظواهري يجلس في الفصل محدقاً في سقف الغرفة تحسبه غير متابع للدرس، فإذا فاجأه المدرس بالسؤال، أجاب بسرعة وبدقة وبأقل الكلمات.. إجابة نموذجية، كان ذكاؤه واضحاً لاخلاف عليه، وقدرته على التحصيل لا يباريه فيها أحد من أقرانه، فقد كنا نقرأ بالكلمة فيقرأ بالسطر.. وإذا قرأنا بالسطر يقرأ بالصفحة، كان كثير من مدرسينا خاصة أستاذي اللغة العربية سيد جلال وأبو العينين يستمتعان بتوجيه الأسئلة لأيمن الظواهري لدقته في انتقاء الألفاظ، وبلاغته في التعبير، كما كان أيمن من الطلبة الذين يحلو للأستاذ جورج ميشيل مدرس اللغة الإنجليزية وعلما من أعلام التدريس في المدارس الثانوية في تلك الفترة، أن يتحدث معهم باللغة الإنجليزية طوال الدرس ونظرات الإعجاب بادية عليه". وبعد اجتياز الشيخ مرحلة الثانوية بتفوق التحق الشيخ بكلية الطب جامعة القاهرة وبعدها حصل على ماجيسير في الجراحة العامة بتقدير "جيد جدا" وذلك عام ١٩٧٨م، وبعد ذلك تقدم إلى دراسة الدكتورة لكن الأحداث لم تمهله حتى اضطر إلى ترك البلاد واعتقال عقب اغتيال السادات عام ١٩٨١م.
وبينما أيمن
الظواهري في دراسته الثانوية قام النظام الناصري بحملته الشهيرة في سنة
1965م ضد الإخوان المسلمين، وأودع السجون سبعة عشر ألفًا، وتم إعدام
الأستاذ سيد قطب وأثنين من رفاقه تقبلهم الله في الشهداء، وظنت الحكومة أنها بذلك قضت على الحركة الإسلامية في مصر بلا رجعة.
ولكن شاء الله أن تكون هذه الأحداث هي شرارة البداية للحركة الجهادية في مصر.
انضم الشيخ حفظه الله
إلى الحركة الإسلامية وبدأ في العمل لتمكين لشرع الله عز وجل فقام هو وبعض
إخونه بتأسيس جماعة تعمل على إقامة الدولة المسلمة واقتلاع النظام المعادي
للإسلام في مصر، والموالي لأعداء الأمة
نهجها في التغير عن طريق جهاد النظام العلماني بعمل تغير شامل (انقلاب
عسكري) بعد إعداد جيد على فترة زمنية طويلة، وكان أغلب أعضاء الجماعة طلبة
في الجامعات المصرية وينتظر تجنيدهم في الجيش كضباط احتياط لمدة طويلة لما
كان متبع في مصر قبل حرب أكتوبر 1973م وعن طريقهم يتم الإعداد لانقلاب
عسكري.
وبدأ
نشاط أيمن الظواهري في وسط طلاب جامعة القاهرة، وكذا نشط الإخوة في
التنظيم في وسط الجامعات الأخرى، حتى وصل عدد الأخوة إلى 200 فرد في تنظيم
سري لا يعرف أي فرد منهم الآخر إلا الذي دعاه للجماعة، وكان من أعضاء هذه
المجموعة الشهيد يحيى هاشم -الذي كان رئيساً للنيابة العامة- وإسماعيل
الطنطاوي ونبيل برعي وسيد إمام وعليوة مصطفى أخو علوي مصطفى ومحمد
الظواهري، وانضم إليهم في فترة لاحقة الرائد عصام القمري رحمه الله، وبدأ
حينئذ في النشاط داخل الجيش.
وبسبب
انتكس أحد أبرز أفرد الجماعة وكشفه لسرية التنظيم فأدى كل ذلك لنسف
التنظيم من الداخل فأنقسم لعدة مجموعات بعضها دخل في تنظيم "الفنية
العسكرية" والبعض انضم إلى جماعة "الإخوان المسلمين" والبعض الأخر في
جماعات أخرى، وبعضهم ترك العمل بالكلية وأدت هذه الصدمة إلى إصابة إسماعيل
طنطاوي باليأس وسافر للخارج. وبقي مع الدكتور أيمن الظواهري مجموعة بسيطة
ثبتت على ما هي عليه واستمرت معه حتى حادثة عام 1981م..
