MR ABDULLAH IBRAHIM محـــ القلعة ـــــــــارب
الديانة : مسلم وكلى فخر بفضل الله الجنسية : ارض الاسود عدد المساهمات : 1555 العمر : 40 المهنة : المصير إما إلى جنة وإما إلى نار الابراج : الأبراج الصينية : نقاط : 50816 السمعة : 36 تاريخ الميلاد : 22/04/1984 تاريخ التسجيل : 30/05/2010 العمل/الترفيه : أسألكم الدعاء بارك الله فيكم المزاج : الحمد لله وكفى
| موضوع: حقيقة السيد البدوي 2013-10-26, 7:01 pm | |
|
حقيقة السيد البدوي
د. عبدالله صابر
هو أحمد بن علي بن إبراهيم بن محمد البدوي، شيعي باطني[1] ولد بمدينة «فاس» بالمغرب عام (596هـ - 1200م)، وتوفي عام (675هـ - 1276).
يقول الشيخ «مصطفى عبدالرزاق» شيخ الأزهر وأستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة، إنه رجع إلى مخطوطة مغربية ينكر صاحبها أن «أحمد البدوي» كان صوفيًّا، ويثبت أنه كان علويًّا شيعيًّا يهدف إلى إرجاع الملك العبيدي (الفاطمي) الشيعي المغالي، وأن «علي البدوي» والد «أحمد البدوي» كان أحد العلويين - الشيعة الإسماعيلية - وأنه نـزح من المغرب إلى مكة، وكان «أحمد البدوي» وقتها لم يتجاوز السبع سنوات وكان ذلك عام (603هـ) حيث عقد الشيعة مؤتمراً في «مكة» بحثوا فيه كيف يعملون على إعادة الدولة الإسلامية علوية[2]- أي شيعية باطنية - وكانت بلاد المغرب وقتها مسرحاً للنشاط الشيعي الباطني، المتستر بالتصوف، والذي يحاول إعادة الدولة العبيدية (الفاطمية)، التي كانت تقوم على أساس المذهب الإسماعيلي الباطني المغالي.
ولأن البربر أهل حرب بطبيعتهم، فقد كان من السهل أن يقيموا دولة على أساس شيعي، كالدولة الفاطمية، ومن السهل أيضًا أن يسقطوا مثل هذه الدولة، ويحاربوها، وقد بدأ المغاربة في اضطهاد الشيعة بعد إسقاطهم للدولة الفاطمية، فاضطر هؤلاء الشيعة إلى النـزوح إلى «مكة»، حيث الأمن والأمان. وفي هجرة جماعية خرج الشيعة من أنحاء المغرب متجهين إلى «مكة» متسترين بالحج، وذلك ليبحثوا عن خطة جديدة لتحقيق أهدافهم التخريبية في العالم الإسلامي. وكانت دعوتهم الجديدة تتستر بستار التصوف والزهد، ولكنه كان تصوفًا شيعيًّا مغاليًا، كتصوف البدوي والرفاعي والشاذلي وغيرهم من دعاة التصوف الشيعي المغالي، كما كان بعضهم يتستر بستار الفلسفة كابن عربي ومن قبله الحلاج وغيرهما من القائلين بوحدة الوجود وألوان أخرى من الانحرافات العقيدية.
وقد ساعد على نشر دعوتهم الباطنية الضالة انشغال الخلافة العباسية بالحروب الصليبية.
ويضيف الدكتور «سعيد عاشور» إلى ذلك قوله: (إن ثمة رأي تواتر في المراجع يقول إن أجداد السيد البدوي من العلويين الذين هاجروا من الحجاز إلى فاس بالمغرب أيام الحجاج بن يوسف هرباً من قسوته عليهم، وأخذ بهذه الرواية الشعراني وعلي باشا مبارك، في حين أن مدينة فاس لم تبن إلا في أواخر القرن الثاني الهجري، أي بعد موت الحجاج بأكثر من مائة عام. كما أن كثيراً من أئمة الشيعة عاشوا وماتوا بالمدينة المنورة، وليس بعيداً عنها مثل: علي زين العابدين ومحمد الباقر وجعفر الصادق وغيرهم، فكيف يتفق هذا مع القول بأن اضطهاد الحجاج كان الدافع إلى هجرة العلويين؟) ويرى أن الرواية التي اعتمدوا عليها هي رواية ابن أزيك الصوفي، وهو من أوائل الذين رووا نسب البدوي، وحدد دخول أجداده فاس سنة 73هـ، وادعى بأن أهل فاس قد أحبوهم، واعتقدوا فيهم، وكذلك السلطان، ويتساءل الدكتور سعيد عاشور عن اسم هذا السلطان الذي كان في المغرب في هذا الوقت المبكر في حين أن لقب سلطان لم يستخدم إلا في القرن السابع الهجري[3].
