MR MUHAMMED HAGGAG قـــــــــــ القلعة ــــــــــــائد
عدد المساهمات : 1591 نقاط : 44586 السمعة : 94 تاريخ التسجيل : 30/05/2010
| موضوع: سوريا والطغيان والنصر القادم 2011-09-26, 9:12 pm | |
| سوريا والطغيان والنصر القادم
ممدوح إسماعيل
الله أكبر! ها هو الشعب السوري الشقيق يخرج على طاغيته ابن الطاغية، ويتجمع في المسجد الأموي يوم الجمعة الثامن عشر من مارس2011؛ ليلحق بركب الحرية، وهو يهتف في مظاهرةٍ سلميةٍ :" يسقط الطغيان والفساد"، "الشعب يريد الحرية". ولكن ماذا فعل الطاغية ابن الطاغية؟. لقد أغلق المساجد، وقتل، وجرح.
تقول الأخبار إن قوات الأمن السورية قتلت ثلاثة من المتظاهرين سلميًا في مدينة دَرْعَا الجنوبية. وقد خرجت مظاهرات أخرى في مدينة حِمْصْ وسط البلاد، وبلدة بانياس التي توجد بها إحدى مصفاتي النفط. ثم كانت جمعة الخامس والعشرين من مارس، خرج الأحرار في سوريا ينددون بمذابح دَرْعَا؛ وكذلك في اللاذقية ودمشق.
ولكن الطاغية ابن الطاغية بعد ما خدع الناس عبر ربيبته "بثينة شعبان" أنه أصدر أوامر بعدم إطلاق الرصاص؛ كان الرصاص ينطلق إلى صدور السوريين الأحرار؛ لِيَسْقُطَ أعدادٌ كبيرة من الشهداء، وليفتضح الطاغية، وتَصْنَعُ الدماء الزكية طريقًا من نورٍ للشعب السوري نحو التحرر من أشد الحُكَّامِ ظلمًا في البلاد العربية.
وما فعله بشار هو ما فعله أبوه، فالتاريخ سَطَّر في سوريا صفحاتٍ من دماء الأطهار الصالحين. صعدت أراوحهم إلى بارئها في مذابح دموية ارتكبها أبو الطاغية الحالي؛ وقبل أن نتوقف مع تلك المذابح، أنقل للقاريء تصريح وزير الدفاع السوري السابق "مصطفى طلاس" لمجلة "دير شبيغل" الألمانية في عدد أغسطس2005؛ في مقابلة أجرتها معه الصحفية "سوزانة كوليبل" يقول: كان يُشْنَقُ - في فترة الثمانينيات- مئة وخمسون معارضًا سياسيًا في الأسبوع الواحد، وفي دمشق وحدها. واعترف لها أن يده وقَّعت على أحكام إعدامٍ بلغَتْ الآلاف، وهؤلاء كلهم لم يتم التعامل مع حالاتهم مدنيًا، ولم يتم إبلاغ ذويهم عن وفاتهم، وكلهم من الإسلاميين!.
ثم نتوقف مع مذبحة سجن تدمر الشهيرة عام 1980، حيث سبق تلك المذبحة إعدام ما يقارب ثلاثين إسلاميًا في جلسة واحدة في محكمة سريعة؛ وتم تنفيذ الحكم، فتذمر الشعب السوري، فقبض مجرمو سوريا على حوالي عشرة آلاف مسلم سوري سُنِّي، وزجوا بهم في أتون التعذيب في السجون، في الوقت الذي قامت فيه قوات المجرم "رفعت الأسد" بنزع حجاب المسلمات المحجبات في الشوارع بالقوة.
ويحكي أحد شهود مجزرة سجن تدمر اسمه "عيسى إبراهيم فياض"، أحد المشتركين في مجزرة سجن تدمر:
"أمرنا الرائد "معين ناصف" بقتل المعتقلين في سجن تدمر؛ فتوجهت اثنتا عشرة طائرة مروحية من مطار المِزَّة قرب دمشق إلى سجن تدمر؛ تُقِلُّ كل واحدة منها ثلاثين عنصرًا من سرايا الدفاع، وطوقت السجن، وأخرجت الحَرَس منه، ثم فتحت النار على المعتقلين دون أدنى كلام، أو إنذار مسبق. واستخدم جنود سرايا الدفاع القنابل اليدوية في الإجهاز على المعتقلين. وأخذ الجنود بتقليب الجثث وتفقد من لم يمت بعد، والقضاء على من وجدوا فيه بقية رمق، وقُتِلَ في المذبحة حوالي ألفين من المعتقلين المسلمين. [كتاب حمامات الدم في سجن تدمر- عبد الله النَّاجي]. ولا يفوتنا الإشارة إلى أن الطاغية حافظ الأسد أصدر قانونًا بإعدام كل من ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين.
