افتخر بنقابى عـــــــ مراقب ــــــــــــام للأقسام
الديانة : الحمد لله على نعمة الاسلام الجنسية : ارض الانبياء والاتقياء والشرفاء الانقياء عدد المساهمات : 1083 العمر : 35 المهنة : ليس بعد الابراج : الأبراج الصينية : نقاط : 19401 السمعة : 73 تاريخ الميلاد : 29/08/1988 تاريخ التسجيل : 11/01/2011 الموقع : http://baghdadsniper.net/ar/index.htm العمل/الترفيه : القراءة والاطلاع المزاج : بخير والحمد لله
| موضوع: مـجـلــــــــــــس الشـعْــــــب كــــــافِـــــــــــيهْ ::: أبومالك السلفي 2012-05-27, 4:19 am | |
|
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ،
لعلها تُشبه الهرم الأكبر عند البعض فقد صارت أحد معالم مصر القديمة إنها ( قهوة مصر المحروسة ) والقهوة بالعامية المصرية تعني المقهى بالعربية ، " مصر المحروسة " مقهى له شأن عند فئات شتى من المجتمع في مصر المحروسة من مرتادي " القهاوي " .. و" تربيزات " مصر المحروسة تشبه أعمدة الجامع الأزهر في نظامها فهذا ركن الشعر وهذا ركن القصاص وهذا ركن الزجل والشعر الحلمنتيشي وهذا ركن لـ " شلة الأنس " وهذا ركن التندر والنكات وهذا ركن فتوات الحارة ، لكن رغم تعدد المجالات في مصر المحروسة فقد كان هناك فن يتكلم فيه الجميع العظيم والحقير والفقيه والسفيه إنه فن السياسة !!
وسط أصوات النرد " الطاولة " و " الدومينو " وأصوات ضرب الملاعق على فوهات أكواب المشاريب وصوت شخير النارجيلة " الشيشة " لم يغب صوت واحد من رواد المقهى مقهى مصر المحروسة والكل يتكلم في السياسة.
ظاهرة التكلم في السياسة وظاهرة المقاهي علهما ظاهرتان تُوسع فيهما حتى صرت ترى مصر المحروسة تمتد من البحر المتوسط إلى حدود السودان ومن البحر الأحمر إلى عزبة العقيد وفي مسقط رأسي تلكم القرية الصغيرة لاتكاد تقطع مسافة دون أن تمر بإحدى المقاهي وإنها لقرية قوامها لايتعدى الثلاثين ألف نسمة وفيها مقاهي أكثر من عدد المرشحين لرئاسة مصر!
لعل مصر المحروسة أكبر بلد في العالم من حيث عدد المقاهي إن لم تكن مصر المحروسة جُملة أكبر مقهى في العالم !
إن انتشار المقاهي بهذه الصورة الفجة تدل على كم الفراغ الذي يعيشه هذا الشعب حتى إنك لترى رواد المقاهي أضعاف رواد المساجد فالمقهى يلملم كل " العواطلية " ليتناوبوا المشاريب والأحاديث و" الخناقات " .
والمقاهي كما أنها في ازدياد مطّرد فهي كذلك في تطور فقد وجدوا أن البعض يستنكف من دخول " القهوة " فأنشأوا لها اسما جديدا يليق بالزوار من باب " الدلع " لتصير " كافيه " – cafe - بدلا من " قهوة " فتجد مثلا " الحرية كافيه " أو " التحرير كافيه " ونحو ذلك.
