أمريكا وإيران.. ماذا يحدث خلف الكواليس؟
عبد الكريم الحطاب
كنت قد كتبت مقالاً في مايو 2006 حول حقيقة العلاقات السرية بين أمريكا وإيران، محذراً ومبينا للمخدوعين أكذوبة العداء المعلن بين البلدين، في وقت كان فيه العرف السائد في الإعلام بجميع أشكاله أن البلدين يعيشون حالة عداء كبيرة خاصة في الساحتين العراقية واللبنانية، فالشعارات الإيرانية البراقة بالموت لإسرائيل وأمريكا تجد رواجها عند المغمورين، والعقوبات الأمريكية ضد إيران تجد سوقها لدى الساسة الخليجيين واستئذان القارئ بنشر المقال مرة أخرى.
" وكذالك إذا صار لليهود دولة بالعراق وغيره تكون الرافضة من أعظم أعوانهم فهم دائماً ما يولون الكفار من المشركين واليهود والنصارى ويعاونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم... "
عندما كتب شيخ الإسلام - رحمه الله - هذه الكلمات لم يكن ما كتبه واقعاً قد عاشاه أو راءه وإنما بناء تصوره على ما قرائه واطلع عليه في كتب القوم وهو الخبير بهم، فصاغ لنا بعقلية العالم الرباني ما يمكن أن يحدث فالتاريخ يشهد والكتب تدون.. واليوم... وبعد مرور 700 عام على هذه الكلمات نسمع ونشاهد واقعها في العراق..
لن أخوض في الماضي السياسي للخلافات الأمريكية الإيرانية ولعل شعارات الخميني البراقة التي كانت تطلق في بداية نجاح ثورته (الموت لأمريكا والشيطان الأكبر) يكذبها دعمه لمليشيات أمل لقتل ألاجئين الفلسطينيين في لبنان ولعل شعار (العدو الصهيوني) كان يقابلها تصاريح قادة الثورة في الاحتفالات والمناسبات بأن دول الخليج دول غير مستقلة ويجب تحرير مكة والمدينة من أيدي الطواغيت.. ولعل انتهاك حرمة البيت العتيق وتهريب المتفجرات إليه في عامي 86 و87 دليل على ما تكنه صدورهم..
لم يتغير شيء؛ لأن الأسس والأهداف التي قامت عليها إيران ثابتة حتى لو تغير الأشكال والمسميات التي تصل لسدة الحكم فهنالك مبادئ وخطوط وضعت (ودونت) وتنفيذها ما هو إلا مسالة وقت..
إن الخلاف الأمريكي الإيراني لم يكن يوماً خلافاً عقدياً، وهذا ما تذكره كتبهم كما سيأتي ذكره، لكن الخميني بذكائه وكما استطاع الأخذ بالقول الشاذ: (ليطبق ولاية الفقيه) على نظام الحكم في إيران استطاع أن يوظف خلافه بشكل ديني ويرفع شعارات تلقاء روجاً عند الشعوب الإسلامية المقهورة ولعل الكثيرين انخدعوا بالثورة الإيرانية عند قيامها ليس العامة فقط بل من علية القوم الذين يجهلون المعتقد الشيعي ومخططاته وعندما بدأت تسقط الأقنعة وتكشر الذئاب عن أنيابها أفاقوا وكانت صفقة الأسلحة الإسرائيلية الإيرانية بداية الثمانينات أو ما يعرف باسم " إيران غيت " (أثناء حرب الخليج الأولى) إحدى فضائح القوم...
إن الخلاف إن لم يكن مبنياً على واقع عقدي بين الكفر والإسلام والحق والباطل فجميع الاحتمالات متوقعة وحقيقة الخلاف الإيراني الأمريكي لا يعدو كونه مشاحنات إعلامية وتنافر وتبادل اتهامات إعلامية أما على أرض الواقع فالوضع مغاير ولنا في أفغانستان دليل واليوم وعلى أرض العراق يتكرر المشهد لكن الشعوب العربية أصبحت أسيرة لما يطرح إعلاميا، ليس من المستحيل أن تلتقي المصالح وتبدد الخلافات (الصورية) التي تكونت رواسبها مع الزمن وتكون هنالك قاعدة جديدة لعلاقات قوية ومتينة أساسها (المصلحة العليا المشتركة) والتي لا تمس بثوابت الدولتين وهذا ما نراه واقعاً في العراق..
أمريكا وإيران على أرض العراق...
