رئيس حزب النور: "الإخوان" قد يحاولون إظهار التيار السلفي في ثوب "المشاغب والمخالف"
رويترز
4-12-2011 | 16:28
عماد الدين عبد الغفور
قال رئيس حزب النور السلفي: إن للحزب رؤيته وقراراته المستقلة عن جماعة الإخوان المسلمين واستبعد تحالفا ثنائيا معها، لكنه أوضح أن الحزب مستعد للمشاركة في ائتلاف موسع بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية.
وأضاف عماد عبدالغفور رئيس حزب النور أن الحزب لا يريد أن يكون تابعا لأية قوة سياسية أخرى، وأن الإخوان المسلمين قد يحاولون إظهار التيار السلفي في ثوب "المشاغب والمخالف".
واحتل التيار السلفي المركز الثاني حتى الآن في الانتخابات التي تستمر حتى العاشر من يناير المقبل، فيما مثل مفاجأة لكثير من المصريين الذين كانوا يتوقعون أن يحتل التيار الليبرالي المركز الثاني بعد الاخوان المسلمين.
وقال عبد الغفور "نحن نكره التبعية لأنهم يقولون دائما أنتم تتخذون قراراتكم مثل الإخوان ... نحن بفضل الله لا نتخذ قراراتنا تبع الإخوان فنحن لنا رؤيتنا."
وتابع "نحن لا نستبعد أن يحاولوا (الإخوان) تهميشنا لأن هذا لاحظناه في بداية الأمر. ولا نستبعد أن الأمر يستمر لإظهارنا بأننا الكتلة المشاغبة ولشيطنة التيار السياسي السلفي وإظهاره بأنه هو المشاغب والمخالف."
وأوضحت نتائج المرحلة الأولى من أول انتخابات تجري في مصر منذ إسقاط حكم الرئيس السابق حسني مبارك في فبراير الماضي تصدر جماعة الإخوان المسلمين السباق، يليها حزب النور في المركز الثاني ثم الكتلة المصرية التي تضم قوى يسارية وليبرالية في المركز الثالث.
لكن عبد الغفور يتوقع أن يحقق حزبه نتائج أفضل في المرحلتين المقبلتين، مشيرا إلى أنه غير راض عن أداء الحزب خلال المرحلة الأولى من الانتخابات.
وأكد أن الحزب سيحصل على نفس نسبة الأصوات على الأقل في المرحلتين المقبلتين قائلا "نفس النسبة على أقل تقدير."
وسئل عبد الغفور عن إمكانية التحالف مع الإخوان المسلمين فقال "تجربة الاحزاب الأخرى مع اإخوان كانت مريرة فهم يتناولون اإخوان خلف الكواليس بالذم الشديد...أنا أفضل ائتلافا وطنيا موسعا."
وقال إن حزبه مستعد لدخول ائتلاف حكومي موسع يضم كل الأحزاب والقوى السياسية بما فيها الأحزاب والقوى اليسارية والليبرالية.
وقال عبد الغفور "لو دعينا لتكوين حكومة ائتلاف وطني موسع سنستجيب ... أي مكون سياسي حصل على أكثر من خمسة بالمئة لابد أن نستقطبه كي تنطلق الحكومة بقوة وتؤدي بكفاءة."
وأشار إلى أن استقلال السلفيين بقراراتهم عن الإخوان المسلمين أفادهم "وظهر هذا في أحداث 19 نوفمبر عندما اتخذ الاخوان قرارا بعدم النزول لكننا قررنا النزول واتضح فعلا أن القرار الذي اتخذناه كان أقوى وأفضل وأفادنا وأظهر أننا قريبين من الثوار ومن الشعب."
وكان يشير بذلك إلى تجدد الاحتجاجات في ميدان التحرير على استمرار الحكم العسكري.
وفي أعقاب الثورة التي أطاحت بمبارك تشكلت عشرات الاحزاب الجديدة ومنها حزب النور بعد أن وافق المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مارس الماضي على قانون يخفف القيود التي خنقت الحياة السياسية في السابق وفتح الباب أمام تأسيس أحزاب تتنافس في الانتخابات بعدما كانت لجنة شئون الأحزاب خاضعة لهيمنة الحزب الوطني المنحل الذي كان يحكم مصر في عهد مبارك.
وسعى عبد الغفور إلى طمأنة المسيحيين، وقال إن الحزب يرى "أن الأقباط لهم ما لنا من حقوق وعليهم ما علينا من واجبات." وقال إنه يرى أن خوف الاقباط من السلفيين غير مبرر، موضحا أن هناك أصواتا متطرفة تحاول تخويف المسيحيين من التيار الإسلامي.
وقال "من مصلحة الأقباط أن يتواجدوا داخل الحياة السياسية بقوة وأن ينتشروا في الأحزاب الموجودة وأن يدعموا برامجها ... هناك أشخاص يحققون أمجادا سياسية على حسابهم وفي النهاية لن يهتم هؤلاء بقضايا الوطن لا أقباط ولا مسلمين."
وقال عبد الغفور إنه يرفض أي حديث عن الدولة العلمانية مشيرا إلى أن "الحزب يوافق على أن تبقى المادة الثانية من الدستور (التي تنص على أن الدين الإسلامي هو المصدر الرئيسي للتشريع) دون المساس بها كحد أدنى."
ونفى عبد الغفور أن الحزب يتلقى أي تمويل من الخارج: وقال إن الحزب يعاني من مشاكل مالية وأن إنفاق الحزب على الحملة الانتخابية لا يقارن بإنفاق الأحزاب الأخرى.
ولم يستبعد رئيس حزب النور مراجعة اتفاقية السلام التي أبرمتها مصر مع إسرائيل لكنه أكد أن العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل تعتمد بشكل أساسي على مصلحة مصر والعالم العربي.
وأضاف "لو مصر رجعت دولة قوية تتحكم في اقتصادها وتتحكم في تسليحها ولديها حرية حقيقية هذا يكفي أن تحسب إسرائيل حسابا لمصر... كامب ديفيد (اتفاقية السلام) في حاجة إلى أن يعاد قراءتها ودراستها."
وكانت مصر أول دولة عربية تعترف بإسرائيل وحصلت بموجب معاهدة السلام التي أبرمت عام 1979 على مليارات الدولارات في شكل مساعدات أمريكية سنوية واستعادت سيناء التي كانت إسرائيل قد احتلتها في حرب 1967.
وقال عبد الغفور "نحن نؤيد كل ما فيه مصلحة لمصر وللعالم العربي وأنت لا تستطيع أن تضع أحكاما ثابتة لأن السياسة عبارة عن متغيرات... مع أي دولة سواء إسرائيل أو غير إسرائيل هذه السياسة متغيرة وتقوم على المصالح".