ANGEL HEART ( إذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ : صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْم
الديانة : الجنسية : بلادي وإن جارت عليّ عزيزةُ وأهلي وإن ضنوا عليّ كرامُ عدد المساهمات : 7806 العمر : 48 المهنة : معلم خبير لغة إنجليزية الابراج : الأبراج الصينية : نقاط : 186830 السمعة : 246 تاريخ الميلاد : 07/12/1975 تاريخ التسجيل : 29/03/2010 الموقع : https://fgec.ahlamontada.com/ العمل/الترفيه : Expert master of English المزاج : عبد ذليل لرب جليل
| موضوع: شيخ العرب همام أميـر الصعيد / وزعيم قبائل الهوارة في القطر المصري 2011-06-24, 2:08 am | |
| | |
|
ANGEL HEART ( إذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ : صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْم
الديانة : الجنسية : بلادي وإن جارت عليّ عزيزةُ وأهلي وإن ضنوا عليّ كرامُ عدد المساهمات : 7806 العمر : 48 المهنة : معلم خبير لغة إنجليزية الابراج : الأبراج الصينية : نقاط : 186830 السمعة : 246 تاريخ الميلاد : 07/12/1975 تاريخ التسجيل : 29/03/2010 الموقع : https://fgec.ahlamontada.com/ العمل/الترفيه : Expert master of English المزاج : عبد ذليل لرب جليل
| موضوع: رد: شيخ العرب همام أميـر الصعيد / وزعيم قبائل الهوارة في القطر المصري 2011-06-24, 2:09 am | |
| و لكن صالح بك لم يستسلم بل فر إلى المنيا أي إلى الصعيد موطن صديقه وحليفه شيخ العرب همام شيخ العرب وجمع حوله المنفيين من المماليك . وقد اهتم شيخ العرب همام بمساندة صديقه صالح بك ومساعدته مساعدة فعالة عملاً بما تقتضيه واجبات الصداقة من جهة و إدراكاً لسوء نوايا علي بك من جهة أخرى فلا شك أن مساعدة شيخ العرب همام لصالح بك كانت تحمل في ثناياها إدراكاً من همام لنزعة علي بك و ميله للقضاء على كل ذوي السلطان و النفوذ الذين يخشى منهم على نفوذه و سيادته و من هولاء صالح بك الذي كان يستمد قوته من صداقته و ارتباطه بشيخ العرب همام و قد امد شيخ العرب همام صديقه صالح بك بكل ما يحتاج إليه من ذخيرة و مؤن و رجال لمقاومة الحملة التي و جهها إليه علي بك بقيادة حسين بك كشك . و قد تمكن صالح بك بمعاونة شيخ العرب همام من قطع الاتصال بين الصعيد و القاهرة و منع إرسال الغلال و الأموال الأميرية . و قد كان شيخ العرب همام يقف بكل قوته وراء صالح بك و بحسن سياسة شيخ العرب همام و بعد نظره فشلت حملة علي بك ضد صالح بك كما أن شيخ العرب همام بمساندته القوية لصالح بك نبهه إلى حقيقة نوايا علي بك ضده وأهدافه من إرسال الحملة إليه بقيادة زميله حسين بك بهدف إيقاع الشقاق بينهماو فعلاً حدث عكس ما توقعه علي بك وسُرعان ما اتفق صالح بك وحسين بك كشكش ضد علي بك الذي سرعان ما أصدر أمراً بنفي حسين بك والذي لم يمتثل للأمر وأسرع بدخول القاهرة عنوة فحاول علي بك دس السُم له لكن حسين بك اكتشف الخديعة فاضطر علي بك إلى الهرب إلى الشام و ذلك في