أهمية منطقة الخليج بالنسبة لأمريكا معلن عنها من سنين طويلة ولا صديق لأمريكا في العالم إلا " مصالحها " فلا للقيم ولا للأخلاق ولا للإنسانية ولا لسعودية أو الكويت أو غيرهما في عرفهم ميزان " المصلحة فقط " جاء في تقرير للبنتاغون في عام 1995م " إن أعلى وأهم مصلحة أمنية للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط هي الحفاظ على تدفق النفط دون عائق من ((منطقة الخليج)) إلى أسواق العالم وبأسعار مستقرة فحوالي 70% من احتياطي النفط في العالم يقع في منطقة الشرق الأوسط ولذلك يزيد اعتماد الولايات المتحدة وشركائها الاقتصاديين العالميين أكثر فأكثر على نفط منطقة الخليج.. إن منطقة الخليج والشرق الأوسط عموماً لا تشكل فقط العامل الأهم والعنصر المؤثر في المصالح الأمريكية بل تشكل جوهر مصالح العالم واستقراره... ".. !!
إذا نحن نفهم سبب الوجود الإسرائيلي في المنطقة ودعم أمريكا له، ونفهم أيضاً سبب إعطاء الضوء الأخضر لصدام لاقتحام الكويت، ثم جلب قوات هائلة لتحريرها وزرع قواعد دائمة في المنطقة وندرك أسباب الغزو الأمريكي الأخير على العراق ومحاولة جعله نموذج لما يجب أن تكون عليه دول الشرق الأوسط وهو ما يعرف بمشروع الشرق الأوسط... إذا أمريكا تسعى خلف مصالحها فقط ومتى ما اقتضت مصالحها تغيير الحلفاء في المنطقة فحتماً ستفعل..
أهداف إيران (المعلنة) في المنطقة... !!؟؟
قامت الثورة الإيرانية على مبادئ وأسس وأهداف (دينية عقدية) يفهم من عنوان الحكم فيها " ولاية الفقيه " النهج المرسوم لسير الثورة، وصرح كبار مسئوليها من بداية الثمانينات عن مطامعهم منهم أبو الحسن بني صدر رئيس الجمهورية في حديثه لمجلة النهار العربي بـ 23 / آذار / 1980 حين قال: "إن إيران لن تتخلى أو تعيد الجزر الثلاثة الإماراتية"، وأضاف: " أن أقطار أبو ظبي وقطر وعمان والكويت والسعودية ليست دولاَ مستقلة بالنسبة لإيران" وبتاريخ 7/4/1980 صرح قائد القوة البحرية الإيراني أثناء اجتماعه مع الخميني: " أن العراق فارسي" وفي 18/4/1980 صرح صادق روحاني "أن إيران قد تطالب مرة أخرى بالبحرين"
من يعتقد أن هذه المطامع قد تغيرت فهو واهم؛ لأن إيران لها هدف أساسي في قيامها وهو التمهيد لخروج مهديهم، وامتلاكها للقدرات النووية وتدخلها السافر في العراق ومطامعها بالنسبة للخليج ما هي إلا مخططات مدونة في كتبهم ولا مجال لتغييرها، لأن ذلك يعني الانحراف عن المبدأ والخيانة العظمى للمعتقد كما سيظهر لنا في نهاية المقال.
عندما نتحدث عن السياسية الإيرانية لا يمكننا فصلها عن المرجعية التي تستمد منها شرعيتها وقوتها والتي تشرف على سيرها ولو لا حظنا التباين والاتفاق بين مرجعية النجف وقم نلاحظ أن الأولى تحت قيادة السيستاني (الإيراني) تسير منقادة ومتفقة مع مخططات آيات قم ولعل دعم السيستاني الغير منقطع للأحزاب المدعوم إيرانياً مثل حزب الدعوة والمجلس الأعلى للثورة دليل واضح وصريح على ما نكتب وللإضافة فإن السيستاني مقلد للخوئي والأخير أعظم مراجع الشيعة على الإطلاق في القرن العشرين ومعظم مراجع قم مقلده له... !!
سأحاول أن أطرح (بعض) ما قدمته المرجعية الشيعية (الإيرانية) من خدمات للمحتل الأمريكي..
• * فتوى السيستاني بعدم تعرض قوات الاحتلال وعدم عرقلة مسيرتها عند دخولها العراق.
• * دعم السيستاني لجميع القرارات الأمريكية في العراق منها " الانتخابات " " قانون الدولة العراقية الانتقالية " " الدستور ".