*السفر الأول لأفغانستان*
في النصف الثاني من سنة 1980م وأوائل 1981
وبينما الدكتور
أيمن يعمل بصفة مؤقتة مكان أحد زملائه في مستوصف السيدة زينب التابع
للجمعية الطبية الإسلامية، وهي أحد أنشطة الإخوان المسلمين. ففي إحدى
الليالي كلمه مدير المستوصف -وهو من الإخوان المسلمين- عن رأيه في السفر
لباكستان للعمل في المساعدة الجراحية للمهاجرين الأفغان، فوافق الدكتور على
الفور، إذ وجد في هذا العرض فرصة ذهبية للتعرف على ميدان من ميادين
الجهاد، التي يمكن أن تكون رافداً وقاعدة للجهاد في مصر والعالم العربي؛
قلب العالم الإسلامي، حيث تدور معركة الإسلام الأساسية.
وكان
هدف الدكتور حفظه الله إيجاد قاعدة آمنة للعمل الجهادي في مصر لذلك جاءت
هذه الدعوة -للمشاركة في العمل الطبي للمهاجرين الأفغان- على قدر، ووافقت
من الدكتور أيمن رغبة في التعرف على الميادين المناسبة لإقامة قاعدة آمنة
لاستمرار العمل الجهادي في مصر، وخاصة في عهد أنور السادات حينما ظهرت
ملامح الحملة الصليبية الجديدة واضحة لكل ذي رأي، بادية لكل مهتم بشؤون
أمته.
وبالفعل
سافر الدكتور أيمن إلى مدينة بشاور الباكستانية بصحبة زميل متخصص في
التخدير، ثم ما لبث أن لحق بهم زميل آخر متخصص في جراحة التجميل، وكانوا
الثلاثة أول عرب يصلون للعمل الإغاثي للمهاجرين الأفغان.
قام
الدكتور أيمن الظواهري بالإطلاع على الأوضاع من قرب هناك، واكتشف الدكتور
أيمن الإمكانيات الهائلة التي يمكن أن تستفيد منها الحركة الإسلامية في
ساحة الجهاد الأفغاني، وكل هذا والجماعة تنمو في صمت في الميادنين المدني
والعسكري".
وباحتكاك
الدكتور أيمن بساحة الجهاد الأفغاني تبين له منذ عام 1980 مدى ثراء هذه
الساحة ومدى النفع الذي يمكن أن تقدمه للأمة المسلمة عامة وللحركة الجهادية
خاصة، وأدرك ضرورة الاستفادة من هذه الساحة، ولذا بعد أن مكث فيها -أول
مرة- قرابة أربعة أشهر عاد مرة أخرى في مارس عام 1981، ومكث قرابة شهرين،
اضطر بعدها إلى العودة لمصر نظراً للظروف الضاغطة هناك.
ثم شاء الله سبحانه -وهو المحمود على السراء والضراء- أن يمكث في السجن بمصر ثلاث سنوات..
*القبض على الشيخ*.
وعقب
اغتيال أنور السادات طلب الرائد عصام القمري تقبله الله من الدكتور أيمن
الظواهري أن يوصله بالمجموعة التي نفذت الاغتيال، فطلب الدكتور أيمن
الظواهري من أحد الإخوة وكان يعرف المكان الذي يختبأ فيه الإخوة -فيلا في
شارع الهرم- فقام بتوصيلهم بعبود الزمر، وفي هذه اللحظات الحرجة تدارسوا
الموقف مع عبود الزمر، وانتهى لقائهم بنصيحتهم له أن يحاول الخروج من مصر
في هذه المرحلة، ليواصل الهجوم في مرحلة أخرى، لكن عبود اعتذر عن هذا
الرأي، لأنه كان قد تعاهد مع إخوانه على مواصلة المعركة، وشاء الله أن يقع
عبود الزمر في الأسر، واكتشف المحققون من التعذيب الرهيب للإخوة أنه قد
التقى بالدكتور أيمن الظواهري وبالرائد عصام القمري، فقامت أجهزة الأمن
بتكثيف المطاردات والتعذيب بغية القبض على الدكتور أيمن الظواهري وصديقه.
وشعر
الدكتور أيمن الظواهري بخطورة الموقف فقام بترك المنزل وأقام في بيت خالته
فترة مؤقته حتى يتسنى له السفر خارج البلاد، وبينما الدكتور وهو ذاهب إلى
منزله لإحضار أمتعته للسفر، كانت أجهزة الأمن قد كمنت له في المنزل وقبضوا
عليه.
والجدير بالذكر
أن آخر عمل قام به الدكتور أيمن قبل القبض عليه هو الاتصال بسيد إمام
وتحذيره وتمكن سيد إمام من الهرب ونجا من ذل الأسر ولكنه لم يحفظ الجميل
للدكتور أيمن، ولأمثله ألف الإمام ابن المرزبان رحمه الله كتابه "تفضيل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب".
