الاستاذ / السيد السحلول ورحلة مرضه وشفائه والدروس المستفادة ( متجدد )

عدل سابقا من قبل ADMIN في 2011-06-05, 12:24 am عدل 1 مرات

ما دعاني لنشر قصتي هو أن يستفيد منها أصحاب الحالات المشابهه و الشباب الذين يفقدون الأمل سريعا.
لقد
عشت أياما مظلمه و كلما اشتد الظلام تجدد الأمل و لكن كل يوم يكون أشد
ظلمة من اليوم الذي يسبقه و أنا أنتظر بزوغ الفجر فأشد ساعات الليل ظلمه
تلك التي تسبق بزوغ الفجرو مع اشتداد الظلام لدرجة أن أقول ليس هناك ظلام
أحلك من هذا لا يبزغ الفجر بل يأتي ظلام أشد و أشد,,
لقد تأخر بزوخ
الفجر كثيرا ولكني دوما كنت على يقين لا يقبل الشك أن الفجر سيبزغ يوما ما و
أن الشمس التي غابت كثيرا ستشرق و تنير الأيام التي كانت مظلمه, لقد كان
الأمل دوما صوب عيني و يقيني أن الله يختبرني,
كنت أشجع نفسي دوما على الصبر فبعده الفوز و الفلاح و النجاح.
إلى
كل إخواني و أخواتي الذين يواجهون مشكلة ما أو ظرفا ما لا تفقدوا الأمل و
لا تيأسوا من روح الله و تأكدوا أن الله يبتلي عباده على قدر إيمانهم, و
المرض إنما هو نعمه أنعم الله بها على عباده ليغسلهم من ذنوبهم أو يرفعم
مراتب لم يكفي عملهم للوصول إليها.
نسأل الله الصبر و الأجر على البلايا و الرضا بما قسمه الله....

بقلم الاستاذ / السيد السحلول

جزاء الصابرين الجنة يااستاذ سيد ونحتسبك انشاء الله منهم لاننى تابعت قصتك فى صمت وتألمت لك كثيرا فربنا يجزيك خيرا

عدل سابقا من قبل ADMIN في 2011-06-05, 12:47 am عدل 1 مرات

لا
أجد شيئا أهديه لأخى الغالى السيد السحلول يعبر عن مدى تأثرى بقصته وتألمى
من أجله ومواساتى له فى ما مر به إلا قول النبى صلى الله عليه وسلم والذى
فيه تعويضا كاملا من الله عز وجل عما جرى له ..

فلله الحمد أنه جعل هذا الثواب للمبتلين ..
الاستاذ / السيد السحلول ورحلة مرضه وشفائه والدروس المستفادة ( متجدد ) 250195_124015851014263_100002175477023_195242_5956564_n

الاستاذ / السيد السحلول ورحلة مرضه وشفائه والدروس المستفادة ( متجدد ) 250195_124015851014263_100002175477023_195242_5956564_n

تعلمون جميعا أنني مرت بي أزمه قلما يصمد أمامها انسان إما بسبب المرض أو بسبب الخوف من المرض الذي ألم به
في
الحقيقه انا فكرت كتير أسرد قصتي مع ما يسمى المرض, لأن فيها من الدروس
المستفاده الكثير و لكنني متردد كثيرا و مازلت متردد لسببين يتنازعان داخلي
حول هذا الأمر.
الشيئ الذي يحض على النشر هو رغبتي ان يستفيد الناس من هذه الأزمه القاسيه التي ألمت بي و كيف أ، الله تعالى رزقني الرضا و الصبر.

أما الشيئ الذي لا يحبذ النشر فهو مخافة الرياء..
أستشيركم ,,,,,؟

عدل سابقا من قبل ADMIN في 2011-06-06, 12:46 pm عدل 1 مرات

قصـــــتي ................ الفصل الأول

عندما كنت موظفا في
المبيعات في إحدى المؤسسات التجاريه في الرياض و التي لم تكن تلبي طموحي و
رغبتي في الشعور بالأمان الوظيفي فضلا عن الدخل, فقد فكرت بعد اقتراح بعض
الأصدقاء أن أتقدم لإحدى شركات السيارات و لكني كنت خائف و عندي رهبه و
رغبه شديده في هذه الوظيفه, استجمعت قواي و شجاعتي و قررت الذهاب بمنتهى
الشياكه و المظهر الملفت للإنتباه و المشيه التي تعبر عن ثقه بالنفس.
و
عند مقابلة المدير جلست معه ساعه من الزمان و صار يطرح علي الأسئله تلو
الأسئله و أنا أجاوب خطأ أو لا أجاوب و ذلك من رهبة المكان الشديد الفخامه
ورغبتي الشديده في الفوز بالوظيفه..
و بعد ساعه مقابله شخصيه لم أستطع
أن ألبي الحد الأدنى من متطلبات الوظيف, فلم أتمكن من صياغة الإجابه في نص
رغم أني أعرفها بل وأمارسها في عملي.

نتيجة المقابله : - قال لي
المدير كلمات معناها انت فاكر ان المبيعات سهله مش أي حد يشتغل في المبيعات
و قال لي ما معناه أنني لا أصلح نهائيا للعمل في المبيعات,
و خرجت
بعدما ودعته بابتسامه عريضه من عنده و أنا سعيد للغايه بل في منتهى السعاده
الممزوجة بطاقه هائله لا يكبح جماحها إلا تحقيق الهدف و الفوز بالوظيفه و
تحقيق نجاح هائل.
أما خروجي في حالة سعاده فكان السبب أنني عرفت الكيفيه
التي تمكني من النجاح و هي الإطلاع عى كتب المبيعات و بالفعل خرجت من عنده
و ذهبت مباشرة لمكتبة جرير اشتريت كتيب في المبيعات للكاتب ( ماكجروهيل) و
قرأت الكتاب مرات و جلست مع من لديهم خبره سنوات في المبيعات. ثم بعد 30
يوم عاودت الذهاب إليه و كان قد نسيني إلى حد ما فقال لي ( أنا شوفتك فين
قبل كده ) فقصصت عليه, لقد جئت هنا منذ شهر لعمل مقابله شخصيه للفوز بوظيفة
مستشار مبيعات و لكن لم أجاوب على أي سؤال و حضرتك قلت لي ما معناه أنني
لا أصلح البته للعمل بالمبيعات, و قد اشتريت كتب في المبيعات و قرأت و درست
جيدا و الآن أنا مستعد تماما للمقابله الشخصيه.
رأيت إعجاب في عينيه
يصل لحد الإنبهار و عندها قال لي اتفضل اجلس و هنا أصبحت الذي يقود دفة
الحوار وأوجهه و هنا أصبحت الذي يقود دفة الحوار وأوجهه إلى حيث أريد عند
ذلك قرر أن أعمل في الشركه و علم بقصتي فرع آخر فطلب أن أعمل معه. لكن هذا
رفض رفضا قطعيا..

عندما قال لي ما معناه ان انت متنفعش لم أزعل و لم
أغضب بل نظرت للجانب الإيجابي فقط و هو أنني عرفت ما يريده في المقابله
الشخصيه. و ذاكرت و درست و عندما أصبحت مستعدا رجعت إليه مره أخرى و أصبحت
أنا الذي يقود دفة الحوار في هذه المقابله بعد تمكني من علم المبيعات.
-
لا تراجع و لا استسلام عن تحقيق الهدف ما كان مشروعا و هذا ما علمه و فهمه
و جعله يتمسك بي ثم بعد أربعة أشهر فقط من العمل رشحني لأكون مسؤل عن
المبيعات في فرع ميت لابيع فيه و أوكل إلي مهمة تطويره و قد حققت المعجزة
أيضا...

,,,,و تقبلوا تحياتي

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, السيد السحلول

الحلقة الثانية قريبا بعد الحصول عليها باذن الله

هذا فاصل من حياة اخى الحبيب السيد السحلول

عندما كنت موظفا في المبيعات في إحدى المؤسسات التجاريه في
الرياض و التي لم تكن تلبي طموحي و رغبتي في الشعور بالأمان الوظيفي فضلا
عن الدخل, فقد فكرت بعد اقتراح بعض الأصدقاء أن أتقدم لإحدى شركات السيارات
و لكني كنت خائف و عندي رهبه و رغبه شديده في هذه الوظيفه, استجمعت قواي و
شجاعتي و قررت الذهاب بمنتهى الشياكه و المظهر الملفت للإنتباه و المشيه
التي تعبر عن ثقه بالنفس.
و عند مقابلة المدير جلست معه ساعه من الزمان و
صار يطرح علي الأسئله تلو الأسئله و أنا أجاوب خطأ أو لا أجاوب و ذلك من
رهبة المكان الشديد الفخامه ورغبتي الشديده في الفوز بالوظيفه..
و بعد ساعه مقابله شخصيه لم أستطع أن ألبي الحد الأدنى من متطلبات الوظيفه.