عام 1765 م / 1179 هـ وسيطر حسين بك على القاهرة واستعاد صالح بك ولاية جرجا . الحيلة والخديعة الكبري من علي بك الكبير ـــــــــــــ *************** لم يلبث علي بك الكبيرأن عاد من الشام و دخل القاهرة مُظهراً الندم و التوبة فانخدع زملاؤه بمظهره و أعطوه حكم نوسا الغيط لإبعاده عن القاهرة و لكنه ما إن وصل إلى هناك حتى دبر مؤامرة للقضاء على زملائه الذين اكتشفوا هذه المؤامرة و قرروا نفيه هذه المرة إلى أسيوط التي كانت جزءاً من ولاية جرجا و يحكمها خصمه صالح بك القاسمي . وهكذا وجد علي بك نفسه مضطراً للجوء إلى أقوى منافسيه و هو صالح بك
حليف شيخ العرب همام للاستعانة به في محاولة العودة إلى القاهرة والقضاء على منافسيه بها و قد كانت أهمية صالح بك في هذا الوقت تأتي من محالفته ومصادقته لشيخ مصر العليا وسيدها المطاع شيخ العرب همام الذي كان له النفوذ الفعلي في الصعيد فقد كان يسيطر على معظم أراضي الصعيد من المنيا إلى أسوان و يملك ثروة هائلة و قوة عسكرية ضخمة وأسلحة و ذخيرة هائلة. و قدر علي بك بثاقب بصره أن في تحالفه مع صالح بك ما يضمن له الحصول على قدر هائل من القوة التي يتمتع بها شيخ العرب همام والتي كان لا يضن بتقديم الكثير منها لصديقه صالح بك لكن صالح بك رفض كل محاولات علي بك للصلح معه متأثراً بما كان من سوء العلاقات بينهما و محاولات علي بك ابعاده الدائم عن القاهرة تارة بنفيه إلى رشيدوتارة أخرى إلى دمياط . و لجأ علي بك إلى الاتصال مباشرةً بشيخ العرب همام عله يُقنع صديقه وحليفه صالح بك بالتحالف معه وأرسل إليه رسلاً بذلك واستخدم الرسل في ذلك كل سبل الخديعة و القول المعسول والوعود البراقة ملوحين لشيخ العرب همام بعزم علي بك تأييد سلطته و نفوذه في الصعيد لوتم له النصر كذلك تثبيت مركز صالح بك كحاكم لولاية جرجا في ظل سيطرة شيخ العرب همام و استمروا في ذلك حتى قبل شيخ العرب همام أن يتم الاتفاق بينه و بين صالح بك من جهة و بين علي بك من جهة أخرى . ويبدو أن شيخ العرب همام لم يقبل مساعدة علي بك إلا لأنه أدرك خفايا شخصية علي بك وأنه يملك من العزيمة ما سيمكنه من هزيمة زملاؤه واحراز السيطرة على مصر كلها و رأى شيخ العرب همام في مساعدة علي بك ما قد يعود عليه و على صديقه صالح بك بالنفع لو تم النصر لعلي بك و فاز بالسيادة ثانيةً . وفعلاً تم الاتفاق بينهم وتحالفا وتعاقدا وتعاهدا علي الكتاب والسيف وكتبوا بذالك حجة واتفقوا مع علي بك انه اذا تم له الامر اعطي لصالح بك جهة قبلي قيد حياته وقبل صالح بك الانضمام إلى صفوف علي بك الذي سُر كثيراً بهذا الاتفاق الذي سيكفل له الحصول على أكبر قدر من الأموال و الرجال و العتاد من شيخ العرب همام . و قد وعدهم علي بك بأنه إذا ما تم له النصر ثبت صالح بك في حكم ولاية جرجا مدى الحياة أي ثبت نفوذ شيخ العرب همام و سلطته في الصعيد مدى الحياة أيضاً فصالح بك كان الحاكم لجرجا شكلاً و لكن النفوذ الحقيقي بها كان لشيخ العرب همام و بمساعدة صالح بك و بمعاونة