ثم نتوقف مع مذبحة حماة عام 1982، حيث تم تطويق المدينة المسلمة السُنُّية بالقوات النصيرية بكافة أنواع الأسلحة، وهاجموا سكان المدينة العزل بالطائرات والمدرعات؛ فقتلوا الآلاف في مذبحة لم ولن ينساها التاريخ، فقد قُتِلَ حوالي أربعون ألفًا، وفُقِدَ حوالي خمسة عشرألفًا، بخلاف تخريب كل مباني المدينة بالكامل، حتى المساجد تم تدميرها، وكل ذلك لأن أهل حماة مسلمون من أهل السنة.
وتحولت سوريا إلى سجنٍ كبيرٍ للشعب السوري، وقُبِضَ على كل من يصلي ويسجد من أهل السّنّة؛ فمات منهم الآلاف في السجون، ولم يبدأ الإفراج عن بعضهم إلا بعد أكثر من خمسة وعشرين عامًا.
هذه هي سوريا، تخضع منذ نحو أكثر من نصف قرن لقانون الطواريء، ولحكم حزب البعث والطائفة النُّصيرية. ومن معرفة حقيقة تلك الطائفة نعرف حقدهم على الإسلام، فهي حركة باطنية ظهرت في القرن الثالث الهجري، يعد أصحابها من غلاة الشيعة الذين زعموا وجودًا إلهيًا في علي - رضي الله عنه- وألهوه به؛ ومقصدهم هدم الإسلام، ونقض عراه، وهم مع كل عدو للمسلمين. ولقد أطلق عليهم الاستعمار الفرنسي لسوريا اسم "العلويين"؛ تمويهًا وتغطية لحقيقتهم الرافضية والباطنية.
قال عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية:
"هؤلاء القوم المسمون بالنُّصيرية هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية أكفر من اليهود والنصارى؛ بل وأكفر من كثير من المشركين، وضررهم على أمة محمد - صلى الله عليه وسلم- أعظم من ضرر الكفار المحاربين، مثل كفار التتار والفرنج وغيرهم؛ فإن هؤلاء يتظاهرون عند جهال المسلمين بالتشيع وموالاة أهل البيت، وهم في الحقيقة لا يؤمنون بالله، ولا برسوله، ولا بكتابه، ولا بأمر ولا نهي، ولا ثواب ولا عقاب، ولا جنة ولا نار، ولا بأحدٍ من المرسلين قبل محمد - صلى الله عليه وسلم-، ولا بملة من الملل السالفة، بل يأخذون كلام الله ورسوله المعروف عند علماء المسلمين يتأولونه على أمورٍ يفترونها؛ يدعون أنها علم الباطن". [مجموع الفتاوى (35/149)].
أعتقد بعد ما قدمته، يفهم القاريء العلاقة الوثيقة بين طاغية سوريا وطاغية ليبيا، وحكام سوريا وإيران وشيعة لبنان. وقد جاءت الأخبار أنهم أرسلوا مليشيات شيعية؛ لمواجهة ثورة أهل السُنّة في سوريا.
ومع مظاهرة الثامن عشر من مارس ثم الخامس والعشرين من الشهر نفسه، ظهرت بشائر النصر والحرية في دمشق، عاصمة الخلافة الأموية التي انطلقت منها مشاعل المجد الإسلامي، تنير للعالم في ظلمته كل ظلمة، وقد دفن فيها كثير من الصحابة، منهم بلال بن رباح مؤذن الرسول - صلى الله عليه وسلم-، وكاتب الوحي زيد بن ثابت، وسيف الله خالد بن الوليد الذي دفن في حمص، وسكن فيها الناصر صلاح الدين ودفن فيها، وغيره من قادة المسلمين.
ومنذ أن استولى مجرمو النُّصيرية على الحكم، قاموا باضطهاد الشعب السوري المسلم السُنِّي، وتصعيد النُّصيريين والشيعة، وفتح الباب على مصراعيه لتشيع الشعب السوري، واضطهاد كل صاحب كلمة حق، فجعلوا سوريا معتقلًا كبيرًا.ولكن آن لليل سوريا أن ينجلي، وآن لثورة سوريا أن تنطلق؛ لتحرر الشعب السوري من قيود الطائفة البغيضة المستبدة الظالمة، وتفتح نوافذ الحرية والعدل، وتعود دمشق حاضرة بلاد العرب والمسلمين.
صحيح إن الطريق ليس سهلًا، ولكن أحفاد خالد وصلاح الدين قادرون - بإذن الله - على تحقيق النصر القادم في سوريا بالاستعانة بالله، والعزيمة القوية التي سطر بها الأجداد صفحاتٍ من السيادة والعزة والنصر، لم ولن ينساها التاريخ.
فيا أهل سوريا وحدوا الصف، واجمعوا الكلمة، وأخلصوا النية لله، ولا تتراجعوا، فالنصر صبر ساعة. وتأملوا كيف نصر الله الشعب التونسي والمصري، فأبشروا وقاوموا وجاهدوا الطغيان البغيض، والله ناصركم، والحق يقول:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد:7].
ممدوح إسماعيل
محامي وكاتب
وكيل مؤسسي حزب النهضة المصري - تحت التأسيس
عضو مجلس النقابة العامة للمحامين
مقرر اللجنة العامة لحقوق الإنسان Elsharia5@hotmail.com | |
|