وأخذوا
الشيخ إلى قسم المعادي لحين تسليمه إلى آمن الدولة، وعندما دخل الشيخ أيمن
القسم وكانوا حانقين عليه، قام أحد الضابط المجرمين بلطم الشيخ على وجه
وهو مقيد، فغضب الدكتور أيمن فضربه بجبهته في وجهه فسال الدم من وجه الضابط
المجرم، فهابه جميع من في قسم الشرطة..
*مشاهد من وقائع التحقيقات*.
كانت طاحونة التعذيب وحشية في دورانها، فقد كسرت العظام، وسلخت الجلود، وصعقت الأعصاب، وأزهقت الأنفس.
وكانت
دنيئة في أساليبها لأنها اتخذت من سب الدين والرب، واحتجاز النساء،
والاعتداء الجنسي، وتسمية الرجال بأسماء النساء، والتجويع ورداءة الطعام،
وقطع المياه، والإغلاق ومنع الزيارات، وسائل معتادة لإذلال المعتقلين. أو
كما شبه به المجرم محمد عبد الفتاح عمر طائفته، وهو يهدد الدكتور أيمن
الظواهري بالتعذيب في بداية التحقيق: "إحنا كالطبيب الشرعي الذي يشرح الجثة
ليصل إلى الحقيقة".
وكانت
التحقيقات مع الدكتور أيمن الظواهري عبارة عن مهزلة، فقد كانت النيابة
تسرب محاضر التحقيق إلى ضباط المباحث ليراجعوا فيها المتهمين، وليحاسبوهم
على ما قالوه فيها، ثم يعاد تلقينهم ما يجب عليهم أن يقولوه.
وحتى
أن الدكتور أيمن الظواهري سأل رئيس النيابة محمود مسعود -الذي تولى معظم
التحقيق معه- مرة: "أليس من حقي أن أستدعي محامياً؟". فأجابه بسخرية: " ومن
هذا المحامي الذي تريده أن يعتقل معك في السجن؟".
وفي
التحقيقات ذكر الدكتور أيمن الظواهري لرئيس النيابة محمود مسعود أنواع
التعذيب الذي تعرض له وصوراً من التعذيب الذي شاهده يقع على غيره في سجن
القلعة، وأن أقواله في هذه التحقيقات هي نتيجة هذا التعذيب والإكراه، وأنه
يراجع في التحقيقات في سجن القلعة، ووصف له إصاباته بالتفصيل والآلات
المستخدمة في إحداثها وتفاصيل حولها، وطلب بعرضه على الطبيب الشرعي لإثبات
هذه الإصابات، فأنهى التحقيق معه سريعاً بعد أن سجل أقواله، ثم أمر بإحالته
للطبيب الشرعي.
ولما
عاد الدكتور أيمن الظواهري لسجن القلعة استدعاه العميد محمد عبد الفتاح
عمر والمقدم محسن حفظي، وهدداه بفتح قضية تجسس ضده لحساب إيران، وأن
معلوماتهما أنه قد زار إيران وتدرب فيها على التجسس، فأنكر الدكتور أيمن
الظواهري ذلك تماماً، فردا بأنهما رغم علمهما بأنه جاسوس فإنهما لا يريدان
إثارة هذا الأمر حرصاً على سمعته، حتى لا يكون عاراً على أولاده بعد إعدامه
!! ولذا فإن عليه -حتى لا يفتحا قضية تجسس ضده- أن يعود مرة أخرى للنيابة،
لتغيير كل ما قاله في المحضر السابق، وقال له محمد عبد الفتاح عمر: "لقد
كنت أرتب لك لتحصل على عفو من رئيس الجمهورية، ولكنك ألقيت تراباً في
الطبخة، التي كنت أطبخها لك! ولا تتصور أن إصبعنا تحت ضرسك! فأنت وإن أفرج
عنك ستظل على رأس قائمة الاعتقال في كل مرة".
