ANGEL HEART ( إذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ : صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْم
الديانة : الجنسية : بلادي وإن جارت عليّ عزيزةُ وأهلي وإن ضنوا عليّ كرامُ عدد المساهمات : 7806 العمر : 48 المهنة : معلم خبير لغة إنجليزية الابراج : الأبراج الصينية : نقاط : 186830 السمعة : 246 تاريخ الميلاد : 07/12/1975 تاريخ التسجيل : 29/03/2010 الموقع : https://fgec.ahlamontada.com/ العمل/الترفيه : Expert master of English المزاج : عبد ذليل لرب جليل
| موضوع: يا عزيزي:هل أنت فاسد؟!! 2011-10-07, 10:22 pm | |
| يا عزيزي:هل أنت فاسد؟!! محمد الرطيان
في المجتمع الفاسد، أنت واحد من ثلاثة: - إما أن تكون فاسداً وركناً من أركانه. - أو جزءاً من منظومة فاسدة - دخلتها رغم انفك - وتمارس دورك الفاسد دون أن تشعر بذلك أحياناً. - أو محارباً للفساد. حتى الذين ينتمون للمجموعة الأولى لا يعتبرون أنفسهم فاسدين، أو هم يقنعون أنفسهم أن الفساد الذي يرتكبونه هو جزء من نظام وأخلاق المجتمع!.. والثقافة الشعبية تقول له (خلك ذيب) كن ذئباً ولا يفوتك نصيبك من الفريسة / المال العام / مناقصة / مشروع ينجز بطريقة سيئة لكي ترتفع الفائدة / واسطة للحصول على وظيفة أو أرض.. وهكذا، ولا تكن « رخمة»! كما أن الثقافة الشعبية توصيه بـ (إذا سرقت.. اسرق جمل) ولم تقل له: لا تسرق! أغلب اللصوص في العالم يستطيعون ابتكار ألف عذر وعذر لأنفسهم، ويجيدون عملية إخماد نيران الضمير وتأنيبه المزعج.. بل يستطيعون تلوين الشر ليصبح أجمل من الخير وأكثر جاذبية! في المجتمع الفاسد.. يتحول الفساد إلى « ثقافة » ويبتكر لنفسه آليات.. يصبح هو الأصل في طرق التعامل وهو المفتاح لكل الأبواب وهو الحل الوحيد لإنجاز كافة المعاملات! بعد فترة سيقوم ذلك المجتمع، بتلطيف كلمة « الفساد» واستبدالها بكلمات أجمل.. ومن المحتمل أن يقوموا بتدليعه باسم محبب للجميع! في الغالب، أنت لست من المجموعة الأولى (لعل الظروف لم تساعدك! ) لأنه في المجتمع الفاسد إذا سنحت لك الظروف لتشارك الجمع غنائمهم ستفعل.. أو ستُطرد وتعاقب لشذوذك عن السائد!.. أنت لست من هذه الفئة الخاصة (الفاسدة بوضوح) والتي تلتهم الملايين بسهولة.. وكذلك، احتمال كبير، انك لست من الفئة الثالثة التي تحارب الفساد.. وحتى لو فكرت بالانضمام إلى هذه الفئة ما القوة التي تمتلكها لفعل هذا، وما هي الآليات المتاحة، وهل هنالك مؤسسات تستطيع العمل معها؟.. إذن أنت مثل الغالبية العظمى تنتمي للفئة الثانية.. تلك التي ترتكب الفساد دون أن تشعر، وتمارسه كعادة يومية، وتشكل الغالبية العظمى التي تجعل المجتمع فاسداً: ترشي.. وتجعل الذنب على « المرتشي» الذي: أجبرك على إنجاز أعمالك بهذه الطريقة! تتجاوز الطابور.. وتسخر من ثقافة النظام .. وتتحايل لابتكار أي طريقة توصلك لما تريد الوصول إليه. تبحث عن احد أقاربك أو معارفك لإنجاز أتفه معاملة يمكنك إنجازها خلال دقائق.. ودون الحاجة إليه. ترى الفساد أمامك / وراءك / يمينك / شمالك.. وتهز كتفيك بلا مبالاة، وتردد: « وأنا وش دخلني»؟! لو أعلن عن « حافز» للخريجات.. سابقت أولياء أمورهن لتسجيل بناتك معهم وهن لم ينهين المتوسطة! تقبل أن تعمل بوظيفتين وثلاث وتتحدث آخر الأسبوع أمام الملأ عن الأمانة والنزاهة دون أن يهتز لك طرف! تنحاز لابن قبيلتك / منطقتك / طائفتك.. وتنزع حقوق الآخرين لتمنحها له، وترى انك تقوم بعمل نبيل، ويرى مجتمعك الصغير فيك مروءة وشهامة و«فزعة» وأنت لست سوى فاسد تحت التمرين! إن سنحت لك الفرصة لأخذ أكثر من حقك لن تتردد بأخذه.. وتردد « رزق من الله.. أقول لا يعني »؟! تعرف كل الفاسدين في مدينتك وتصافحهم بحرارة عند كل محفل.. والابتسامة من الأذن للأذن! تنظر لأي شيء يأتي من الدولة على أنه « غنيمة « إن لم تأخذها أنت سيأخذها غيرك.. وتسابقهم لانتزاعها. إن كنت إعلامياً: تكتب ضد الجهة الفاسدة (لزوم الجماهيرية) وفي اليوم التالي تلبي الدعوة لحضور حفلهم الكبير، وتقبل هداياهم! قل لي: متى حاربت أي شكل من أشكال الفساد التي - تراها كل يوم - بشكل حقيقي؟.. ورفعت صوتك لرفضه. أو على الأقل: متى رفضت أن تكون جزءاً - ولو صغيراً - من عمل فاسد؟ سترفض مثل هذه الأسئلة، ستحاول أن تبتكر تبريراً يضع اللوم على غيرك، ستبحث عن عبارة موروثة تضع اللوم عليهم، وتنسى العبارة الأخرى التي تضع اللوم عليك.. في المجتمع الفاسد.. أنت أمام احتمالين: إما أن تحارب الفساد بما تستطيعه، أو أن تكون جزءاً منه..حتى بصمتك عليه! ولا حل للفساد إلا قانون يطبق على الجميع.. يضرب الفاسد الكبير علانية ليدب الرعب في قلب الفاسد الصغير.. وتتحول « النزاهة» إلى ثقافة شعبية وحكاية يدرسها الأولاد في المدارس، بدلاً من ثقافة « لك ولاّ للذيب»!
| |
|