افتخر بنقابى عـــــــ مراقب ــــــــــــام للأقسام
الديانة : الحمد لله على نعمة الاسلام الجنسية : ارض الانبياء والاتقياء والشرفاء الانقياء عدد المساهمات : 1083 العمر : 36 المهنة : ليس بعد الابراج : الأبراج الصينية : نقاط : 19401 السمعة : 73 تاريخ الميلاد : 29/08/1988 تاريخ التسجيل : 11/01/2011 الموقع : http://baghdadsniper.net/ar/index.htm العمل/الترفيه : القراءة والاطلاع المزاج : بخير والحمد لله
| موضوع: ذئب المخابرات المصرية ، محمد نسيم (نديم قلب الأسد ) 2011-01-11, 10:59 pm | |
| ذئب المخابرات المصرية ، محمد نسيم (نديم قلب الأسد )
نعم سيذكر التاريخ رجالا هم صانعوه ، هكذا يجب ان نفخر نحن العرب وبالأخص المصريين بكون هذا الرجل مصري .. لا اجد أية كلمات تستطيع التعبير عن مشاعري الجياشة تجاه احساسي بالفخر لمصرية هذا الانسان العبقري ، الذي قدم خدمات جليله لبلاده واجيالها القادمة ستظل تنعم به مدى الدهر ..
انه رجل المخابرات المصري الفذ ، محمد نسيم ، الذي بحق صنع المعجزات الجسام التي لم ولن يستطيع ان يحققها سواه في هذا العالم السري والغامض والقاسي بل والمخيف في أحيانا كثره .
هذا الرجل حقق العديد من الانتصارات لصالح بلاده ضد اعتى أجهزة التخابر في هذا العالم ، وعلى رأسها الاستخبارات الأمريكية والموساد الإسرائيلي ، انه بحق استحق لقب قلب الأسد .. وقيل عنه أيضا رجل المستحيل ..
فتعالوا معي نلقي نظرة سريعة عن حياة وانجازات هذا الأسد المصري الفذ ،محمد نسيم.. فما نعرفه عنه أقل بكثير مما فعل.. لكنه قدره وقدر كل الذين احترفوا الخفاء والظل والكتمان والسرية.. نعرف أعمالهم ولا نعرفهم
ولد في : 10 / 9 / 1927 كان محل ميلاده القاهرة القديمة تحديدا القلعة فقد ولد محمد نسيم في القاهرة القديمة في حي (المغربلين) الشهير بالدرب الأحمر.
توفى في : 22 / 3 / 2000
الاسم الحقيقي : محمد نسيم
الاسم الحركي : ذئب المخابرات الأسمر ورجل المستحيل
تاريخ التحاقه بالمخابرات : 1956
تاريخ انهاء خدمته بالمخابرات : 1975
كان والده السيد لطيف نسيم رساما
وكان محمد نسيم يتيم الأم فقد توفيت والدته قبل ان يكمل ثلاث سنوات ..
تعلم الملاكمة وهو على عتبة الشباب.. في الخامسة عشرة من عمره انتقلت أسرته الى حي المنيرة.. القريب من النادي الأهلي.. فكانت ملاعب الهوكي وحلبات الملاكمة مفتوحة أمامه.. وفيما بعد أصبح بطل الكلية الحربية والقوات المسلحة في الملاكمة.. وفيما بعد.. في مباراة دولية للهوكي بين مصر وباكستان أصيب في أنفه فكسرت (الأرنبة) .. وتركت الاصابة علامة مميزة في وجهه.. وفي مباراة ملاكمة في الكلية الحربية أصر على ان يكمل المباراة رغم اصابته بشرخ في يده اليمني.. وكافأه وزير الحربية حيدر باشا بمنحه المجانية طوال سنوات الدراسة في الكلية وكان لايزال في السنة الأولى..
سرعان ما قرر اعتزال الملاكمة عندما وجد نفسه يتلقى لكمة قوية من منافسه على بطولة الجيش في عام 1951 صلاح أمان أفقدته الوعي والذاكرة.. ورغم أنه فاز في المباراة بالضربة القاضية إلا أنه لم يشأ ان يعيش تلك الحالة مرتين.