• * سكوت السيستاني خدمة للمحتل في كثير من المواضع الحساسة التي تتطلب تدخله كرجل دين يتبعه الملايين منها على سبيل المثال لا الحصر... خروجه من النجف إلى لندن بدعوى العلاج لرفع الحرج عن المرجعية والتي بعدها بساعات دنست القوات الأمريكية والبريطانية أقدس أراضي الشيعة ومراقدهم ودعواه بعدها أتباع الصدر للخروج منها.
• * سكوته المشين على جرائم أبو غريب، وما حصل في الفلوجة، وتجاهله لنداءات علماء المسلمين في العراق لوقف أتباعه من ارتكاب جرائم حرب داخل المناطق السنية وعدم إشعال حرب طائفية.
• * فتواه بدخول النار لمن لم يشارك بالانتخابات، ودعمه للقوائم الشيعية الصفوية الإيرانية، وفتواه الشهير بحرمة الدخول للأراضي العراقية لمنع المجاهدين العرب من الوقوف بجانب إخوانهم في العراق.
• أما على الواقع السياسي الرسمي فالغزل الأمريكي الإيراني كان له شكل آخر..
• * صرح هاشم رفسنجاني بعد سقوط حركة طالبان بقوله: " القوات الإيرانية قاتلت طالبان وساهمت في دحرها، ولو لم نساعد قواتهم في قتال طالبان لغرق الأمريكيون في المستنقع الأفغاني، ويجب على أمريكا أن تعلم أنه لولا الجيش الإيراني الشعبي ما استطاعت أن تسقط طالبان"، وهذا ما حصل تماماً بالعراق، فالمجلس الأعلى للثورة، وحزب الدعوة أحزاب إيرانية الانتماء واجتماعاتهم بالأمريكان معروفة ومعلن عنها قبيل الحرب على العراق، ولعل باقر الحكيم كان يفتخر بقدومه على دبابة أمريكية.
• * أثناء حرب أفغانستان صحيفة «نيويورك تايمز» تحدثت عن «رسالة سرية» من الحكومة الإيرانية إلى واشنطن تتعهد فيها إيران مساعدة الجنود الأمريكيين الذين قد يجدون أنفسهم في وضع طارئ على أراضيها بعد عمليات فاشلة في أفغانستان.
• * كتبت ازاده كيان تيابو الخبيرة في الشئون الإيرانية والأستاذة في العلوم السياسية في جامعة باريس بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001 " حدث تقارب في المصالح الإيرانية والأميركية في المنطقة الخليج " وإضافة " إن حربا في الخليج ستساهم في تعجيل هذا التقارب "... وهذا ما حصل بعد أربع سنوات.
• * اجتماع سري بين ملالي من إيران وأعضاء من الكونجرس الأمريكي في بداية الحرب على العراق عقد في سويسرا؛ لتقريب وجهات النظر.
• * في 2 مارس 2004م كتبت النيوزويك تقريراً عن التحالف الأمريكي مع الشيعة، جاء فيه: " أطلقت هزيمة صدام العنان لقوة دينية وسياسية جديدة قد تصبح حليفاً معتدلاً للولايات المتحدة الأمريكية في العراق... ومكنهم من أن يصبحوا القوة الجديدة الأكثر ثورية في المنطقة.... فهذا علي الأحمد من المعهد السعودي المعارض في واشنطن على سبيل المثال يقول: "إن العالم يجب أن يتوقف عن الحديث عن الخليج الفارسي أو الخليج العربي، كما يسميه العرب، بل هو الخليج الشيعي، أنظر إلى من يعيشون حوله، 90 % منهم على الأقل شيعة، وعلى الولايات المتحدة الأمريكية أن تأخذ بعين الاعتبار أن الشيعة يربضون على كل ذلك النفط "، إلى أن يقول: ".. لكن مستقبل العراق السياسي، ومنزلة أمريكا في الشرق الأوسط، تتعلق إلى حد كبير بالعلاقات بين النجف وواشنطن، لماذا النجف؟ لأنها تمارس، باعتبارها مركزا للتعليم الديني، تأثيرا هائلا في شيعة العالم ألـ 170 مليونا ".. وعندما نتحدث عن النجف اليوم فهذا يعني اننا نتحدث عن قم وإيران..
• * كانت طهران أول من اعترف بالحكومة الانتقالية التي عينتها أمريكا بالعراق، وفي ذلك يقول جلال طالباني في لقاء له عبر قناة العراقية: " أن الحكومة التي نصبتها أمريكا موالية لإيران ".