وبعد
قرابة يوم استدعاه المقدم محسن حفظي، وقال له: "نحن الدولة وأنت ضد
الدولة، وحذار من أن تحارب الدولة، وأنا لا أريدك أن تلف حبل المشنقة حول
عنقك، ولكن يجب أن تغير أقوالك في المحضر السابق، وسيذهب معك (محمد بك تاج)
الآن لنيابة مباحث أمن الدولة لتغيير أقوالك، وفعلاً أخذه الرائد محمد تاج
لمكتب المستشار رجاء العربي، حيث أكد عليه وجوب تغيير الأقوال، ومن مكتب
رجاء العربي أخذوه عبر باب لمكتب به رئيس النيابة محمود مسعود، الذي ابتسم
بخبث، وقال: "هل ستعترف هذه المرة؟" فقال له الدكتور أيمن الظواهري: "إن
ضابط المباحث في الغرفة التي جئت منها، وقد صاحبني ليتأكد من تغيير أقوالي،
وقد واجهوني في سجن القلعة بتفاصيل المحضر السابق، وأنا متهم، ومن حقوقي
المحافظة على سرية التحقيق، وإن صوراً من محاضر تحقيق النيابة التي تجريها
معي يواجهني بها ضباط المباحث في سجن القلعة، ويهددونني بتكرير التعذيب
وبتهم جديدة إذا لم أغير أقوالي".
فانتفض مرعوباً، وقال أن صلته بالمحاضر تنتهي بانتهاء التحقيق، وأنه يسلمها لسكرتير النيابة، ولا يدري ما يحدث فيها بعد ذلك.
وخرج
مسرعاً من الغرفة وعاد وفي صحبته المستشاران ماهر الجندي ورجاء العربي،
أما ماهر الجندي فتصنع البراءة، وقال: "نحن ترد إلينا محاضر استدلالات من
الشرطة، ونحقق فيها".
أما رجاء العربي فقد كلمه بطريقة أشبه بطريقة الغوغاء: " جرى إيه يا أيمن ... عذبوني وضربوني".
فقال له الدكتور أيمن الظواهري: "إني متهم ومن حقوقي المحافظة على سرية التحقيق".
فقال:
"هم يعرفون كل حاجة حتى أكبر رأس في الدولة، وكما عرفوا ماذا فعلت، يعرفون
أيضاً ماذا نفعل. المهم حتعترف ولا لأ؟" فقال له: "لأ". فأمر محمود مسعود
بإنهاء التحقيق وإعادته لسجن القلعة..
*اعتراف الدولة بوقائع التعذيب*.
وأثبت
المحكمة أقوال الدكتور أيمن الظواهري وأقوال الإخوة واحدا واحدا عن
التعذيب الذي تعرضوا له في بداية المحاكمة، وكان المستشار عبد الغفار محمد
شجاعاً حينما أمر بعرض جميع المتهمين على الطب الشرعي لفحص إصاباتهم من
التعذيب، وبناء على حكم المحكمة بدأت النيابة تحقيقاً واسعاً في التعذيب،
واستدعت المتهمين في قضية الجهاد الكبرى للتحقيق معهم في وقائع التعذيب
الذي تعرضوا له، وحاولت الشرطة عدم توصيل استدعاء النيابة المتكرر للدكتور
أيمن الظواهري عبر قسم الشرطة، ولكن قدر الله أن طلبه أحد الإخوة للشهادة
عن وقائع تعذيبه، وعندما حضر أمام المستشار المحقق، أخبره أنه شخصياً مطلوب
أمامه للتحقيق في وقائع التعذيب الخاصة به، وأخرج لي من مكتبه حزمة من
أوامر الاستدعاء الخاصة به، وتعجب كيف لم أستجب لها، فأبلغه الدكتور أيمن
الظواهري أنه لم يصله أي استدعاء، وأن هذا من مكر الشرطة.
وحدد
له المحقق موعداً للتحقيق معه بشأن تعذيبه، وذهب الدكتور أيمن الظواهري،
وفي أثناء التحقيق قال للمحقق: "ما فائدة هذا التحقيق؟ أنتم تحققون في
وقائع حدثت منذ قرابة ثلاث سنوات، والنظام هو النظام والتعذيب لا زال
قائماً، فما الجدوى من كل ذلك"، فرد عليه بخبرة المجرب المحنك وقال له:
"هذه أول مرة في تاريخ مصر يحاكم رجال العهد في نفس العهد، فهذه فرصة
فانتهزوها".
وصارحه بأنه طالما ظلت الحكومات تمارس هذه الأساليب فلن يتوقف العنف في مصر.
ورغم
هذا الحصار قرر الدكتور أيمن الظواهري ألا يكف عن المقاومة، فبدأ حملة في
التشهير العلني بالنظام، وصار يمد الصحف المعارضة بوقائع التعذيب، كما حرك
قضية تواطؤ أطباء السجون في تعذيب المعتقلين في النيابة وفي نقابة الأطباء.
