ANGEL HEART ( إذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ : صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْم
الديانة : الجنسية : بلادي وإن جارت عليّ عزيزةُ وأهلي وإن ضنوا عليّ كرامُ عدد المساهمات : 7806 العمر : 48 المهنة : معلم خبير لغة إنجليزية الابراج : الأبراج الصينية : نقاط : 186830 السمعة : 246 تاريخ الميلاد : 07/12/1975 تاريخ التسجيل : 29/03/2010 الموقع : https://fgec.ahlamontada.com/ العمل/الترفيه : Expert master of English المزاج : عبد ذليل لرب جليل
| موضوع: نداء عاجل الي كل الاخوة في حزبي النور والحرية والعدالة انتبهوا ....::::::::::: 2011-12-07, 11:11 pm | |
| مر رأس المنافقين "عبد الله بن أبي بن سلول" على جماعة من الأنصار فيهم الأوس والخزرج، وهم جلوس يتسامرون في مودة وحب، فغاظه ما رآهم عليه من انسجام وأخوة، فعهد إلى رجل من اليهود يحفظ أشعار "يوم بـُعـَاث" - الذي اقتتل فيه الأوس والخزرج قبل الإسلام بعقدين أو أكثر قليلاً – فهيجه للتوقيع بينهم، فجاء اليهودي وجلس بين الأنصار، ثم صار ينشد أشعاره الخبيثة التي قيلت في الجاهلية، تمجد العنصرية والقبلية، وتدعو إلى التناحر والاقتتال. ولأن القوم كانوا حديثي عهد بإسلام، ولأن أشعارهم تلك كانت مواطن فخرهم، ولأن اليهودي الخبيث من شياطين الإنس قد اصطحب معه فريقاً من شياطين الجن "جنود إبليس" ... بسبب كل ذلك ... ثارت نفوس القوم، وامتلأت بالعنصرية والقبلية، وأهاجت الذكرياتُ المنتنةُ الخبثَ في نفوسهم ... فقام بعضهم يتنادون "يا للأوس" .. وقام آخرون يتنادون "يا للخزرج" .. وعمدوا إلى أسلحتهم فشهروها في وجوه إخوانهم. بلغ الأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فقام مسرعاً يجر ثوبه، حتى بلغ القوم وهو ينادي فيهم: "دعوها فإنها منتنة ... دعوها فإنها منتنة ... أبدعوى الجاهلية وأنا بين ظهرانيكم؟!" ... قال الراوي: فألقى القوم أسلحتهم .. وعانق بعضهم بعضاً" (رواه البخاري). وتتكرر نفس الحادثة مرة أخرى في غزوة بني المصطلق ولكن بين المهاجرين والأنصار، فيعيد رسول الله صلى الله عليه وسلم نفس الكلمة "دعوها فإنها منتنة" ... عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: كُنَّا فِي غَزَاةٍ فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ ... فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: يَا لَلْأَنْصَارِ، وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ ... فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "مَا بَالُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ؟" ... قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّه .. كَسَعَ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ .... فَقَالَ: "دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ" ... فَسَمِعَ بِذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ بن سلول .. فَقَالَ: "فَعَلُوهَا، أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ" ... فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ... فَقَامَ عُمَرُ فَقَالَ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ .. دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ" ... فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "دَعْهُ، لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ" (رواه البخاري). عندما تأملت هذه الحوادث، قلت في نفسي: من لنا برسول الله صلى الله عليه وسلم يأتينا مسرعاً مغضباً ينادي فينا: "دعوها فإنها منتنة" ... فكم