طال الانتظار مشرفة منتدى أهل السنة والجماعة
الديانة : مسلمة الجنسية : مصرية عدد المساهمات : 231 نقاط : 2492 السمعة : 40 تاريخ التسجيل : 28/05/2010
| موضوع: أزواج وزوجات في بلاد الغربة 2012-01-18, 6:56 pm | |
| الْتقيتُ بإحدى الصَّدِيقات العزيزات، فوجدتُها واجمةً حزينة، فتوقعتُ أنَّها متوجِّسة مِن الولادة؛ فقدْ كانتْ في شهرها الأخير من الحمْل، وتتوقَّع أن تضع مولودَها الأوَّل بعدَ أسابيع، وبعدَ أن سألتُها، بدأتْ حديثَها معي والدُّموع تترقرق في عينيها قائلة: زوْجي يا عزيزتي!
قلتُ: ما به؟ لا نَسْمَع عنه إلا كلَّ خير، رجلٌ تَقِيٌّ يخاف الله، يلزم كلَّ صلاة في المسجد.
قالت: نعَمْ الحمد لله، لكن ... وبدأتْ تبكي!
انتظرتُها بُرهةً حتى تهدأ،، فاستجْمَعتْ قواها التي أنهكها الحزنُ والحمل، وقالت: طلَب زوجي منِّي أن أرجع إلى الوطن أنا والمولودُ الجديد بعد أشْهُر من الولادة؛ لأقيمَ عندَ أهْلي ما بَقِي من سنوات الدِّراسة.
قلتُ مشدوهة: ولماذا؟ أنتم الآن أُسْرَة واحدة.
قالت: ولأنَّ الأُسرةَ الصغيرة ستضمُّ مولودًا جديدًا يحتاج الكثيرَ مِن العناية والاهتمام، ومراجعة المستشفَى لمتابعة نُموِّه وتطعيماته، يُريدني أن أرْجِعَ إلى أهلي؛ ليتفرَّغَ هو - حسب قوله – للدراسة؛ لأنَّه لا يستطيع أن يُذاكرَ أو يُركِّز في قراءاته في وجودنا!
حاولتُ تهدئتَها قدْرَ استطاعتي، ونصحتُها بمناقشةِ الموضوع مع زوْجها بهدوءٍ بعدَ الولادة؛ لأنَّها كأغلبِ النِّساء تحتاج في رأيي إلى هدوءٍ وحنان خاص في فترة الحمْل، لا سيَّما قبلَ الولادة بأسابيعَ قليلة.
في تلك اللَّيْلة، وضعتُ رأسي على الوسادة؛ لأنعمَ بالنوم بعدَ يوم شاق، لكن عقْلي كان لا يتوقَّفُ عن التفكير والتحليل فيما سَمِعْت، أيُعقَل أن يكون بعضُ الأزواج بهذه السلبية؟!
أيُعقل ألاَّ يفكر الزوجُ - وهو ربُّ الأُسرة، صاحب القوامة في البيت - بهذه الأنانية؟! فلا يُفكِّرُ إلا في مصلحته الشخصية ودِراسته، ولو كان على حسابِ زوجته المخلِصة التي تكبَّدتْ لأجله مَشقَّةَ السفر والغُربة، والبُعْد عنِ الوطن والأهْل والأحباب، في سبيل أن يرتقيَ، وينالَ أعلى الشهادات.
أيُعقل أنْ يزدادَ الزوج في تحصيلِ درجات العلم، فينال شهادةَ الماجستير ويتلوها بشهادة الدكتوراه، ثم ينحدر في مستوى الإنسانيَّة؟!
أيُعقَل أن يكون هذا هو نموذجَ الزَّوْج المحافظ على دِينه وصلاته، ثم لا يَفْقَه معنى: ((كُلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤول عن رعيته))، وكيف يرى رعيتَه أو يتعهَّدها ويُوجِّهها وهو يزجُّ بها بعيدًا آلافَ الأميال؛ لينعمَ هو بالهدوء والراحة؟!
تساؤلات عديدة لم أَجِدْ لها جوابًا! | |
|