*قضية الجهاد الكبرى* وبعد انتهاء التحقيق حولت النيابة المدنية "نيابة أمن الدولة" الدكتور أيمن الظواهري للقضاء ضمن ثلاثمائة واثنين متهماً باعتبارهم قيادات في تنظيم الجهاد، وهي القضية المعروفة إعلاميا "بقضية الجهاد الكبرى"، وهي أكبر قضية في تاريخ القضاء المصري، كما حولت للقضاء أيضاً مائة وثمانية وسبعين متهماً للقضاء بتهمة الانتماء لتنظيم الجهاد،وبدأت إجراءات المحاكمتين بعد قرابة سنتين من قتل أنور السادات.
وأختار
الإخوة الدكتور أيمن الظواهري ليتحدث باسمهم إلى الإعلام وألقى الدكتور
أيمن في المحكمة خطابا باللغة الإنجليزية شرح فيه أسباب قتل السادات وعقيدة
المجاهدين نالت إعجاب المحكمة والحاضرين جميعا..
* في مدرسة يوسف*.
وفي
سجن ليمان طرة وبالأخص في عنبر التجربة والذي كان يضعون فيه القيادات
الخطرة على النظام الطاغوتي جلس الدكتور أيمن الظواهري ورفيق دربه الرائد
عصام القمري تقبله الله في زنزانة واحدة لأشهر عديدة يتباحثان ويناقشان
ويتبادلنا الخبرات وتعاهدا على المضي في طريق الجهاد في سبيل الله.
وكان
الدكتور في السجن يهتم بالعلم الشرعي وتحصيل الخبرات والاستفادة من وقته
أن يضيع هباء، وكان الإخوة يقومون بعمل دورات شرعية فكان الدكتور أيمن يحصل
على مراكز متقدمة فيها.
كان
الدكتور في سجنه على رغم ثراء عائلته والحياة المترفة التي كان يعيشها،
إلا إنه كان يعود نفسه على الخشونة وشظف العيش، حتى أنه كان ينهر الإخوة عن
كي الملابس ويقول لهم "نحن مجاهدون فلا يحق لنا أن نضيع أوقتنا في كي
الملابس".
في
أحد مرات الزيارة التي كان يسمح بها طواغيت مصر لزيارة أبنائهم في السجون،
وكان الدكتور أيمن في سجن "ليمان طرة" جاءت أمه وجلست في حجرة الضابط إلى
أن يأتي الشيخ أيمن، فإذا بالضابط يحضر لها مشروب فلما حضر الدكتور أيمن
قصت عليه أمه رحمها الله ما كان من الضابط، فأصر الدكتور أيمن الظواهري على
أن يدفع ثمن المشروب وقال للضابط "نحن لا نأخذ منكم شيء أبدا" فلله دره.
وفي
السجن ظهر خلاف بين الإخوة في (تنظيم الجهاد) والذي كان يضم الجماعة
الإسلامية والإخوة وجه بحري في مسألة الإمارة، في أثناء هذا الخلاف جلس
الدكتور أيمن الظواهري وبعض الإخوة على الحياد وقام ومعه بعض الإخوة منهم
الشيخ احمد سلامة مبروك فشكلوا لجنة للصلح بين الجماعتين وسعوا لرأب الصدع
بينهم والتوحد في جماعة واحدة ولكن مساعيهم باءت بالفشل لتشبث كل فريق
برأيه، في أواخر عام 1984 من الله على الدكتور أيمن الظواهري وخرج من
الأسر.
وكان
أول ما فكر فيه الدكتور أيمن هو الخروج من مصر وتأسيس قاعدة للعمل الجهادي
بعيداً عن متناول النظام، بناء على المراحل التي اشترك الدكتور أيمن مع
عصام القمري رحمه الله في رسمها.
وتأكد
له ضرورة ذلك، لما وضعته الحكومة تحت مراقبتين: أحدهما علنية، وهي
المراقبة الجبرية، تقوم بها الشرطة العادية، والأخرى سرية، تقوم بها مباحث
أمن الدولة. وكان معنى ذلك واضحاً جداً بالنسبة للدكتور أيمن؛ أنه على رأس
قائمة الاعتقال في كل حملة اعتقالات. وهذه المراقبة هي وسيلتهم لضمان القبض
على الدكتور فور صدور قرار الاعتقال.
وكان
الرضوخ لذلك النظام معناه إما أن يهجر الدكتور العمل الجهادي تماماً، حتى
يتأكد النظام من مراقبته وتحقيقاته أنه قد رجع عن الجهاد وتولى عنه، وإما
أن يُهدم كل ما أيبنيه وإخوانه مع كل حملة اعتقالات، قد تتلوها محاكمات ثم
أحكام بالسجن .. إلى آخر القصة المعروفة.