نتيجة
المقابله : - قال لي المدير كلمات معناها انت فاكر ان المبيعات سهله مش أي
حد يشتغل في المبيعات و قال لي ما معناه أنني لا أصلح نهائيا للعمل في
المبيعات,
و خرجت بعدما ودعته بابتسامه عريضه من عنده و أنا سعيد للغايه
بل في منتهى السعاده الممزوجة بطاقه هائله لا يكبح جماحها إلا تحقيق الهدف
و الفوز بالوظيفه.
أما خروجي في حالة سعاده فكان السبب أنني عرفت
الكيفيه التي تمكني من النجاح و هي الإطلاع عى كتب المبيعات و بالفعل خرجت
من عنده و ذهبت مباشرة لمكتبة جرير اشتريت كتيب في المبيعات للكاتب (
ماكجروهيل) و قرأت الكتاب مرات و جلست مع من لديهم خبره سنوات في المبيعات.
ثم بعد 30 يوم عاودت الذهاب إليه و كان قد نسيني إلى حد ما فقال لي ( أنا
شوفتك فين قبل كده ) فقصصت عليه, لقد جئت هنا منذ شهر لعمل مقابله شخصيه
للفوز بوظيفة مستشار مبيعات و لكن لم أجاوب على أي سؤال و حضرتك قلت لي ما
معناه أنني لا أصلح البته للعمل بالمبيعات, و قد اشتريت كتب في المبيعات و
قرأت و درست جيدا و الآن أنا مستعد تماما للمقابله الشخصيه.
رأيت إجاب في عينيه يصل لحد الإنبهار و عندها قال لي اتفضل اجلس و قرر أن أعمل في الشركه و علم بقصتي فرع آخر فطلب أن أعمل معه....

عندما
قال لي ما معناه ان انت متنفعش لم أزعل و لم أغضب بل نظرت للجانب الإيجابي
فقط و هو أنني عرفت ما يريده في المقابله الشخصيه. و ذاكرت و درست و عندما
أصبحت مستعدا رجعت إليه ثانيا.
- لا تراجع و لا استسلام عن تحقيق الهدف
ما كان مشروعا و هذا ما علمه و فهمه و جعله يتمسك بي ثم بعد أربعة أشهر
فقط من العمل رشحني لأكون مسؤل عن المبيعات في فرع ميت لابيع فيه و قد حققت
المعجزة أيضا...

,,,,,,,,,,,,,,, و تقبلوا تحياتي
,,,,,,,,,,,,,,,,, السيد السحلول

قصــــتي ,,,,,,,,, الفصل الثاني

بعد 3 شهور و 20
يوم فقط من العمل عرض علي المدير أن أنتقل لمدينة حائل و أكون مسؤلا عن
المبيعات هناك, تعجبت من اختياره لي أنا بالذات و هناك موظفين لهم سنه أو
سنوات في العمل و خبرتهم كبيره فوافقت و قبلت التحدي لأن ذلك الفرع كان ميت
إكلينيكيا مبيعات يدوب سياره أو إثنين بالشهر.
لكني لم أخفي دهشتي من
تركه أرباب الخبره و إختياري أنا لهذه المهمه و لم يمر على استلامي للعمل
أكثر من 3شهور و 20 يوم, فقلت له إن عملية تطوير هذا الفرع تحتاج واحد
بروفيشنال ( محترف) فقال بمنتهى الثقه لي أنت بروفيشنال, قلت في نفسي خلاص
مات الكلام.
و بدأت مهمتي و كانت مهمه صعبه و عصيبه و بدأت المبيعات
تتحرك على استحياء فبعت في أول شهر 4 سيارات ثم الشهر الذي تلاه 6 و هكذا
ثم نزلت المبيعات في فتره و كانت الضغوط هائله و تهديد بالفصل من العمل
لدرجة أنني أرسلت زوجتي إلى مصر استعدادا لمواجهة الأسوأ و مضت شهور عصيبه
حتى انفرجت الأزمه و بدأت المبيعات في ارتفاع حتى و صلت لرقم 11 في الشهر
عندها اتصل بي المدير العام للمنطقه الوسطى و هنأني و أثنى على عملي و توال
النجاح تلو النجاح و ترتفع المبيعات بشكل كبير و أدخلت مبيعات شاحنات مـان
الضخمه و الشركه التي لم يكن أغلب الناس يعرفونها أصبحت مشهوره و المصري
الذي يعمل بها ( أنا) أصبح معروفا تماما و محبوبا و أغلب الناس تعرفني و
المسؤلين و كبار الشخصيات في المدينه. عندما رغبت في تجديد رخصة السيارة و
كان يجب تبديل اللوحات الجديده اتصلت بمدير المرور ليعطيني رقم مميز قال
أبشر و بالفعل أعطاني رقم مميز خسرته بعد ذلك عندما اضطررت لبيع السياره
بسبب اضطراري للمغادره النهائيه بسبب المرض.
لقد حققت النجاح و ثبت أقدامي في العمل و كان من آن لآخر تأتيني عروض للعمل بسبب سمعتي الطيبه.
لقد
نجحت و بدأت الخطوات الأولى للوصول لا أقول القمه و لكن للعلالي وبدأت
أتقدم في طريق الصعود بعد أن عثرت على طريق الوصول لمراتب أعلى.
أنا في
قمة النجاح و الشهره و السلطه أيضا بالنسبه لأجنبيي, فأنا الذي كان يعمل
المقابلات الشخصيه مع الذين يريدون التوظيف من السعوديين و غيرهم و أعطي
توصيتي التي لم تطن ملزمه للمدير و لكن غالبا يأخذ بها و كان الناس يعتقدون
أنهم بحاجه لشخص واسطه حتى أساعد أحد في التوظيف فكنت دوما أقول للجميع
لستم بحاجه لذلك فأنا أساعد الجميع بشرط أن يكونوا يستحقوا المساعده .

و
أنا في أوج هذا النجاح بدأت أشعر بالتعب من أطراف أصابع قدمي الإثنين
متجها إلى الداخل و بدأت صحتي في النازل و شعرت بالإعياء الذي كان يزيد
ببطئ شديد لكنه لا يتوقف.
الفصل الثاني غدا إن شاء الله........ السيد السحلول

