يا حازم احزم أمرك وكن أنت الزعيم
محمد بن شاكر الشريف
زعيمنا العظيم إنه لم يعد يخفى عليك أيها القائد،
تلك الحالة المزرية التي صارت إليها أمتنا:
أمة التوحيد والعزة والشهامة،
فقد نُكِّست أعلامها، وتغيرت جُلُّ أحوالها:
فصار العز ذلا، والمجد والفخار ضِعة،
وتبدل الغنى فقرا، والتقدم في مدارج العلا تأخرا
وتخلفا، وتبدلت كثير من شرائع الدين وتحولت عند الكثيرين
إلى عادات باردة ليس فيها من حرارة الإيمان
شيء، إلى غير ذلك من الأمور التي لم تعد
تخفى عليك أيها الزعيم، والآمال كلها
-بعد الله تعالى- معقودة عليك، فالقلوب معلقة بك،
والأبصار مشدودة إليك، والآذان مصغية إليك،
تنتظر منك الكلمة أو الإشارة لتعبر بهم
الجسرالفاصل بين ما مضى وما هو مقبل آت،
فتخرجهم-بإذن الله تعالى-من مواطن الذلة
والضعف إلى مواطن العز والشرف،
ومن فساد التصورات والأخلاق والسلوك،
إلى صفاء الإيمان ونقاء القلب وحميد السيرة
والخلال، فالحمل ثقيل، والتبعة مغلظة،
والأمانة منوطة بك، والآمال معقودة عليك،
فإن تقاعست أيها الزعيم عن ذلك فقد
أكملت ضياع الأمة، ولاعذر لك في ذلك،
فإن الأمة جعلتك زعيما لها وألقت إليك مقاليدها،
وحملت نفسها على السير وراءك في السراء
والضراء، فلا تخذلها أيها الزعيم،
بل خذ بيدها واعبر بها، اعبر ولا تتوان،
اعبر ولا تتقاعس، اعبر ولا يشغلك ضجيج السوقة
والغوغاء، قل بسم الله واعبر،
فإن الأبواب المُغَلَّقة ستفتح لك
وإن النصر سيتحقق على يديك بإذن الله،
وحينئذ سيخلد اسمك في صفحات التاريخ المجيد،
في صفحات المجد والعز والكرامة والفخار،
كما خلد من قبل أسماء أبطال عظام
جعلوا همهم نصرة الدين وألقوا بالدنيا
خلف ظهورهم، فنصرهم الله وأعزهم
وأتتهم الدنيا وهي راغمة، وهم كثير
على مدى التاريخ الإسلامي:
كالخلفاء الراشدين رضي الله تعالى عنهم
وخالد بن الوليد، وسعد بن أبي وقاص،
وأبي عبيدة بن الجراح، وصلاح الدين الأيوبي
وسيف الدين قطز، والسلطان محمد الفاتح،
والقائمة طويلة لكنه بقي فيها مكان خال أيها الزعيم،
فكن أنت هو واسبق واحتل المكان،
فإن السابق الحقيقي من سبق إليه،
لا من هرول إلى مصانعة الأعداء،
اسبق واحتل ذلك المكان الخالي
الذي ظل شاغرا من آماد طويلة
ينتظر من يجلس عليه بحقه، وإنه لا يتسع إلا لشخص واحد، والفائز من سبق إليه
وأخذه بحقه وأدى الذي عليه فيه،
ابتغاء رضوان الله ورجاء الفوز بجنة عرضها
السموات والأرض أعدت للمتقين،
ونحن معك أيها الزعيم من بين يديك ومن خلفك
وعن يمينك وعن شمالك، نشد من أزرك
ونأتمر بأمرك فلا تخذلنا وهذا هو مشروع الإصلاح الذي لوعملت له مع الأمة
لكنتم من الفائزين والرابحين في الدنيا وفي الآامل،
بدلا من الإفساد الذي يقوم به الدجالون
ويروجون له باسم خطط الإصلاح.
المصدر: صفحة الشيخ حفظه الله