MR MUHAMMED HAGGAG قـــــــــــ القلعة ــــــــــــائد
عدد المساهمات : 1591 نقاط : 44586 السمعة : 94 تاريخ التسجيل : 30/05/2010
| موضوع: امتحان الناس في أبو اسماعيل 2012-03-11, 11:22 pm | |
|
اتابع منذ فترة فعاليات حملة محبي و مؤيدي الشيخ "أبو اسماعيل" لرئاسة مصر ، و ألاحظ مدى الحب و الولاء الذي يحمله أولئك له و مدى الاندفاع في تأييده و حث الناس على ذلك و هذا أمر متفهم.
و لكني أطالب هؤلاء الأفاضل أن لا يمتحنوني في الشيخ ، دعوني ( أنا الشعب ) أفكر بحرية ، دعوني أقلب صفحات الرجل و أسبر أغواره و أختبره في فرحه و حزنه و حلمه و غضبه و فطنته و كياسته و حديثه و لباقته و برنامجه و حلوله و أطروحاته و تنظرياته و أفكاره و رؤيته ، و من ثم أكون فكرة عنه تدفعني للحكم عليه أقتنع بها و تكون حافزا لي للتوقيع له و التصويت لصالحه في انتخابات الرئاسة القادمة .
و بالطبع ما يقال عن "أبو اسماعيل" يقال عن غيره ، دعوا الناس دون إكراه و دون التلويح بعصى غليظة في وجه من يتوقف حتى الآن في تبني تأييده .
إننا بعد ثورة 25 يناير لا يصلح أن يُكره أحد أحدا على شيء ، إنما هو الطرح و الحفز و بيان المناقب و المزايا و حسب ، ثم ندع الناس أحرارا فيما يرونه أصلح ، لأن التصويت لفلان أو علان أمانة يسأل عنها كل إنسان بمفرده أمام ربه ، فلابد أن تكون قناعته نابعة من نفسه ديانة لله و علما بمسئوليته التي لن يسأل عنها غيره .
لاشك أن "أبو اسماعيل" متكلم و منظر لا يبارى ، و هو إلى الآن أفضل من تكلم برؤية واضحة في شكل برنامجه في كل مناحي مكونات الدولة ، و قد اكتسب أعوانا و مؤيدين حتى من خارج التيار الاسلامي و التف حوله شباب كثير و تلك عدة قوية للرجل تحسب له ، غير أن أطروحاته على جودتها و حسن عرضها من قبله تبقى تنظيرا لم يختبر على أرض الواقع كما هي أطروحات غيره .
نلاحظ توقف كثير من الاسلاميين عن دعم مشروع "أبو اسماعيل"إلى الآن و يصرحون بأنهم لن يعلنوا تبني مرشحا بعينه إلا بعد قفل باب الترشيح ، و حجتهم في ذلك أنهم لو دعموا أحدا الآن ثم ظهر عند فتح باب الترشيح من يرونه أكفأ منه و أفضل فهل يليق أن يتراجعوا عن كلامهم بعدما أعلنوه ، أم الأفضل أن ينتظروا حتى يقفل الباب ثم يعلنوا عن مرشحهم للرئاسة الذي يتبنوه .
لاشك أن مخاوف بعض الاسلاميين من "أبو اسماعيل" لها وجاهتها ، و تجعل المرء يتروى في الاندفاع إلى قرار له ما بعده ، فقد لاحظنا أن الرجل له سمات شخصية تحتاج إلى سبر و تمعن ، فالموضوع هو إدارة دولة بحجم مصر يحيط بها من القضايا و العوامل الداخلية و الخارجية ما تحير الألباب و تدفع إلى الحذر و التروي في اختيار رجل يشغل منصب أكبر دولة في الشرق الأوسط من حيث الأهمية .
فليست الدولة كشركة مساهمة أو مجموعة اقتصادية أو جماعة دعوية ، إن الأمر أخطر من ذلك بكثير ، و ليس كل من يصلح لإدارة هيئة أو مكتب أو جماعة أو حتى وزارة يصلح لقيادة دولة تمر بمرحلة مفصلية من أخطر مراحلها عبر التاريخ .