قصـــــــتي .............. الفصل الثالث

كان الألم
يمشي بدايه من أظافر الأقدام صعودا رويدا يويدا ثم أصبحت أشعر أن عضلات
السمانتين كأن عليما أسمنت ( متيبستين ) و هذا كان يعيق قدرتي على المشي و
صعود السلالم أو الحركه و هذا الشعور مستمر في الصعود للعضلات الخلفيه و
الأماميه للفخذ. و مع كل تقدم للأم تضعف معه قدرتي عي الحركه.
في هذه
الأثناء كانت زوجتي على وشك الوصول للسعوديه و كنت لا أقوى على حمل
الأغراض,و صعود السلم. و ذهبت لإحضارها من المطاروفي طريق العوده من المطار
كنت أفكر كيف أرفع الأمتعه للدور الثاني و الله بالكاد استطعت ان أفعل.
و
مراجعة الأطباء لا جدوى فيها كلهم يعطون أدويه في الإتجاه الخطاء تزيد من
أزمتي وما زاد الطين بله انضباطي الشديد حتى في تعاطي الأدويه و كاتب
مذكرات في كل مكان عشان منساش الدواء, و حالتي اصبحت تسوء أكثر فأكثر
لدرجة أنني كنت أقع لو اتكعبلت في ورقه و بعد الوقوع لا أقوى على الوقوف
مره أخرى فعلى أحدهم أن يساعدني للنهوض.
ذات يوم كنت أتحسس الطريق
لسيارتي و أمشي ببطء شديد و بعد اقترابي من السياره سقطت على الأرض و كان
اسفلت ساخن جدا من حرارة الشمس الحارقه و مبزبز, المفاتيح راحت في جنب و
السياره في الجنب الثاني ولا أرى أحد من حولي كي يساعدني, و في منظر شديد
التأثيربدأت أحبو و أنا أتألم بشده و لا اقدر حتي أجر رجلي و أنا أحبو, و
صعدت للسياره على طريقة متسلقي الجبال في المراحل الأخير و قد أنهكهم طول
الطريق للقمه, كل ذلك, و هكذا استمر الحال و الأطباء و أنت تشرح لهم حالتك
يفكرون كيف يجعلون الفاتوره بميلغ كبير,و هذا ماجعلهم يشخصون خطأ و يعطون
أدويه خطأ تسببت في مضاعفة آلامي وزيادة حجمي ووزني بشكل رهيب جعل راحتي
يدي لا يمكنها احتواء وجهي و أنا أتوضأ أو أغسله من كبر حجمه و عيني أصبحت
مثل الصينين لأن انتفاخ الوجه شد الجلد فجعل عيني تضيقان و تطولان في اتجاه
الجوانب.
فقدت القدره على اسعاد بناتي و زوجتي و أصبح الجميع مهموم
بدلا من السعاده التي كانت نتيجه منطقيه لرجل يحظى بوظيفه محترمه ودخل
محترم و لديه سيارتين و معه زوجته و بنته في الروضه الحكوميه..
ابنتيا
كانتا دوما يطلبان مني أن ألعب معهما و نحن في الحديقه و بالطبع أعتذر بأني
تعبابان و مع تكرار ذلك سألتني إحدى ابنتي يوما يا بابا انت هتروق امته
عشان تلعب معنا,و الله شيئ يفطر القلب.
و الله كنت عندما أصل للبيت
أتحسس طريقي و أصعد السلم شبه حبوا و قبل ذلك أنظر هنا و هناك خشية أن أرى
إحدى السيدات من سكان العماره وتراني بحالة الضعف هذه.
وكان الذي يملأ
لنا مياه الشرب بلدياتنا اللي وقفوا جنبي ربيع شبانه و عوضين شبانه و غيرهم
انبوبة الغاز و غيره, و لما كنا ننزل السوق نتسوق للبيت كانت زوجتي
تساعدني في نقل الأغراض و لو فيه حد من الجيران يجي يشيل هو الحاجه
بالكامل.
في هذه الأثناء كان علي أن أحافظ على مظهري و أدائي في العمل
فكنت أذهب بالملابس الرسميه المعتاده هي حسنة المظر إنما تخفي بداخلها آلام
تنوء بها العصبة أولوا القوه و شخص لا يقوى على أن يخطو بقدميه مثل الطفل
الذي ما انفك يبدأ المشي و الناس يسندوه و يحاول نقل قدميه بصعوبه بالغه
خشية الوقوع ( تماما مثلي آنذاك). فكنت أبدوا طبيعيا و لكني مثقل بالآلام
على طريقة (عبد الحليم حافظ اللي بيغني) لما كان يصور إحدي أغنياته و هو
ينذف و يتوقف التصوير ثم يعاود التصوير و لا يبدو عليه الإعياء في الأغنيه.
كنت أفعل كل ذلك حفاظا على مكاني ووظيفتي التي كنت دومها أجتهد بشكل غير
عادي أبدا ليس للحفاظ عليها و حسب بل لتخطيها لما هو أعلى, لذلك كنت دوما
أرفض فكرة الرجوع لمصر رغم الضغوط من أهلي كلهم لأن معناه أن الذي بنيته في
سنوات انتهى و للأبد, وكنت دائما أحمد الله و دائم أذكره خصوصا و أنا راكب
السياره لوحدي و أطلب من الله الشفاء فيسوء الوضع أكثر فأكثر فأقول إن هذا
لهو اختبار عظيم من الله فلله الحمد على ما أنعم و أعطى كما يحب أن يحمد
جلا في علاه.
كانت دائما الطرق مقفوله و صعبه و مليئه بالعثرات و بعد
العثرات أجد الطريق مغلق, عنما طلب مني الطبيب أشعه رنين وغناطيسي و قال هي
سوف توضح كل شيء و نبدأ العلاج و هتبأ زي الفل و متقلقش صدقته و قلت خلاص
استحمل لما تعمل الأشعه الأمور هتبقى تمام, ذهبت لأقدم على الأشعه في
مستشفى حكومي لأن الجهاز موجود فيها فقط و بفلوس طبعا و كتيره كمان, قالي
دورك بعد شهرين و 1800 ريال انصدمت صدمه رهيبه و قلت له أنا مريض و تعبان و
كيف أعيش هكذا حتى هذا الموعد, مرضيتش أحجز و مشيت و طبعا معاناه لا
يضاهيها معاناه حتي أمشي و أتنقل بل و حتى أتكلم.
خرجت و قلت أستغل
معارفي الآن, ارتحت يومين من المشوار ده و بعدين كلمت واحد صاحبي و قال
تعالى دي الوقتي عشان تعمل الأشعه و ببلاش و لا هلله. خرجت من الشركه في
طريقي للسياره و قعت على الأرض لا أدري كيف حدث ذلك انما و قعت و صرت أصرخ
مناديا على زميلي الذي جاء مهرولا و اوقفني و أنا أتألم بشده
و حدث تورم
في قدمي الإثنين لدرجة أن الحذاء لم يعد يتسع لهما و صرت أتألم تارة مما
انا فيه و تاره من المرض و تاره من ألم قدميو تاره من ضعوط العمل و
مراقبتهم لي عن كثب و الطريق المتعثر للأشعه و أبكي و أنا أقود سيارتي ثم و
صلت للمستشفى حتى أدركت أنه ليس بإمكاني المشي فصرت أتحسس الطريق لقسم
الأشعه بالمشي في طريق مخصص للمعاقين حتى أمسك بماسورة مخصصه لذلك.
و
ساعدني الناس في الوصول للشخص الذي أنا ذاهب إليه فأجلسوني على كرسي
المقعدين و بدأ أحد العمال يدفعني, ثم دخلت غرفة الأشعه فوجدت الموظفين
اللي هناك كلهم يعرفوني و أنا لا أعرفهم بحكم عملي طبعا و طلبوا مني خلع
الملابس و بالطبع تعب رهيب حتى أخلع ملابسي أو ألبسها, و كنا في الشتاء و
أنا أرتدي ملابس كثيره و خلعتها حتى تعبت كأنني أجري أميالا و كل ما أرى
جهاز الأشعه أمام عيني يعطيني دفعه و أمل بقرب نهاية طريق الألام.
ثم
بعد ذلك سألني الفني قال ( انت عامل عمليات قبل كده؟ قلت نعم ايدي الشمال
فيها 10 مسامير و شريحه, قال معلهش يابو محمد مينفعش نعملك الأشعه سوف تجعل
المسامير اللي في ايدك تختلف من أماكنها, وقفت الدموع في عيني و بطبيعتي
كرجل مبيعات مبتسم دائما و لكن قلبي موجوع و عندها اتصلت بواحد صاحبي اسمه
ربيع شبانه حتى يأتي معي لأني لم أعد أقوى على الحركه, و ساعدني الناس في
ارتداء ملابسي و أجلسوني على كرسي المقعدين و أوصلوني للسياره و ظللت أبكي و
أبكي و لا أدري ماذا أفعل
فلله الحمد و الشكر على ما أنعم و أعطى, الحمد لله الذي رزقنا بالرضا و الصبر على ما بلانا.

و البقيه في الفصل الرابع

............................... السيد السحلول

قصــــتي ................... الفصل الرابع

كم
كان الليل طويــــــــــلا جدا و كان النهار أيضا طويلا جدا فكنت أنتظر
هذا لعلي أجد فيه الراحه فلا أجد و ذاك كذلك, أبحث عن سبيل لإخراج عائلتي
من هذه الأجواء ولو لساعه فلا أتمكن.
عندما بدأت تناول دواء الكورتيزون و
تسبب ذلك في زيادة وزني زياده رهيبه و شهوه كبيره للأكل لا توصف فقد كنت
آكل و آشرب حتى أكاد لا أستطيع أن أتنفس و كنت أنام على جنبي الشمال حتى
يساعد ذلك في سرعة الهضم حتى أعاود الأكل, وكانت زوجتي تجلس في مقابلي حتى
تراقبني لأنها كانت تخاف أن أموت من كتمة النفس و أنا نايم بسبب كثرة
الأكل.
لقد كان لزوجتي جزاها الله خير الجزاء دور عظيم معي في هذه
المحنه العظيمه, حتى أنها تعلمت الحقن كي تعطيني هي الحقن بدل مشوار
المستوصف الذي أنهكني يوميا,
و كانت حالتي دوما تسوؤ, و لكني لا أفقد
الأمل أبدا مثل صاحبنا الذي يمشي في الصحراء متتبعا السراب على أنه ماء حتى
يروي ظمأه و لكن هيهات هيهات, فلا هو وجد الماء فشرب و لا أنا شفيت.
ما
كان تكرار بكائي يئسا أو عدم رضا . كلا, إنما كان حزنا على أن أحدا لم
يعرف ما بي و حزنا على أنني لا أستطيع إسعاد زوجتي و بناتي, و عدم تمكن
اطباء من معرفة سبب أوجاعي أشعرني بحزن شديد و كنت أبكي و أنا أقود السياره
لوحدي سائلا الله الحي القيوم أن يشفيني.
لقد أصبت بما يشبه العقم و توقفت قدرتي على الإنجاب كنتيجه لما أصابني و لا أريد أن أحكي تفاصيل ذلك لكنه كان مفجعا و لكن الصبر طيب.
في
هذه الأثناء اقترح على أحد الفتايين المصريين رئيس الجاليه المصريه بحائل
أن ألبس رقبه وقال دي اللي هتخليك ميه ميه و كنت أنا لا أفقد الأمل فقلت
ليه لأ, و فعلت و كانت أخباري تنتقل لأدارة الشركه العليا في المنطقه
الوسطى و كانت الدنيا مقلوبه المهم الأخبار أصبحت تنقل إليهم بطريقه أو
بأخرى و الرقبه زودت الأزمه.
وعندما ساءت الأمور وأصبحت أنا عاجز عن
التصرف و قررت أن أتقدم بطلب أجازه و المؤسف أنها لن تزيد عن شهر حسب
النظام اللعين في الشركه.
لكني فوجئت بخبر فصلي من العمل و إقالتي بسبب أوضاعي الصحيه, تبا لمن اتخذ هذا القرار و لمن أعانه عليه
عندما
دعاني مدير الفرع إلى مكتبه و قال لي عاوز أتكلم معاك كلمتين. لقد قرر
المديرالعام أن نصفي لك حسابك و تسافر مصر نهائي و لما تتعاج تعالى تاني و
مكانك محفوظ و هذا القرار اتخذ قبل يومين لكني لم أجد طريقه مناسبه
لإبلاغك. عندها لفت وجهي عن المدير و قلت الحمد لله اللهم أجرني في مصيبتي و
اخلفني خيرا منها و حمدت الله على ما أنعم و أعطى و شعرت براحه نفسيه
كبيره لأنني كان نفسي أسافر و لكن مكنتش عاوز آخد القرار بنفسي حنى لا أقول
يوما ما يا ليتني لم أفعل.
لكني كنت على ثقه أنني عائد إلى هنا مرة أخرى وسوف أستكمل ما بدأته.
علاقتي
بالسعوديين كانت جيده جدا مميزه و طيبه و كنت أحفظ بعض أقصائدهم و هي صعبه
جدا, ما دفع أحدهم ليعرض علي تكفله جميع مصاريف علاجي من ريال الى مائة
الف فشكرته لكنه كان مصرا و لكني كنت أكثر اصرارا و شكرت له هذا الموقف.
بدأت
أبيع سيارتي بخساره حتى اغادر سريعا و شقتي التي كنت قد انتقلت اليها قبل
اسبوعين و عفش الشقه, لقد كانت في الحقيقه ظروف مأساويه لكن مع كل ذلك
الإبتسامه العريضه لم تفارق وجهي حتى وأنا أتألم.
و غادرت هذه البلات
التي أحببتها, و طريق العوده إلى مصر كان متعبا و أنا أمشي مستندا على
زوجتي و الناس تشوفني و أنا غير قادر على حمل كيس في يدي أو صعود سلم
الطائره و زوجتي تسندني و الدموع في عيني وأنا أقاوم, و في مطار جده توقفنا
ترانزيت و كان صديق لحمدي أبو الخير و العربي الدسوقي مسافر فساعدني في
حمل بعض الأمتعه.
لقد تألم كثيرا من قابلوني في مطار القاهره و شعروا بصدمه أما في المنزل عندما رأتني أمي أصيبت بالإغماء
لقد تألمو كثيرا و أنا تألمت لألمهم.

