لغير الله لن نركع المــــــــ نائبة ـــــــــــــــدير
الديانة : proud to be a muslim heart الجنسية : EGYPTIAN عدد المساهمات : 1282 العمر : 39 المهنة : HOUSEWIFE الابراج : الأبراج الصينية : نقاط : 30462 السمعة : 65 تاريخ الميلاد : 22/04/1985 تاريخ التسجيل : 26/11/2010 الموقع : https://ja-jp.facebook.com/group.php?gid=104557382928997&ref=ts العمل/الترفيه : TEACHING CHILDREN المزاج : FICKLE
| موضوع: الخلافة الإسلاميّة قادمة بقلم: سلطان بركاني. الجزائر 2011-12-29, 8:19 pm | |
| الخلافة الإسلاميّة قادمة بقلم: سلطان بركاني. الجزائر ثمانٌ وثمانون (88) سنة مرّت على سقوط آخر قلاع الخلافة العثمانية التي كانت آخر خلافة توحّد تحت رايتها المسلمون. كانت مؤامرة خطّط لها اليهود الصّهاينة، ونفّذها الصّليبيون الحاقدون، وتولّى العلمانيون أذناب الغرب تنفيذ آخر فصولها في تركيا مهد الخلافة العثمانية، يوم سعوا إلى محاربة كلّ ما يربط المسلمين بدينهم. لم يكتفوا بمصادرة أحكام الشّريعة الإسلامية وقوانينها، ولم يكتفوا بحرب الحجاب وكلّ مظهر تشتمّ منه رائحة الإسلام، بل بلغ بهم الأمر أن منعوا الأذان باللّغة العربية.انتهت الخلافة العثمانية، وقسّمت دولة الإسلام إلى دول، فصلت بحدود على الأرض وبحدود وسدود في القلوب، ومن يومها ومؤامرات اليهود والصّليبيين تتوالى على دويلات المسلمين المتفرّقة لتكون الكلمة المسموعة فيها لرجال يتربّون على عين الغرب ويتولّون الحيلولة بين المسلمين وبين دينهم بالنيابة عنه. كان ما كان، وأصبحت للعلمانيين الكلمة المسموعة واليد الطّولى في كثير من بلاد المسلمين، تنافسوا في مصادرة أحكام الشّريعة الإسلامية وحصرها في أضيق نطاق ممكن، واستبدلوا النّظم الإسلاميّة بنظم غربية، فتحوا أبواب الشّهوات على العالم الإسلاميّ، ومكّنوا للمخطّطات التي سعت لسلخ المسلمين عن دينهم.انتشر التبرّج، وراجت الخمور والمخدّرات، وظهرت مظاهر في أوساط الشّباب تدعو إلى اليأس والإحباط. ولكن يأبى الله إلا أن تبقى بذرة الخير حية في قلوب أكثر المسلمين، وأن تبقى طائفة من هذه الأمّة من الدّعاة المخلصين والقادة الخيّرين، تعمل لأجل استعادة مجد هذا الدّين، صبرت على ما أصابها في سبيل التّمكين لدين الله، واستعذبت ما ووجهت به من حملات التّشويه المركّزة؛ حملات التّشويه التي بلغت ذروتها في العقدين الأخيرين، يوم بدأت تصوّر الإسلام على أنّه دين الإرهاب والقتل والتّرويع، وتحذّر من كلّ من يدعو إلى تحكيمه.ولكن يأبى الله إلا أن يتمّ نوره، وأن يعلي رايته، فما إن سنحت الفرصة لهذه الأمّة لتحدّد وجهتها وتختار طريقها، حتى أعلنتها مدوية في كلّ الأرجاء أنّها لن ترضى بغير شرع ربها دستورا وحاكما.أسقط في أيدي العلمانيين، وهم يرون جهودهم التي بذلوها على مدار أكثر من 80 سنة لإبعاد الأمّة عن دينها تذهب أدراج الرياح، وبلوا بداهية دهياء وهم يدركون حجمهم الحقيقيّ بعيدا عن المحاباة التي كانوا يحظون بها في ظلّ أنظمة صنعت لهم مجدا لا يستحقّونه، ووزنا لا يبلغونه.