ANGEL HEART ( إذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ : صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْم
الديانة : الجنسية : بلادي وإن جارت عليّ عزيزةُ وأهلي وإن ضنوا عليّ كرامُ عدد المساهمات : 7806 العمر : 48 المهنة : معلم خبير لغة إنجليزية الابراج : الأبراج الصينية : نقاط : 186830 السمعة : 246 تاريخ الميلاد : 07/12/1975 تاريخ التسجيل : 29/03/2010 الموقع : https://fgec.ahlamontada.com/ العمل/الترفيه : Expert master of English المزاج : عبد ذليل لرب جليل
| موضوع: «شيطنة» الإسلاميين 2011-12-12, 3:44 pm | |
| «شيطنة» الإسلاميين
في حوار عابر مع طالبة جامعية «متحررة» ترتدي بنطلون جينز «استريتش» وبلوزة وشعر غير مغطي، ذكرت لي التحاقها بدورة لدعم المواطنة شارك فيها ممثلون للاتجاهات المصرية المختلفة من ليبراليين وعلمانيين وأقباط وتيارات دينية إسلامية من إخوان وسلفيين وغيرهم. وعن الفائدة التي عادت عليها من الدورة التي كانت تعقد بنظام اليوم الواحد الكامل بأحد الفنادق راحت تشير إلى أنها تمكنت من الاقتراب من الإخوان والسلفيين وأنها بعد أن كانت تتوجس خيفة من التعامل مع أي من المنتمين إليهم أدركت أنهم «بني آدمين زينا زيهم»! استعيد هذه الجملة، لأشير إلى شراسة الحملة التي يقوم بها كثيرون على التيار الإسلامي لا لشىء إلا لأنه حقق نتائج متقدمة في الجولة الأولى من الانتخابات. وأتصور أننا لو حاولنا جمع شتات الانتقادات والمخاوف المختلفة التي صدرت حتى الآن وجمعناها في لوحة واحدة متكاملة لخرج لنا من نتصوره «شخص إسلامي» على صورة «شيطان»! مرة ثانية وثالثة نمارس البراءة ونعلن أن ذلك ليس دفاعا عن الإسلاميين وإنما هي محاولة للنظر للأمور بموضوعية لا بد منها لكي نتخطى المرحلة الحرجة التي تمر بها مصر حاليا. وبغض النظر عن المآل الذي سنصل إليه فيما لو تولى الإسلاميون للحكم، سلبياً كان أم إيجابياً، فإننا لا نتردد في أن نصف رواد حملة الهجوم على هذا التيار على خلفية نجاحه سوى بأنهم يعكسون موجة من الغوغائية والتضليل السياسي وعدم احترام قواعد اللعبة التي احتكموا إليها. ولعلنا لو دققنا النظر لرأينا أن موقف الرافضين للحكم الإسلامي كان من المفترض أن يكون مغايرا، ذلك أنه حتى لو أننا تعاملنا بمفهوم «المكيدة السياسية» لوجب أن يفرح رافضو الإسلاميين بنتيجة الانتخابات باعتبار أنه سيجر الأخيرين إلى معركة تجعلهم في مواجهة مكشوفة وعريضة مع كافة المواطنين المصريين الذين لن يقبلوا بأي حال بأي إجراء من الإجراءات التي يجري تخويفهم منها – بحق أو بغير حق - مثل فرض النقاب ومنع السياحة .. والقائمة تطول! السؤال المنطقي الذي يفرض نفسه هنا هو: ألم نكن نطالب بالديمقراطية على مدى الثلاثين عاما الماضية؟ أليست النتيجة المعلنة، بغض النظر عما شابها من بعض السلبيات، تعبر عن اتجاهات تصويت المواطن المصري ولم يلحق بها تزوير ممنهج على شاكلة ما كان يقوم به نظام مبارك السابق؟ إذا كانت الإجابة بنعم فالسؤال هو: لماذا الصراخ إذن؟ هل كان من المفترض أن نستورد شعبا آخر لديه اتجاهات عدائية تجاه الإسلاميين، الشعب الإسرائيلي مثلا، لكيلا يمنحهم صوته؟ وإذا كان المصري «متديناً بطبعه» وأن الإسلاميين لعبوا على هذه الطبيعة، فهل هذا المصري من البلاهة والغباء لكي يمنحهم صوته مرة أخرى في حال فشلهم أو تقديم صورة للحكم ليست ما يبتغيه ويسعى إليه؟؟ وإذا كان من الصحيح ما يذهب إليه البعض من أن الناخب المصري قد توجه للإدلاء بصوته عن غير دراية كاملة باختياراته، فإننا يجب أن نضع في اعتبارنا أننا نعيش مايمكن تسميته حقيقة وليس مجازا «سنة أولى ديمقراطية» ولا شك أن الناخب المصري سيشتد عوده في المراحل التالية، وأن خبرة التجربة ستثقل موقفه وتزيده وعيا .. المهم أن نرفع وصايتنا على هذا الناخب! ثم لماذا نضع العصا في العجلة؟ وإذا كان الله قد منّ علينا برحيل نظام مبارك .. فهل نكون «مباركيين» أكثر من مبارك نفسه ونقوم بالنيابة عنه بدعوة الجيش لتكرار تجربة «الإنقاذ» في الجزائر ومصادرة فوز الإسلاميين؟ إن منطقي في الترحيب بإتاحة المجال لحكم الإسلاميين يقوم على رؤية تستند إلى آراء قدمها الكاتبان الأمريكيان جون اسبوزيتو وجون فول وهما من الكتاب الغربيين المعتدلين في النظر للإسلام والمسلمين تقوم على أساس: دع الإسلاميين يخوضوا التجربة .. وقتها سيتواضعون .. لأن استحقاقات الحكم أكبر من الرؤى النظرية .. إن ذلك قد يخفف من تشددهم. وللاستشهاد خذ مثلا تجربة حماس ومواقفها قبل الحكم وبعده والتراجع في سقف مطالبها بشكل قد لا يختلف كثيرا عن مواقف السلطة الفلسطينية السابقة! أما عن مقولة عدم إيمان الإسلاميين بالديمقراطية والتخويف من مصادرتهم للحكم على نحو ما يروج البعض وعلى رأسهم المستشرق برنارد لويس من أنها تقوم في نظرهم على «صوت واحد ولمرة واحدة» بمعنى عدم إجراء انتخابات مرة ثانية ، فهذا طرح باطل وتصور غير واقعي .. فقد انطلق المصريون ولن يستطيع أحد إعادتهم إلى القمقم مرة أخرى، ولم يعد هناك ميدان تحرير واحد وإنما ميادين تحرير عديدة بامتداد مصر بأكملها. قد يحتج البعض قائلا: وهل نحن معمل تجارب لنترك أنفسنا للإسلاميين؟ والجواب إذا كنا قد صبرنا على حكم مبارك ثلاثين عاما .. أفليس في إمكاننا أن نصبر دورة برلمانية واحدة قد تكتمل وقد لا تكتمل يقوم على الحكم فيها «إسلاميون» .. بشر زينا زيهم!
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - «شيطنة» الإسلاميين
| |
|