البقيه في الفصل الخامس
............................. السيد السحلول

هــل نتعلم التفاؤل ؟!!!!!11

لا شك أن التفاؤل يشحذ
قدرات الإنسان و يزيد من قوته ومقدرته على تحقيق أهداف حياته, و بما أن
التفاؤل سلوك مكتسب و ليس فطريا فإنه بإمكاننا أن ننضم لحزب المتفائلين, و
ذلك من خلال الخطوات التاليه:-
1- تعود أن ترى الجانب المشرق دائما لأي شيء من حياتك.
2-
حاول أن تستعيد ثقتك في نفسك بتحديد أهداف على المدى القصير, و أخرى على
المدى البعيد.. و كلما تحقق هدف ترى الجانب المشرق للحياه.
3-ابتعد المبالغه و تجسيم المشاكل.
4-قسم مشاكلك و تعامل مع كل منها على حده.
5- تخلص من احساسك بالذنب و المسؤوليه عن كل ما تواجهه من مشاكل.
6- تعلم كيف تسيطر على حياتك بحيث تصبح خيوطها بين يديك
7-انظر إلى الحياه من منطلق أن نسب النجاح و الفشل متساويه ( حسب الكتاب المصدر)
أما أنا السيد السحلول فأقول تعامل على أن نسب النجاح إلى الفشل تسعه إلى واحد 90 %
8-
تذكر أن العقبات التي تواجهها لن تستمر طويلا.

قصـــــــتي .................... الفصل الخامس

عندما
وصلت مصر و كلما اقتربت من العزيزة أتذكر شهر رمضان في السعوديه و أني لم
أتمكن من أخذ زوجتي و بناتي للعمره في الأيام الأخيرة من رمضان رغم أنني
حاولت ولكن المدير رفض بحجة أن العمل يحتاجني رغم أنني طلبت السماح لي و لم
أكن سأتغيب سوى يوم واحد و الباقي أجازة العيد التي تبدأ يوم الوقفه وكانت
الوقفه يوم الأحد فطلبت أن أغادر الخميس بعد نهاية الدوام, يعني لن أتغيب
سوى يوم السبت, ربما كان ذلك خير, أنا على كل حال لم أكن أستطيع أصلا و
لكنى كنت أحاول متجاهلا عدم استطاعتي لأجل زوجتي و بناتي, كذلك تكررت أيام
الحج و معظم سكان العماره ذهبوا للحج برفقة زويهم و لكني لم أستطع أن ألبي
ذلك لزوجتي, إنني أتألم الآن بسبب ذلك لكني متفائل أنني سوف أعود و تعود
هذه الأيام بثوب جديد ثوب الصحه و السعاده و الهناء.
كنت أتحرق شوقا
لكي أصل إلى شقتي, وأطالع كل شيء تركته منذ زمن, كنت أتوق لأرى أهلي من
حولي حتى أزيح الهم عن كاهلي و أترك لهم نفسي مثل أي شيء يحملونه معهم في
تحركاتهم لأني قد أنهكتني المسؤليه
الجسيمه و التفكير و الحيره فيما أفعل و فيما لا أفعل و خوفي على عائلتي في حال توفيت في هذه الظروف التي كنت فيها وحيدا.
حتى
طريق العوده كان طويلا جدا, طويلا بما يكفي لتخور معه قواي لأن كوبري بحر
البقر كان مهدوما مما أطال الطريق جدا و أتعبتنا الطرق غير المعبده أكثر و
أكثر, كنت دوما أتذكر كلمة أمـي لي و هي تقول لي (( اطمن يا ابني اللي له
أول له أخر ويوم من الأيام هتصحه من النوم تلقيك صحيح معافي ان شاء الله))
جزاك الله خيرا يأمي و أدعوا الله أن يمتعك أنت و أبي بصحتكما و يهدينا
جميعا لصالح الأعمال.
لم أكد أصل إلى البيت فجرا وكان يعج بالمستقبلين
من أهلي و لم تكد تشرق شمس هذا اليوم حتى أصبح البيت كله يعج بالناس
الطيبين الذين جاؤا ليطمئنوا علي. لقد رأيت قصة حب و ألفه جميله من هؤلاء
الناس و هم من مختلف أنحاء بلدنا العزيزة, و الله كان المنزل ممتلئ بالناس
على مدار الساعه علما أن الزائرين لا يظلوا أكثر من ربع أو ثلث ساعه و
يغادروا حتى يخلوا مكان لغيرهم لأن المنزل و برغم اتساعه لم يسع لهذه
الأعداد الغفيره و كانوا هم ينظمون أنفسهم بحيث لا يظل أحد أكثر من ربع
ساعه أو عشر دقائق حتى من يأتي يجد مكانا يجلس أو حتى يقف لقد أسعدني كثيرا
ما رأيته من حب بإخلاص من هؤلاء الناس. و حارة السعايده هؤلاء الناس
الطيبيب الذين تعودنا منهم دائما إذا حدث لأحد ظروف مشابهه تجدهم يذهبون
للزياره في مجموعات تمثل الأسر كأنهم طيور مهاجره و يعرضون المساعده بإخلاص
و بأي شكل أنا أحبهم كثيرا.
و كان الجميع يفكر لأي طبيب سوف نذهب و أي
تخصص, بالطبع تعلمون أن أرجلي كانت لا تكاد تحملني و عندما أجر رجلي لا
أقوى على رفعها و هذا يبدوا أعصاب, ذهبنا للدكتور أبو على حفظه الله ليشير
علينا لمن نذهب و استقر الرأي أن ذهب إلى الدكتور محمد عبد السلام المعروف
عنه أنه عالم في تخصصه و لكنه قبحه الله أهم حاجه عنده الفلوس, و قد حولني
على مشتشفي الجامعه قصم المخ و الأعصاب لأبدأ فصل جديد من حياتي لم يخطر
ببالي يوما من الأيام أنني سوف أكون هنا, لقد دخلت مستشفى الجامعه سابقا
مرات كثيره جدا لزيارة مرضى من العزيزة و ربما لم أكن أعرفهم كان ذلك و أنا
طالب في الجامعه, كنت أذهب و زملائي لكي نقدم المساعده لهؤلاء, الآن جاء
اليوم الذي أرقد فيه هنا في انتظار من يزورني أو يساعدني....
وكانت
الأمور هادئه ووعدنا الدكتور أن أظل بالجامعه 3 أو 4 أيام على الأكثر, و
كانت أيام هادئه و أنا منتظر بتفاؤل اللحظه التي تأتي و أتمكن فيها من
المشي و صعود السلم و أمارس حياتي بشكل طبيعي,,,,,,
وإلى الآن
يبدو هذا الهدوء طبيعيا, و لكنه لم يكن كذلك, إنه الهدوء الذي يسبق العاصفه.........