شيخ العرب همام تقدم علي بك في طريقه إلى القاهرة بجيش جرار حيث التقى بمنافسيه شمالي بني سويف في عام 1767 م / 1181 هـ حيث دارت المعركة الفاصلة التي انتصر فيها علي بك نصراً تاماً و دخل القاهرة حيث ثبُتت أقدامه هذه المرة في إمارة مصر و بدأ في تنفيذ سياسته التي كانت ترمي إلى قتل المتمردين و قطع المعاندين و قد بدأ هذه السياسة بالقضاء على حسين بك كشكش و زميله خليل بك عام 1768 م / 1182 هـ ثم التفت إلى صالح بك حليفه الذي سانده في صراعه الهام ضد منافسيه و الذي كانت له بمساعدة صديقه شيخ العرب همام اليد الطولى في حصول علي بك على نصره المؤزر على زملائه حيث قام علي بك بالغدر بصالح بك بأن أغرى بعض أتباعه فاغتالوه ليلا أثناء سيرهم معه بعد خروجهم من اجتماع ضمهم وعلي بك في منزله و ذلك في نهاية عام 1768 م / 1182 هـ و بذلك تخلص علي بك من آخر وأقوى الأمراء المماليك الذي كان يمكن أن ينافسه على مشيخة البلد ولعل أهم الأسباب التي جعلت علي بك يُعجل من التخلص من صالح بك خوفه من خطورة صالح بك لاستناده إلى حليفه القوي المسيطر على الصعيد شيخ العرب همام . إنقلاب علي بك الكبير علي الخلافة العثمانية وتحالفه مع روسيا والبندقية ــــــــــــــــــــ *******************
بعد أن استقرت الأمور لعلي بكفغدا سيد مصر الفعليتطلعت نفسه للانفراد بشئون الحكم في مصر كلها والتي هي في اصل تابعة للخلافة العثمانية وكان عليه أن يقضي على ما بقي من قوة الحامية العثمانية في مصرفهي و إن كانت ضعُفت و أصبح معظم رجالها من أرباب الحرفإلا أن الحامية كانت موجودة و حتى يستطيع الانفراد بحكم مصرفعليه أن يقضي على كل قوتهاوفي سبيل ذلك اتبع سياسة التخلص منها بإهلاك رجالها في الحروب الداخليةومنع العناصر غير المرغوب فيها من ضباطها من التزام الأراضيومصادرة أموال البارزين من قادتها أو إعدامهم . نقلت المخابرات الروسية تطلعات وطموحات شيخ البلد علي بك الكبير للقيادة الروسية التي كانت في حالة حرب طويلة مع العثمانيين، فقررت الاستفادة من ذلك الرجل الطموح من أجل تمزيق جسد الدولة العثمانية بإحداث الفتن الداخلية بها وفي جزيرة باروس تم لقاء بين الروس ومبعوثين من قبل علي بك الكبير وفيه وضعت اللمسات الأخيرة لخطة شريرة تقوم على أساس أن يتحرك علي بك الكبير من مصر ليستولي على الشام بمساعدة ظاهر العمر أو الظاهر عمر وهو والي عكا على أن يقوم الأسطول الروسي في البحر الأبيض بتوفير غطاء حربي للحملة على الشام ثم تكون الخطوة التالية أن ينقض علي بك الكبير على الأناضول من الجنوب على أن ينقض الروس من الشمال فتسقط الدولة العثمانية، وهكذا نرى أن علي بك الكبير كان خائنًا عميلاً باع دينه وإخوانه من أجل ملك الدنيا الزائل. من جهة إخري كان علي بك الكبير يطمع في أن تمتلك جمهورية البندقية جزر الدولة العثمانية في البحر المتوسط وأرسل إلي جمهورية البندقية يعرض محالفته ومساعدته لها لتكون قاعدة حربية له ..فردت جمهورية البندقية شاكرة ومعتذرة .!!