ANGEL HEART ( إذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ : صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْم
الديانة : الجنسية : بلادي وإن جارت عليّ عزيزةُ وأهلي وإن ضنوا عليّ كرامُ عدد المساهمات : 7806 العمر : 48 المهنة : معلم خبير لغة إنجليزية الابراج : الأبراج الصينية : نقاط : 186830 السمعة : 246 تاريخ الميلاد : 07/12/1975 تاريخ التسجيل : 29/03/2010 الموقع : https://fgec.ahlamontada.com/ العمل/الترفيه : Expert master of English المزاج : عبد ذليل لرب جليل
| موضوع: المصريون ::أول حوار مع الرجل الذي قال لمبارك في الحرم اتق الله 2012-04-20, 10:47 pm | |
|
انفراد:أول حوار مع الرجل الذي قال لمبارك في الحرم اتق الله هذا أول حوار صحفي مع الرجل الذي ظل حاضرا ذكره في المجالس الخاصة وهمس الكلام أيام مبارك ، تنفرد المصريون بإطلاع الرأي العام على القصة الكاملة له ، على مختار القطان، اسم لا يعرفه بالتاكيد عموم الشعب المصرى، ولكنه رجل أراد أن يطبق عمليًا كلام رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقام فى وجه الرئيس المخلوع مبارك وذكره بالله، عندما التقيا وجهًا لوجه داخل المسجد الحرام وقال له : اتق الله ، فما كان من مبارك إلا سجنه خمسة عشر عامًا كاملة بعد القبض عليه من السعودية. على القطان رجل من عموم الشعب المصرى، ولد وعاش فى قرية "تلا" بأشمون منوفية، كان والده سكرتير نيابة أشمون، وكانت تربطه صداقة بالسيد مبارك، والد الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك, حيث كان والد المخلوع يعمل محضرًا بمحكمة "تلا بأشمون"، كما كانت والدة على القطان بنت مأمور دائرة أشمون. تربى القطان فى بيت يسوده الإيمان, وحب طاعة الله، حيث تعلم من أبيه كيفية أن يعبد الله عز وجل كأنه يراه, ومن هنا جاء ترسيخ العقيدة الحق فى روح وقلب وعقل الطفل "على القطان"، وتعلم فى مدارس "تلا" الابتدائية حتى مرحلة الإعدادية، وكان محبًا للصحافة المدرسية، حيث أصبحت أغلى أمنية له أن يصبح صحفيًا, ثم جاء إلى القاهرة مع أخيه الأكبر "أحمد" الذى كان طالبًا بالكلية الحربية, لاستكمال تعليمه، ودرس بمدرسة مصر الجديدة الثانوية، ثم التحق بمدرسة "الخدمة الاجتماعية"، التابعة لجامعة القاهرة وقتها, وكان يذهب إلى مؤسسة أخبار اليوم للتدريب هناك، وعاش بحى مصر الجديدة, وسافر القطان إلى حوالى 50 دولة إسلامية وغير إسلامية، وكان محبًا للجهاد فى سبيل الله ونشر دين الله فى الأرض والدفاع عنه, دون أن ينتمى لتيار إسلامى معين، فقد كان شغوفًا بحب العلم والدعوة إلى الله, لذا سافر السعودية ثم فرنسا ثم باكستان وأفغانستان، والتى التقى فيها بعبد رب الرسول سياف زعيم المجاهدين الأفغان، وقام باستضافته هناك، ثم ذهب إلى الهند وماليزيا وغيرها من بلاد العالم, حصل على العديد من الشهادات الدراسية والعلمية من جامعات متعددة فى العالم، خاصة فى دراسة علم الاجتماع السياسى، وحصل على الماجستير من جامعة "منط" الفرنسية فى قصة طويلة عبر الحوار التالى.... - حدثنى عن السيرة الذاتية لك. على مختار القطان، سنى 65 عامًا، مواليد "تلا" منوفية ووالدى هو مختار القطان، وكان يعمل سكرتير