البقيه في الفصل السادس ... العاصفه
.............................................السيد السحلول

قصــــتي ....................... الفصل السادس

الهدوء الذي يسبق العاصفه

على
عكس الإنطباع الشائع, مستشفى الجامعه مرتبه و منظمه ونظيفه و فيها نظام
عالي التصنيف أم عن سبب وجود انطباع عنها بوجود فوضى فالسبب ان وقت الزياره
الذي يذهب فيه الناس لزيارة المرضى يتسبب في الفوضى نتيجة وجود عدد هائل
من الزوار, لا يكترثون للنظام خصوصا وقت الزياره هو راحه للعمال تنتهي
بنهاية وقت الزياره...
بدأت عملية الفحص و التحاليل و الأشعه, ثم جاء
وقت أشعة الرنين المغناطيسي فتذكرت عندما حاولت عمل أشعه في السعوديه وقال
الفني مينفعش عشان المسامير اللي في إيدك لأن المغناطيس قوي جدا ويحرك
المسامير من مكانها. عندما تذكرت ذلك ذكرت للفني في المنصورة ان بيدي
مسامير فقال دي تيتانيوم ميجراش حاجه اطلع بسرعه و عملت الأشعه و طلع كلام
السعودي كلام فاضي و أنا الآن بحاول اتصل عليه الآن و أنا أكتب هذه السطور
نفس الشخص عشان أعمل أشعه ثانيه بس المره دي ع الغده النخاميه.
و مرت
الأيام داخل جنبات المستشفى و كان يرافقني ابن عمي و أبناء أعمامي كانوا
يتناوبون مرافقتي و لم يتخلوا عني بل وقوفوا معي لدرجة أنهم كانوا أحيانا
يتناوشون مع بعضهم حتى يرافقني أحدهم جزاهم الله خيرا,
و تم تمديد ال5 أيام أيام أخرى و تكرر الموقف و التحاليل على جميع الأنواع و الأشعات و الوقت يمضي و لا أحد يفيدني ما المشكله.
في أحد الأيام كنت بفتح الدفتر اللي فيه تفاصيل حالتي ( التشخيص و العلاج اليومي ) فوجدت شيئا لفت نظري بشده.
لقد
وجدت في خانة التشخيص مكتوب ( دلالات أورام ) و عندها تصرفت على طريقة
عادل إمام في فيلم هاللو أميركا عندما كان يأكل هو و صديقته التي جذبته من
كتفه وأشارت إلى العلبه التي يأكلان منها و كان مرسوم عليها كلب و مكتوب
أنه طعام كلاب فنزع الورقه و استمر في الأكل.
لقد فعلت نفس الشيء قفلت
الدفتر و ذهبت إلى الشباك أشاهد الناس و السيارات و الزحمه ولم أقتنع و لم
أفكر حتي قال لي أحد الأطباء الأغبياء نحن نشتبه في وجود خلايا سرطانيه في
صدرك فسكت و لم أعقب لأنني غير مقتنع به هو أصلا, غير أني دوما كنت أدعوا
الله أن يجعل الأمر خيرا
ومرت الأيام و الأسابيع و التحاليل و الأشعات
لا تنقطع و أنا لا أقاوم حتى أرسي على بر. و بعد فتره طلبوا مني أخذ عينه
من الرئه عن طريق حقنه طويله تدخل من ظهري لتصل إلى أعلى الرئه اليسرى و
فيها خطوره عاليه جدا و نسبة حدوث الوفاة ليس قليله, وكان يزورني يومها
الأستاذ عبد الرحمن داود كان محتار يقولي ايه من صعوبة الموقف و كان بعض
الأصدقاء يشجعوني على الموافقه فلبيت طلبهم لكن عند التوقيع على إقرار
إخلاء مسؤولية الطبيب ووجدت مكتوب( في حالة الوفاة) تذكرت ابنتيا و آمالي
لهما أن أراهما يكبران و يتعلمان و يتزوجان تخيلت أنني سوف أحرم من هذا
كله, عندها رفضت التوقيع. وبعد ساعه استجمعت فيها شجاعتي وافقت إلا أنهم
غيروا رأيهم و قالوا هنجيب عينه بالمنظار و أخذوني على قسم الصدر و أخذوا
العينه و لم أشعر لأنهم بنجوني كليا و عند خروج البنج مني. كنت أتكلم بشكل
لا إرادي أقول يا ناس أنا مسلم وموحد بالله انتوا شاهدين؟ شاهد يا فلان؟
شاهد يافلان و كان أحدهم مرافق لوالده و حالته سيئه ف شوح بإيده وهو قرفان و
قال إيوه يا عم انا شاهد و رفعت اصبعي إلى السماء و نطقت الشهاده و قلت
اللهم فاشهد ( بالطبع كان هذا بشكل لا إرادي و البنج بيخرج )
فأحمد الله حمد كثيرا طيبا مباركا فيه ملئ السموات و الأرض كما ينبغي لجلال وجهه و عظيم سلطانه الذي جعلني أنطق بالحق,
لقد
حاولوا أخذ عينه من عظمي أيضا, إني و الله أخالهم أغبياء و عميهم الطمع
فلماذا يادكتور عبد السلام تحتجزني في قسم المخ و الأعصاب إذا كنت ترى
المشكله في صدري, إنه الطمع و الجشع فلا يريد أن يخسر زبونا.
لقد عزبوني
مرات ومرات خصوصا في الأشعه المقطعيه اللي بالصبغه كانو بيدخلوا سن الحقنه
غلط فتنزل الصبغه في جسمي وليس الوريد تتحول يدي كأنك حاشر نص قالب طوب
تحت الجلد, والله عزبوني.
لكن الوقت كان يمر و أصبح معي كم كبيرمن الأشعات و التحاليل ورغم ذلك لم يستطيعوا أن يؤكدوا شكوكهم أو ينفوها.
لقد ارتكبو خطأ فادحا سوف يترك مزيد من الآلام لدي كل من أحبني و كل من رآني حتى لو لم يكن يعرفني
سوف يتسببون في إيلام الجميع

البقيه في الفصل السابع ........... العــــاصفـة

..........................السيد السسحلول

قصـــــتي ............... الفصل السابع

العــــاصفه

دائما
كنت أذكر نفسي بالإيجابيات التي سوف أجنيها من محنة المرض, فعندما يثاب
المؤمن على شكة حقنه فمابلك بالمرض نفسه, وعندما أتذكر أن الأصحاء يوم
القيامه سيحسدون الذين كانوا مرضى في الدنيا لما غفر الله لهم بمرضهم, كان
ذلك يشعرني بالسعاده في خضم هذه الأزمه العصيبه التي لم تكن بأي حال سهله,
وأصبح احتمال وجود اصابه بالسرطان يزيد كل يوم لكنه لم يؤكد والأطباء
نفسهم عاجزين عن التأكد رغم أن التحاليل تقول أني سليم و لكن الأشعه غير
ذلك فبها أجسام غريبه و صغيره منتشره في ظهري و جسم آخر أكبر موجود في صدري
فقرروا أن أصل المرض موجود في الصدر والموجود في الظهر ( الغمود الفقري)
هو من آُثاره, وكل شويه أروح قسم الخاص بالأورام و الطب النووي و أرى
المرضى بهذا المرض مستلقين هنا وهناك منظر مفزع جدا لكنني اعتدت عليه.
لقد
مرعلى وجودي في المستشفى 48 يوما متواصله, كنت أحظى خلالها باحترام الجميع
من المرضى و الأطباء و الممرضات و كنت أعامل على أنني شخصيه كبيره بسبب
الصوره التي رسمها عني ابن عمي للناس و طريقة تعاملي معهم. والناس تسألني
عندك إيه أقول لسه لما نشوف, في هذه الأثناء فوجئت بالأستاذ حمام عوف قد
جاء لزيارتي هو و الأستاذ محمد أبو عزيز, وسألاني إن كنت محتاج شيء. جزاهم
الله خيرا,,
في أحد الأيام أخذوني إلى قصم الطب النووي لكي يعملو لي شيء
اسمه التخطيط حتى أبدأ علاج بالإشعاع النووي يسبق العلاج الكيماوي, وقتها
بدأت أقتنع أنهم كيفوا الوضع على أنه سرطان بشكل نهائي ولم أكن أنا مقتنعا
إلى أن جاء يوم أخذوني هناك و كانوا يعدون بعض الأوراق فأعطوني احداها و
قالوا اطلع فوق عشان تأخد العلاج و قرأت الورقه فوجدت مكتوب فيها ( إذن صرف
علاج كيماوي) عندها قلت لا,, كيف ؟! آخذ علاج كيماوي و أرسلت بن عمي
للدكتور محمد عبد السلام في مكتبه بالقسم ليريه الورقه ظنا مني أنه لا يعلم
و لكنه كان على علم و لم يخبرني وقال له خليه ياخد العلاج دي حاجه بسيطه.
في هذه الأثناء و أنا أنتظر بن عمي ليأتي من عند عبد السلام لأعرف ماذا
قال وأنا بين مرضى السرطان المستلقين هنا وهناك وشكلهم مأساوي بكل ما تحمل
الكلمه من معاني, رأيت الدكتور الذي كتب لي العلاج الكيماوي فوقفت في طريقه
و سألته:

لو سمحت يا دكتور لقد وصفت لي علاج كيماوي, هو أنا عندي
ايه ؟ فوضع يده اليمنى على كتفي الأيسر و قال ربنا يشفيك و يعافيك وتركني
...... لو أن هناك جبل مكاني في هذه اللحظه كان قد انهار و أصبح في خبر
كان....