حالة من الذّعر أصابت العلمانيين والشّيوعيين واليساريين هذه الأيام، لأنّ الأمّة أرادت أن يحكمها شرع الله؛ الأمّة أرادت أن تأمن على دينها وأموالها ودمائها وأعراضها في ظلّ شرع يساوي بين الحاكم والمحكوم والرئيس والمرؤوس.جنّ جنونهم، فسخّروا ألسنتهم وأقلامهم، واستباحوا الكذب والتّلبيس واحترفوا الوشاية والتّدليس، واستنفروا وسائل إعلامهم للتّخويف من عودة الإسلام، بل وراح بعضهم يستنجد بالغرب ويستجديه ليتدخّل، ويذرف الدّموع على حانات الخمور وعلب الخنا وشواطئ العري ومواخير الزّنا.ولعلّ ما يدعو إلى الغرابة أكثر أنّ زعماء الغرب وقادته بدأوا يعترفون بالأمر الواقع ويحاولون التّأقلم معه، ويبدون استعدادهم لفتح قنوات تواصل مع القيادة التي يختارها المسلمون أيا كان لونها، ولكنّ العلمانيين في بلاد المسلمين لا يزالون في سكرتهم يعمهون، ولا يزالون في غيّهم يكابرون، ولله في خلقه شؤون.إنّ المرء ليعجب أشدّ العجب لحال هؤلاء الذين يتملّكهم الرّعب من تطبيق شرع الله، ويتساءل لماذا يعادي هؤلاء الإسلام وهو الدّين الذي شرعه الله رحمة للعالمين؟ يقول الحقّ تبارك وتعالى: { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ } (المائدة/50).أما استقرأ هؤلاء تاريخ البشرية ليجدوا أنّ الإنسانية لم تنعم في تاريخها بحكم أرحم ولا أرأف ولا أعدل من حكم الإسلام والمسلمين؟.لقد سجّل التاريخ أنّ اليهود والنّصارى كانوا يأتون النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ليقضي بينهم في خصوماتهم، ويتركون قساوستهم ورهبانهم، لأنّهم يعلمون أنّ النبيّ عليه الصّلاة والسّلام يحكم بالعدل، بخلاف أحبارهم ورهبانهم الذين يأخذون الرّشى ويحكمون بالهوى، وسجّل التاريخ أنّ رجلا من أهل مصر أتى عمر بن الخطّاب (رضي الله عنه) يشكو إليه ابنَ عمْرِ بن العاص واليه على مصر فقال: يا أمير المؤمنين، عائذ بك من الظّلم، فقال عمر: عذت معاذً، قال الرّجل: سابقت ابنَ عمْرِ بن العاص فسبقته، فجعل يضربني بالسّوط ويقول: أنا ابن الأكرمين. فكتب عمر بن الخطّاب إلى عمْرِ بن العاص يأمره بالقدوم مع ابنه. قدم عمرو وابنه، فدعا عمر بالرّجل وقال: خذ السّوط واضرب ابن عمْرِ بن العاص، فجعل الرّجل يضربه وعمر بن الخطّاب يقول: اضرب ابن الأكرمين. ثمّ قال عمر للرّجل: اضرب صلعة عمْرِ بن العاص، فقال الرّجل: إنّما ابنه الذي ضربني وقد اشتفيت منه، فالتفت عمر بن الخطّاب إلى عمْرِ بن العاص وقال: منذ متى استعبدتم النّاس وقد ولدتهم أمّهاتهم أحرارا. فقال عمرو بن العاص (رضي الله عنه): يا أمير المؤمنين، لم أعلم بما حصل للرّجل ولم يأتني.وسجّل التاريخ أيضا بأحرف من ذهب أنّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) سرقت درعه وهو خليفة المسلمين، فرآها يوما مع يهودي يبيعها في السوق، فقال علي: إن هذه الدرع درعي وأنا أعرف علامتها، فقال اليهودي: بل هي درعي، فتوجها إلى القضاء. ووقف أمير المؤمنين بجانب اليهودي أمام شريح القاضي، ولكم أن تتصوّروا أمير المؤمنين وقائد المسلمين يقف جنبا إلى جنب مع رجل يهودي أمام القاضي.