فأبى
الرضوخ لذلك النظام وقرر مواصلة العمل الجهادي فكان أمامه واحد من أمرين:
الأول أن يختفي، ويعيش تحت الأرض، وكان هذا التصرف سيثير أجهزة الأمن إثارة
شديدة، ويستفزها لشن حملة بحث واسعة، قد تمتد لاعتقال كل من على صلة به،
وتعذيبهم إن استدعى الأمر، حتى يصلوا إلي الدكتور ويعتقلوه، حتى ولو لم
يفعل أي شيء. ناهيك عن عدم توفر وسائل هذا الاختفاء وهو ما زل حديث عهد
بحرية. وكان الأمر الثاني وهو الحل المنطقي، وهو سنة الأنبياء والمرسلين
والصالحين؛ الهجرة في سبيل الله.
فغادر الدكتور
أيمن الظواهري مصر في منتصف 1985م بمعاونة كثير من أنصار الحركة الإسلامية
في المواقع الشعبية والرسمية، ولذا كان خروج الدكتور مفاجأة وصدمة للنظام،
وكان المزعج فيها للنظام أن الأمر بدا قانونياً تماماً، مما لم يمكن
النظام من الإمساك بأي خيط أو كشف تفاصيل العملية، ومر بعدة بلدان حتى وصل
إلى باكستان، حيث عمل جراحاً لمعالجة الجرحى والمهاجرين الأفغان.
وعزم
الدكتور أيمن على التوجه لباكستان لخبرته السابقة بها، ولم يستطع مغادرة
مصر إلا بعد قرابة ستة أشهر، بعد أن يسر الله له الإفلات من الحصار الذي
ضربته المباحث حوله لمنعه من السفر، وتوجه لجدة، حيث اضطر للبقاء فيها سنة،
ريثما يرتب بعض الأوضاع الخاصة بالعمل، ومنها توجه لباكستان.
*الهجرة في سبيل الله* وفي عام 1985م هاجر الشيخ حفظه الله من مصر إلى بلاد الحرمين وهناك عمل في أحدى المستشفيات، وأمضى الدكتور أيمن في بلاد الحرمين عاما تقريبا، ثم سافر إلى باكستان.
وهناك بدأ عمل الشيخ عمله كطبيب جراح في مستشفى الهلال الأحمر الكويتي لعلاج جرحى الجهاد الأفغاني، عبر مستشفى أقيم لهذا الغرض في بيشاور على الحدود الأفغانية الباكستانية، ثم في مراحل لاحقة من الجهاد بدأ يدخل إلى الخطوط الأمامية للقتال ليمارس عمله في تطبيب الجرحى في مستشفيات ميدانية من داخل أفغانستان.
*إعادة تشكيل جماعة الجهاد 1987م*
وهناك قابل الدكتور أيمن الظواهري حفظه الله
سيد إمام الشريف والذي كان عضوا في الجماعة التي كان الدكتور أيمن
الظواهري أميرها في مصر، وكان زميله بكلية الطب، ودعاه الدكتور أيمن إلى
إعادة إحياء الجماعة، فتردد سيد إمام في الانضمام، فكاد الدكتور أيمن أن
يعيد تأسيس الجماعة بدونه، ولكن سيد إمام وافق في آخر لحظة، وحيث أن
الدكتور أيمن الظواهري كان هو الأقدم وهو الذي دعى سيد إمام للجهاد وعلمه
إياه وكان أميره ومؤسس المجموعة في مصر، فكان المفترض والمتوقع أن يكون هو
الأمير، ولكن نظرا لما يتمتع به الدكتور من أدب جم وحتى لا يكون من الذين
يطلبون الإمارة وحيث أنهما كانا اثنان فقط، فقد ولى الدكتور أيمن حفظه الله
سيد إمام الإمارة". وفي عام 1992م انتقل الدكتور أيمن الظواهريإلى السودان.
وبعد
استقالة سيد إمام من الجماعة، قرر مجلس شورى الجماعة بالإجماع تعين
الدكتور أيمن الظواهري أميرا للجماعة وكان ذلك القرار ما هو إلا تصحيح لوضع
خطأ.
واستلم
الدكتور أيمن الظواهري الجماعة بعدما أهدرت مواردها واعتقل معظلم أفرادها،
استلمها مشرذمة، بل وسعى في هذا الوقت الحرج الصيدلاني أحمد عجيزة إلى
الإنشقاق وكانت المفاجأة انه لم ينحاز إلى عجيزة إلا أفراد قلائل وأما معظم
الإخوة فالتفوا حول أميرهم الدكتور أيمن الظواهري.