وقام بهذه الرسالة يعقوب الارمني أحد معاوني علي بك الكبير .... صورة للقاهرة القديمة وفي هذه السنة ورد الي مصر طلب الباب العالي 12 الف نفر لمحاربة روسيا فعطل علي بيك تنفيذ هذا الطلب ووقعت الفتنه بين المماليك والباشا فورد فرمان شاهاني بقتل علي بك وارسال رأسه الي الاسيتانة لكنه لم يفد حيث علم علي بك به وتربص بحامله ورفاقه الاربعة وقُتلوا بامر علي بك الكبير .. وبعد أن انفرد علي بك بالسلطة في مصر وقبض علي زمام الامور فيهاوقضى على المتمردين و المنافسين له من البكوات المماليكوبعد أن شل نفوذ الحامية العثمانية بمساعدة حلفاءه الروسوركز السلطتين الإدارية و الحربية في يدهأصبح في مركز يسمح له بالقضاء على آخر القوى الخطيرةالتي يمكن أن تهدد سلطانه و نفوذه و هيالقبائل العربية المنتشرة في الوجهين القبلي و البحري و قد أظهر علي بك أن بمحاولته القضاء على سلطة تلك القبائل إنما يهدف إلى إقرار الأمن الداخلي .لكن الحقيقة كانت خلاف ذلك فقد كان علي بك يهدف منتحطيم سلطة القبائل العربية في مصرإلى دعم مركزه وفرض سيطرته الخالصة على مصر كلها .وبعد أن تخلص علي بك من أخطر عرب الوجه البحري اتجه للقضاء على عرب الهوارة بالصعيدواستخلاص الصعيد من أعظم مشايخ العربقدرا و نفوذا و أتباعاوهوشيخ العرب همام بن يوسف الهواري . المواجهة الاخيرة بين شيخ العرب همام وعلي بك الحقيرـــــــــــــــــ*****************سارع علي بك ببدء النزالضد شيخ العرب همام عقب التخلص من صالح بك القاسميفوجه على شيخ العرب همام حملة بقيادة محمد بك أبي الذهبسارت إلى الصعيد في عام 1768 م / 1182 هـلفرض شروط علي بك على شيخ العرب همامو هي الشروط التي كانت تقضي بأن يقصر شيخ العرب هماممنطقة نفوذه و سيطرته على أراضي الصعيد ابتداءاً من برديسأي أن يقصر شيخ العرب همام نفوذه في المنطقة التي يتركز فيها الهوارةفي قنا وأسوان فقط وليس على الصعيد كله وقد كان علي بك وقتهافي مركز يسمح له بتحدي شيخ الصعيدوإملاء أوامره عليه فقد أصبح علي بكشيخاً للبلد و سيد مصر الفعليوكانت الدلائل كلها تشير إلى أنه سيكونالحاكم المطلق لمصر كلها لذا آثر شيخ العرب همام الخروج من الجولة الأولىبدون اشتباك كان يُدرك مقدماً أنه سيخسرهوقبل شيخ العرب همام شروط علي بك بتحديد منطقة نفوذه إبتداءً من برديسو ترك الأراضي الواقعة شمالها إلى المنياو التي كانت من قبل تحت سيطرة شيخ العرب هماملعلي بك يتصرف فيها كما يشاء و لا شك أن شيخ العرب همام قبل هذه الشروط بدون مقاومة وانسحب مؤقتاً حتى يجد له منفذ آخرلكن كلا الطرفين لم يكن ينوي حقيقةً تنفيذ هذا الاتفاق فقد بقيت تلك الأراضي في التزامات شيخ العرب همامو كان قبول شيخ العرب همام للاتفاق ما هو إلا تقديراً منهلخطورة الموقف فقط و قوة الخصم الذي يقف أمامهفآثر الانسحاب ريثما يعيد النظر في موقفه ولكي يُغري همام محمد بك أبو الذهب بالعودةربما ليستميله و يجعله يُثني علي بك عن نية القضاء عليهتنازل له عن التزام ناحية برديسهدية من شيخ العرب همام لمحمد بك أبو الذهب دون أن يقبض ثمناً لهذا التنازل بمناسبةمولود وُلِد لمحمد بك و قد كانت تلك هي الجولة الأولىبين شيخ العرب همام و علي بك والجولة التي أكدت لشيخ العرب همام أن علي بكقد عقد العزم تماماً على القضاء عليه وعلى سيطرته الواسعةعلى الصعيد .