نيابة "أشمون"، وهو كان السبب الرئيسى فى التزامى الدينى، فكنت أرى والدى دائمًا يصلى ويحفزنى على الصلاة، وخاصة فى المسجد، وكان ملتحيًا، وأذكر أن والد حسنى مبارك خدم مع والدى, وكان محضرًا فى أشمون والتى درس فى مدرستها الثانوية الرئيس المخلوع حسنى مبارك, وجئت إلى القاهرة فى الستينيات مع أخى "أحمد"، وكان طالبًا فى الكلية الحربية، وكنت أنا فى الصف الثانى الثانوى، والتحقت بمدرسة مصر الجديدة الثانوية، وكان عمرى وقتها 16 عامًا، وأقمت فى ثلاث مناطق رئيسية بمنطقة مصر الجديدة، وهى هليبوليس والنزهة وروكسى, والتحقت بعدها بمدرسة الخدمة الاجتماعية، وهى مدرسة عليا، والدراسة بها أربع سنوات تابعة لجامعة القاهرة, حيث قام بالتدريس لى كبار الأساتذة منهم الدكتور عاطف صديقى، والدكتور رفعت المحجوب، والدكتور هانى شقير والدكتورة عائشة راتب, والتحقت بالجيش المصرى وكنت نقيب خدمة اجتماعية وقتها, ثم سافرت إلى فرنسا، والتحقت بكلية "متريز" فى جامعة "منط" بفرنسا، وحصلت على درجة الماجستير فى الاجتماع السياسى، وحصلت من جامعة عين شمس على دبلوم دراسات عليا فى علم الإجرام من كلية آداب قسم اجتماع, ودبلوم علم الاجتماع ودبلوم العلاقات الصناعية والاجتماعية ودبلوم المنظمات غير الحكومية والعمل التطوعى بجامعة عين شمس, وحصلت على دبلوم المجتمع المدنى وحقوق الإنسان من جامعة القاهرة ودبلوم المفاوضات الدولية من كلية سياسة واقتصاد وماجستير من معهد البيئة بجامعة عين شمس حاليًا. - ماذا حدث عندما قابلت الرئيس المخلوع حسنى مبارك فى السعودية، وتحديدًا فى الحرم المكى عام 1993؟ فى الحقيقة، كنت فى السعودية حينها للعمل، وقررت أن أقوم بأداء العمرة، وفى يوم 27 من رمضان 1419هـ - 1993م، فوجئنا جميعًا بالرئيس حسنى مبارك فى فجر ذلك اليوم بوجوده فى الحرم المكى لأداء العمرة, وكنت موجودًا فى ذلك الوقت لصلاة الفجر فى الحرم، وكان مبارك يصلى فى الصف الأول والناس جميعًا يتزاحمون للصلاة فى الصف الأول خاصة فى العشر الأواخر من رمضان فشاهدته، وكان له مكان كبير وواسع مخصص للحرس بالسلاح داخل الحرم، لدرجة أنه تم وضع الحرس فى منطقة "المكبرية" بمدافع المكنة والقناصات والتى لا تتناسب مع قدسية المكان, فوجدت أنه من واجبى الدينى أن أنصحه فى الله، وأقول له "اتق الله"، والجدير بالذكر أنهم فى أمن الدولة سألونى من الذى حرضك على قولك هذا، أجبت "المصحف الشريف هو الذى حرضنى على أن أقول له "اتق الله"، من أجل مستقبل البلد ومستقبل أولادكم فيها فكانوا يضحكون من هذا الكلام, المهم حينها لم أخرج عن حدود اللياقة ولا الأدب مع الرئيس المخلوع, حيث كنا فى بيت الله الحرام وفى ليلة القدر. - وماذا حدث بعد ذلك؟ فور نطقى بكلمة "اتق الله"، تكهرب الجو وخرج مبارك خائفًا مذعورًا، حيث تصور أننى ربما أحمل معى متفجرات وحزام ناسف، وأمر الحرس فى 5 دقائق أن يقبضوا علىّ دون مساءلة ولا محاكمة ولا حتى استجواب, وقيدونى بكلبش "رومانة" وزنه 20 كيلو فى الطائرة التى أقلتنى إلى القاهرة، وقدموا إلىّ شرابًا مخدرًا قمت برفضه، وأحضروا بعض المنتسبين لفرقة مكافحة الإرهاب وأخذتنى سيارة من ساحة المطار إلى مباحث أمن الدولة، وتم ضربى وتعذيبى تعذيبًا شديدًا ثم أخذونى إلى سجن العقرب شديد الحراسة، ومنه إلى الاستقبال وإلى سجون أخرى فى رحلة اعتقال استمرت حوالى 15 عامًا. - الآن بعد زوال دولة مبارك.. هل بالفعل كان فى نيتك اغتياله عندما رأيته؟ أقسم بالله العظيم أن المرة الوحيدة التى حملت فيها السلاح كان فى وجهى دبابات شارون فى حرب 1973 المجيدة, حيث كنت نقيبًا فى الجيش المصرى وقتها فى السويس بالمقاومة الشعبية بقيادة الشيخ حافظ سلامة, ولن أنسى أبدًا أن البطل الحقيقى فى حرب أكتوبر هو الجندى المصرى البسيط الذى كان يتقاضى 4 جنيهات شهرية, وأن مبارك انتزع منهم النصر ونسبه لنفسه ليكون صاحب الضربة الجوية، ولم أحمل السلاح بعد ذلك فى حياتى، ومن ثم فلا مجال ولا مكان لموضوع الاغتيال نهائيًا، ثم إنه عندما لم يثبت فى حقى تهمة اعتقلونى ولم يقدمونى للمحاكمة. - هل كنت تنتمى لأى تنظيم من التنظيمات الإسلامية؟ أقسم بالله الذى لا إله إلا هو، لم يكن لى أى نشاط سياسى إسلامى وقتها، ولا كنت أنتمى إلى أى تنظيم إسلامى ولا جهادى فى ذلك الوقت, وإلى اليوم، فأنا منهجى الإسلام ودستورى هو السنة، ولا أعرف إلا الحق ولا أستجيب إلا لكلام الله عز وجل وهو القرآن الكريم ولم يكن لى أى أقواس خاصة أنتمى إليها. - ما هى أشهر البلاد التى سافرت إليها وماذا فعلت هناك؟ سافرت إلى حوالى 50 دولة، منها الإسلامية وغير الإسلامية, فعشت فى فرنسا أربع سنوات، والتحقت بجامعة "منط" هناك, بين الجالية المسلمة من المغرب والجزائر والسنغال، لأن فرنسا تتميز بوجود كل التيارات السياسية والإسلامية فيها, وذهبت إلى باكستان وأفغانستان والهند والفلبين وماليزيا وإندونسيا وبرنواى ونيوزيلاندا، وكان مواطنو آسيا بشكل خاص يعتبرون العرب المسلمين علماءً، ويقدسونهم ويحبونهم كثيرًا، وإذا شاهدوا عربيًا لم يصلِ كانوا يصدمون، لأنهم يتخذون العرب مثلاً وقدوة، وكنت دائمًا حريصًا على نشر الدين هناك وخاصة تفسير أحكام الشرع. - هل قابلت الشيخ أسامة بن لادن؟ وما رأيك فى شخصيته؟ لم أتشرف برؤية الشيخ الجليل أسامة بن لادن، عندما ذهبت إلى أفغانستان، وأنا حزين جدًا لعدم رؤيته, وهو يستحق جائزة نوبل للجهاديين فى العالم الإسلامى, أما السمعة الملفقة والملطخة له فهو برىء منها تمامًا. - ما هى علاقتك بالقائد الأفغانى عبد رب الرسول سياف؟ علاقتى بعبد رب الرسول سياف، كانت علاقة طيبة جدًا بدأت منذ كنت طالبًا فى فرنسا، حيث كانت الصحف الفرنسية تكتب أن "المسلمون قادمون"، وكانت "مجلة لوفيجارو" الفرنسية تصور الدبابات وعليها الأفغان، وهم يصلون فى حربهم على الروس وقتها, وكانت أفغانستان بالنسبة لنا كطلاب نسك من المناسك، فكل واحد منا يذهب ليحج هناك, وكنا نريد فضح البطش والظلم الذى كان يمارسه الروس وقتها فى بلاد الأفغان, وكان عندى من الحس الصحفى ما يؤهلنى لأداء هذه المهمة هناك، فذهبت إلى بلدة "بيشاور" على الحدود الباكستانية الأفغانية, ودخلت إلى أفغانستان من خلال ممر "خيبر" هناك, والتقيت بعبد رب الرسول سياف وبقيت فى ضيافته الشخصية لمدة يومين، وحكى لى أنه تعلم فى الأزهر الشريف، وأنه قابل الرئيس أنور السادات وتناول معه الإفطار وأهداه مجموعة من المسدسات القيمة بصفته زعيم المجاهدين