ومن
المواقف الجديرة بالذكر أنه عندما قام مجموعة من الإخوة المنشقين عن
الجماعة – من أتباع الصيلادني أحمد حسين عجيزة – برشق البيت الذي كان فيه
الشيخ والإخوة بالحجارة وقاموا بالسباب، وقف هو جزاه الله خيرا في وجه
الإخوة الذين معه ومنهم من الخروج والتصدي لهؤلاء المتعصبين وقال هم: "إذا
كنت أميركم فسمعوا كلامي ولا تقابلوا الإساءة بالإساءة وإنما قابلوها
بالإحسان، لأنكم تعاملون الله سبحانه، وثقوا أن الله سيجزيكم بذلك الأمر في
الدنيا والآامل". وقال لهم أيضا: "لابد من إرساء قواعد أخلاقية في العمل الإسلامي القائم على الأخوة الإيمانية ".
وقد أثر هذا الموقف في هؤلاء المنشقين وعاد كثيرا منهم مرة أخرى، بعدما رؤى هذا السلوك الطيبة وحسن أخلاق الدكتور أيمن حفظه الله.
وبعد
أن أصبح الدكتور أيمن هو الأمير تحسنت علاقة جماعة الجهاد المصرية مع كل
الجماعات الإسلامية العاملة على الساحة والتي كان بعضها في خلاف مع جماعة
الجهاد بسبب غلظة سيد إمام وسوء تصرفه.
وقد
كان الدكتور أيمن حفظه الله ينهى دائما عن التعصب المذموم، سواء داخل
الأمة الإسلامية أو التشهير أو الازدراء لأهل منطقة أو بلدة معينة، ويحذر
من الوقوع في مثل هذه المعصية.
*في داغستان 1996م*
بدأت
منذ ربيع عام 1996 موجة جديدة من المطاردات ضد المجاهدين العرب عامة
تديرها أمريكا وتنفذها الأنظمة المستسلمة لها، فقرر الدكتور أيمن أن يحاول
التنقل في البلاد عله يجد فرصة لإيجاد مكان مناسب لإدارة العمل، مستغلا ما
من الله به عليه من خبرة في التخفي والتنقل. وهكذا بدأت رحلة من التنقل من
بلد لبلد.
ومع
حلول خريف عام 1996م اتضح للشيخ أن هذا التنقل مضاره أكثر من فوائده، وأنه
لن يستطيع أن يفيد الحركة الجهادية إلا إذا انتقل لقاعدة مستقرة
للمجاهدين، يستطيع أن يعمل منها بحرية وأمن، وأن يستفيد ويفيد إخوانه
المجاهدين. ولم يكن أمامه إلا أفغانستان أو الشيشان. أما أفغانستان فكانت
معلومات الشيخ عما يدور فيها قليلة، وكان في قلق منها بسبب الحرب الأهلية
الدائرة فيها، وكان خوف الشيخ من أن يجد نفسه متورطنا في تلك الحرب رغماً
عنه. أو أن يهاجمه طرف متورط مع الأمريكان أو الباكستانيين، خاصة وقد أبدى
برهان الدين رباني رغبته في تسليم من أسماهم بالإرهابيين عند زيارته لمصر،
رغم أنه هو الذي كان يحتاج من يحميه، ولكنها مسابقة عرض الخدمات لاكتساب
رضا ومنافع سيد العالم الجديد. فقرر الشيخ أن يشد الرحال للشيشان. وكان
الطريق يمر بداغستان التي دخلها تهريباً، وفي الطريق قبض عليه في مدينة
دربند بداغستان، لأن الشيخ ورفاقه لا يحملون تأشيرة دخول لروسيا التي تعتبر
داغستان جزءاً منها. وحولتهم الشرطة لوزارة الاستخبارات، التي حولتنا لحرس
الحدود، وهكذا في سويعات وجدوا أنفسهم في معتقل معسكر قيادة حرس الحدود في
داغستان في قبضة الجيش الروسي.
وبدأ
التحقيق معهم لدخولهم لأراضي روسيا الاتحادية بدون تأشيرة، ولم يجدوا معهم
ما يجعلهم يشتبهون في صلتهم بالمجاهدين، وكانت أمام الشيخ ورفاقه مشكلتان:
الأولى وهي الجريمة القانونية، وهي دخول البلاد بدون تأشيرة، والثانية وهي
الأخطر وهي انكشاف أمرهم، وما قد يتبع ذلك من آثار.