لم ينخدع علي بك بالانسحاب الهادئالذي قدمه شيخ العرب همام بتنازله الظاهري عن أراضيهكما لم ينسَ علي بك أيضاًالشكوك التي ما زالت تؤرقه من ناحية شيخ العرب همامو ما يربط شيخ العرب همام من صلات الود بالدولة العثمانية نفسهاالتي سمحت له بمد نفوذه على الصعيدمن المنيا إلى أسوان بإذنها واستأنف علي بك الصراعحتى لا يترك لشيخ العرب همام أي فرصة للتفكير أو العملفأرسل إليه يطلب منه طرد الأمراء المماليك المعادين له و المقيمين بأراضيهعربوناً لإقراره لشروط الاتفاقالتي جرت بينه وبين محمد بك أو الذهب و هنا تأكد شيخ العرب همام بما لا يدع مجال للشك من رغبة علي بك في القضاء عليهوأنه لن يتركه يهنأ بما كان له من سيطرة و نفوذ في الصعيدلذا قررشيخ العرب همام في هذه المرة أن يقوم بعمل إيجابيلمقاومة محاولة علي بك للقضاء عليه لكنه لم يُعلن عداءه صراحةً لعلي بكولم يقاومه وجهاً لوجهلجأ شيخ العرب همام إلى الأمراء المماليك خصوم علي بكو الموجودين في أراضيه ومعظمهم من اتباع صالح بك الذي قتله علي بك غدراً وكانوا يمثلون عدداً كبيراً من الأمراء و الأتباعفجمعهم شيخ العرب همام واتفق معهم على أن يتقدموا للاستيلاء على أسيوطوانتزاعها من أتباع علي بك تمهيداً لتقدمهم إلى القاهرة لإجلاء علي بك عنهاوالقضاء على حكمه لمصرواسترجاع ما كان لهم من نفوذ و سطوة على أن تبقى له سيطرته على الصعيدوفعلاً وافقه الأمراء على ذلكفأمدهم شيخ العرب همام بالرجال من كبار الهوارة ومن أهالي الصعيد فتَكون لهم جيش كبيرقدم له شيخ العرب همام كل ما يحتاج إليه من أموال و ذخائر و مؤن . معركة اسيوط الفاصلة وخيانة الشيخ اسماعيلــــــــــــــ****************** تقدم الأمراء حلفاء شيخ العرب همام بالجيش باتجاه أسيوطو بالفعل تمكنوا من الاستيلاء عليها ووصل الخبر إلى علي بكالذي كان قد أرسل حاكماً جديداً لجرجا وهو أيوب بك وأمره بالتوجه إلى جرجا لتولي منصبه وبالفعل خرج أيوب بك باتجاه جرجاومعه عدد كبير من الجند والأتباع ولكنه وجد الصعيد في قبضة شيخ العرب همام وحلفاءهووجد أن سلطان علي بك على مصر مهدد بالخطرمن شيخ العرب همام وحلفائه فأرسل يطلب مدداً من علي بك لمواجهة الموقف و قد أدرك علي بك أهمية المعركة القادمةوأنه لتثبيت سيادته على مصر لابد و أن ينتصر في هذه المعركةو لابد أن يقضي نهائياً على شيخ العرب همامالذي أصبح مصدراً للخطر الدائم الذي يهدد نفوذه و بقائه في الحكم لذا جهز علي بك و بسرعة فائقةجيشاً ضخماً حشد فيه إلى جانب جنده من المماليكمجموعة كبيرة من رجال الفرق العسكرية كلهاوعلى رأسهم اثنان من بكواته الذين يثق بهموهما خليل بك القاسمي وابراهيم بك و أرسل هذا الجيش