أرجوكم... لا تزرعوا الشوك؛ فلن تحصدوا إلا الجراح والندم

بسم الله الرحمن الرحيم
أرجوكم....
لا تزرعوا الشوك؛ فلن تجنوا منه إلا الجراح والندم
عندما يُطلب من مدير فني أن
يقوم بتشكيل فريق كرة من الألف إلى الياء، فيقوم هذا المدير باختيار
اللاعبين وتدريبهم على أماكن اللعب ويبدأ المران والتشكيل والتخطيط واللعب،
ثم يبدأ في وضع كل لاعب في المكان المناسب له حسب مخابرته به أثناء فترة
التدريب، ثم يرسم خطة مبدئية يختبر بها التشكيل الجديد ومدى قدرة كل لاعب
على استثمار موقعه بنجاح....
وفي أول مباراة على الأرض يقدم
المدير الفني للجمهور فريقه المتكامل، ولأن التدريب كان جيدًا ولأن
الاختبارات كانت ممتازة ولأن التشكيل كان طبقًا لمهارات اللاعبين؛ فإن هذا
الفريق ينال رضا الجمهور بأسرع وقت ممكن بل ويستحوذ على إعجابه، مع إمكانية
تعديل بعض اللاعبين من مكان إلى آخر حسب الإمكانيات والخطة الموضوعة
وأيضًا الخصم المنافس.
لكن سرعان ما يثبت هذا الفريق
وجوده عند الجمهور ويبدأ الجمهور في التعلق باللاعبين وفي غمرة الانتصارات
قد ينسى الجمهور المدير الفني صانع هؤلاء اللاعبين والباني الحقيقي للفريق،
بل وقد يعترض الجمهور على المدير الفني عند إجراء بعض التغييرات أو
الاستغناء عن بعض اللاعبين لرؤيته أو لمخابرته الخاصة بهذا اللاعب
والمعلومات التي لا يطلع عليها الجمهور....
وقد يبدأ الجمهور في سباب المدير الفني ومهاجمته بل ويطالب بتغييره أيضًا، ويصنع ذلك، ويتم تغيير المدير بل والجهاز الفني بأكمله...
ويستمر اللاعبين ويستمر الفريق ويأتي مدرب آخر يغير الخطط ويرضي الجمهور ويرضي اللاعبين ويهتف له الجماهير فترة.... وهكذا دواليك....
لكن المحصلة أن الفريق استمر
وسيتمر وسيجد له مدير فني آخر، بل وجمهور آخر أيضًا، بل واسم جديد إذا شاء،
لكن الجماهيرية التي صُنعت بفضل المدير الفني هي الوحيدة المستمرة مع
الفريق وهي التي ستؤازر الفريق وتشد على عضديه وتجلب له مدير آخر واسم آخر
وجمهور آخر.....
لذا ما كان ينبغي على المدير
الفني من الأساس الاختيار الخاطئ، وإذا حدث فإنه لابد له أن يستبدله في
أسرع وقت من اكتشاف الخطأ، ولا يعبأ بالوقت المتبقي من المباراة لأن نهاية
المباراة بخسارة أفضل من زراعة عناصر داخل الفريق ليس أهلا لمكانته ولا لأن
يرتدي فانلة هذا الفريق ولا أن يحمل اسمه ومنهجه....
إن المباراة ستتكرر، والخسائر
سيتم تعويضها، والجمهور الساخط سرعان ما سيرضى مع أول مباراة بفريق جديد
يقدم اللعبة الحلوة بالمنهج كاملة الأداء والتشكيل...
لكن خسارة زراعة عنصر ليس أهلا
لأن ينمو في هذه الأرض لهي خسارة كبيرة إذا أنه لن يتخلى عن مكانته والتي
صارت ملكًا قانونيًا له واشتهر بها بين الناس، وإذا استغنيت عنه فإنك لن
تخفيه كما كان قبل أن يشتهر إنما قدمت للجمهور نبتة فاسدة أنت زرعتها
ونميتها ورويتها وأعطيتها مكانتها وشهرتها....
أرجوكم أسرعوا بالتغيير
وأسرعوا بالبتر قبل أن يحدث غرغرينة في الجسد ويعود العلاج معه أصعب وأصعب
من قبل، ولا تتحججوا بالتوقيت أنه غير مناسب أو سيؤدي إلى فتنة، فالفتنة
التي نمر بها نتيجة صنبور التصريحات الطافح هذا صارت أشد على قلوب الشباب
من أي فتنة تخشون أن تقع....
ولأن نقوم ببتر عضو واحد سيمنع
من انتشار المرض تمامًا داخل الجسد وسيجعل جميع الأعضاء يلتزمون بأدوارهم
بحرفية ويراجعون أنفسهم بعلم وبصيرة ويحسبون ألف حساب لكل خطوة يخطونها،
وهذا سيقوي الجسد الذي بدأ في المرض وبدأ المرض ينتشر فيه ويفرق بين كيانه
إلى أجزاء وكيانات...