• * ثلاث سنوات والمخابرات الإيرانية ترتع وتلعب وتشتري وتبيع وتزرع عملائها بمرأى ومسمع من الأمريكان أنفسهم.
• * وصول الأحزاب المدعومة من إيران لسدة الحكم في العراق وعلى رأسهم الحكيم والجعفري والآن المالكي وتولي مناصب حساسة منها رئيسة مجلس الوزراء والداخلية.
• * دعوة عبدالعزيز الحكيم لخلق حوار جدي بين أمريكا وإيران، وأيده في ذلك طالباني، وكان من نتائجه التصريحات الأخيرة من كلا الطرفين بقبول الحوار حول العراق.
• * صرح محمد حسين عادلي السفير الإيراني في بريطانيا لرويترز بعد الانتخابات العراقية قائلاً: " إن إيران تعاونت عن كثب مع الولايات المتحدة لكسب التأييد بين السكان العراقيين للانتخابات التي جرت هناك الشهر الماضي وتهيئة مناخ هادئ لها، وقال أيضا: " إن طهران مستعدة للعمل مرة أخرى مع الولايات المتحدة لضمان الاستقرار في الشرق الأوسط حينما تتلاقى مصالحهما.
• * التهديدات الأمريكية على إيران بشن حرب ما هي إلا كذبة فبوش شعبيته في انحدار بسبب حربه على العراق والكونجرس الأمريكي يبحث اليوم في طريقة للخروج من مأزق العراق خاصة بعد تزايد الأصوات المناهضة للحرب فكيف يمكن أن تكون التهديدات الأمريكية جدية... ؟؟؟ بل زد على ذلك أن جميع دول العالم تعارض مثل هذه الخطوة بما فيها (ذنب أمريكا) وحليفتها القوية بريطانيا يقول جاك سترو: "إن من حق إيران أن تستفيد من تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية " إذا ما الغرض من التهديدات.. !!؟؟
• * يعتبر العراق ثاني أكبر مخزون نفط في العالم، والوصول لثرواته يعني تغيير معادلات الصداقة الجديدة في منطقة الشرق الأوسط واستغنى الأمريكان عن نفط الخليج خاصة بوجود قوة قوية في المنطقة مثل إيران يمكن أن تصبح حليفاً استراتيجياً كما كان (الشاه سابقاً) طالما أن العقيدة الشيعية لا يوجد فيها ما يمنع.
• * أمريكا بحاجة لحليف جديد للخروج من المأزق بالعراق خاصةً أن دول الجوار العراقي لا تقدم أي دور ملموس بعد وقبل الانفلات الأمني فيه وأمريكا وجدت نفسها أمام الإيرانيين وقد انتشروا في العراق بشكل كبير ومصالحها في خطر فماذا عساها أن تفعل.. ؟؟.
• * الشيعة أظهروا خدماتهم على أرضع الواقع فيما أكتفت دول الخليج بالمشاهدة فكيف لأمريكا أن تفكر.. !!؟.
• * تعتبر العراق وتحديداً الكوفة بالنسبة للشيعة الصفويين (الإيرانيين) هي عاصمة إمامهم المهدي وإشاعة الفوضى واحتلالها هي مقدمه لخروجه وتوليه القيادة.
• * البرنامج النووي الإيراني ليس موجهاً لأمريكا ولا لإسرائيل، وإنما هي تقنية سيستخدمه إمامهم المزعوم لسفك دماء العرب أما الغرب فسيكون لهم تعامل خاص يميل للسلم.
إيران والهدف المقدس.........