ويرى أيضًا أن الدافع الحقيقي لرحيل أسرة السيد البدوي من المغرب، ليس كما جاء في الرواية المتواترة التي تقول: (إن عليًّا أبو السيد البدوي رأى هاتفاً في المنام يأمره بالرحيل إلى مكة، فأعلن بأنه ذاهب لأداء فريضة الحج). ويقول د. سعيد:(لو أن هذه الرواية كانت صحيحة لسألنا عن سبب اصطحابه لزوجته وأولاده جميعًا؟ وسبب عدم عودته بعد أداء فريضة الحج)[4] ويضيف قائلاً:(الحقيقة أنه قد ساد القرن السادس الهجري جو من الاضطهاد للشيعة بالمغرب، مما جعلهم يتسللون إلى المشرق، وما زال والد أحمد البدوي يتحين الفرصة للخلاص، حتى أتيحت له سنة (603هـ)، فتظاهر بالخروج للحج وفي نيته عدم العودة)[5]، وكانت أول نواة للشيعة في ثوبها الجديد بالعراق في أم عبيدة، حيث أسس أحمد الرفاعي مدرسة من أولئك الذين نـزحوا من المغرب في وقت سابق على هجرة والد السيد البدوي، وقد ارتدوا رداء التصوف والزهد ليخفوا أفكارهم وعقيدتهم الباطنية المنحرفة ومخططاتهم ضد دولة الخلافة.
ومن العراق انطلق أحد أتباع الرفاعي إلى مصر وهو أبو الفتح الواسطي جد إبراهيم الدسوقي لنشر دعوتهم الباطنية بها، وقد كان ذلك في العهد الأيوبي. وبعد موت الواسطي جاء البدوي ليخلفه في دعوته تلك التي تسترت بستار الزهد والتصوف. وقد حاولوا الاستفادة من الإعجاب الذي يكنه الناس عادة للزهاد في كسب الأنصار والأتباع للاستفادة بهم في محاولاتهم إسقاط الخلافة العباسية، وذلك في القرنين السادس والسابع الهجريين.
وقد توزع هؤلاء الدعاة في مصر، فكان الدسوقي بدسوق، وأبو الحسن الشاذلي بالإسكندرية، وأبو الفتح الواسطي ما بين القاهرة وطنطا والإسكندرية ولما مات الواسطي حل محله البدوي بطنطا.
رفضه الزواج: ظل البدوي عزباً بدون زواج طوال حياته، فبعد أن توفي والده سنة (627هـ) عرض عليه أخوه الأكبر حسن أن يزوجه فرفض قائلاً: (يا أخي، تأمرني بالزواج وأنا موعود من ربي أن لا أتزوج إلا من الحور العين الحسان).
ولعل عدم زواج البدوي يكون مسايرًا لأستاذه أحمد الرفاعي. وقد وصفت دائرة المعارف الإسلامية تصوف البدوي بأنه يشبه تصوف فرقة اليوجا الهندية[6].
وفي مخطوطة برلين رقم 10104 ورقة 319 ما معناه أنه قد كتب للبدوي ألا يتزوج إلا من الحور العين[7].
[1] الشيعة الباطنية هي - فرقة منحرفة عقيديًّا، تتظاهر بالإسلام لتكيد له من داخله، وتغالي في تعاليم الدين كقولهم بألوهية علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وذريته من ولد فاطمة - رضي الله عنها - ويتخفون تحت شعار حب آل البيت ولهم انحرافات أخرى كثيرة. وقد بدأ ظهور الفكر الباطني في خلافة عثمان بن عفان - رضي الله عنه - عندما تظاهر عبدالله بن سبأ بالإسلام وهو يهودي صنعاني، كان يلقب بابن السوداء وادعى حب آل البيت، وشايع علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - ووصفه بالألوهية، وأول دولة قامت على أساس المذهب الشيعي الباطني هي الدولة الفاطمية حيث خرجت على الخلافة العباسية وحكمت شمال أفريقيا ومصر عدة قرون ثم جاء صلاح الدين الأيوبي فقضى على دولتهم. ومن بعده أصبحت الدعوات الباطنية تتخفى تحت ستار التصوف وحب آل البيت، ولم تقم للدعوات الباطنية قائمة من بعد الدولة الفاطمية ودعوة البدوي إلا الدولة الصفوية بإيران حيث أعلن قيام دولة على أساس المذهب الشيعي الباطني..
[2] مجلة السياسة الأسبوعية، عدد 89 لسنة 1927. مقال تحت عنوان (المولدان الأحمدي والدسوقي).
[3] كتاب السيد أحمد البدوي، د. سعيد عاشور، ص41، وما بعدها، الدار المصرية للتأليف والترجمة.
[4] المرجع السابق، ص45.
[5] الجواهر السنية لعبدالصمد ص7، الطبقات الكبرى للشعراني، ج3/ 159، د. سعيد عاشور، ص47.
[6] دائرة المعارف الإسلامية ج1، ص465.
[7] المرجع السابق ج2، ص305.var vglnk = { api_url: 'http://api.viglink.com/api', key: 'a187ca0f52aa99eb8b5c172d5d93c05b' }; | |
|