فى أفغانستان لدعم القضية, وقد كان مناضلاً عن بلده, فاستثار العالم الإسلامى أجمع وأطلق الفتاوى المحفزة لحرب هؤلاء الملاحدة والكفرة من الشيوعيين الروس، وأن بلاد الإسلام غزيت ووجب الجهاد فى هذه البلاد على كل مسلم قادر على الجهاد، ومن أرقى أنواع المكارم, فكل الشباب الإسلامى وقتها كان معبئًا بكلام الجهاد فى أفغانستان للدفاع عن أراضى الإسلام، وبدأت السعودية ومصر واليمن تشجع على إرسال المجاهدين إلى أفغانستان، وكانت فى الحقيقة خطة محكمة من أمريكا التى أفهمت حكام العرب، أنه بدلاً من أن يفرغ هؤلاء المجاهدون شحنتهم فى عروش هؤلاء الظالمين يفرغونها فى وجه الروس فى أفغانستان وكانت سياسة أمريكا "ضرب عصفورين بحجر واحد"، فهى تريد التخلص من المجاهدين العرب والقضاء على روسيا فى آن واحد، فعندما كان المجاهدون العرب ذاهبين إلى أفغانستان للحرب والوقوف مع المسلمين هناك، كانوا فى نظر الآلة الإعلامية مجاهدين، وعندما عادوا أصبحوا "العائدون من أفغانستان". - الإسلاميون عانوا الكثير فى عصر مبارك، احكى لى عن هذه المعاناة داخل السجون والمعتقلات. الإسلاميون أكثر من لاقوا من المعاناة داخل السجون والمعتقلات السياسية، والرئيس السابق عذب وقتل وشرد العديد من المصريين الشرفاء بغرض مكافحة الإرهاب وبحجة المحافظة على الأمن والسلم العالمى, وأفهم الغرب أن الإسلاميين فى قمقم ولو تركهم سيدمرون العالم والحضارة الإنسانية, وأنا يحضرنى الآن حديث "ألان جوبية"، وهو من الشخصيات السياسية ورئيس الجمعية الوطنية وفيلسوف ومفكر، عندما جاء ميدان التحرير، قال باللفظ: "إن هذا النظام مع الأنظمة العربية هم الذين سمموا أفكارنا عن الإسلام، وإن هؤلاء الساسة هم الذين أججوا العداء بين المسلمين وأوروبا والغرب حتى يعطوا مبررًا لبقائهم فى عسكرهم وجلاديهم يحمون لهم الديار ويحفظون عليهم أمنهم وسلامتهم المزعومة، وإن الإسلام هو الذى يهددهم، وقمت بأخذ هذه الأوراق، واحتفظت بها كأرشيف لشاهد على الثورة المصرية مثل "ألان جوبية", والذى حدث فى الميدان شىء كبير وليس لمغادرة رئيس مكانه, ولكنه "حدث كونى"، وزلازل، مازال لم يصمت بعد, وله توابع من التغير البركانى الكبير اجتماعيًا وحضاريًا، وبإذن الله سيعوض الله عز وجل الإسلاميين فى الدنيا والآخرة عن معاناتهم داخل السجون والمعتقلات والتى شاهدوا الويلات وأشد أنواع التعذيب لمجرد التفكير الدينى أو السياسى، وحدثى ولا حرج فى وسائل التعذيب من ضرب بأسلاك الكهرباء وبالصواعق الكهربية والتعليق من الأيدى والأرجل وسكب المياه دون ملابس على المعتقلين ووضعهم فى أماكن ضيقة جدًا، وعدم الخروج للحمام ورمى الطعام من فتحة فى الباب وغلق زنزانات لمدد طويلة تصل إلى 5 و7 سنوات، وقطع الزيارات عن المساجين وتجويعهم، وما إلى ذلك كله من أنواع ووسائل التعذيب، وقد تعرضت فى سجن استقبال طره لحادث أفقدنى عينى اليمنى، حيث تم تكسير الزنزانة علىّ من الخارج، وأدى ذلك إلى دخول حصاة من الحصى المتناثر من الهدد فى عينى، وتركونى حتى استقرت فيها، وفقدت عينى اليمنى، والآن أعالج بقطرة ثمنها 120 جنيهًا للحفاظ على العين اليسرى بعد خروجى من السجن. - هل حاولت أن تكتب تظلمًا وتعتذر للرئيس حسنى مبارك؟ لا.. لم أحاول أبدًا وأعتبرها إهانة لا أقبلها على نفسى نهائيًا، ومن فضل ربى علىّ أنى أحترم نفسى فى هذا الدور, فلا أترجى أحدًا إلا الله، ولا أحد يستطيع أن يعتذر عن الإسلام. - ما هو رأيك فى الرئيس المخلوع حسنى مبارك؟ أظن أن مبارك حبس واعتقل بلدًا بالكامل، وصادر عليهم حقوق الكرامة والعزة والحرية وليس على واحد بعينه, أو على الأعداد الغفيرة التى أدخلها السجون فقط بل على الشعب كله, كما "رهن" هذا البلد كرهينة فى أيد أعدائه، "ببقشيش صغير جدًا"، كان يدفع له فيسير لعابه عليه لينفذ كل ما يطلب منه بكل همته التى لو كانت وجهت لخدمة مواطنيه لأصبحنا فى أحسن حال وكنا شكرناه على ذلك, ولكنه كان لا يعتبر نفسه رئيس المصريين، بل سيفًا مسلطًا عليهم من أمريكا وإسرائيل، فهو وضعنا جميعًا فى حالة "رهان" لقوة عدوه ومنع مصر من الوصول لأى مخطط حضارى والتى هى أهل له فى المنطقة العربية لما لها من تاريخ وموقع جغرافى مميز بين دول العالم, ومن كونها بلدًا قائدًا وزعيمه يشيد بها العالم كله إلى دولة متخلفة. فمبارك كان رجل "سوء" ولا أجد تعبيرًا مباشرًا لأقوله عليه، فهو "لص سرق مستقبل شعب, وضيع مستقبل أمة بالكامل فى العالم المعاصر بشكل مزرى", وجلب الخراب لهذه البلد فقد كان بمثابة "عسكرى المراسلة" بين إسرائيل وأمريكا، وخاصة فى قضايا الصراع العربى الإسرائيلى وتحديدًا فى القضية الفلسطينية. - هل تعتقد أن مبارك تاجر بقضية الإرهاب للحفاظ على بقائه فى السلطة 30 عامًا؟ نعم بالفعل قام مبارك بالمتاجرة بقضية الإرهاب، وذلك من أجل بقائه فى السلطة طوال هذه الفترة ولمدة 30 عامًا وترسيخ زعامته فى المنطقة كحامٍ لها من شرور الإسلاميين أمام الحضارة الإنسانية المعاصرة والحضارة الغربية بصفة خاصة، فقد كان يصور لهم المسلمين كأنهم فى خزينة وهو معه المفتاح, حتى لا يخشوا شيئًا منهم ودائمًا كان يطلب المساعدة من الغرب للاستمرار والبقاء من أجل تخليصهم من هذه الشرور, حيث كان يتصور أن حكم مصر سلسلة من الخديوية له ولأبنائه وحفدته، لذلك كان حزينًا جدًا عند موت حفيده محمد علاء مبارك، مثلما كان يحدث فى عهد الملكية كما أنه استبعد الشعب كله، وكأنه ليس له حق فى البلاد لا فى الحكم ولا فى السياسة ولا فى أى شىء وهى نفس النظرية التى كان يتبناها "الفرعون"، فهو الآن يجنى عاقبة الفلسفة الفاسدة التى تبناها وأحبها, فى أن يطلق على المسلمين إرهابيين وأتقن هذا الدور للتعظيم من أهميته فى المنطقة، لأنه كان بلا مشروع سياسى. - ماذا تقول لشباب الثورة اليوم بعد ثورة 25 يناير العظيمة؟ أقول لهم: سيروا على نهج الثورة ولا تيأسوا من الأحداث الجارية اليوم، فكل ثورة لها أعداؤها من الثورة المضادة ومخططات فلول النظام السابق, وأرى أن على شباب الثورة التمسك بعزل رموز النظام البائد جميعًا مثل ما حدث فى الثورة الروسية والفرنسية، وأن يستيقظوا لمؤامرة المجلس العسكرى والأجهزة الأمنية لإعادة إنتاج النظام السابق من جديد ولكن بأشكال مختلفة من نفس الفصيل السابق لحماية مصالحهم المشتركة فى البلد, وأن يواجه الشعب الثورى ما يسمى بالحكومة الخفية أو "اللهو الخفى والطرف الثالث" الممثل فى هاتين الجهتين للقضاء على ثورة 25 يناير