همس الندى المــــــــ نائبة ـــــــــــــــدير
الديانة : عدد المساهمات : 1510 العمر : 45 الابراج : الأبراج الصينية : نقاط : 2096803 السمعة : 60 تاريخ الميلاد : 03/11/1979 تاريخ التسجيل : 01/04/2010
| موضوع: احنا مالنا ومال سوريا؟؟.....ألا نرد الجميل لمن كان يردد القرآن بينما يحرق الفرنسيين يده؟؟؟ 2012-03-27, 4:13 am | |
|
{ وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون } .
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره .. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله و الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم ، أما بعد ..
تتعالى بعض الأصوات المنكرة لتقول ان لا شأن لنا بما يحدث للسوريين....
خلينا يا عم فى حالنا...
يا عم كل واحد يشوف بلده..
فقط اذكركم بشاب لم يبلغ الرابعة والعشرين....
سليمان الحلبى....
لقد أحبكم هذا الرجل كما ينبغى أن نرد له هذا الحب...
كان أحد تلاميذ الأزهر......
أيام كان الأزهر يحارب الاستعمار الفرنسى....
يرى الشيخ أحمد الشرقاوي, الذي قاد انتفاضة القاهرة الأولي ضد الغزاة الفرنسيين وكيف أعدمه الفرنسيون بعد قمع الانتفاضة بقطع رأسه....
أصيب التلميذ الفتى سليمان بصدمة.....
زاد منها ما رآه من إهانة كليبر للمصريين....
ومنعه الغذاء عنهم حتي مات كثيرون جوعا......
وما ارتكبه من مذابح يندي لها الجبين.....
فرأي في قتل كليبر سبيلا لتحرير مصر من محتل غاصب حتي لو كانت حياته الثمن.......
وتنكر الحلبي في هيئة صاحب حاجة, وتوجه إلي كليبر في مقر قيادة الحملة بقصر محمد بك الألفي فمد كليبر إليه يده في صلف ليقبلها قبل أن يسمع حاجته......
ففاجأه سليمان بأربع طعنات كما طعن كبير المهندسين الفرنسيين الذي كان يرافقه حين حاول منعه من قتل كليبر وفر هاربا, لكنه مالبث أن وقع في قبضة العسكر الفرنسيين..
وأمر الجنرال عبد الله مينو الذي خلف كليبر في قيادة الحملة,بعقد محاكمة عاجلة لسليمان, ترأسها نائبه الجنرال رينيه وضمت في عضويتها تسعة من كبار العسكريين الفرنسيين.....
ولم تستغرق المحاكمة الصورية أكثر من أربعة أيام, حاول الفرنسيون خلالها تصوير الحادثة علي أنها مؤامره شارك فيها الإمام الأكبر لمشيخة الأزهر عبد الله الشرقاوي.....
وحكم علي سليمان الحلبي بحرق يده اليمني التي طعن بها كليبر حتي الزند......
ووضعه علي خازوق حتي الموت....
مع بقائه علي الخازوق لحين تأكله الطيور....
كما حكم علي4 قارئي قرآن أزهريين من شباب غزة بقطع رؤوسهم أمام الحلبي قبل تنفيذ الحكم عليه في تل العقارب بمصر القديمة, بحجة عدم تبليغهم عنه برغم معرفتهم بنيته!!!!!
وللأسف ...
بينما نحن نسينا هذا البطل وجميل صنعه وشجاعته....
فإن مؤرخي الغرب وكتابه أنصفوه وتحدثوا عن شجاعته....
فكتب الجنرال مينو في تقريره عن الحادثة: هذا الشاب المتحمس أظهر وقت القصاص وخلال تعذيبه, شجاعة ورباطة جأش تدلان علي ارتياح ضميره لأحسن عمل يستحق الثناء والتمجيد والثقة, بأنه سينال حسن الجزاء الذي ينتظر الشهداء.....
وكتب المؤرخ الفرنسي هنري لورنس واصفا ساعة تنفيذ الأحكام: ويجري البدء بقطع رؤوس المشايخ, ثم يحرق باريتملي زند القاتل, وهو ينظر الى يده تأكلها النار حتى العظم....برباطة جأش و صبر ويردد آيات القرآن.......
ويتجه باريتملى إلي خزوقته, ويتصرف الحلبي بشجاعة مرددا الشهادتين وآيات من القرآن....
ووضعت جمجمة إنسان حر أحب مصر وقدم حياته فداء لها مثل سليمان الحلبي للعرض في متحف فى فرنسا مكتوبا عليها....جمجمة مجرم....ولا تزال هناك حتى اليوم!!!!!
ان دور الحلبي في مصر ـ لا مولده وحياته في سوريا ـ كان أساس احراقه و إعدامه بقسوة ووحشية, ولابد لمصر ومثقفيها من الإسهام في إعادة الاعتبار لهذا الشهيد بالسعي لنصرة شعبه على السفاح الخائن بكل الطرق الممكنة.....
ثم السعى لاسترداد رفاته وجمجمته,
و الدعاء ليل نهار لشعبه بنصرتهم أمام هذا السفاح الحقير!!!!
فالشاعر يقول...
اذا أكرمت الكريم ملكته...
وشعب مصر كرام ان شاء الله...
| |
|