روز اليوسف
أضيف بتاريخ: 2011/10/25
هجرة جماعية يشهدها الوسط الفني في مصر لأسباب عديدة، تتلخص في الخوف من المستقبل المجهول علي حد زعم من أخذوا هذا القرار.. سواء علا غانم التي قامت بتهجير بناتها الثلاث إلي الولايات المتحدة الامريكية وتنوي هي الاخري علي الهجرة خوفا من سيطرة الاسلاميين علي الساحة السياسية والفنية في الفترة المقبلة حتي أنها قالت بالحرف الواحد: "الإخوان لو حكموا البلد همشي وأسيبها ليهم" هذا من ناحية الفن وخوفها علي مستقبل الفن الفترة الجاية لانها تعتقد في حالة وصول الاسلاميين في مصر فلن يوجد في مصر شيء اسمه فن، وبالمثل انتقل المطرب عمرو دياب للإقامة في "دبي" بصفة شبه دائمة، حتي أنه يأتي لمصر لإحياء الحفلات ثم يعود في اليوم التالي !
وبالمثل قررت شيرين عبد الوهاب العيش والاقامة بشكل شبه دائم في لبنان، حتي أنها أقدمت علي شراء منزل في منطقة "أدما" شرق مدينة بيروت، وستقوم شيرين بإلحاق ابنتها مريم بمدرسة "الشويفات" الدولية هناك لتكون بالقرب من منزلها، والواضح أن الحالة الامنية هي التي دفعت شيرين الي الاقامة في بيروت خاصة أنها ليست لها اي مشاكل مع أحد في مصر، وهناك العديد من الفنانين الذين ينتظرون ما ستسفر عنه الأيام المقبلة ويفكرون هذه الأيام في الهجرة الي الخارج، وبناء علي هذه الظاهرة توجهنا إلي كبار الفنانين وكتاب الدراما والإخراج لنعرف آراءهم.
البداية كانت مع الفنان عزت العلايلي الذي أشار في مسلسل "الجماعة" إلي أن هناك أيادي تتحكم في فهمنا للدين الإسلامي المعتدل قادمة من الإخوان المسلمين والوهابية السعودية، وعن فكرة الهجرة من مصر حيال وصول هؤلاء للحكم قال: مصر ليست في حاجة لهؤلاء المهاجرين الجبناء، و"اللي عايز يمشي يتفضل الباب يفوت جمل، وده لعب عيال"، لأنه ليس من المعقول أن يصل الإسلاميون للحكم إلا عن طريق صناديق الانتخاب، ولو اختارهم الشعب فالشعب مسئول عن اختياره وقادر علي تحديد مصيره.
أما المخرج داود عبدالسيد فأكد أنه يؤيد الهجرة المؤقتة إذا كانت بناء علي تقديم فن أفضل في الخارج، لأنها ستكون ظاهرة ايجابية جدا حيث سيرفع هؤلاء الفنانين اسم مصر وقتها، أما اذا كانت هذه الهجرة بناء علي خوف فهي ظاهرة سلبية ودليل علي أنهم خائفون علي حياتهم العصرية المرفهة التي كان يعيشونها في وطنهم الأم، وتابع داود: لكن رغم ذلك فهؤلاء المهاجرون مجرد قلة من أبناء الوطن الحقيقيين، ولا يعبرون عن الوسط الفني بأكمله، وعن نفسي أنا وغيري سنبقي في مصر رغم أن الإسلاميين إذا وصلوا للحكم فلن تكون هناك سياحة أو فن، ولن نشبه وقتها السينما المصرية بالسينما الإيرانية لأننا لن نتمكن من تسويق هذا المحتوي الفني الدخيل سواء للجمهور المصري أو دول الخليج التي تشتري أعمالنا الفنية.
ومن جانبه أكد المؤلف محمد صفاء عامر أن ما يحدث من هجرة حاليا مجرد ظاهرة فردية لا يمكن الجزم بها، وقال: الطبيعي في الإسلام أن جميعنا سلف وإخوان، ومفهوم الأخوية بيننا غير مقصور علي جماعة "الإخوان المسلمين" التي تظهر عكس ما تبطن، وليست الجماعة السلفية هي الوحيدة التي تسير علي نهج السلف الصالح، لأنهم لا يفقهون شيئا لا في الحياة ولا في الدين، فإذا كانت هجرة هؤلاء خوفاً من وصول المنهج الإسلامي للحكم في المطلق فهي قرارات خاطئة وليست في محلها، أما إذا كانت خوفا من بطش الإسلاميين المتطرفين الذين يتخذون الدين ستاراً لأطماعهم الشخصية فهي قرارات في محلها، وأنا عن نفسي سأكون أول المهاجرين إذا وصل المتطرفون للحكم، لأنهم لا يعرفون قيمة الفن، وسيعودون بناء إلي القرون الوسطي، ولن نصل حتي إلي مستوي السينما الإيرانية التي أصبحت الآن سينما راقية وتحظي باحترام وتقدير العالم أجمع، وتحصد الجوائز العالمية في المهرجانات.