بسم الله الرحمن الرحيم
بياض وجه قارئ سورة الرحمن، وقبول شفاعته:
وقد ورد عن الإمام كشاف الحقائق جعفر بن محمد الصادق
(نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي) أنه قال:
(لا تدعوا قراءة سورة الرحمن والقيام بها وفي رواية أخرى: واقلّها مرة في الأسبوع (وقد ورد في قراءة هذه السورة أيام الجمع ان فيه استحباباً مؤكداً)، فأنّها لا تقر في قلوب
المنافقين
(ولعل المقصود من ذلك، أن المنافق لا يحصل له التوفيق في المداومة على قراءة هذه السورة)، ويؤتى بها في يوم القيامة في احسن صورة وأطيب ريح حتى تقف من الله تعالى موقفاً لا يكون أحد أقرب إلى الله منها، فيقول الله تبارك وتعالى: من ذا الذي كان يقوم بك في الحياة الدنيا ويدمن قراءتك؟
فتقول: يا رب فلان وفلان، فتبيّض وجوههم، فيقول لهم: اشفعوا فيمن أحببتم، فيشفعون حتى لا تبقى لهم غاية ولا أحد يشفعون له، فيقول لهم: ادخلوا الجنة واسكنوا فيها حيث شئتم)[1].
إذاً يُخوّل قارئ السورة بالشفاعة للآخرين فينقذهم من أليم العذاب إن كانوا مسيئين، ويرقى بهم في رفيع المنازل والدرجات فيما لو كانوا محسنين، فتأملوا أيها الأعزاء عظمة مقام
الشفيع، فالقرآن يُشّفع بمن تلاه وقارئ القرآن يُشفّع بمن أحب، وقد ورد في الروايات
(أن القرآن يجيء في يوم القيامة على هيئة البشر
فيّنطق ويَشفع).
ولعل البعض تتملكه الدهشة والاستغراب من ذلك، فنقول ينبغي أن لا نستبعد مثل هذه المسائل لأن موجودات عالم الآخرة تختلف عن موجودات عالمنا الدنيوي، فبعض موجودات هذا العالم هي من الأعراض ولكنها تتمثل في عالم الآخرة على صور وهيئات معينة باعتبار عدم امتناع أو صعوبة مثل هذه الأمور في قبال قدرة الله (عز وجل) وعلمه.