"إسرائيل" المذعورة.. فوز الإخوان فناؤنا!
تقرير إخباري ـ إيمان الشرقاوي
"لن يكون هناك سلام مع "إسرائيل" إذا جاء الإخوان".. "الإخوان سيقتلون كل اليهود".. "لن تنعم "إسرائيل" براحة بعد اليوم".. هكذا أخذت وسائل الإعلام الصهيونية تروج لفزاعة جديدة وهي هيمنة جماعة الإخوان المسلمين في مصر على البرلمان المقبل بعد اقتراب جناحها السياسي "الحرية والعدالة" من تحقيق فوز كاسح في الانتخابات التشريعية الجارية والتي تعد أول انتخابات ديمقراطية تشهدها البلاد بعد غياب صديق "إسرائيل" حسني مبارك وذلك على غرار باقي دول الربيع العربي التي حقق فيها الإسلاميون انتصارات كبيرة بعد عقود من القمع.
فهاهو راديو "إسرائيل" يؤكد أن مراكز الأبحاث الأمنية والاستخبارية "الإسرائيلية" تعلن حالة "طوارئ" بعدما أصبح فوز الإخوان أكيدا في المرحلة الأولى للانتخابات، معربا عن تخوف هذه الأجهزة الأمنية مما وصفته ب"بالأيام السوداء" التي ستواجهها "إسرائيل" مع احتمال انهيار معاهدة السلام وتوتر الأوضاع على الحدود في شبه جزيرة سيناء.
كما نقل موقع جيش الاحتلال عن جهات أمنية قوله إن اتفاق السلام المبرم مع مصر في خطر داهم، متوقعة انهياره ، ومحذرة أيضا من تعاظم قوة الإخوان المسلمين الذي يتوجب معه ترقب "إسرائيل" لأنها حركة منظمة وتمتلك كل الوسائل والإمكانات للوصول إلى سدة الحكم في مصر.
وقامت العديد من الصحف العبرية بنقل تخوفات رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو عندما قال في خطاب له في الكنيست، الأسبوع الماضي "إننا أمام موجة إسلامية تجتاح المنطقة وتضع "إسرائيل" أمام تحديات كبيرة" في إشارة إلى فوز الإسلاميين في تونس والفوز الكبير المتوقع للإخوان المسلمين" الذي قد يؤثر على العلاقات بين مصر و"إسرائيل" وبالأخص فيما يتعلق بمعاهدة السلام.
بل ذهب رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية شاوول موفاز إلى أبعد من انهيار معاهدة السلام، حيث وجه رسالة للجيش "الإسرائيلي" بأن يكون على أهبة الاستعداد لأي سيناريو محتمل قد يحصل في مصر بعد إجراء الانتخابات، حيث توقع حربا تدفع إليه جماعة الإخوان !!.
وانتقد بدوره موقع "الحياة" "الإسرائيلي" المتطرف موقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذى ينظر للإخوان على أنها جماعة معتدلة، وتساءل الموقع في كثير من المبالغة والتهويل "كيف يكون الإخوان معتدلين وهم يدعون إلى قتل كل رجل أو امرأة أو طفل يهودي فى العالم فهناك نص قرآني يؤكد مقتل جميع اليهود على أيدى المسلمين فى يوم واحد؟" على حد تعبير الموقع.
وزعم الموقع "أنه سيأتي يوم تخرج فيه وكالات الأنباء العالمية بخبر مقتل اليهود فى جميع أنحاء العالم"، مشيرا أيضا إلى دعوات الإخوان لتشجيع الاستثمار فى القدس المحتلة لمنع استيلاء اليهود على المنازل والأراضى وهو ما يدل على نية الجماعة للجهاد وتحرير فلسطين باتت واضحة، بحد قوله.
التهويل الإعلامي لم يقتصر فقط على وسائل الإعلام العبرية ولكنها وصلت للصحف الأمريكية خاصة ذات الاتجاه اليميني المتطرف مثل "كرستيان ساينس مونيتور" المدفوعة من الليوبي اليهودي في الولايات المتحدة والتي حذرت من "هيمنة الجماعات الإسلامية بقيادة جماعة الاخوان على البرلمان، وقالت إن "إسرائيل" تواجه تهديدا بانخفاض عدد أصدقائها في المنطقة وإن مصر لن تصبح الدولة ذاتها بالنسبة ل"إسرائيل"، مثلها مثل دول المنطقة العربية بأكملها منذ تأسيس جامعة الدول العربية.
لكن مع كل التهويل الذي طنطنت به " إسرائيل" ووسائل إعلامها فإن العديد من الخبراء يرون أن "إسرائيل" قد تريد من وراء ذلك تبرير أي خطوات عدائية تجاه مصر في الفترة المقبلة قد تصل إلى الحرب أو الضغط عليها فيما يخص قطاع غزة وحركة حماس، مؤكدين أن فوز الإخوان ليس فزاعة حقيقية فالمجلس العسكري هو الذي يسيطر على الأوضاع حاليا قبل انتخاب رئيس جديد لمصر، ويريد الحفاظ على اتفاقية السلام وعدم التضحية بالمعونة الأمريكية خاصة الجزء العسكري منها ، كما أن حزب الإخوان نفسه ليس حزب متطرفين سيعلنون حربا على الغرب أو يعرضون أنفسهم للخطر فورا بإلغاء اتفاق السلام مع "إسرائيل"، واستعداء الكيان الصهيوني عليه في هذه المرحلة التي تشهد فيها مصر أوضاعا داخلية غير مستقرة واقتصاد متدهور.