----
منذ ما يزيد عن السبعين عاما ابتكر وزير خارجية المملكة البريطانية " أنتوني إيدن " فكرة تلملم شعث الشعوب العربية المسلمة المهووسة بفكرة الخلافة الإسلامية ونحوها من تلك الأفكار الخائبة ! فقدم فكرة وافق عليها الجميع وفرحوا بها حتى إنهم ظنوا أنها بداية الفتح إنها جامعة لكل دول العرب يجتمعون فيها نعم هي " جامعة الدول العربية " التي فرح بها العرب وإلى الآن يعقدون فيها اجتماعاتهم الدورية وقد فهم الرجل حقيقة القوم أنهم أناس ليسوا أصحاب عمل ولا فكرة قوية إنما هم " عواطلية " يريدون مكانا يجتمعون فيه ليختلفوا ويتزاورون فيه ليتفرقوا ويجعجعون فيه ويشجبون وينددون في اجتماعات تتكلف ملايين الدولارات ما بين مأكول ومشروب ومركوب! والنتيجة كما تعرفون ! بحق أقول لكم إنها ذات المقهى لكن بدلا من " قهوة مصر المحروسة " فهي " قهوة الدول العربية "التي تلملم " عواطلية " العالم العربي ليبحثوا ما يهم الشأن العربي كمذابح " حمص" و " ودير الزور " يجتمعون ليأخذوا المشاريب ويتكلموا ساعة وساعتين يضربون بعضهم بالأحذية والأطباق الطائرة ثم يعودون كل بطائرته!
إنها الفكرة فكرة إنشاء مشروع تافه لاقيمة له يلتهي به القوم عن مشروعهم العملاق مشروع إقامة الخلافة هكذا فعلوها بنا ونحن نبتلع الطعم ككل مرة نبتلعه ونؤصل ونفصل لخيبتنا وكأن الدخول إلى " قهوة مجلس الشعب " كان الغاية وإن تفوهت بحرف لتنتقد كمّ التنازلات التي تُنفق على المشاريب وشدّ " الشيشة " ولعب " النرد " تُتهم بالسلبية تارة والجهل أخرى ،،
إن الفكرة الخائبة ابتلعها قديما الرجل الإخواني فرحا بها كما فرح الأوائل بـ" قهوة الدول العربية " واليوم ابتلعها الرجل السلفي ذلكم الرجل العنيد الذي كان متشبثا بثوابته لاتزحزحه الريح ولا حتى قهقهة الرجل الإخواني وسخريته منه ورميه بالسلبية والتحجر وكانت عزيمته " الخلافة وإلا فلا " لكن قد ابتلعها هو الآخر ليجلسا كما جلس رواد " قهوة مصر المحروسة " كل شدّ كرسيّا وجلس يجعجع ساعات ثم يذهب لينام ظانّا أنه في الطريق إلى الوصول والحقيقة أنه يمشي في " المحل " ويهرئ أحباله الصوتية في " فرح " لاأحد يسمع له أو يأبه له ! وإني لأخشى أن نرى يوما في " مجلس الشعب كافيه " خُرسَا أمام قوانين تقتلع هوية الأمة وأصولها إن لم يكن دخولهم وحده بداية الاقتلاع . إن المشاهد المدهشة لجلسات " مجلس الشعب كافيه " صارت تجذب الملايين حتى من غير مصر وهم يشاهدون القوم يجتمعون على " فشوش " !!
كم عشتُ أسمع وأردد " على قدر أهل العزم تأتي العزائمُ " بحق أقول لكم صار صدر البيت منطبقا على القوم حذو القذة بالقذة فعزيمتهم مقعد في مقهى مصر المحروسة أو الوصول " لأحسن الوحشين " فتأملوا في المقاعد البرلمانية وحتى مقعد السيد الرئيس كلها عزيمة " أحسن الوحشين " وذلك مخالف لعزيمة سيد المرسلين الذي كان يحث القوم " اسألوه الفردوس الأعلى " ،، وإني لأرى الهمم تسفل يوما بعد يوم حتى وجدنا جيلا من الشخصيات التبريرية التي تبرر لنا رضاها بالدون وتنظر لفضل ( الوصول إلى " القاع ")!! أيها الناس موتوا وأبصاركم للسماء ورؤوسكم مرفوعة ومدوا أيديكم نحو الفردوس الأعلى وما أعمق تلكم الكلمات: إذا غامرتَ في شرف مرومِ :: فلاتقنعْ بما دون النجومِ فطعم الموتِ في أمر حقير :: كطعم الموتِ في أمر عظيمِ
فاللهم إنا نعوذ بك من العجز ونسألك قتلة في سبيلك وتوفنا أعزة وارزقنا الفردوس الأعلى من جنتك
كتبه محبا وناصحا/ أبومالك محمد البسيوني السلفي - غفر الله له ولوالديه والمسلمين - رجب1433هـ مايو2012 م | |
|