الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
،
صنم الحرية الذى صار يُسبَّح بحمده على الشاشات
ولعل من يُسبّحون بحمده كانوا أول كافر به حين ابتلاهم فى أول جولة
وكانت نعمه لغير عُباده !!
رغم أن عُبّاده امتلكوا كل مقومات النجاح والنصر على الذين يعبدون ربا سوى ربهم
وهو الرب الحق رب العالمين سبحانه جلت قدرته وتنزهت صفاته وعظمته
وكان معهم من الأدوات ما تعجز العصبة منا على امتلاكها
رغم ذلك صنم الحرية لايستطيع تثبيت عُبّاده على مبدأ
وهكذا شأن كل آلهة تُعبد من دون الله
" إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير "
لكن " ما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم "
ولاأقصد أن نتيجة هذا الاستفتاء الذى جرى نصر للمسلمين كلا
فنحن لانرضى بأقل من حكم الله فينا
وأؤكد على أن المشاركة لاتعنى الرضا فليس كلّ آكلٍ مااضطر لأكله راضيًا بهذا الأكل
لكن لاريب أنه جاء على غير مراد عُبّاد الحرية من الطابور الخامس
والذى لاشك يعنى الهزيمة عندهم .
وأحب أن أسلط الضوء على حجم الأدوات التى امتلكها هؤلاء
وماانتصروا – أزيد فأقول - ولن ينتصروا
والله متم نوره ولو كره الكافرون هذا لتزدادوا إيمانا مع إيمانكم
تتمثل هذه الأدوات فى أشياء عدة منها :
1- الفضائيات
: وقد طقت جوانبها من كثرة ماتحمل من بُغض وحقد على كل ماهو إسلامى خصوصا
إذا كان له لحية أو حجاب ( نقاب ) حتى إنك لتشعر أن دخان الغيظ يخرج من
أفواه وصدور وآذان مقدمى البرامج واضحك من قلبك على الاتصالات التى تأتيهم
وسيأتيك نبأها بعد قليل ولم تكن فضائيات ( بير السلم ) فقط هى التى معهم بل
الفضائيات الرسمية بكامل عددها وعُددها .
2- الصحافة والجرائد
: والجرائد أخذت هذا الاتجاه مؤخرا ولم تكن هكذا فكنتَ قليلا ماتجد مقالا
يتناول الإسلاميين والجرائد الرسمية كانت لاتمس الأسلاك السلفية من قريب
ولا من بعيد بيْد أن الخامس والعشرين من يناير ألقى بآثاره على كثير من
الأشياء والأشخاص وقد أعطى للجميع الضوء الأخضر بالسير فى جميع الاتجاهات
حتى ولو فى الممنوع .
3- المؤتمرات الجماهيرية
وهذه الأداة موجودة من قديم وإن كانت قد تبجحت عينها فى هذه الأيام حتى إن
بعض مدمنى المخدرات ومروجيها رأيتهم ينظمون مؤتمرا جماهيريا للبحث فى
مشكلات البلد !!
وهذه الأدوات وغيرها كانت تضرب بسلاحين :
السلاح الأول
: كان يحمله العلمانيون والنصارى وكان ظاهرا للجميع وكانوا لايكلون عن
استعماله للطعن فى الإسلام والإسلاميين عموما وفى السلفيين خصوصا آناء
الليل وأطراف النهار وكان يقوم على ذلك الملياردير النصرانى نجيب ساويرس
الذى كان لايدخر من ماله ولاجهده شيئا لمحاربة الأسد الإسلامى الذى بدأ
يتحرك بعد سبات طويل وكان يقوم على ذلك كذلك الكنيسة وأقباط المهجر وطبعا
يجدر بالذكر أهم القائمين على ذلك الولايات المتحدة التى تخصص جزءا من
دخلها القومى لمثل هذا .
السلاح الثانى : كان هذا السم الزعاف الذى وضعوه للسلفية ليلقوها
جثة هامدة أمام المجتمع فى صورة بعض المنتسبين إليها وكان ذلك أخطر من سلاح
ساويرس ورفاقه ولعل ذلك اتضح بجلاء فى مسارعة الكثير من هذه الفضائيات فى
استضافة الشيخ / عبود الزمر – حفظه الله – واتفقنا معه أو اختلفنا ففى
المنتهى هو أمام المجتمع صورة من صور الإسلاميين وكان الخبثاء يضعون له هذه
الوجبة الثعبانية من الأسئلة الخبيثة التى لاشك استطاعوا بها أن يخرجوا
منه ما لا يسر مثل السؤال عن سبب قتله الرئيس الراحل أنور السادات وخرج
الجواب على هوى مستضيفيه إذ قال الشيخ – عفا الله عنه - : قتلناه لأنه كان
لايعطى المواطن حقه – أو كما قال – وماذا لو جاء رئيس كالسادات قال :
سنقتله – أو كما قال - .
