بسم الله الرحمن الرحيم
فتدبر القرآن ان رمت الهدى فالعلم تحت تدبر القرآن
يقول ابن تيمية من تدبر القرآن طالبا الهدى منه تبين له طريق الحق
كما يقول في اقتضاء الصراط المستقيم :
ومن أصغى إلى كلام الله وكلام رسوله - عليه الصلاة والسلام - بعقله ،
وتدبره بقلبه ، وجد فيه من الفهم ، والحلاوة والهدى ، وشفاء القلوب ،
والبركة ، والمنفعة ما لا يجده في شيء من الكلام ، لا نظماً ، ولا نثراً .
قال تعالى {
لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى
جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ
وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }الحشر21
تأمل ! جبل عظيم , شاهق , لو نزل عليه القران لخشع , بل تشقق وتصدع , وقلبك
هذا الذي _في حجمه_ كقطعة صغيرة من هذا الجبل , كم سمع القرآن وقرأه ومع
ذلك لم يخشع ولم يتأثر . والسر في ذلك كلمة واحد : إنه لم يتدبر .(أ.د ناصر
العمر .)
فتدبر
{ وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا}
[الأنبياء46] تأمل هذا التهديد والوعيد بأسلوب بديع : (المس) هو الإصابة
الخفيفة (والنفحة) : القليل من الشيء ، و ( من) دالة على التبعيض و(العذاب)
أخف من النكال ، و(ربك) هذا يدل على الشفقة . إن من سيكون هذا واقعه عند
أول نفحه تمسه من بعض عذاب رب رحيم ، كيف سيصبر على أنكال لدى الجبار؟! إنه
لحري أن يبادر بالنجاة منه . [د.صالح العايد ] من كتاب ليدبروا آياته
و تدبر:
{
يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا} [الحج2]
من
المعلوم أن المرأة التي يرضع مرضعاً ، فلم قال تعالى هنا : مرضعة ، ولم
يقل مرضع ؟ قال تعالى { يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ
عَمَّا أَرْضَعَتْ}[الحج2] فإن قلت : لم قيل : مرضعة دون مرضع؟ فالجواب –
عن الزمخشري – المرضعة التي هي في حال الإرضاع ملقمة ثديها الصبي ، والمرضع
: التي شأنها أن ترضع ، وإن لم تباشر الإرضاع في حال وصفها به ، فقيل :
مرضعة ، ليدل على أن ذلك الهول ، إذا فوجئت به هذه وقد ألقمت الرضيع ثديها :
نزعته عن فيه ، لما يلحقها من الدهشة . [أضواء البيان(4/256)] من كتاب ليدبروا آياته
اسأل الله ان يعيننا على تدبر القرآن و فهمه و ان يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله و خاصته و الحمدلله رب العالمين