قال شريح القاضي: البينة على من ادعى، قال علي (رضي الله عنه): إن الدرع درعي وعلامتها كذا وكذا، وهذا ابني الحسن بن علي شاهدي على ذلك. فقال شريح: يا أمير المؤمنين إني أعلم أنك صادق ولكن ليس عندك بينه وشهادة الحسن لا تنفعك لأنه ابنك وقد حكمنا بالدرع لليهودي. هز هذا الموقف اليهودي وقال: والله إن هذا الدين الذي تحتكمون إليه لهو الناموس الذي أنزل على موسى عليه السلام وإنه لدين حق. ألا إن الدرع درع أمير المؤمنين وأني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. فما كان من أمير المؤمنين علي (رضي الله عنه) إلا أن قال: أما وأنك قد أسلمت فإني قد وهبت الدّرع لك ووهبت لك معها هذا الفرسأيضاً. ولم يمض على هذا الحادث زمن طويل حتى شوهد ذلك الرجل يقاتل الخوارج تحت رايةعلي (رضي الله عنه) في يوم النهراوان، ويمعن في القتال حتى كتبت له الشهادة. حظي بالإسلام ونال الشّهادة في سبيل الله بسبب عدل الإسلام والمسلمين.وسجّل التاريخ أيضا من بين المواقف التي تشهد بعدالة الإسلام أنّ السّلطان العثماني مراد الثّاني لمّا فتح البندقية في حدود سنة 1431م ودخل المدينة منتصراً، جاءه وفد من مدينة (يانيا) القريبة من البندقية، واستأذنوا للمثول بين يديه، أعلمَ الحاجبُ السلطانَ أن وفداً من مدينة (يانيا) قد حضر، وهم يرجون المثول بين يديه لأمر مهمّ. تعجّب السلطان لهذا الخبر، إذ لم تكن له أي علاقة بهذه المدينة التي كانت آنذاك تحت حكم عائلة (توكو) الإيطالية، وكانت تعيش عهدا من الاضطراب والفوضى بسبب تنازع أبناء تلك العائلة على الملك. أمر السلطان مراد رئيس حجابه بالسماح للوفد بالدخول عليه، ثم قال للوفد بوساطة الترجمان: مرحبا، ماذا تبغون؟ قالوا: أيها السلطان، جئنا نلتمس منكم العون، فلا تخيب رجاءنا. قال السّلطان: وكيف أستطيع عونكم؟ قالوا: إنّ أمراءنا يظلموننا، ويستخدموننا كالعبيد، ويغتصبون أموالنا ثم يسوقوننا للحرب. قال السّلطان: وماذا أستطيع أن أفعل لكم؟، إنّ هذه مشكلة بينكم وبين أمرائكم. قالوا: نحن أيها السلطان لسنا مسلمين، بل نحن نصارى، ولكننا سمعنا كثيراً عن عدالة المسلمين، وأنهم لا يظلمون الرعية، ولا يكرهون أحداً على اعتناق دينهم، وإنّ لكل ذي حق حقه لديهم. لقد سمعنا هذا من تجارنا الذين زاروا مملكتكم، لذا فإننا نرجو أن تشملونا برعايتكم وعطفكم، وأن تحكموا بلدنا لتخلّصونا من حكّامنا الظّالمين.ثمّ قدّموا له مفتاح المدينة الذهبي. استجاب السلطان لرجاء أهل مدينة (يانيا)، وأرسل أحد قادته على رأس جيش إلى المدينة، وتم فتحها فعلاً في السنة نفسها. فالله أكبر، هكذا عُرف المسلمون بالعدل، وكانت الشّعوب تتمنّى أن يشملها حكمهم ويعيشوا في ظلّ عدالتهم.أما قرأ العلمانيون هذه الشّهادات وغيرها؟ أما قرؤوا اعترافات المنصفين في الشّرق والغرب ممّن شهدوا أنّ البشرية لن تجد أعدل ولا أحكم من الإسلام وتشريعاته؟.تقول المستشرقة الألمانية سيجريد هونكه: "إنّ الإسلام أعظم ديانة على ظهر الأرض سماحة وإنصافا، نقولها بلا تحيّز ودون أن نسمح للأحكام الظّالمة أن تلطّخه بالسواد، وإذا ما نحَيْنا هذه المغالطات التّاريخية الآثمة في حقّه والجهل البحت به، فإنّ علينا أن نتقبّل هذا الشّريك والصّديق مع ضمان حقّه في أن يكون كما هو".