وهذا لاشك
كلام خطير على الصف الإسلامى الذى لايقره شرعا هكذا على عواهنه غير أنه بكل
أسف أجاب بهذا وعلى الرغم أن قنوات كثيرة استضافته إلا أنهم كانوا فى كل
حلقة يستضيفونه فيها يسألونه نفس السؤال ليقدم نفس الجواب ليدل على أنها
وجوه متعددة لمكر واحد هذا على سبيل المثال لا على سبيل الحصر .
واتضح ذلك أيضا فى استضافة واحد كالدكتور / أسامة القوصى ومعروف منهجه
واستهل الدكتور كلامه بكلمات وددت لو وضعوها طوال الحلقة كشريط الأخبار إذ
قال – عفا الله عنا وعنه - : ما سأقوله هو كلامى وأنا لا أمثل السلفية
ولستُ محسوبا على أحد وليس أحد محسوبا علىّ وإنما أمثل نفسى . وهذا كلام
طيب يُشكر عليه غير أنهم بالطبع وضعوه كممثل للسلفية لذلك أتوا بمقطع لأحد
أهل العلم والفضل وهو الشيخ أبو العلاء محمد بن حسين - حفظه الله - وكان
الشيخ يقول فى هذا المقطع كلاما قد يكون عليه الكثير من التحفظات إذا أخرج
من سياقه وهكذا فعلوا فى أكثر من قناة وأكثر من لقاء ليضعوا كذلك السلفيين
فى صورة استعلاء على الآخرين وانتهز مستضيف الدكتور / أسامة وجوده ليُذيع
المقطع فى صورة فجة ثم يواصل الدكتور كلامه ليُرِىَ الناس الصورة التنويرية
العقلانية للسلفية لاهذه الصورة الفجة التى رأيتموها الآن وقسّم لهم
الدكتور السلفية إلى سلفيتين من نوع جديد فى تلبيس على الناس لاأظن أنه
يقصده وإن كان الخبثاء يقصدونه سلفية الوسائل وسلفية المقاصد مشيرا إلى أن
سلفية الوسائل لاتهم وهى تحجر وجمود المهم سلفية المقاصد وأخذ يضرب أمثلة
عجيبة وغريبة حتى أنه كان ينكر على بعض أهل العلم تسمية النصارى بالنصارى
أو أهل الذمة وينكر عليه تمسكه بألفاظ القرآن وعدم تلقيبهم بالمسيحيين
ليبدو السلفيون الموجودون على الساحة كأنهم متحجرون جامدون أغبياء لايفهمون
فيسقطوا.
ثم تأتى الاتصالات والحقيقة أن الاتصالات لاتأتى بل هم يذهبون إلى أصحابها
بالتنسيق ولايُستضاف إلا من هو على المنهج البغيض وهكذا شأن كل هذه الأدوات
الخبيثة لايوجد مايُسمى بالرأى والرأى الآخر كما يزعمون وإنما هو الرأى
والرأى وأما الآخر الذى هو أنا وأنت وكل مسلم يحب دينه فلامكان له وسبحان
الله يأبى إلا أن يظهر عوجهم وعورهم حتى إن متصلة تقول ماذا لوطبقنا
الشريعة وأقمنا الحد على سارق ثم تبينت براءته أو من هو مريض بالسرقة هل
نقيم عليه الحد ؟ وسبحان الله الذى قال " بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه
فإذا هو زاهق " وباطلهم زاهق من غيرما رد .
لاشك أن ما ذكرت هناك غيره أضعاف وأضعاف غير أنى ذكرتُ ماكان يحتاج لوقفة معه فى هذا الوقت .
وانظر إلى المفارقة العجيبة أن هذه الأساطيل الإعلامية منذ خمسين سنة أو يزيد
تضرب بصوتها وخيلها ورجلها لاتستطيع هزيمة الإسلاميين
ولاتستطيع طمس صورتهم نعم قد تُلقى ببعض الغبار الذى يؤخر الدعوة قليلا
لكنها لم تستطع محو هذه المسحة الإسلامية السمحة من قلوب الناس
لذلك فهذه الشلة التى تملك هذه الأدوات الضخمة فى وسط الجماهير ضئيلة ضئيلة
تبلعها الجحافل الإسلامية من غير ماء كحبوب الأسبرين
وإنى لاأقصد بالجحافل الإسلامية المعنى العسكرى وإنما أقصد المعنى التربوى
فلاأرى أن الحرب القادمة حرب أظفاروأنياب قدر ما هى حرب أخلاق وآداب
أكرر
إن الحرب القادمة ليست حرب أظفاروأنياب قدر ما هى حرب أخلاق وآداب
لأنهم يحتكمون إلى الشعب والشعب يحتكم إلى ذلك
ألا أيها الفرسان فانفروا خفافا وثقالا
وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم فى سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون.
والله وحده المُعين والمُستعان
وصلى الله على نبينا محمد وسلم
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
كتب / أبومالك محمد البسيونى السلفى
عفا الله عنه وعن والديه والمسلمين
ربيع الثانى1432 هـ
مارس 2011 م