يعتبر نهر النيل من أعظم انهار العالم؛ وكان المصريون القدماء يعظمون هذا
النهر لدرجة وصلت بهم إلى عبادته حيث قال المؤرخ الأغريقى هيرودوت
( مصر هبة النيل ) ومصر تعتمد على هذا النهر اعتمادا شبه كاملا فالأمطار
في مصر شبه معدومة ؛ ويمثل هذا النهر 97% من موارد مصر المائية وحوالي 98 %
من سكان مصر يعيشون على مساحة لا تتجاوز 6% من مساحة مصرا لكلية في شريط
ضيق حول نهر النيل ومعظم مساحة مصر منطقة جافة و شبه خالية من السكان
ولنهر النيل منبعان رئيسان
وهما مصدر المياه فيه فالمنبع الأول:- ( المنبع الدائم )
يتمثل في هضبة البحيرات الاستوائية ويمد النهر بحوالى 12 مليار م3 اى 13 % من مياه النهر
والمنبع الثاني:- (المنبع الموسمي )هى هضبة إثيوبيا التي تسقط عيها الأمطار في فصل الصيف وتمثل حوالي 72 مليار م3 أى بنسبة 87% )
من مياه النهر ويصب النهر شمالا في البحر المتوسط بفرعيه دمياط ورشيد مارا بعشر دول على
الترتيب من ا لجنوب إلى الشمال هي ( بوروندي ورواندا وتنزانيا وكنيا والكونغو وأوغندا وإثيوبيا وإريتريا والسودان ومصر. )
ولذلك أى خطر على هذا النهريعتبر خطرا على الشعب المصري كله ومن خلال تقصى
الحقائق نجد أن للكيان الصهيوني دورا كبيرا في محاولة التحكم في مياه
النيل.
حيث أعلن (ديفيد جور يون ) عام 1955 "إن اليهود يخوضون مع العرب معركة
المياه وعلى نتيجة هذه المعركة يتوقف مصير إسرائيل واننا اذا لم ننجح فى
هذه المعركة فلن نبقى في فلسطين ".
ومن المعروف أن الحدود الإسرائيلية المستهدفة طبقا للخريطة المعلنة على
الكنيست في إسرائيل هي" من النيل إلى الفرات" أى من ماء إلى ماء.
ويقول الصهيونى ( بلسان هوارس )"( ان مستقبل فلسطين بأكمله هو بين أيدى
الدولة التي تستمد سيطرتها على الليطانى واليرموك ومنابع الأردن ) وهى
أنهار يحاول اليهود السيطرة عليها ؛ولما كانت المياه عنصر مهم للكيان
الصهيوني في فلسطين. فكان لها دورا مهما في المنطقة .
فلعل القارئ يتساءل ما علاقة نهر النيل بهم ؟ فنقول المخططات اليهودية
تحاول الاستفادة من مياه نهر النيل عن طريق ترعة السلام التى تخرج من فرع
دمياط ثم تتجه الى سيناء ثم تمر إلى صحراء النقب وقطاع غزة وهو المشروع
الذي عرضه من قبل (شاؤول اولززوورف) النائب الأسبق لمدير هيئة المياه
لإسرائيلية .
وهى بذلك تحاول تحقيق مشروعاتها من خلا ل طرق كثيرة للضغط على مصر لتلبية مشروعاتها واهمهما:-
أولا:تم عرض بناء 33 سدا في إثيوبيا للري وتوليد الكهرباء على النيل
الأزرق وبحيرة تانا في إثيوبيا وهذه السدود التي تقام على النيل تؤثر على
حصة مصرمن المياه بنسبة 20% ؛ ومن الغريب أن البنك الدولي يقوم بالتمويل
دون اشتراط حصول إثيوبيا على موافقة باقي الدول الأعضاء ؛وخاصة دولة مصر
حسب اتفاقية التي تقتضى بان مصر لها حق الاعتراض على بناء اى سد على النيل
الأ موافقتها وذلك لأنها دولة مصب وليس لها مصدر للمياه غير النهر دون باقي
الدول الأعضاء وأيضا نقضا للقانون الدولي للاستفادة المشتركة من الأنهار
الدولية؛ ولعل غياب السياسة الخارجية لمصر وعدم وجود علاقات دوليه مع دول
النهر أدت إلى توغل الكيان الصيهوأمريكى في المنطقة .
ثانيا : جنوب السودان ومحاولة فصل جنوب السودان بقيادة ( جون قرنق ) وكان
هذا صنيعة الأستعمارالبريطانى من القدم وأشعلها الكيان الصهيوأمريكى - وتم
انفصال الأن - ؛ وذلك لعدة أسباب وهى تفتيت السودان التي تملك أفضل أراضى
خصبة في العالم وهى دولة إسلامية سنية تعلن تطبيق الشريعة ؛وأيضا أشغالها
بالحروب لتعطيل التنمية الاقتصادية ؛ والوقوف ضد المد الاسلامى في وسط
أفريقيا ضد العمليات التبشيرية ومحاولة التحكم في نهر النيل والضغط على
مصر؛ ولعل ذلك كان مانعا من إنشاء قناة (جونجلى) في جنوب السودان بواسطة
جيش الانفصال الصهيوني الحاقد ؛ وهذه القناة كانت سوف تزيد من حصة مصر
المائية .
ثالثا:- يسعى الكيان الصهيوني للتحالف مع معظم دول حوض النيل الجنوبي مثل
رواندا وبروندى والكونغو بل وصل التفكير إلى حد أن هناك خطة بتحويل كل
مصادر المياه في تلك المنطقة لتصب في البحيرات العظمى وسط القارة كخزان
للمياه ؛ ويتم بيع هذه المياه لمن يريد ويدفع الثمن كالبترول ويمكن نقلها
عن طريق أنابيب خارج القارة ويسعى الكيان الصهيوني في فلسطين إلى
توفيراحتياجاته من المياه عن طريق سرقة المياه الجوفية من شبه جزيرة سيناء
عن طريق وسائل تكنولوجية معقدة ؛ لسحب المياه الجوفية .
فأدعوا الأمة الأسلامية الوقوف كصف واحد ضد اعدائها من اليهود والنصارى
وغيرهم فالمسلمون امة واحد كالبنيان يشد بعضه بعضا فالننتبه الأمة
....حتىلا نأتى ونقول (أكلت يوم أكل الثور الابيض)
.
اللهم احفظ بلا د المسلمين وجنبهم كل شر