تزوج من إحدى بطلات مصر في الجمباز ، وكانت زوجته السيدة شريفة (راقصة باليه مشهورة في المسرح الكلاسيكي)
وأنجب ولدين هشام وفؤاد وهما مهندسان لكنهما يعملان في السياحة.
التحق محمد نسيم بالكلية الحربية في عام 1949 وتخرج منها سنة 1951 ضابط بسلاح المدرعات أي قبل قيام الثورة والمدة التى قضاها داخل الكلية سنتين وشارك ضمن الصف الثانى من رجال الثورة كما شارك سنة 1956 وشارك وهو ضابط في حرب (السويس) عام 1956 وقت العدوان الثلاثى على مصر.. ومع بدء التفكير فى انشاء جهاز مخابرات مصري فى أوائل عام 1954م .. قام الرئيس المصري جمال عبد الناصر بتكليف أحد رجال الثورة وهو فتحى الديب بتولى هذا الأمر فنشأت لجنة تابعة للجيش تقوم بأعمال التجسسوالتخابر .. ثم تطور الأمر مع ازياد الحاجة الى جهاز مخابرات محترف على نفس النسقالعالمى الذى ظهر فى الحرب العالمية الثانية .. والذى كانت لأجهزة المخابرات الفضلالأول ان لم يكن الوحيد فى انهائها لصالح الحلفاء .. أسند الرئيس جمال عبد الناصرالأمر اى زكريا محيي الدين وعلى صبري .. ليخرج الى الوجود جهاز المخابرات المصري .. ولكنه ولأنه جهاز ما زال يبحث عن هوية الاحتراف .. لذا تكلف انشاؤه من الجهد والوقتما يفوق التصور فى وسط أجهزة معادية عملاقة كالموساد الذى تأسس قبل اعلان دولةاسرائيل أساسا وكان رجاله وضباطه من المحترفين الذين خاضوا غمار الحرب العالميةالثانية واكتسبوا الخبرة الطاغية التى افتقد اليها المصريون .. لكن .. ولأن المقاتلالمصري بطبعه كاره للهزيمة والاستسلام ولا يعرف معنى المستحيل .. تمكن الرعيل الأولمن الضباط الذين كونوا لبنة الجهاز الأولى من جمع الكثير من المراجع وكتاباتالخبراء وعكفوا بصبر مدهش على دراستها واستخلاص ذلك العلم الغزير نحتا فى الصخر .. وكان هذا الرعيل .. عدد من ضباط القوات المسلحة الشبان من من يمتلكون شجاعة وجسارة المقاتلين مع الذكاء الفطرى .. ومنهم على سبيل المثال .. فتحى الديب .. وعبد المحسنفائق .. وحسن بلبل .. وعبد العزيز الطودى .. وصلاح نصر وبطلنا .. البكباشي " المقدم " فى ذلك الوقت .. محمد نسيم
كان محمد نسيم من ذلك الطراز من الرجال الذى يمتلك قلب أسد كما أطلق عليه رفاقه .. وعقل الثعلب .. وصبر الجمال .. واصرار الأفيال .. كان نادرا بحق .. رحمه الله وطيب ثراه .. وعندما تولى اللواء صلاح محمد نصر الشهير بصلاح نصر (عليه من الله ما يستحق) رئاسة جهاز المخابرات العامة كان محمد نسيم أحد مديري العمليات بالجهاز ورجل المهام الصعبة عمل نسيم في قسم ( الخدمة السرية ) وهو الجهاز المسئول عن زرع الجواسيس والمخطط والمدبر لاى عمليات لاختراق أجهزة العدو . أما جهاز ( الأمن القومي ) فمهمته مكافحة الجواسيس سواء كانوا أجانب او مصريين يعملون لحساب العدو . مع الوقت بدأ يثبت جدارته ونفسه داخل الجهاز حتى أن بعض العمليات التي قام بها ويكفي لبيان مدى سمعته الخرافية أن رئيس الجمهورية كان يتصل بهمباشرة فى عدد من العمليات فائقة الحساسية وما أكثرها فى ذلك الوقت .. وفى بداية الستينيات كان جهاز المخابرات العامة مكتمل البناء .. وخاض العديد من العمليات العملاقة فى تاريخه ضد المخابرات الاسرائيلية والأمريكية .. وللحق .. فان انشاءالجهاز على صورته تلك .. كان لجهود رجاله وادارة صلاح نصر رئيس الجهاز على الرغم من انحرافه فيما بعد نتيجة للسلطة المطلقة التى تمتع بها فى ظل حماية المشير عبدالحكيم عامر نائب رئيس الجمهورية وقائد الجيش المصري وبطل فضيحة النكسة المريرة ..