ويقول الأنبا غريغوريوس: " لقد لقيتِ الأقليات غير المسلمة -والمسيحيون بالذات – في ظل الحكم الإسلامي الذي كانت تتجلَّى فيه روح الإسلام السمحة كل حرية وسلام وأمن في دينها ومالها وعرضها ".بل ويقول الأنبا شنودة، أشهرُ بابوات مصر الآن، يقول قبل أن ينقلب على عقبيه ويتحالف مع العلمانيين واللادينيين، يقول: " إنّ الأقباط، في ظلّ حكم الشّريعة،يكونون أسعد حالاً وأكثر أمنًا، ولقد كانوا كذلك في الماضي، حينما كان حكم الشّريعة هو السائد. نحن نتوق إلى أن نعيش في ظلّ لهم ما لنا، وعليهم ما علينا. إنّ مصر تجلب القوانين من الخارج حتى الآن، وتطبّقها علينا، ونحن ليس عندنا ما في الإسلام من قوانين،فكيف نرضى بالقوانين المجلوبة، ولا نرضى بقوانين الإسلام؟ ".اهـ. *** إنّه لا أفضل ولا أنفع للمسلمين وللعلمانيين بل ولا للأقباط والنّصارى واليهود من حكم الواحد المعبود، الذي يتساوى تحت ظلّه كلّ الأفراد في الحقوق والواجبات، إلا ما استثنته الشّريعة لحكمة معلومة ظاهرة.يتساوى الحاكم والمحكوم والشّريف والوضيع والرّئيس والمرؤوس أمام القضاء، ويستشعر الحاكم رقابة الله قبل أن يستشعر رقابة المخلوقين، ويخشى عقوبة الآامل قبل أن يخشى عقوبة الدّنيا:يروى أنّ عثمان بن عفان (رضي الله عنه) غضب يوما على خادمه فعرك أذنه بأصبعيه فتألم الخادم، فتذكر عثمان قصاص الآامل فنادى عليه وأجلسه بين يديه وألح عليه أن يقتص منه، فكبُر ذلك على الخادم، كيف يعرك أذن خليفة المسلمين، فعزم عليه عثمان، فاضطر الخادم على كره منه إلى تنفيذ أمر الأمير، وأمسك أذن أمير المؤمنين وشد عليها بأصبعيه، فأمره عثمان أن يشد أكثر وأكثر وهو يقول: "إن قصاص الدنيا أهون من قصاص الآامل".في ظلّ حكم الإسلام فقط يحدث مثل هذا أن يقتصّ خادم من الخدم من أعلى سلطة في البلد.وفي ظلّ حكم الإسلام فقط، يعلم الحاكم أنّه خادم لرعيته مستأمن على أرواحهم وأعراضهم وأموالهم، فلا يسمح لنفسه ولا لأحد من أهله أو أقاربه أن يستأثر بشيء دون المسلمين:على عهد خلافة الفاروق (رضي الله عنه) جيء إليه بمال فبلغ ذلك ابنته حفصة أمّ المؤمنين فقالت: يا أمير المؤمنين، حقّ أقربائك من هذا المال، قد أوصى الله عزّ وجلّ بالأقربين من هذا المال، فقال: حقّ أقربائي يكون من مالي، وأمّا هذا فمال المسلمين، غششت أباك ونصحت أقرباءك، قومي عنّي... فيا لله: حقّ أقربائي يكون من مالي، وأمّا هذا فمال المسلمين.وقبل الفاروق، سجّل التاريخ بماء الذّهب أنّ الصدّيق (رضي الله عنه) لمّا حضرته الوفاة أراد أن يبرّئ ذمّته من مال المسلمين فقال مخاطبا ابنته عائشة: "أمَا إنا منذ ولينا أمر المسلمين لم نأكل لهم دينارًا ولا درهمًا، ولكنا قد أكلنا من جريش طعامهم في بطوننا، ولبسنا من خشن ثيابهم على ظهورنا، وليس عندنا من فيء المسلمين قليل ولا كثير إلا هذا العبد الحبشي وهذا البعير الناضح، وجرد هذه القطيفة، فإذا مت فابعثي بها إلى عمر وابرئي منها" ففعلتْ، وبعثت بها إلى عمر بن الخطّاب، فبكى عمر، وقال: "رحمة الله على أبي بكر لقد أتعب مَن بعده تعبًا شديدًا". ثمّ أشار الصدّيق (رضي الله عنه) إلى ثوب قديم وقال لابنته عائشة رضي الله عنا: "انظري ثوبي هذا فيه ردع زعفران أو مشق فاغسليه واجعلي معه ثوبين آخرين". فقيل له: قد رزق الله وأحسن، نكفّنك في جديد. فقال: "إنّ الحي أحوج إلى الجديد ليصون به نفسه من الميت، إنّما يصير الميت إلى الصديد وإلى البلى".