من "ابن سلول" قد كادنا وهو من بني جلدتنا، ففرق جمعنا وهو يدعي أن في هذا مصلحتنا، وأثار الشحناء بيننا وهو يظهر الحرص علينا، بل وأثار فينا دعاوى الجاهلية البغيضة وهو يزعم العمل للإسلام والجهاد في سبيل مصالح الأمة. أفهم جيداً أن تنتشر العنصرية في مجتمعات الدنيا غير المسلمة، فهؤلاء ليس عندهم كتاب من الله تعالى ينادي فيهم صباح مساء: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" (الحجرات – ١٣) ... وليس فيهم خير البشر صلى الله عليه وسلم ينادي فيهم: "ألا لا فضل لعربي على عجمي .. ولا لعجمي على عربي .. ولا لأحمر على أسود .. ولا لأسود على أحمر .. إلا بالتقوى" (رواه البيهقي وأبو نعيم في الحلية وهو صحيح.غاية المرام برقم 313) ... وهؤلاء لم توحدهم عقيدة، ولم يجمعهم دين تقول تعاليمه: "إنما المؤمنون إخوة" (الحجرات – ١0) .. ويقول ربهم في كتابه: "إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ" (الأنبياء – 92) ... ويقول رسوله صلى الله عليه وسلم: " لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض" (رواه البخاري) ... أفهم كل هذا جيداً ... لكن ما لا أستطيع تفهمه أن تنتقل هذه العدوى إلى أمة الإسلام. : "ابحث عن (ابن سلول) وصاحبه اليهودي وأعوانه من الشياطين الذين فرقوا جمعكم، واقذف عليهم قولة رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعوها فإنها منتنة". وأستطيع أن أفهم أن تنتشر القبلية والعنصرية والقومية الجاهلية بين زعماء المسلمين وقادتهم، فقد يبرر ذلك سعي معظمهم لمصالحهم الخاصة، ومصالح حاشيتهم وقبائلهم، رغم ما يعتري هذا التبرير من مغالطة كبرى تكمن في أن المصلحة تكون دائماً في الوحدة، والشر كله في الفرقة والنزاع، وقد دلت التجارب عبر التاريخ القديم والحديث بوضوح على ذلك .. إلا أن يكون الدافع للعنصرية عمالة لشرق أو لغرب، أو حب لزعامة ورياسة ... فتلك مسألة أخرى. ولست في حاجة – والحالة هذه – أن أبحث عن "ابن سلول" في مجتمع الزعماء وحاشيتهم ومقربيهم، فكم فيهم من واحد لو رآه "ابن سلول" لتعلم منه فنون النفاق والخبث والكيد. وقد أستطيع أن أفهم انتشار العنصرية وسط الجماهير الجاهلة من شعوب المسلمين، فعبر التاريخ ظل الغوغاء دائماً بلا دين ولا خلق، تقودهم رغباتهم وتتحكم فيهم مصالحهم، فلا يرعون مصلحة أمة، ولا حدود فضيلة .. من هنا نجد دعاوى الجاهلية العنصرية تثور وسط الجماهير لانتصار فريق في لعبة، أو لاقتتال بين اثنين في حارة، أو لكلمة ألقاها هذا أو ذاك. والبحث عن "ابن سلول" وأعوانه هنا سهل ميسور .. إعلام مغرض، وقيادات غير مسئولة أو جاهلة، ومناهج دراسية مملوءة بالمغالطات ... ومكائد لا تنتهي من أعداء متربصين. ويحتمل أن أفهم – أيضاً – أن تنتشر العنصرية بين الطائفة المثقفة في بلادنا، فمعظمهم تربى على مناهج الشرق أو الغرب، التي تغذي هذه الروح الخبيثة، وتنقل لمن يتربى عليها أمراض مجتمعات ضلت طريق الهداية ... فتقرأ عموداً في صحيفة يدعوا إلى العنصرية، ويمجد القومية الجاهلية، ويحتقر كافة أجناس الناس دون جنس الكاتب، وتسمع أغنية عنصرية، وتشاهد فيلماً يدعو للقبلية .. بل وتجد قنوات كاملة تقوم على أسس عنصرية هدامة. ولست في حاجة هنا للبحث عن "ابن سلول" وأعوانه ... فكثير ممن يوصفون في مجتمعاتنا أنهم "الصفوة" فاقوا "ابن سلول" وهزموا أعوانه في مضمار بث الفرقة وتزكية العنصرية. وقد أفهم - نوعاً ما – أن تلقى بعض الدعوات العنصرية صدىً بين صفوف أصحاب بعض الأفكار الإسلامية في مجتمعات المسلمين وغيرهم، فهؤلاء – في كل الأحوال – نتاج مجتمعاتهم، يتأثرون بثقافتها وينتشر بينهم – إلى حد ما – ما ينتشر