فقرروا
أن يتحملوا أهون الضررين، ويتقمصوا شخصية التجار الذين غرر بهم البعض،
وأدخلوهم البلاد بدون تأشيرة مقابل مبلغ من المال. وأنهم يملكون شركة
تجارية، وقد جاءوا لداغستان للبحث عن فرص للتجارة. وفعلاً حكوا للمحققين
تفاصيل رحلتهم مع بعض التعديلات، وذكروا فيها معلومات حقيقية عن الطريق
الذي سلكوه، فاقتنع المحققون بالقصة، وسجلوا ضدهم قضية جنائية، ثم تطور
الأمر بأن قرروا تحويلهم للسجن المركزي في العاصمة محج قلعة، وبدأت الشرطة
معهم تحقيقاً قانونياً كرروا فيه نفس القصة، ثم استدعتهم وزارة المخابرات
في العاصمة، وحققت معهم كل منهم على انفراد، فكرروا نفس القصة الواحدة،
فاقتنع المحققون ببساطة قضيتهم، وأنها لا تعدو أن تكون قضية دخول البلاد
بدون تأشيرة. وحولت أوراقهم للقضاء، الذي حكم عليهم بستة أشهر حبساً، كانوا
قد أمضوا منها حتى صدور الحكم أربعة أشهر ونصف.
*تأسيس الجبهة الإسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين*. وبينما الدكتور أيمن الظواهري حفظه الله مأسور في داغستان إذ بالشيخ أسامة بن لادن رحمه الله
يرسل في حضوره لأمر هام، وتكرر طلبه الشيخ أسامة وألح في ذلك -وكانت
قيادات الجماعة في ذلك الوقت تخفي نبأ أسر الدكتور أيمن حتى على أفرادها
نظرا للوضع الأمني الحرج له ولمن معه وباقي الجماعة- ومع إلحاح الشيخ أسامة
بن لادن رحمه الله وتكراره للطلب تم إرسال احد
قيادات الجماعة لأفغانستان ليبحث مع الشيخ أسامة فيما يريد مع تفويض كامل
له لتقرير ما يلزم، ولكن بعد سفره لأفغانستان بدأت طلبات حضور الدكتور أيمن
الظواهري منه بدلا من الشيخ أسامة، فقد كان الشيخ أسامة بن لادن يريد
تأسيس "الجبهة الإسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين"
فلم يستطع الأخ اتخاذ قرار مثل هذا، وبعد فك أسر الدكتور أيمن وعودته إلى
أذربيجان قرر الذهاب إلى اليمن للإقامة هناك، ولكن مع تكرار طلب الحضور
لأفغانستان قرر الذهاب لمدة أسبوعين لبحث الأمر الهام ولم يكن يعلم ما هو،
ولم يكن ممكن من الناحية الأمنية معرفته عبر وسائل الاتصالات، وسافر
الدكتور أيمن الظواهري إلى أفغانستان واتفق مع الشيخ أسامة بن لادن على
تأسيس الجبهة وأعلن ذلك، وكانت الجبهة تقوم على التحالف بين الجماعات
المختلفة لتحقيق أهدافها مع بقاء كيان كل جماعة مستقل يسعى لتحقيق الأهداف
الخاصة به، بجانب أهداف الجبهة.
وصدر
بيانها الأول في صورة فتوى، -الذي دعا لقتل الأمريكان وقتالهم حتى يكفوا
عن جرائمهم ضد المسلمين- وذلك في 25 شوال 1418هـ الموافق 22 فبراير 1998م.
*الاتحاد في جماعة قاعدة الجهاد* واستمر الأمر
على ذلك لفترة ثم تبين أن مجال عمل الجبهة يمكن أن يستغرق كل جهد وعمل
جماعة القاعدة وجماعة الجهاد وغيرها من الجماعات الإسلامية، فتم في عمل
2000م إعلان الاندماج الكامل بين جماعة القاعدة وجماعة الجهاد وتكوين جماعة
جديدة هي "جماعة قاعدة الجهاد"، وكان ذلك فتحًا ونصرًا ونجاحًا لكل واحدة من الجماعتين وللحركة الإسلامية جميعًا.
يقول
الدكتور أيمن الظواهري حفظه الله :"وهي نعمة أسأل الله أن يعيننا على
شكرها، ولا بد هنا أن نذكر الفضل لأهله، فقد كان من أهم من سعى في ذلك
العمل المبارك الشهيد - كما نحسبه - أبو حفص المصري القائد – رحمه الله -،
وآخرون من أفاضل الدعاة والمجاهدين قد لا أستطيع أن أذكرهم الآن، ولكن الله
يعلمهم، أسأله أن يجزيهم خير الجزاء".
وكان
الشيخ مع مرور السنوات يدرك الضرورة الخطيرة للوحدة في العمل الإسلامي،
وأنه