بسرعةللانضمام إلى جيش أيوب بك حاكم جرجا لمحاربة شيخ العرب همام وحلفائه . وقد حشد علي بك لهذه المعركة كل قواهفلم يكتف بما أرسله بل لجأ الي حلفاءه الروس وامدوه باسلحة جديدة ومدافعوأرسل حملة ضخمة بقيادة قائده محمد بك أبي الذهبومعه رضوان بك ومجموعة من الأمراء أتباع علي بكوضمت هذه الحملة أعداد ضخمة من المماليك و المرتزقة وانضم الجميع إلى جيش أيوب بك الذي كان قد عسكرخارج أسيوطالتي كانت ما تزال في أيدي حلفاء شيخ العرب همام . وتقديراً من علي بك لأهمية هذا الصراعوخطورة هذه المعركة استمر في ارسال الامدادات و الذخائر المتواليةإلى رجاله الذين أصبحوا يكونون جيشاً ضخماًيتكون من ثلاثة جيوشهي جيش أيوب بكو جيش خليل بكو جيش محمد بك أبو الذهب الذي تزعم الجميع و أمام أسيوط دارت المعركة الحاسمةالتي كُتِبَ النصر فيها لقوات علي بكبعد قتال عنيف قُتِلَ فيه الكثيرون من أعداء علي بكمن أمراء المماليك و فرت فلول المهزومينإلى فرشوط مقر شيخ العرب همام و قد كان من الطبيعي أن ينتصر رجال علي بكعلى حلفاء شيخ العرب همام فقد كان رجاله يمثلون قوة الدولةو قد هيأ لهم علي بك الوسائل التي تضمن تفوقهم من تزويدهم بالأعداد الهائلة من الرجال و الأموال والمؤن و الأسلحة بينما كانت قوة شيخ العرب همام أقل عدداً و أضعف استعداداً لأن حلفاءه من المماليك لم يكونوا أكثر من جماعة من الأمراء اللاجئين إلى الصعيد بعد فقدهم كل قواتهم و ثرواتهمالتي جردهم منها علي بكوما قدمه لهم الشيخ همام من رجال لم يكن لهم من المهارة الحربية من التدريب و التسليحوحسن الاستعداد ما يضمن لهم التغلبعلى الجند المماليك و الطوائف العسكرية الأخرى التي كانت تتألف منها قوات علي بك .وبعد انتصار علي بك على حلفاء شيخ العرب همام و رجاله في معركة أسيوطأمر قائده محمد بك أبي الذهببالزحف فوراً إلى فرشوط لمحاربة همام و القضــاء عليه . أطاع محمد بك أبو الذهب أوامر علي بك وبدأ بالزحف فوراً إلى فرشوط لمحاربة شيخ العرب همامو القضــاء عليه و قبل أن يجد شيخ العرب همام مخرجا من هذا الموقفوقبل أن يتقدم برجاله لمواجهة جيش محمد بك لجأ محمد بك إلى سلاح العصر و هو سلاح الخيانة و الخديعةفأغرى ابن عم شيخ العرب همام الشيخ اسماعيل أبو عبد اللهبخيانة بن عمه شيخ العرب همام وأخذ يستميله واعداً إياه برئاسة الصعيدبدلاً من شيخ العرب همام إذا ما تقاعس عن القتال في صفوف شيخ العرب همامو نشر فكرة التخاذل بين جنده و بهذه الوعود البراقةاستثار محمد بكجوانب الضعف الإنساني و الأنانية الشخصية التي جعلت الشيخ اسماعيلينخدع بحيلة أبي الذهب و يخون ابن عمه شيخ العرب همامو يتراجع عن القتال معهبل و يضم إلى صفوفه الكثيرين من رجال شيخ العرب همام و يبدو أن شيخ العرب همام كان يعقد أهمية كبيرة على وجود ابن عمه هذا بين صفوفه لذا قصمت الخيانة ظهره وفتت في عضده إذ أدرك أنه لن يبقى له شئ بعد أن خانته عشيرته وتخلى عنه أقرب الناس إليه لهذا أدركه حزن قاتل ومرارة وحسرة عظيمة بخيانة بن عمه الشيخ اسماعيل الذي ضاعت بسبب خيانته هذه كل آمال شيخ العرب همام وتحطمت إمارته وزال ملكه .!! فسبحان الذي لايزول ملكه............ النهاية الحزينة لشيخ العرب همامــــــــــ***********خرج شيخ العرب همام من مقر حكمه فرشوط وإتجه جنوباً إلي إسنابعد ان قصمت الخيانة ظهره و فتت في عضده إذ أدرك أنه لن يبقى له شئ بعد أن خانته عشيرته وتخلى عنه أقرب الناس إليهلهذا أدركه حزن قاتل و اضطر إلى التقهقر و خرج من مسقط رأسهوموطنه وعاصمة نفوذه و مجده فرشوط ومات( مكموداً مقهوراً قرب إسنا )في أول نوفمبر 1769 م / 8 من شعبان 1183 هـو كان في نحو الستين من عمره . وبعد خروج الشيخ همام من فرشوط دخلها محمد بك أبو الذهب ورجالهونهب ما بها من أموال شيخ العرب هماموأخذ ما كان بدياره وديار أقاربه و أتباعه من ذخائر وغلالثم رجع إلى القاهرة و بصحبته درويشأكبر أولاد شيخ العرب همام الذي قدمه الهوارة و أشاروا عليهبمقابلة محمد بك ففعل .وقام علي بك الحقير بتوزيع أراضي الصعيد بين الملتزمينوقد تعرض أبناء الصعيد لأنواع عديدة من المظالمالتي كان يتعرض لها الفلاحون من باقي أنحاء مصر من نهب الأعراب و ظلم الملتزمين و إثقال كاهلهم بالضرائب الجائرة . وبوفاة شيخ العرب همامانتهت تلك الشخصية الفريدة في عصرها وتقرر النصر النهائي لعلي بكالذي تخلص من آخر قوة كانت تؤرق مضجعهوتقف عقبة في سبيل فرض سيادته الخالصة على الصعيدفغدا علي بك بوفاة شيخ العرب همامسيد مصر كلها و صاحب النفوذ المطلق فيها .
فسبحان مقلب الليل والنهار !!! يقول المؤرخ المصري احمد محمود عمر عن مكان دفن شيخ العرب همام إنه وفقا للوثائق التى لا تزال باقية، فإن همام شيخ العرب بعد هزيمته من المماليك اتجه إلى المطاعنة وعاش بها مدة تقترب من 5 أشهر قضاها فى دواوين أصدقائه وهم الشيخ عمر تركى والشيخ حسن سليم اللملومى اللذان كانا يقيمان فى قرية أصفون المطاعنة أما فى قرية كيمان المطاعنة التى مات فيها فكان يقيم عند الشيخ محمد معمر القاضى، وأيضا عند الشيخ الشافعى عسكر والشيخ حسن سعد صالح، وعلى حمد تميم من قرية طفنيس وكانت العائلات تتصارع فيما بينها لتنال شرف الحصول على وقت لضيافة عالى المقام الجناب الأعظم شيخ العرب همام كما أن إقامته لم تكن على الدوام استضافة من عربان المطاعنة بل كان يتكفل بحاشيته التى جاءت بعده ولا يزال أحفادها باقين فيها حتى الآن. مدفن شيخ العرب همام
وأوضح الشيخ عمر أنه وفقا لكتابات المؤرخين، عن الأيام الأخيرة فى حياة شيخ العرب همام وموته فإنها تذكر أنه مات فى ناحية إسنا ودفن فى قرية قامولا ومابين إسنا وقامولا مسافات كبيرة لكن تحليلياً فى ضوء انتفاء وندرة الأدلة والوثائق فإن رواية أهل قمولا أقرب إلى الواقع وقد يكون الشيخ مات بالفعل فى كيمان المطاعنة وحاول أهله دفنه فى فرشوط مسقط رأسه مستخدمين المركب الذهبى فى نقله لكنه تعطل أمام قرية نقادة وتم دفنه فيها... كان شيخ العرب همام رجلاً عظيماً وصاحب شخصية جديرة بالبحث والدراسة