يقول شيخهم الكوراني في كتابه الممهدون للمهدي: " تأتي إيران في طليعة القوى الفاعلة في أحداث عصر الظهور، ويسمى الإيرانيون في الأحاديث الشريفة أهل المشرق الموطئون للمهدي وقوم سلمان ورايات المشرق وأصحاب الرايات السود والخراسانيون... وتصف الأحاديث الإيرانيين بأنهم يطلبون الحق فلا يعطونه ثم يطلبونه فلا يعطونه فيقاتلون ويصبرون ما سألوا فلا يقبلون حتى يدفعوا الراية إلى المهدي، " ويقول أيضا: " والحق أن هذا الدليل موجود في بداهة تولي العرب عن الإسلام في عصرنا ونهوض قوم سلمان به وثانيا في الأحاديث الشريفة المتعددة التي تدل على أن الفرس ينهضون بالإسلام في آخر الزمان ويقاتلون العرب عودا كما قاتلهم العرب عليه بدءا وأنهم يمهدون للمهدي (ع) ويكونون أنصاره.. " اما بالنسبة للعراق فيقول الكوراني " سيكون عاصمة العالم وستكون الكوفة مقر حكم الإمام المهدي "
وبالنسبة لما يحصل الآن من قتل وفوضى ودمار داخل بلاد الرافدين، فهذا يعني بالنسبة للإيرانيين بشائر خير، وما هي إلا بداية في مسلسل طويل يصل للشام وللحجاز، يقول الكوراني في صـ 45- 60: " تتركز الساحة الجغرافية للحدث في بلاد الشام وفي إيران والعراق والحجاز، فهذه المنطقة بالتحديد هي مصدر الموج الإسلامي الهادر الذي تتحدث عنه النصوص وهي الصراع السياسي والعسكري بين ثورة المهدي وبين الاتجاه التحريفي العميل للغرب (يعني دول الخليج) ".
ما هو موقف إيران بالنسبة لأمريكا وللغرب من هذا المد... ؟؟؟
يتحدث شيخهم الصدر في كتاب (تاريخ ما بعد الظهور صـ581) عن الطريقة التي سيتعامل بها مهديهم مع العالم: " إن لغير المسلمين أو البلاد غير الإسلامية تخطيطاً خاصاً في أسلوب السيطرة عليها، وهي سيطرة يغلب عليها الجانب السلمي، كما أن للمسلمين أو البلاد الإسلامية تخطيطها الخاص بها، وهو كثرة القتل، وهذه الكثرة لا لأجل السيطرة، بل لأجل التنقية والتنظيف من العناصر السيئة " ويصف كامل سليمان في كتبه (يوم الخلاص في ظل القائم صـ235) سلاحاً خطيرا وفتكاً سيكون بيد مهديهم المنتظر وهو ما أنتجته إيران اليوم بقوله: " إن هذا السلاح إذا وجه إلى مدينة جعل عاليها سافلها وتركها قاعاً صفصفاً وفعل بها ما تفعله القنابل الذرية والهيدروجينية والنيترونية والصواريخ النووية التي صنعها الإنسان".
ويقول الصدر صـ113" ما أدل على أن حكم المهدي (ع) يكون قاسياً وشديداًُ على العرب.. باعتبار فشل أكثرهم في التمحيص الإلهي حال الغيبة وتقصيرهم تجاه الشريعة".
إذاً وباختصار: أمريكا تبحث عن النفط ومصالحها أينما كانت مع دول الخليج أو مع إيران فالسياسية لا تعترف بالصداقة الدائمة.
أما إيران فهي تمهد لتنفيذ مخططاتها بالمنطقة للاستمرار بتصدير الثورة والتمهيد لخروج مهديهم المزعوم.
وهنا قد يسأل البعض إذاً ما الذي يحدث خلف الكواليس وماذا نفسر المشاحنات التي تتناقلها وسائل الإعلام بين أمريكا وإيران... وهل هنالك خلاف حقاَ؟؟.
معلوم أن الإعلام تسيطر عليه أمريكا والملاحظ أن معظم الأخبار الأساسية التي تتناقها وسائل الإعلام العربية (مصدرها واحد) وتأتي مرتبة في جميع القنوات (العربية.. الجزيرة.. الخ) ويكون الاختلاف في التعاطي مع الخبر وخدمته لان مصادر الأخبار والمتحكم بها عدة وكالات أنباء يسيطر عليها اليهود الأمريكان، والمفاعلات النووية الإيرانية يعمل بها منذ أكثر من عشرين سنة ولم تأخذ هذا الزخم الإعلامي الكبير طوال السنين الماضية.. !! لكن الأمريكان أثاروه اليوم ليكون ورقة في دعم تواجدهم في منطقة الخليج وتركيز قواعدهم بدعوى القلق من القدرات النووية الإيرانية وزيادة مبيعات الأسلحة الدفاعية لدول الخليج وهذا ما حدث خلال الأسبوع الماضي حيث صرح مصدر في البنتاغون أن دولاً خليجية تفاوض لزيادة قدرتها الدفاعية وبذلك تتعمد أمريكا السير على سياستها المعروفة في خلق فوضى ودمار لتركيز وجودها في المنطقة، فيما تستمر بعلاقات سرية مع إيران لترتيب أوضاع المنطقة وإعادة جدولتها.