MR ABDULLAH IBRAHIM محـــ القلعة ـــــــــارب
الديانة : مسلم وكلى فخر بفضل الله الجنسية : ارض الاسود عدد المساهمات : 1555 العمر : 40 المهنة : المصير إما إلى جنة وإما إلى نار الابراج : الأبراج الصينية : نقاط : 50816 السمعة : 36 تاريخ الميلاد : 22/04/1984 تاريخ التسجيل : 30/05/2010 العمل/الترفيه : أسألكم الدعاء بارك الله فيكم المزاج : الحمد لله وكفى
| موضوع: سلفى | صحافة | الفتح | جحا والمتحولون الجدد!! 2012-03-02, 7:58 pm | |
| سلفى | صحافة | الفتح | جحا والمتحولون الجدد!! خرج جحا من منزله مع ابنه وحماره متجها إلى السوق، وكأي رجل عادي يمتلك حمارا ركب جحا على الحمار وأردف ابنه وراءه، ورغم بداهة التصرف إلا أن قوما ممن لا يجدون ما يفعلونه في حياتهم سوى التعليق على كل ما ومن حولهم استغلوا فرصه مرور جحا من أمام مجلسهم وأخذوا يلقون عليه باللوم الشديد لقسوته على الحمار!! وقالوا في امتعاض ظاهر: (ألا يعرف الرفق بالحيوان طريقا إلى قلبك؟! تركب أنت وابنك على الحمار الهزيل المسكين؟!)، رجع جحا إلى نفسه، وتأثر بكلام الناس وبلومهم، وخاف أن تهتز صورته أمام جمعيات الرفق بالحيوان ومنظمات المجتمع المدني، هو يعلم أن الحمار حمار، ومتأكد من أن وزنه ووزن ولده لا يشكلان ثقلا كبيرا يفوق احتمال الحمار، ولكن (الزن على الودان –لمن يتأثر به- أمرّ من السحر)!! عدل جحا من وضعه ونزل هو من على الحمار وترك ولده، ولم يلبث أن مر على مجموعة من الناس تشبه المجموعة السابقة جلسوا يعدون لبرنامج (توك شو)!! فما أن رأوا منظره حتى احمرت وجوههم وانطلقت ألسنتهم يلومون جحا على إفساد ولده ويلومون الولد على عقوق والده، (كيف تركب ويمشي أبوك؟! ذهب البر من الدنيا!!)، أسرع جحا من تعديل وضعه حتى يتجنب لومهم وسخطهم، فهو لا يقوى على إغضاب الفضائيات والرأي العام، فأنزل ابنه ليمشي بجانب الحمار وركب هو، وظن أنه سيسلم هكذا من الانتقادات ومن الاتهامات وأن (الآخر) سيكف عن محاولة ابتزازه فكريا!! لم يمر كثير وقت حتى سمع صوتا صاخبا من شرفة أحد الأبراج السكنية التي مشى لتوه من أمامها، فنظر إلى أعلى ليفاجأ برهط من الناس يطلون من هذه الشرفة يحدّون إليه النظر ويطلقون صيحات غاضبة ويرفعون لافتات قد كتبوا عليها: (أين الشفقة على الولد الصغير؟!)، وأخرى كتب عليها: (يركب القوي ويمشي الضعيف!! إن هذا شيء سخيف!!)، أحس جحا بالحرج البالغ، وحز في نفسه أن يصفه أحد بانتفاء الشفقة من قلبه على ولده، فقرر أن ينزل هو ولده من على الحمار ليمشيا بجانبه حتى لا يجد أحد من الناس إلى انتقاده سبيلا بعد ذلك، وليستشعر أنه جزء منسجم في هذا المجتمع!! ولكن ليس كل ما يتمناه جحا يدركه، ورضا (الآخر) مقطوع باستحالته في التنزيل، فقد قابل جحا قرب السوق جماعة أخذوا يضربون أكفهم بعضها ببعض ويتضاحكون ويسخرون من فعل جحا وابنه، (معهم حمار ويمشون!!)، حافظ جحا على ضبط نفسه وحرص على كظم غيظه حتى لا يتهم بعدم قبول النقد!! وأخذ قرارا بحمل الحمار، وطلب من ولده أن يساعده في ذلك، ولكن سرعان ما سقط هو وابنه والحمار على الأرض بعد أن استنفذ جميع وسائل التقارب مع (الآخر)!! ولن ترضى!! إبراهيم أباظة جريدة الفتح 2-3-2012م
| |
|