بين الناس، لاسيما مع ضعف العملية التربوية، وضحالة عمقها في النفوس. فجولة في أفكار الكثير من المنتسبين للفكر الإسلامي في العالم الإسلامي تكشف لك بجلاء تمحورهم حول بني جنسهم، وتشككهم في معظم الأجناس الأخرى ممن لم يروهم خارج بلادهم .. وجولة في صفوف الجاليات المسلمة في الغرب والشرق تكشف لك عواراً واضحاً .. انفصال شبه تام بين "العرب" و "الهنود" و "الأفارقة" و"أصحاب الأرض" في وسط الجاليات المسلمة، بل وتنازع داخل القومية الواحدة بين العرقيات، فالمصريون والمغاربة، والهنود والباكستانيون، والعرقيات الأفريقية المختلفة ... الكل يعمل بخفاء – قد يظهر للعلن – ضد بعضه البعض. وأحسب أن "ابن سلول" هنا نفس أمارة بالسوء، وضعف كبير في الإيمان، وفهم ضحل لحقيقة الإسلام والتحديات التي تواجهه، وحب – قد يخفى – للزعامة والدنيا. لكن ... ما لا أستطيع تفهمه، ولا يمكنني هضمه، أن تنتشر هذه الآفة بين الحركات الإسلامية في العالم الإسلامي ... فتجد حركة "إسلامية" لا تنشط إلا وسط جنسية معينة أو قومية بعينها، وترى حركة أخرى لا تضم لعضويتها إلا من انتمى إلى قبيل ما أو كان من جنس ما ... وحتى تلك الحركات "العالمية" التي ينص منهاجها على عالمية فكرتها، ويرفض دعاوى الجاهلية من عنصرية وقومية، وينتشر أعضاؤها في كثير من بقاع الدنيا .. حتى تلك الحركات التي هي أمل الأمة نحو وحدة تعيد لها عزتها وكرامتها .. أصابها فيروس العنصرية!! أتاحت لي نشأتي في الخليج الاختلاط بمعظم جنسيات العالم، والإطلاع عن قرب على عدد من الحركات الإسلامية التي نشطت في جو من "الحرية النسبية" في المنطقة .. رأيتها يوم كانت "عالمية" بمعنى الكلمة، ينشط فيها ابن البلد مع العربي الوافد جنباً إلى جنب، ويدرس فيها المسلم الهندي مع أخيه الأوروبي نفس المنهاج، كان مشهد كهذا كفيلاً وحده أن يغرس معنى الوحدة في نفوس الشباب، وأن يبشر بأمة واحدة للمسلمين في المستقبل القريب. لكنني – وللأسف – شهدت انهيار هذا الحلم، أحسست بأصابع "ابن سلول" وأعوانه تلعب في الظلام، وقد أغاظه ما غاظه في الماضي من صورة الأخوة المشرقة، فتنادى وأتباعه ففرقوا الجمع، وهيجوا النفوس، وأثاروا الأحقاد ... فصارت الحركة الواحدة حركات متعددة على أسس طائفية عنصرية جاهلية .. وكانت الحجج جاهزة ... الظروف والأحوال، الطبائع والعادات، المصلحة والضرورة ... ثم قال بعضهم أنها "مرحلة تكتيكية مؤقتة" .. فاستمرت أكثر من ثلاثين سنة !!. بدأت هذه المجموعات متعاونة متكاملة، ثم ما لبثت أن انفرط عقدها فتناثر، وتقوقع كل قبيل على نفسه، وجافى إخوانه أصحاب نفس الفكرة التي يحملها، ثم تناحرت الفصائل وتنابذت بالألقاب، ورمى بعضها بعضاً بالاتهامات .. والمضحك المبكي، أن الكل يدعو لفكرة "عالمية" ويتباكى على حال أمة إسلامية ممزقة شذر مذر !! قال لي بعض المدافعين عن "العنصرية التكتيكية" إن هذا هو ما رأته قيادتنا، وأقرته طوال هذه السنوات، وهو – لذلك - حق لا محالة ... فقلت: إن الباطل لا يصبح حقاً حتى ولو أقرته قيادة .. أي قيادة، بل يظل باطلاً حتى قيام الساعة مادام لا يوافق كتاب الله وسنة رسوله، بل ولا يتماشى حتى مع مبادئ الحركات "العالمية" ذاتها. إن البحث عن "ابن سلول" وأتباعه هنا مرهق صعب ... فمجرد التفكير في وجوده داخل حركات لها تاريخها الكبير، ويتلقى الناس منهاجها بالقبول والارتياح، وتضم في صفوفها وبين قياداتها ثلة من العلماء والمفكرين ... مجرد التفكير في وجود "ابن سلول" هنا يرهق النفس ويبعث على فقدان الأمل. من لنا برجل عاقل يصيح فينا بصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعوها فإنها منتنة". منقول بتصرف | |
|