وفي عهد خلافة عمر بن عبد العزيز سجّل التاريخ أنّ هذا الخليفة الرّاشد كان لا يستعمل الأموال العامة لحاجته الخاصة مطلقاً، وذكر من بين ما ذكر أنّ والي الأردن بعث إليه بسلّتي رطب، وقد جيء بها على دوابّ البريد، فلمّا وصلت عمر بن عبد العزيز أمر ببيعها وجعل ثمنها في علف دوابّ البريد، وطلب مرّة من عامله أن يشتري له عسلاً فحمل له العسل على دوابّ البريد، فأمر عمر ببيع العسل وجعل ثمنه في بيت المال، وقال له: أفسدت علينا عسلك.لماذا؟ لأنّ العسل نقل على دوابّ البريد وهي ملك للمسلمين جميعا. فيا لله.في ظلّ حكم الإسلام فقط تأمن الرعية جانب الرّاعي، ويأمن الراعي جانب رعيته، فلا يحتاج لأن يحتجب عنهم بأبواب وحرس وحجّاب:يروي ابن كثير عليه رحمة الله في البداية والنّهاية أنّه لمّا فتحت بلاد فارس وجاء وفد المسلمين وفيهم أنس بن مالك والأحنف بن قيس ومعهم الهرمزان أحد قادة الفرس الذين أسروا، أتوا منزل أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب فلم يروا أحدا فرجعوا فإذا غلمان يلعبون فسألوهم عنه فقالوا إنّه نائم في المسجد، فأتوا المسجد فإذا هو متوسّد برنسا له وليس في المسجد غيره، فقال الهرمزان: أين عمر؟ قالوا: هو ذا، قال: أين حجّابه وأين حرّاسه فقالوا: ليس له حجّاب ولا حرّاس، فقال: عدلت يا عمر فنمت قرير العين هانيها.في ظلّ حكم الإسلام فقط ينتشر العدل، وتؤخذ حقوق الفقراء من الأغنياء، وتفتح خيرات الأرض وبركات السّماء، وينحسر الفقر إلى أضيق نطاق له.لقد سجّل التاريخ أنّ الخليفة الرّاشد عمر بن عبد العزيز استطاع بإذن الله محاصرة الفقر، حتى عز في زمانه وجود من يستحق الزكاة ويقبلها،وصار الأغنياء أمام مشكلة واجهتهم يوم صار الواحد منهم لا يجد من يأخذ عنه زكاته، قال يحيى بن سعيد: بعثني عمر بن عبد العزيز على صدقات إفريقية فاقتضيتها، وطلبت فقراء نعطيها لهم فلم نجد بها فقيراً، ولم نجد من يأخذها منا، قد أغنى عمر بن عبد العزيز الناس، فاشترينا بها رقاباً، فأعتقناها وولاؤهم للمسلمين.أخيرا نقول: الخلافة الإسلاميّة قادمة بإذن الله، وقد بشّر الصّادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى بذلك يوم قال: (تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعه إذا شاء أن يرفعه، ثم تكون ملكا جبريا، فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعه إذا شاء أن يرفعه، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة).وإن كان العلمانيون واليساريون والشيوعيون لا يهتمّون لبشارات المصطفى (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فليسمعوا هذا الاعتراف الذي أدلى به الرّوائيّ الرّوسيّ المشهور ليو تولستوي، الذي قال: " سوف تسود شريعة الإسلام العالم، لتوافقها وانسجامها مع العقل والحكمة ".
ى | |
|