وإبادتها من على أرض مصر, وأن ينتبهوا جيدًا للدور الخفى من الخارج والممثل فى أمريكا والتى دائمًا ما تلبس أقنعة مختلفة باسم حقوق الإنسان والديمقراطية والتى لا تمارسها، والأمثلة واضحة فى العراق وأفغانستان, لذا على شباب الثورة أن يعوا جيدًا ما خفى من أحداث وأن يحسن التصرف بعقل واعٍ لما تفعله أمريكا وإسرائيل بالتحديد، لاستعادة رجلها من النظام السابق فى مصر مرة أخرى ومحاولة القضاء على الثورة وإجهاضها. - هل يمكن أن تعيد أمريكا تكرار ما فعلته فى العراق وأفغانستان إذا لم تستطع إعادة رجالها من النظام السابق فى مصر؟ لا أظن أن أمريكا تستطيع أن تقوم بمثل هذا الدور مع شعب مثل مصر، فهى تعرف جيدًا أنه شعب ذو طبيعة قتالية ودفاعية عالية فى الدفاع عن وطنه مع كونه طيبًا وسمحًا، ولكن الأمر عندما يصل إلى مصر يتحول إلى مقبرة للغزاة، مهما كانت قوتهم وعتادهم, وهذه هى الحقيقة التى أثبتها التاريخ وليس كلامًا نهتف به فقط, وقال رسول الله صلى الله علية وسلم فى شعب مصر قبل أن يدخل الإسلام إليها: "استوصوا بأهل مصر خيرًا فإن لنا فيها رحمًا وذمة"، فالمشكلة ليست فى شعب مصر ولكن المشكلة دائمًا تكون فى حكام مصر. - قمت بالمشاركة فى ثورة 25 يناير.. ما رأيك فيها؟ وما هى أهم الأحداث التى رأيتها فى الميدان؟ أنا اعتبر ثورة 25 يناير مفخرة لجميع المصريين، وهى الثورة الفريدة من نوعها على مر العصور التى مرت على مصر، وكنت حريصًا وأنا فى الميدان أن أتحدث إلى الثوار والصحفيين، وخاصة الأجانب منهم، وكنت أحرص دائمًا على نقل الصورة لهم فى أن شعبنا يطالب بحقه فى أن يعيش كإنسان كريم، وأن الثورة لا يجب اختزال أسبابها فى الفقر فقط، ولكنها ثورة كرامة والرغبة فى الإحساس بالحرية والعدالة الاجتماعية التى سلبت منه على يد حاكمه. - أى المرشحين الحاليين لرئاسة الجمهورية يصلحون لتولى الرئاسة من وجهة نظرك؟ أعتقد أن عبد المنعم أبو الفتوح من الإسلاميين المعتدلين، وقد عمل الكثير من خلال عمله فى نقابة الأطباء والعمل الإغاثى، فقد نشط الإغاثة الإسلامية على مستوى العالم، وهو يصلح أن يكون رئيسًا لكونه شخصية متزنة، ولا أشك فى أمانته, وأيضًا أسجل إعجابى بمحمد البرادعى وأنا أحترمه، لأنه مناضل شرس لما يقتنع به وذو رؤية إدارية جيدة، كما أن والده مصطفى البرادعى له سجل مشرف فى النضال الوطنى عندما وقف أمام جمال عبد الناصر فى ملف الحريات والمعتقلات عندما كان نقيب المحامين. - هل تعتقد أن المجلس العسكرى سيخرج خروجًا آمنًا؟ وهل سيحدث صدام بين الثوار والإسلاميين والجيش؟ أتصور أن الجيش سوف يخرج بأمان فى 30\6 القادم، لأنه لا يريد السلطة، ولا أتخيل أبدًا الصدام العسكرى بين الثوار أو الإسلاميين، وذلك لأن الجيش هو حامى الثورة والبلاد أيضًا. - ماذا تقول للشيخ عمر عبد الرحمن المعتقل فى أمريكا؟ أدعو الله أن يعظم لك أجرك، فقد قال كلمة الحق فى وجه مبارك وكان يحرض الشعب عليه وعلى ظلمه استنادًا إلى قول الله عز وجل: "لا ينال عهدى الظالمين"، وقد قابلته فى الخرطوم وصليت وراءه فى المسجد بالخرطوم، وتعلمت منه أنى لا أخشى فى الحق لومة لائم، وأن الإنسان يجب أن يقف شجاعًا فى مواقفه فهو عالم نفخر به وتفخر به مصر كلها.
| |
|