2:21 AM
ان ما قام به الشباب المصرى من تحطيم للجدار العازل امام السفاره
الاسرائيليه هو رساله واضحه للكيان الصهيونى، رساله عجزت الحكومات عن
ايصالها باتخاذ اجراء دبلوماسى حاسم اعتراضا ورفضا لسفك دماء ابناء مصر على
الحدود المصريه الاسرائيليه فى ظل اختراق للاتفاقيات الدوليه واستهانه
بحرمة الاراضى المصريه ، فللمره الخامسه على التوالى تقتل اسرائيل ضباط
وجنود مصريين ،
وطالما لم تتخذ مصر اجراءات حاسمه لمنع تلك الاعتداءات فتمادت اسرائيل
واحست بان دماء المصريين لا قيمة لها ، وبدلا من ان تقوم الحكومه المصريه
باى اجراء دبلوماسى قامت بحماية السفاره الاسرائيليه ببناء جدار عازل ،
وهذا يذكرنا بالجدار الفولاذى الذى قام بإنشائه الرئيس المخلوع لحماية
اسرائيل بحجة منع تسلل الفلسطينيين للاراضى المصريه ، هذا الجدار الذى كلف
مصر مليارات ، والتى كان اولى بها توفير فرص عمل لشباب مصر العاطل ، بدلا
من انشاء جدار لحماية من يسفكون دماء ابناء مصر .
والسؤال الذى يطرح نفسه هنا ماذا كان يحدث لو ان القتلى من الجانب
الاسرائيلى ، هل كانت اسرائيل ستلتزم الصمت ، ولماذا نحن نفرط فى دماء
ابناءنا اللذين استشهدواعلى يد قوة غاشمه اخترقت حدودنا ، ولم يبادروا
بالعنف ، هؤلاء اللذين ضحوا بدمائهم فى سبيل اداء واجبهم تجاه وطن فرط فى
حقهم بالصمت والتقاعس .
لماذا ننفق اموالنا التى نحن فى امس الحاجه اليها من اجل بناء اسوار
لحماية الكيان الصهيونى ، وكان من الممكن ان نتجنب كل هذا لو اننا عبرنا عن
رفضنا بالوسائل الدبلوماسيه المتاحه ، حتى لا تتكرر تلك الاعتداءات .
لقد قامت تركيا بطرد السفير الاسرائيلى لديها وتعليق اتفاقيتها مع الكيان
الصهيونى ، اعتراضا على قتل شهداء اسطول الحريه المتجه الى غزه لكسر الحصار
، هذا الاجراء اعطى لتركيا وزنا دوليا واحست اسرائيل بقوتها و انها تتعامل
معها بنديه .
حان الوقت لتسترد مصر قيمتها ودورها وهو بحق دور محورى وهام فى المنطقه
العربيه ، ولن يتاتى هذا الدور الا بالحفاظ على كرامة ابناءها على المستوى
الدولى ، وليعلم الجميع ان دماء المصريين لن تهدر بعد اليوم ، واتمنى ان
تكون اسرائيل قد استوعبت الدرس ووعيت الرساله التى اوصلها اليها شباب مصر
ومضونها ان دماء المصريين غاليه واذا صمتت الحكومات على تجاوزاتها فلن تصمت
الشعوب ، فالشعوب العربيه اصبحت حره ولم يعد لاسرائيل نصيرا بعد زوال
الحكام الموالين لها والخادمين لمصالحها على حساب شعوبهم .