و لا يعني هذا لمزنا لـ"أبو اسماعيل" ، بل إني أراه أفضل من تكلم من مرشحي الرئاسة ، و الأمر كما ذكرنا لم يتعد الكلام و التنظير له أو لغيره.
كثير من الاسلاميين متوقفين في "حازم أبو اسماعيل" لسماته الشخصية ، فالرجل بالرغم من كلامه عن دولة المؤسسات إلا أنك تشعر أنه كوكب حوله أتباعه كالنجوم تدور في فلكه ، بحيث أنه لو أفل لانهارت تلك النجوم ، و الرجل في طبعه لا يستشير أحدا و لا يلتفت إلا لمن يؤيده فيما يظهر ، و يقف مواقف شديدة حيث يتطلب منه التروي ، و عنده ثقة زائدة فيما يرى و لا يلتفت إلى أنه ربما يكون مخطئا في موقف ما كان يتطلب منه غير رؤيته ، و حسابات المصالح و المفاسد عنده تحتاج إلى مراجعة .. و هكذا .
و كم من دولة تورطت بسبب السمات الشخصية للرئيس ، و لا نتكلم من كيس غيرنا فإن ثوبنا مليء بالقروح ، و سل على ذلك – كمثال - عبد الناصر و حرب اليمن ، و السادات و كامب ديفيد ، و مبارك الاستاذ في العناد و قد يصعب حصر ما أفسد لسماته الشخصية العنيدة ، و التاريخ طويل مما فعل رؤساء ببلادهم بسماتهم الشخصية .
من أفضل ما يميز بلدا مثل أمريكا على ما فيها من معايب – و الحكمة ضالة المؤمن - هو أنها دولة مؤسسات بحق بحيث أن شخصية الرئيس تبقى محدودة التصرفات و النزوات و لا يكون قرارها إلا مؤسسا بما يرونه الأصلح لبلادهم بغض النظر عن عداوتهم لنا البادية لكل ذي عينين .
إننا نريد منك يا شيخ حازم أبو اسماعيل أن تتواضع لإخوانك الذي يحملون نفس الهم و الفكر و الرؤية ، و أن لا تتخطاهم و تنفرد بما تراه ، و لتكن حكمتك حكمة الشافعي (( رأيي صواب يحتمل الخطأ و رأي غيري خطأ يحتمل الصواب )) فما خاب من استخار و ما ندم من استشار ، لابد أيها الشيخ الجليل الوقور أن تطمئن إخوانك على الدرب و أن تثق بهم و أن تعينهم على الثقة بك ، خاصة و قد توفرت لهم مرجعية الهيئة الشرعية للحقوق و الاصلاح و قد جمعت أطياف العمل الاسلامي على كلمة سواء و بها من العلماء و الدعاة و المتخصصين من يوثق بعلمهم و رأيهم ، و نحسبها نواة لمرجعية اسلامية و علمية سوف يكون لها ما لها من شأن بإذن الله .
إن تولي أحد من الاسلاميين حكم مصر فرصة عظيمة ساقها الله إلى أهل مصر حتى يروا عيانا حكم الاسلام الرشيد و قد عاينوا حكم غيره سنينا، و هذه اللحظة التاريخية – التي إن فاتت قد لا تتأتى عن قريب - ينبغي أن لا تضيع و أن يغتنمها الاسلاميون ليبدأوا حكم مصر بشريعة الاسلام ، و قد ذاقوا مر حكم غيرها عقودا .
أود من كل قلبي أن يتحد الاسلاميون من الاخوان و السلفيين بصفة خاصة على ترشيح رجل نحسبه مخلصا كفؤا " كحازم أبو اسماعيل " ، و لكن عليه أن يبذل من الجهد و المشاورة و السعي كي يطمئنهم و يطمئن عموم شعب مصر على مستقبلها في ظل رئيس له مظهر و مخبر اسلامي ، فلا يقال ضيع الاسلاميون مصر كما ضيعها غيرهم.
اللهم ول علينا خيارنا و لا تول علينا شرارنا.
صلاح الطنبولي | |
|