التكبير أيام العيد
في صحيح البخاري عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ كُنَّا نُؤْمَرُ أَنْ
نَخْرُجَ يَوْمَ الْعِيدِ حَتَّى نُخْرِجَ الْبِكْرَ مِنْ خِدْرِهَا
حَتَّى نُخْرِجَ الْحُيَّضَ فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ فَيُكَبِّرْنَ
بِتَكْبِيرِهِمْ وَيَدْعُونَ بِدُعَائِهِمْ يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذَلِكَ
الْيَوْمِ وَطُهْرَتَهُ.
ويستمر التكبير إضافة ليوم العيد أيام التشريق وهي الأيام الثلاثة التي
بعد يوم العيد الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة ).
وأما وقته فهو من ليلة العيد إلى نهاية نهار ثالث أيام التشريق، وبيان
ذلك أن يوم العيد داخل ضمن أيام العشر من ذي الحجة لعموم (العمل الصالح )
المذكور في الحديث السابق في فضل أيام العشر ، ولما جاء في الرواية الأخرى
التي سبق ذكرها أيضاً: " فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير " ، ويتأكد في
ليلة العيد إلى آخر أيام التشريق ، وأما للحاج فيبدأ من صبح يوم عرفة .
قال الحافظ في الفتح: ج3 ص 828 :
"وأصح ما ورد فيه - أي التكبير - عن الصحابة قول علي وابن مسعود إنه من
صبح يوم عرفة إلى آخر أيام منى أخرجه ابن المنذر وغيره ولله أعلم".
وأما صيغة التكبير الثابتة عن الصحابة فهي :" الله أكبر الله أكبر الله
أكبر كبيرا " و" الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله
أكبر ولله الحمد ".
قال الحافظ في الفتح :
"وأما صيغة التكبير فأصح ما ورد فيه ما أخرجه عبدالرزاق بسند صحيح عن
سلمان قال :" كبروا الله الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرا " ،ونقل عن
سعيد بن جبير ومجاهد وعبد الرحمن بن أبي ليلى أخرجه جعفر الفريابي في "
كتاب العيدين " من طريق يزيد بن أبي زياد عنهم وهو قول الشافعي و زاد "
ولله الحمد " وقيل يكبر ثلاثا ويزيد " لا إله إلا الله وحده لا شريك له
إلخ " ، وقيل يكبر ثنتين بعدهما " لا إله إلا الله ، والله أكبر الله أكبر
، ولله الحمد " جاء ذلك عن عمر وعن ابن مسعود نحوه ، وبه قال أحمد وإسحاق
، وقد أحدث في هذا الزمان زيادة في ذلك لا أصل لها )) انتهى كلامه رحمه
الله.
قلت : وبهذا يظهر أن ما عدا ذلك من صيغ التكبير والزيادات التي نسمعها
في عدد من المساجد والإذاعات هذه الأيام مما لا يعلم صحته عن أحد من
الصحابة رضي الله عنهم.
من : عيد الأضحى فضائل وأحكام للدكتور عاصم القريوتي