DR MUHANNED IBRAHIM محـــ القلعة ـــــــــارب
الديانة : مسلم بفضل الله تعالى الجنسية : مصرى بفضل الله عدد المساهمات : 1470 المهنة : لا حياة بدون عمــــل .. ولا عمل بدون أمــــل !! نقاط : 1087951 السمعة : 30 تاريخ التسجيل : 01/05/2010 العمل/الترفيه : مسلم عمله وقوله متوازيان المزاج : حازم ثابت صارم حنون رحيم كريم
| موضوع: ما هى الثورة المصرية؟ د. رفيق حبيب 2012-01-15, 10:57 pm | |
| كثير من الاضطراب والحيرة التى يمر بها المجتمع المصرى، ناتجة من عدم توحد رؤية المجتمع بكل فئاته حول المعنى الحقيقى للثورة المصرية، مما أفقد المجتمع فرصة التوافق على مسار التحول والتغيير الذى يحقق أهداف المجتمع من الثورة. فالنظر إلى الثورة باعتبارها تغييرا واسعا وكبيرا، جعل البعض يتصور أنه يمكن أن تتحول الحياة فى مصر إلى صورة أخرى فى أسابيع أو شهور، والنظر إلى الثورة باعتبارها عملية هدم كامل لكل ما سبقها، جعل البعض يتصور أنه يمكن هدم كل شىء فى الأسابيع الأولى، وقبل بداية بناء أى شىء جديد. واللافت للنظر أن البعض تصور أن الثورة سوف تغير سلوك المصريين جميعا كليا، مما أدى إلى قدر من الإحباط بسبب استمرار تصرفات وسلوكيات سلبية بين المصريين بعد الثورة.. وكل تلك التصورات تدور فى الواقع حول ما ينتج عن الثورة من تغيير، وهى مما لا شك فيه تصورات صحيحة، لأن الثورة فى النهاية هى عملية تغيير كبرى وشاملة، ولكن المشكلة تتعلق أساسا بكيفية إحداث التغيير المنشود، وهنا يظهر أهمية فهم طبيعة الثورة المصرية، وطبيعة الربيع العربى.
الواضح من مسار الثورة المصرية، وغيرها من الثورات العربية، أنها ثورة شعب، أى أنها عملية خرج بمقتضاها الشعب ضد الوضع القائم، وأعتبر أن كل ما يحدث فاقد للشرعية، وأن السلطة القائمة فاقدة للشرعية، وبهذا أصبحت الثورة هى عملية لإعادة الشرعية مرة أخرى إلى الشعب، ليصبح الشعب هو مصدر الشرعية.. والشعوب خرجت على أوضاع معيشية وسياسية مرفوضة وممارسات مرفوضة، أى أنها خرجت على وضع مرفوض بالكامل من أجل تغييره، وعندما أرادت تغيير الواقع، أسقطت شرعية السلطة الحاكمة، وبهذا ربط الشعب بين شرعية الحكم، وبين الوضع الذى يعيشه، وأعتبر أن الاستبداد والفساد، هو نتاج غياب الشرعية عن الحكم، مما يعنى أن بناء سلطة تستمد شرعيتها من الشعب، هو الكفيل بتحقيق الحياة الكريمة التى يتمناها الشعب، وهو أيضا الكفيل بالقضاء على الاستبداد والفساد. لذا نجد أن السواد الأعظم من المجتمع المصرى، ربط ربطا واضحا بين الثورة وبين الانتخابات الحرة النزيهة، وشارك فى الانتخابات على أساس أنه يحقق مطالب الثورة، ويمارس الحق الذى يمكنه من تحقيق مطالبه، فأصبحت الانتخابات هى الوسيلة لتحقيق مطالب الشعب، والتى هى مطالب الثورة.
لذلك نجد أن الكثير من حالة الاضطراب وربما الإحباط التى سادت بعد إسقاط النظام، كانت بسبب انتظار الناس لتحقيق التغيير المطلوب، وفى فترة الانتظار، تصور البعض أن التغيير سوف يحدث تلقائيا، أو أنه سوف يحدث من خلال مطالب ميادين التحرير فى مواجهة القائمين على إدارة شئون البلاد. ولكن الواقع أكد أن المسار الصحيح للتغيير، لا يتحقق بانتظار سلطة تقوم بتحقيق مطالب الثورة الشعبية، ولكن باختيار السلطة التى تقوم بهذه المهمة بتكليف من الشعب.. فالارتباط بين ممارسة الشعب لحقه فى أن يكون مصدرًا للشرعية، وبين اختيار من يحقق مطالب الشعب، مثل اللحظة المهمة التى تتناسب مع طبيعية الثورة الشعبية. | |
|