عند ذلك علمت أن وقت الظنون قد انتهى و أن المرض أصبح واقع,
قبلت يدي ( بوست ايدي وش وظهر) وقلت الحمد لله, اللهم أجرني في مصيبتي و
اخلفني خيرا منها, وظللت أدعو الله و أقول الأذكار ذات الصله بالموقف
ثم ابتسم وجهي و رغم اصفراره من الصدمه ولكني مبتسم.
و
ظللت أنظر إلى المرضى و أتساءل هل سأكون هكذا يوما ما وكنت أفكر في ابنتيا
اللتين أحبهما حبا جما و أحلم دوما أن أعيش لأراهما يكبران و أعيش معهما
مراحل النمو لحظه بلحظه ولأختار لهما أزواجا صالحين.
لقد أصبح ذهني شاردا و أفكر في شريط حياتي و كم كافحت لأحقق نتائج و أسأل نفسي ما الفائده الآن,
كنت
أفكر في القبر و كم سيكون مظلما و هذا هو الشيء الوحيد الذي أخاف منه, و
بالذات بعد ما سمعت قصة الراجل اللي قالوا عليه مات و دفنوه و بعدين طلع و
جاء في التليفزيون و كان بيقول كنت بحس بحاجات بتمسك رجلي و انا بحاول
أخرج.
بعد اتمام جلسة العلاج الأولى التي استمرت 5 ساعات, وفي الطريق
للعوده للبيت كنت أفكر كيف أخبرهم بحقيقة ما عندي, وكنت مشفقا عليهم و على
أمي وزوجتي, في الحقيقه على الجميع.
عدا ذلك, كنت سعيدا و شعرت بسعاده
داخليه و راحه نفسيه, ولكن كيف مع كل هذه المصائب التي ما فتئت تتوالى
واحده تلو الأخرى.... فلله الأمر من قبل ومن بعد

البقيه الفصل الثامن.......
....................... السيد السحلول

ان شاء الله سوف يتم نشر الفصل الثامن من قــصــــتي اليوم بعنوان ((( دعـــاء الكـــروان )))
أتمنى أن تكون هناك فائده من هذا النشر

خالص تحياتي ...........زز السيد السحلول

قصــــــــتي ............. الفصــل الثــامن

دعــــــاء الكــــروان

أوشكت
أن أصل للبيت ولم أعرف كيف أخبرهم عن حقيقة مرضي . وجلست بينهم و كانوا
يبتسمون ويضحكون ضحكات إنما هي تمثيل , فوجوههم المبتسمه تخفي أوجاعا و
عيونا تلمع تخفي دموعا تكاد أن تنهمر. إنهم يجتهدون لكي لا أعرف و يجهلون
أنني أعرف و أنا أجتهد كي لا يعرفوا وأجهل أنهم يعرفون كنت مشفقا عليهم من
الألم وأنا أعرف قيمتي عندهم في الحقيقه عند الناس جميعا فهذه الأزمه كشفت
كم أحظى بحب الناس حتى أناس ليس بيني وبينهم كلام, لقد عرفت فيما بعد أن
رجالا و نساء كانو يبكون عندما يرونني أمشي في الشارع كـأنني لست مريضا على
الإطلاق. فلم أحب الرقود في السرير و لكني كنت أخرج و أمشي هنا و هناك و
أمزح و أضحك و لا أنسى أن أدعوا الله أن يشفيني و يزيح عني هذه الغمه, كم
أحب المسجد الكبير و كم اشتقت إليه, ربنا مايحرمنا من الجامع الكبير سمعتها
من الحاج محمد أبو حسن كردوشه الله يرحمه و أرددها دائما.
كان الناس
يأتون تباعا لزيارتي ولم تتوقف زياراتهم من آن لآخر أنا مدين لهم جميعا فهم
لم يتركوني وحيدا في محنتي وقفوا جنبي و لم يبخلو بأي شيء.
كنت أرى في
أعين الناس مدى الألم الذي يشعرون به و يجتهدون لإخفاء ذلك عني و كنت أنا
أجتهد وأقاوم آلامي كي أبدو طبيعيا بلا مرض حرصا على مشاعر الناس و لكن
هيهات هيهات إنما نظرات العيون مترجمات لما تطوي القلوب عن القلوب فأنا
أظنني لا يبدو علي المرض وهذا غير صحيح إنما هو شعور داخلي فقط ناتج عن
القوه المعنويه التي هيأت لي ذلك, في أحد الأيام و كنت ماشيا في طريقي إلى
المنزل و أجر آلامي و أنا أحاول المشي بشكل طبيعي معتقدا أن الإعياء غير
واضح علي , ورجل أعرفه قادم في عكس طريقي يركب موتوسيكل فوقف وقال لي اركب
لما أوصلك ففرحت و لكن قلت له هو أنا باين علي ان أنا تعبان فتأثر من
الكلمه وابتسم لكي يخفي أثرهاو لمعت عيناه وكادت أن تدمع كما دموعي الآن
التي تكاد أن تبلل هذه السطور......
فلله الحمد كما يحب أن يحمد.
عندما
استيقظت من النوم ووجدت كميات كبيره من شعري سقطت قلت الآه من أعماق قلبي
المفطور. و إذا وضعت يدي على رأسي تنزل و بها كميات من الشعر لقد آن الأوان
لكي أحلق شعري و قد فعلت وكانت بداية وضوح منظر المرض
الحمد لله الذي
هدانا لما يحب و يرضى, كنت أقرأ القرآن و في الليل أقرأ سورة تبارك حتى
تؤنس وحشة القبر, الحمد لله الذي هداني للإستغفار وقد امسكت بسبحه لكي
تذكرني دوما بالإستغفار, الحمد لله الذي هداني للتصدق و كره إلي المال.
الحمد لله الذي هداني لفعل مايحب و يرضى أسأل الله أن يتقبل منا جميعا,
الحمد لله الذي هداني لفعل مايفرج عني الكرب.
ومرت ثلاثة أسابيع من
الألم في الواقع أصبحت الأيام كلها مؤلمه رغم أن معنوياتي عاليه جدا و لا
تراها في رجل حتى مريض بالزكام و لكني كنت أتألم لألم أمي و زوجتي و إخوتي و
كان أبي مثلي متماسكا و يقول إن شاء الله ربنا هيشفيك.
في هذه الأثناء
اتصل بي زميل من الشركه التي كنت أعمل بها في السعوديه كنت أنا الذي عينته و
دربته و هو يتغنى بذلك, وهو سعودي و أخبرني أن الشركه نادمه على إقالتي
ندم شديد فقلت له أنا أعلم جيدا أنه لن يتمكن أحد من ملء الفراغ الذي
خلفته, و ماهي إلا أيام و اتصل بي المدير و بعد الإطمئنان أبدى رغبته في
عودتي إلى العمل و كانت زوجتي تسمعني في الغرفه المقابله وأنا أقول له
إنشاء الله أنا هاجي قريب, فبكت زوجتي من قلب مفطور حتى جف الدمع و تساءلت
في نفسها هو السيد ميعرفش هو ميريض بإيه و ذلك لأني قلت أن جاي السعوديه
قريبا.
اقترب موعد الجرعه الثانيه من العلاج و كنت استيقظ مبكرا الساعة 6
فوجدت أمي تقول لي اسمع صوت الكروان لم يكن من المعهود أن يأتي هنا و
يغرد. لكنه جاء يوم عودتك من السفر وها هو يوم ذهابك للعلاج قد جاء وقالت
إنما جاء يبشرنا بشفاءك حاولت اثنائها عن ذلك دون جدوى و لكن يبدو أن
حدثها كان على صواب فلم تكن هذه آخر زياره للكروان الذي يأتي عند نافذة
غرفتي و يغرد ثواني ثم يغادر.في مواعيد محدده....
إن ما سبق ذكره من المرض و الآلام والأسى الذي خيم على الجميع لم يكن كافيا ليطمث الأمل الذي تمسكت به
فما كنت لأحيا لو تسرب اليأس إلى قلبي.....

البقيه في الفصل التاسع

تحياتي................... السيد السحلول

إنها اللحظه الحاسمه التي كنت أعمل لها ألف حساب, لقد
حانت, اللحظه التي أجدني فيها أخط الكلمات الأولي من الفصل التاسع, لكن هذا
الفصل مليء بالأسرار و الخفايا, و ليست أسرار بيني و بيني شخص ما إنها
بيني و بين الله, استشرت شخصا أثق به و في علمه فأكد لي أنه علي أن أنشر
حتى تكتمل الفائده و حتى يتيقن الناس من صدق كلام الله و رسوله و استدل
بحديث شريف.
لقد تسبب ذلك في عدم نشر الفصل التاسع اليوم, لأني مازلت
لم آخذ قرارا برغم أن هذه التفاصيل إنما هي زبدة القصه و الفائدة العظمى
المستهدفه فهي أثاني أكبر درس مستفاد من القصه.
ما زلت أفكر وربما أستأنف النشر غدا و إني على علم أنكم ستقبلون عذري لعدم النشر اليوم...

