MR MUHAMMED HAGGAG قـــــــــــ القلعة ــــــــــــائد
عدد المساهمات : 1591 نقاط : 44586 السمعة : 94 تاريخ التسجيل : 30/05/2010
| موضوع: اليوم التاسع عشر من الثورة يبدأ بعد محاكمة مبارك والتحرير يتنفس أجواء يناير 2012-06-04, 5:17 am | |
| اليوم التاسع عشر من الثورة يبدأ بعد محاكمة مبارك والتحرير يتنفس أجواء يناير بوابة الاهرام 3-6-2012 | 20:56 ثورة 25 يناير بعد 24 ساعة من تنفس ميدان التحرير بهواء الثورة، فإنه يمكن القول إن أيقونة الثورة المصرية التي تتوسط القاهرة، قد عادت لتصبح أمس السبت- لأسباب عديدة - ليس يومًا للتظاهر وكفى، وليس حشداً للاحتجاج فقط ولكنه يحمل ملامح ثمانية عشر يومًا قضاها الثوار في الميدان ليسقطوا مبارك من عرش اعتلاه لمدة ثلاثين عامًا، في يوم يمكن اعتباره اليوم التاسع عشر من أيام ثورة يناير.
"النهاردة زي أيام الثورة..النهاردة زي مايكون اليوم الـ19" تلخص رضوى سعيد (مدرسة-32 سنة) ماتعتقد أنه إعادة إحياء الثورة المصرية التي انطلقت في 25 يناير قبل عام ونصف العام، لتخرج من إحباط اعتراها منذ صباح أمس عندما صدمها حصول قيادات وزارة الداخلية المتهمين بقتل المتظاهرين على البراءة بعد محاكمة ماراثونية ارتفع فيها سقف التوقعات وانتهى إلى لا شيء.
منذ انتهاء أكبر اعتصام شهدته مصر في ميدان التحرير بين 25 يناير و11 فبراير 2011 أصبح الميدان الأشهر مسرحًا لتظاهرات عديدة، لكن أيًا منها لم يشهد ما شهدته مظاهرات أمس، من توحد في الشعارات وفي السلوك، يمكن رصد ملامحه في ما يلي:
أولا: عادت الشعارات الأولى لثورة يناير، وسيطرت على الميدان هتافات.."الشعب يريد إسقاط النظام"، "عيش، حرية، عدالة اجتماعية"، و"حرية..حرية" و"إرحل"، بعد أن مرت على الميدان طوال شهور كل الشعارات الحزبية، والطائفية والفئوية، التي تثير الفرقة دون الوحدة.
ثانيا: ظهرت شعارات تعبر عن ابتكار اللحظة، وعبقرية الارتجال تماما مثلما حدث في أيام الثورة الأولى، فهتف المتظاهرون، "الثورة قامت من جديد"، " المرة دي بجد.. مش هنسيبها لحد"، فيما كان من إبداع المتظاهرين إدراك خصوصية اللحظة والربط بينها وبين جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة التي تفصلنا عنها أيام، ليهتف المتظاهرون "يانهار إسود ع التهييس.. يقتل أخويا ويبقى رئيس" وذلك في إشارة للسماح بترشح أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد مبارك، ووصوله لجولة الإعادة، فيما تلاحقه اتهامات أهالي الشهداء، بالتورط في "موقعة الجمل" التي وقعت يوم 2 فبراير خلال أحداث الثورة، حيث سمح لمؤيدي مبارك بمهاجمة ميدان التحرير، ما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات.
ثالثا: ظهر علم مصر مرفرفًا في أنحاء الميدان وسائدًا في أيادي المتظاهرين، تمامًا مثل أيام الثورة الأولى بعد أن كانت أعلام الأحزاب والتيارات السياسية، تزاحم العلم المصري أحيانًا وتزيحه أحياناً أخرى.
رابعًا: ظهرت في وسط الميدان بالقرب من نهاية شارع محمد محمود منصة واحدة التف حولها الآلاف، بعد أن كانت مشكلة الميدان تعدد المنصات، التي كانت تتنازع مكبرات الصوت إلى درجة الضجيج الذي لايطاق، وقد كان هذا حادثًا في آخر جمعة شاركت فيها قوى سياسية متعددة وكان في الميدان أكثر من خمس منصات، تتعمد "الشوشرة" على مثيلاتها، فيما هتف محمد عواد الناشط بحركة 6 إبريل "إيد واحدة" ومعه آلاف المحتشدين أمام المنصة.
خامسا: شهد الميدان تنوعًا في الحضور كان واضحا فقط خلال أيام الثورة الأولى، لدرجة أنك تستطيع أن تقرر أن كل الفئات العمرية شاركت أمس وكل ألوان الطيف السياسي ممثلة، بعد أن كان الميدان لشهور يشهد تظاهرات يغلب عليها المؤيدون للتيار الإسلامي أو التيار الثوري الذي لم يكن يتفق إلا فيما ندر مع الإسلاميين.
سادسا: لم تظهر المطالب الفئوية التي كانت تجد متنفسا لها في ميدان التحرير، في تظاهرات الأمس وإنما كان الميدان موحدا على هدف التعبير عن الغضب، ولعل هذه أول مرة يتم التعبير عن الغضب في يوم السبت وليس في يوم الجمعة، بل المفارقة أن اليوم السابق شهد مظاهرة "عزل الفلول" للمطالبة بعزل المرشح أحمد شفيق، وكان الحضور فيها ضعيفا بشكل لافت.
سابعا: عادت اللافتات الباسمة التي تعبر عن خفة ظل المصريين بشكل لافت مثل " جمال مبارك لو كان سارق وصلة دش كان خد 3 سنين سجن"، "قعدوا يقولوا مبارك كويس والناس اللي معاه وحشين..أهو مبارك خد مؤبد والناس اللي معاه براءة"، و" عزيزي البلوفر..جيم أوفر"، ولم تختف اللافتات عميقة المعنى إلى درجة الوجع مثل لافتة حملها رجل فوق الخمسين "اقتلوني ماتخافوش ..هتاخدوا براءة".
ثامنا: لم يغب عن المتظاهرين أخلاقيات الميدان، فلا تشاجر بسبب الزحام، ولا مشاجرات مع بلطجية، وإنما سلوك حضاري بدا في المناقشات التي كانت تتم بين عشرات الشباب من مختلف التيارات للحديث عن حلول الأزمة الراهنة.
تاسعا: حالة الغضب في الميدان أعطت انطباعا بأننا أمام أزمة كبرى تماما مثلما كان الحال يوم جمعة الغضب عندما تعاملت الشرطة مع المتظاهرين بالرصاص ما استدعى تدخل الجيش، وهذا الإحساس تغذيه دعوات الاعتصام التي تلمح بوضوح أن "الثورة اتسرقت" وفقا لريهام بدوي (مهندسة-35 سنة)، التي تبحث مع أصدقائها عن خيام الاعتصام حتى دون أن تقرر إن كانت ظروفها ستسمح لها بالمبيت في الميدان أم لا.
يمكن القول إجمالا إن ما شهده ميدان التحرير منذ انتهاء محاكمة مبارك، يعيد للأذهان أجواء الثورة التي بدأت يوم 25 يناير 2011، ولم تنجح لكنها أيضا لم تفشل، والأيام القادمة ستقرر إذا كان ميدان التحرير سيشهد أيامًا أخرى للثورة، أم تعود المظاهرات في الميدان إلى ماكان معتادًا منذ تنحي مبارك. | |
|