أكدت
حركة الشباب المجاهدين الصومالية عدم وجود مجاعة في جنوب البلاد، كما سخرت من التقارير التي
تحدثت عن وفاة 29 ألف طفل خلال ثلاثة أشهر بسبب الجوع، مشيرة إلى أن عدد
الضحايا في الأقاليم التي تسيطر عليها الحركة لا يتجاوز الخمسين، نافية
منعها وصول المساعدات الإنسانية إلى الجوعى والمتضررين من المجاعة.
وأنكر الناطق الرسمي باسم الحركة علي محمود راجي للجزيرة نت وقوع مجاعة في
جنوب الصومال كما ذكرت بعض التقارير الدولية التي وصفها "بالمسيّسة وغير
الصحيحة"، مشيرا إلى أن ما تنشره الهيئات الغربية عن الجفاف في جنوب
الصومال "لا أساس له من الصحة".
لكن راجي أقر في المقابل بوجود الجفاف الذي يؤثر على الرعاة والمزارعين
لكونهما يعتمدان على المواشي والزراعة، إلا أنه مغاير تماما لما تروجه
وسائل الإعلام الغربية.
وشدد على أن حجم الجفاف لم يصل بعدُ مرحلة الإعلان عن مجاعة وخاصة في
المناطق التابعة لحركة الشباب، وأن حدود الجفاف محصور، والجهود جارية
لاحتوائه، و"بفضل الله هطلت الأمطار في بعض المناطق حيث يتجه الناس إلى
ممارسة نشاطهم الزراعي".
ووصف إعلان الأمم المتحدة وجود مجاعة في جنوب الصومال بأنها تقارير سياسية،
متهما المنظمة الدولية بإقحام المجال الإنساني في السياسة لتحقيق أجندات
خاصة.
"
علي محمود راجي:
التقارير التي تتحدث عن مقتل آلاف الأطفال كلها أكاذيب وافتراءات، والذين
ماتوا بسبب الجفاف في جميع الولايات الإسلامية لا يتجاوز عددهم الـ50 شخصا
"
خمسون قتيلا
وسخر المتحدث باسم حركة الشباب من التقارير الدولية التي أفادت بمقتل ثلاثين ألف طفل صومالي جوعا.
وقال إن "هذه التقارير كلها أكاذيب وافتراءات ولا صحة لها مطلقا"، وأضاف أن
الذين ماتوا بسبب الجفاف في جميع الولايات الإسلامية -المكونة من 13
ولاية- لا يتجاوزون 50 شخصا.
أما ما تروجه الأمم المتحدة من موت آلاف الأطفال جراء الجفاف وأن حركة
الشباب تمنع إيصال المساعدات إليهم، فهدفه إعداد قوة جديدة من الدول
الأفريقية لاستباحة الصوماليين واحتلال بلادهم، وهذا ما نرفضه.
لا نمنع المساعدات
وفي موضوع اتهام الحركة بمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها قال راجي
إن ما يشاع عبر وسائل الإعلام "عار من الصحة ومحض افتراء، والغرض منه تحقيق أجندة سياسية غير شريفة".
وأضاف "هم يروجون الأكاذيب، في وقت نضاعف فيه جهودنا الخيرية بالتعاون مع
التجار ومع الجاليات الصومالية في الخارج لإغاثة المتضررين بالجفاف".
وكانت وزيرة الخارجية الاميركية
هيلاري كلينتون قد دعت الحركة إلى السماح بإيصال المساعدات الغذائية إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها في جنوب الصومال والتي ضربتها المجاعة.
وقالت إنه "أمر مأساوي أن تعيق الشباب وصول المساعدات"، مشيرة إلى أن الحركة تعيق عمدا تسليم تلك المساعدات للمنكوبين.
التنسيق مع الحركة
وفي مسألة إيصال المساعدات إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحركة، أكد
راجي تمسكها بموقفها المرحب بكل من يقدم معونات إغاثية إلى المحتاجين شريطة
عدم تسييسها والاتصال مع اللجنة التي شُكلت بهذا الخصوص.
ولفت راجي غير أنه شدد على أهمية الالتزام بسياسات الحركة التي
يراها راجي أنها أساسية للتعامل معها، وهي ضرورة الاتصال والتنسيق مع لجنة
الإغاثة العاجلة وعدم استخدام المعونات الإنسانية لأغراض سياسية، أو كورقة
ضغط على الشعب الصومالي لاحتلاله.
وفي هذا السياق ذكّر راجي بوجود أكثر من مائة هيئة وجمعية محلية وإقليمية
ودولية منتشرة في الولايات الإسلامية، تمارس نشاطاتها الإنسانية دون أي
مشكلة، وقنوات الاتصال مفتوحة بينها وبين الحركة.
حركة الشباب تتهم الهيئات الدولية بتسييس عمليات الإغاثة (الجزيرة نت)
مفارقة دولية
ويشير راجي إلى مفارقة تتمثل في أن الهيئات الغربية توزع المعونات على
النازحين في المناطق التابعة لقوات الاتحاد الأفريقي (أميسوم) والحكومة
الانتقالية "المرتدة"، وتعلن الخميس أنها منطقة مجاعة.
وفي هذا السياق تساءل راجي عن كيفية تقديم الهيئات الدولية المساعدة لجميع
الصوماليين إذا كانت عاجزة عن إطعام النازحين في المنطقة التي تسيطر عليها
الحكومة الانتقالية والتي لا تتجاوز مساحتها أربع كيلومترات مربعة على حد
قوله.
وعن دور الدول العربية في إغاثة المتضررين من المجاعة، قال راجي "يبدو أن
العرب يثقون بما يقوله أعداء الإسلام عن الصومال، ولا يريدون تقصي الحقائق
من الواقع، ولا من الجهة الأمينة التي توزع المساعدات الإنسانية على
مستحقيها".
وأضاف أن الدول العربية تدرك من هي الجهة الموثوقة في الصومال، والقادرة
على إدارة ملف المساعدات، غير أنها تتجاهل ذلك لأنها لا تملك قرارها
السيادي ولا السياسي، بل هي "تابعة للغرب".