...................... السيد السحلول

فى انتظار البقية واتمنى ان يخطها هنا اخى السيد بنفسه والله المستعان
الاستاذ / السيد السحلول ورحلة مرضه وشفائه والدروس المستفادة ( متجدد ) 219060_1538816808692_1783071368_976650_432199_o

الاستاذ / السيد السحلول ورحلة مرضه وشفائه والدروس المستفادة ( متجدد ) 219060_1538816808692_1783071368_976650_432199_o

الاستاذ / السيد السحلول ورحلة مرضه وشفائه والدروس المستفادة ( متجدد ) 191428_1480765397443_1783071368_903798_2004844_o

الاستاذ / السيد السحلول ورحلة مرضه وشفائه والدروس المستفادة ( متجدد ) 193625_1463026233975_1783071368_881439_7140556_o

كل يوم تشرق فيه الشمس ينادي علينا... أنا يوم جديد و على
عملك شهيد فاغتنمني فإني لا أعود إلى يوم القيامة. أرجوك استفد بكل لحظة في
حياتك

قصـــــــــتي .......... الفصل التاسع

الحنين إلى الماضي

أقف
أمام المرآة و أطيل النظر لشكلي و أطالع وجهي الذي أصبح خاليا من الشعر
نهائيا و رأسي أصبحت تلمع وليس بها آثار للشعرالذي كان هنا, الشعر الذي
لطاما صففته بالكريمات و الشامبوهات لقد اندثر ولكن الحمد لله الذي ذكرني
أن أحمده عندما أرى هذا المنظر المؤلم. هذه المرآة شاهدة علي, فكم كنت
أطيل الوقوف أماها و أنا أسرح شعري مرات و مرات, وهي نفس المرآة التي كانت
تشاهدني و أنا أمارس الرياضة التي اعتدتها طوال عمري لكني لم أعد قادرا على
ممارستها الآن, اتذكر عندما حصلت على المركز السادس على محافظة الدقهليه
في الوثب الطويل, و أتذكر نفسي عندما كنت أجري مثل الريح, مازلت أنظر
للمرآة وأرى هذا المنظر ولكني أبتسم وأقول خلاص لكل شيء نهايه و أقول
الحمد لله.
أنا سعيد و لم أشعر بالضجر أو بالسخط يوما ما على ما أنا
فيه لكني كنت سعيدا و مرتاح البال, مثل الطالب الذي يدخل الإختبارات وبمجرد
رؤية ورقة الأسئله يشعر بالإرتياح فقد صدقت توقعاته, فمن فضل الله أنه
رزقني بالرضا على ما قدر لي وهذا سر قوتي, و كنت أتعجب من الناس الذين
يسألوني انت معنوياتك عاليه ماشاء الله, كيف ؟ إن السر هو في الرضا بما قدر
الله, فأنت عندما ترضى بما قسم الله لك لن تشعر بحاجتك للتطلع لما بيد
غيرك, ولا لحال غيرك الذي قد يكون أفضل منك, فلله الحمد و الشكر كما يحب أن
يحمد.
كنت أحمد الله أنه أصابني بهذا المرض بالذات عندما أتذكر من
يموتون فجأة أما هذا المرض المميت فيعطي إنذارات ذات صوت صاخب لكي تتذكر
الموت, هيا توضأ و صلي, إذهب إلى المصحف و اقرأ و ابدأ بسورة الملك, أليس
هذا أفضل من الموت المفاجئ, فلما لا أكون سعيد إذن, و لن أكون أول الذين
يموتون ولا آخرهم و لست أفضل من الذين ماتوا من قبل.
الموقف الذي يتكرر
كثيرا هو اتصال مديري السابق بالعمل في السعوديه لكي أعود إلى العمل, و أنا
أقول قريبا جدا سوف أكون عندكم ربما بعد رمضا و أحيانا أقول مازلت أبحث عن
تأشيره, و زوجتي تسمعني و تبكي من قلب مفطور متساءلة ألست أدري بما حل بي و
ماأنا فيه. إنه الأمل الذي مازال يملأ قلبي و يضيء أيامي التي صارت مظلمه و
لكن ليس الظلام شديدا بما يكفي ليكسر الأمل عندي.
أيام رمضان تمضي و
أنا اشتقت للصوم و لا أدري ماذا أفعل فأنا خائف أن أكون قادر على الصوم,
فقررت أن أصوم وكان يوم ذهابي للمنصوره للعلاج و لم يخلف الكروان موعده
ومازالت الساعه السابعه صباحا و أنا بانتظار السياره التي ستقلني و معي ابن
عمي و السواق محمود نجم و مع ذلك بدأت أشعر بألم في المعده ولكني خرجت و
قلت لو استقر مستوى الألم على كده هقاوم ولكن الألم في ازدياد و أنا أتماسك
و أضم بطني بيدي حتى يخف الألم و لكن يبدو أنني لا أتحمل بدأت الآهات تعلو
و تعلو حتى صارت صراخا و أنا أقول الحقوني هتولي أكل و طبعا احنا في رمضان
و كمان الصبح و الكل مقفل و أنا بصرخ و صوتي صار مسموعا للجميع من كرم
الله أن السواق رأى عربية خضار مشيه في الشارع قطع عليها الطريق و نزل
مهرولا و أخذ طمطمايه ومسحها بيده و شوية بلح اسود كنت أضع الطمطمايه بين
أسناني بقوة كالذي يأكل لحمه مستوتش كويس و بدأ الألم يخف و انتهيت من
نصفها تقريبا و بد يزول الألم..
يبدوا أنه ليس مقدرا لي الصوم هذا العام نسأل الله المغفره
لقد
اعتراني حزن كبير عندما رأيت فتاتين في عمر الزهر تتناولان العلاج
الكيماوي و كنت أدعوا الله لهما بالشفاء. أتمنى أن تكونا بخير الآن..

البقيه في الفصل العاشر

تحياتي ................. السيد السحلول

قصــــتي .................... الفصل العاشر

الكروان
الذي لم يتأخر عن موعده في كل مره أذهب فيها للمنصوره لتلقي العلاج, لم
يخيب ظني و أصبح يأتي أيضا عندما أكون ذاهب لطبيب هنا في المنزله أو حتى في
المنصوره في غير أيام العلاج, لقد أصبحت أنتظره في كل مره بلهفه و كنت
أتمنى أن يطيل الوقوف أكثر و لم يخيب رجائي فكأنه يسكن في عقلي و يعرف فيما
أفكر, وتمر الأيام سريعا ليأتي موعد الجلسه الرابعه للعلاج, تقريبا يوم 26
رمضان و لم يتأخر صديقي عن موعده ( الكروان).
في هذه الأثناء كانت
الدوره الرمضانيه في أشدها وكم كنت أتمنى أن أشاهدها لكني لم أتمكن من ذلك
رغم أنها كانت في الملعب الرسمي وهو قريب من البيت.
و عندما وصلنا
مستشفى الجامعه وبدأنا إجراءات إذن العلاج قالوا أنت محول إلى الطبيب قبل
العلاج, فذهبت للطبيب و إذا بها طبيبه لها وجه سمح و كلام يريح العليل,
وقالت سوف أكتب لك العلاج اليوم لكن عليك أن تقوم بعمل أشعه بعد أسبوع من
الآن و تأتي بها المره القادمه ( مقطعيه بالصبغة) فقلت نعم أفعل و أتممت
العلاج ذلك اليوم وعدت كما في كل مره في حالة إعياء شديد.
ومرت الأيام
حتى جاء العيد و لم أتمكن من الوصول للساحه المخصصة لصلاة العيد, فصليت في
مسجد الحاج سعد و قد ذهبت بكامل ملابسي حتى أكون في صورة حسنه, و الحمد لله
و مر العيد و لم يكد يمر أسبوع حتى بدأت إجراءات الأشعهو و انتهيت منه و
كان عندي برود كبير هو نتيجة استسلامي للقضاء و القدر حتى أنهم قالوا تعالى
غدا لتأخذ الأشعه و لكني قلت لهم , لا, سوف آتي يوم الخميس القادم أي بعد و
لكم أن تتخيلوا مدي أهمية هذه الأشعه و أهمية نتائجها.
و أثناء انتظار الموعد فوجئت بمن يتصل علي قائلا, هناك ضيوف خارج البيت جاؤو لزيارتك, و عندما دخلوا
إنهم ( الأستاذ حمام عوف – الجاج مسامح أبو صالح – الحاج علي عوف – الحاج ابراهيم أبو الخير ) جزاهم الله خيرا.
جاء
يوم الخميس موعد الذهاب للأشعه و الكشف معا داخل مستشفى الجامعه, و الله
إن الكروان جاء يحوم حو الشباك و ظل يبشرنا بصوته الجميل كالعاده
و عندما ذهبنا لقسم الأشعه طلب مننا أطباء الأشعه طلبوا الأشعات الماضيه حتى تتم المقارنه بينهم و قد فعلنا
و
كان هناك 4 أطباء بينهم قائد, ووضعوا الأشعه في تلك المربعات الضوئيه و
صاروا يبدون حركات و إشارات غريبه و أن أراقبهم من بعيد و لست متعجلا في
السؤال
لكن يبدوا أن هناك شيئا غير طبيعيا أو غير متماشي مع سير الأموريحدث, و أنا أترقب
ترى ماذا كان ذلك؟ نأمل أن يكون خيرا