ولو لم تتحالف عليه قوة اكبر من طاقته ناهيك عن خيانة بن عمه الشيخ اسماعيل له لكان له في تاريخ الصعيد شأناً اعظم واكبر مما كان عليه ... وظلت ذكرى شيخ العرب همام محفوظة على ألسنة كثيرين في أشعار ومواويل تأثر أصحابها بانهيار حلم الفارس الهواري يقول الشاعر في موال قم يا همام وروح سنار ** وازرع وقوت عيالك فرشوط قادت عليك نار ** والبيه عندي وجالك في الأبيات السابقة ينادي الشاعر على شيخ العرب همام متمنيا لو كان قد اتجه إلى مملكة سنار في السودان بعيدا عن فرشوط وغضب البيه محمد بك ابو الدهب وهي الحسرة التي استخدمها الشاعر في موال آخر ينعي ذكرى قصر الأمير همام الذي قيل انه ضم 90 غرفة وتخرب على يد محمد بك أبو الدهب رجل السلطة المملوكية هياك يا باب هياك ** بس ضبتك غيروها تسعين أوضة وشباك ** في تلا يلك كسروها منذ تلك الفترة ظلت صورة الفارس الهوارى تمثل نموذجا للفارس المحارب عدا ذلك قد تنتشر أبياتا مجهولة حفظتها الذاكرة الشعبية تمدح في فروسية الهوارة من أشهرها الأبيات التالية انظر الي خيل هوارة تري عجبا ** فيسيرها عندما يسري بها الساري لم تفخر الخيل قط براكبها ** ما لم يكن فوق السرج هواري وهكذا إنتهت هذه الملحمة البطولية الشعبية التي كان بطلها شيخ العرب همام الهواري عظيم بلاد الصعيد والكهف الاظل الذي كان يحمي أهله ويظلهم ويعدل بينهم فمازال باقياً في قلوب ابناء الصعيد عامة وقبائل الهوارة خاصةوفي ذاكرة الامة المصرية ... وما كان قيسٌ هُلْكه هُلْكُ واحد ** ولكنّـه بُنيانُ قومٍ تهدّمـا ............................................................................................. تم بحمد الله وتوفيقهاعده الراجي لمغفرة ربههاني عسران الهواريوكنيته أ بو محمد الصعيديــــــــــــــــــــحقوق هذا العمل ملك لقسم التاريخ الاسلامي / منتدي فرسان السنةوعند النقل يجب ذكر ذالك ....
المصادر مصادر اساسية عجائب اللآثار في التراجم والاخبار / عبد الرحمن الجبرتي الصعيد في عهد شيخ العرب همام / دكتور ليلي عبد اللطيف احمد استاذ التاريخ الحديث والمعاصر المساعد بكلية الدراسات الانسانية جامعة الازهر .. مصادر فرعية علي بك الكبير / محمد رفعت رمضان النهضة العربية الحديثة حركة علي بك الكبير . التنافس الاستعماري الحملة الفرنسية علي مصر . صحوة الدولة السعودية الاولي دكتور / عبد العزيز نوار موقع مفكرة الاسلام علي مضض جريدة الشروق جريدة المصري اليوم جريدة اليوم السابع | |
|
DR MUHANNED IBRAHIM محـــ القلعة ـــــــــارب
الديانة : مسلم بفضل الله تعالى الجنسية : مصرى بفضل الله عدد المساهمات : 1470 المهنة : لا حياة بدون عمــــل .. ولا عمل بدون أمــــل !! نقاط : 1087951 السمعة : 30 تاريخ التسجيل : 01/05/2010 العمل/الترفيه : مسلم عمله وقوله متوازيان المزاج : حازم ثابت صارم حنون رحيم كريم
| موضوع: رد: شيخ العرب همام أميـر الصعيد / وزعيم قبائل الهوارة في القطر المصري 2011-07-13, 9:32 pm | |
| | |
|