البقيه في الفصل الحادي عشر

تحياتي ............. السيد السحلول

قصـــــتي ............. الفصل الأخير

المفاجأة

مازلت
أقف على مقربه من الأطباء الذين لايزالون يتناقشون, و يبدون إشارات و
حركات بأيديهم تعبر عن الدهشه و الإستغراب و رفض شيء ما, اقترب مني قائدهم
قال لي بعد أن وجهني صوب الخليه الضوئيه التي تعرض من خلالها الأشعه, إنت
معندكش جاجه, اللي ظاهر في الأشعه إنما هي إلتهابات و ليست خلايا سرطانيه,
ففرح...ت
بحذر و قلت الحمد لله, الله يبشرك بالخير وقام بكتابة التقرير ثم حولني
على الطبيبة التي حولتني على الأشعه, و عندما رأت التقرير قالت الحمد لله,
ولكن هذا التقرير يجب أن يعرض على كونسولتوا من الإستشاريين ولكنهم الآن
مشغولون في إجتماع, يجب أن تأتي غدا, وبعد أن أخبرتها بصعوبة المشوار و
التعب أعطتني رقم هاتفها الخلوي و قالت أنا أعرضها عليهم و اتصل بي غدا
لساعه 11 لتعرف ما الخطوة التاليه.
في طريق العوده اتصلت بأهلي و
أبلغتهم و قلت لهم أن الخبر النهائي غدا, ثم ظلت أفكر و أستعيد الذاكره و
أتذكر عندما احتجت تبرعا بالدم و تبرع لي شاب اسمه وليد العيسوي ( نجار أو
أشرجي ) جزاه الله خيرا ثم تبرع لي آخر اسمه محمد الكفراوي صاحب محل
موبايلات بجوار سمير عطوة. شريط السنوات الماضيه كله يمر أمامي و أقول هل
آن الأوان لتنتهي الآلام؟! وتذكرت بناتي فكم أحبهم و الله إني أحبهم حب لم
يحبه إنسان لإنسان, فالحمد لله الذي شفاني حتى يسعد أهلي و كل من تأثر لما
ألم بي الحمد لله على الصبر.
عندما وصلت المنزل هنأني الجميع و كانوا
سعداء لكن بحذر ريثما يتم التأكد غدا, وابنتيا كانتا تهنئاني فولله ما
أحلاه هذا الشعور, أسرع أيها الغد و لم يتأخر الغد ولم يخلف الكروان موعده و
عند الساعه 11,30 اتصلت بالطبيبه التي كان يبدو أنها في وسيلة مواصلات
وهناك ضجيج, لذا كانت مقله في الكلام, لكنها قالت خلاص انت كويس لكن ابقي
تعالي علشان الموضوع اللي انت كلمتني فيه و لم أتذكر ذلك الموضوع, لكن كان
هناك شيء آخر هي غفلته و لم تخبرني به, ما دعاني إلى التكاسل عن الذهاب
فإني أردت أن أرتاح قليلا فهذه ثلاث سنوات من الألم و الأدويه حتى بدون
استراحة محارب.
وعمت الفرحه و السعاده المنزل الذي كانت جدرانه عاجزه
عن احتواء السعاده العارمه التي انتشرت بسرعه في الحاره ووجدت الجميع جاؤو
مهللين ومباركين, الأشياء التي في المنزل الستائر و الأثاث كأنها سعيده
اليوم و قد خيم عليها الحزن شهور طويله.
وكان على أن أتحرر من النذر
الذي لطالما شعرت أنه دين في رقبتي, ثم كان علي بعد ذلك الذهاب للمستشفى
كما طلب مني لكني تكاسلت 6 أشهر و عندما ذهبت و رأى الطبيب الملف كاد يصرخ و
هو يقول انت كنت فين 6 شهور متجيش حرام عليك ( لقد أثار الذعر في قلبي و
تساءلت هو أنا فرحت بطريق الخطأ و لا إيه) هذا و هو ينظر إلي من فوق لتحت و
أنا لابس البدله و متشيك وليس هناك مظاهر للمرض المهم قال ألم تشعر بأي
شيء, متعبتش, محصلكش حاجه, وبعدين قال و الله نفس الموضوع حصل مع واحد
صحبي, المهم قال مطلوب منك عينه, و حولني على قسم الصدر لنأخذ موعد لعمل
منظار أخذ العينه و في الموعد أعطوني البنج عباره عن بخاخ عن طريق الفم و
من سوء طعمه كنت أقاوم, هذا النوع اللعين جعلني كأني غير متبنج بالظبط ( زي
ميكون بخولي شوية ميه وقال روح انت اتبنجت) لقد كنت أصرخ و لكن كان هناك
مكر موضوع في فمي حتى يدخل المنظار منه و الله كنت أشعر بالمنظار و هو
بيفرق في اللحم بتاع الرئه و رجلي لم تثبتا على السرير طيلة الوقت. و استمر
حوالي 20 دقيقه أعتبرني خلالها كنت قويا بل مثل يحتذى في القوه ذلك لأني
يداي لم تكونا مربوطتان و مع ذلك لم تمتد لتمسك شيئا مع شدة الألم بل كنت
أقول للدكتور و أنا أصرخ خلي المنظار يدخل جوه وهات العينه من النسيج وليس
المحيط.
ولم يكن ذلك مجانيا بل بعد البنج سألوا المرافقان وهما بن عمي و
صديقه, هل دفعتما الأجر فقالا لا, مانعرف, قالوا لا نبدأ حتى تدفعوا, وأنا
ملقى على السرير, فدفع المبلغ و انتهت الحاله و تم ارسال العينا إلى معامل
تحليل خاصة, ثم بعد عشرة أيام جاءت النتيجه سلبيه و الحمد لله تأكد خطأ
التشخيص الأول وحرضني أطباء الصدر لرفع دعوى قضائيه ضد المسؤل عن الخطأ,
فقلت لا, و الحمد لله أنه أخطأ....
أصبحت الفرحه عارمه الجميع سعداء, و الجميع يحمد الله, ويشكر فضله,و يدعو الله أن يتم الشفاء, و أن يعوضني عما فاتني.
عندما
كنت أخلوا بنفسي وأغلق باب الغرفه لأذرف الدموع التي لطالما ذرفتها حزنا و
ألما على مأساة من حولي بسبب ما أنا فيه, أما الآن فإن عيناي تدمعان, ولا
أدري لماذا؟! فهل هي دموع الفرح ؟ّ! أم دموع الخزي و الخجل من الله الذي
ابتلاني فرزقني بالرضا و الصبر و رزقني بقوة لا يقهرها إلا إرادة الله, و
أنا لطالما عصيته و كم فلعت نواهيه و تركت أوامره, و لكن لا عجب في ذلك فهو
أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين, و أرحم بعبده من الأم بولدها.
لم تتوقف
اتصالات الشركه التي كنت أعمل بها و بالطبع لم يعرفوا حقيقة ما ألم بي, و
بعد فترة نقاهه استعدت خلالها صحتي بشكل جزئي أسأل الله أن يتم شفائي و
جميع المسلمين على خير.
نعم لقد عدت مره ثانيه لعملي السابق الذي فصلت
منه بسبب وضعي الصحي و قد استقبلوني استقبال الفاتحين بعدما عرفوا قيمتي
الحقيقيه. و استعدت وظيفتي و كان أصدقائي من السعوديين يأتون للسلام علي
بشكل مستمر. الحمد لله
لم يخيب ظني و لارجائي واملي أن يعوضني الله عما
فاتني و يبارك لي في بناتي و يحفظهما من كل شر و سوء هم وبنات المسلمين و
أسأل الله أن يسترهما و يستر عورات المسلمين.
أعتذر لكل من تألم أو دمعت عيناه بسبب تفاصيل مؤلمه حاولت كثيرا أن أتجنبها.

- لقد استعنت بالله على هذه الأزمه اجتهدت لفعل ما أمرنا به في الكتاب و السنه, ذكرت هذه النقطه للفائده

و السلام عليكم ورجمة الله وبركاته ......................... أخوكم / السيد السحلول

اتم الله عليك شفائه ومتعك بصحتك ماحيت

» شرح برنامج التفريغ للماضرات والدروس العلمية
» كادر المعلم:1500جنيه حد أدني والدروس الخصوصية مخالفة تاديبية
» حقيقة السيد البدوي
» هام // رسالة عاجلة من الضباط الملتحون::السيد الرئيس ...لاعذر لكم
» رسالة لكل من اختاروا أحمد شفيق من الاستاذ سيد قطب - رحمه الله