الصدمة ..
كانت نكسة 67 .. مدمرة فى آثارها الى حد رهيب على العالم العربي أجمع .. الا أنها كانت ذات تأثير صاعق علىالأسود الرابضة فى عرين المخابرات العامة المصرية الكائن فى حى حدائق القبةبالقاهرة الواقع خلف قصر القبة الشهير .. ولكى تتأملوا الأثر وتقدروه .. يكفي أن تعلموا أن مصر كلها ذاقت الهزيمة الا هذا الجهاز كان هو المنتصر على أى مقياس منطقي .. فقد تكفل رجاله ونجومه وعلى رأسهم رفعت الجمال بمعرفة كل التفاصيل الدقيقةوالخرائط لخطة الحرب العسكرية فى 67 .. وقاموا بارسالها الى قيادتهم السياسية المغيبة .. ليفاجئ الأبطال بالنكسة وهم الذين كادوا يعطون قياداتهم أسماء الجنودوالقادة من العدو اسما اسما لو طلبوا اليهم ذلك .. ولكن لعوامل كثيرة .. ليس هذا مكانها وقعت الواقعة وانهزمت مصر هزيمة ساحقة كادت تعبر بها حافة اليأس لولا توفيقالله والارادة الفولاذية التى قدت من الصخر .. وبدأت معارك الاستنزاف .. وتزلزلت القوات الاسرائيلية بكم العمليات الصادمة التى انتقت عيون أسلحة ورجال العدو مع المعلومات الغزيرة التى تولاها الرجال فى المخابرات العامة .. وذلك بعد تطهير الجهاز من قياداته المنحرفة .. وتولى محمد نسيم وأمين هويدى مسئولية اعادة الأمور الى نصابها فى جهاز المخابرات العامة عقب النكسة .. وأرسل عبد الناصر الذى كاد الندم يقتله .. الى محمد نسيم .. وتواعدا بالحديث وتقاسما الهم سويا ليتذكر عبدالناصر مدى قدرة الأسد الرابض أمامه وذكره باحدى عملياته التى لاقت شهرة واسعة على الرغم من سرية أعمال المخابرات فى العادة ..
من أشهر عملياته:
* اعادة تقييم موقف رفعت الجمال"رأفت الهجان" واتخاذ ما يلزم من اجراءات بخصوصه بعد التقييم ( تطوير العمليه واعادة تدريبه و برمجته )، حتى جعل منه عملية أسطورية لم تحدث في التاريخ المخابراتي العالمي.
رفعت الجمال
وكانت أولى عمليات محمد نسيم التى أكسبته سمعته الرهيبة بين رفاقه .. اعادة تأهيل العميل المصري الأشهر " رفعت الجمال " الشهير باسم " رأفت الهجان " . كان رفعت الجمال قد سافرالى اسرائيلفى منتصف الخمسينيات واستقر بها بعد أن نجح فى زرعه رجل المخابرات العتيد اللواء " عبد المحسن فائق " المعروف باسم " محسن ممتاز فى المسلسل الشهير الذى حكى قصتة .. ومنذ أن تم زرعه فى اسرائيل وحتى بداية الستينيات لم تستفد منه المخابرات المصرية شيئا الا المعلومات التى أرسلها فى حرب العدوان الثلاثي .. وللحق فلم يكن هذاتقصيرا من رفعت الجمال .. أو معلمه عبد المحسن فائق .. بل كانت الظروف أقوى منهمالضعف الامكانيات التدريبية التى تلاقاها رفعت وكان جهاز المخابرات لم يزل وليدا فى ذلك الوقت ..
وعلم المخابرات تطور تطورا مدهشا وسريعا عبر السنوات الخمس التىأمضاها رفعت فى اسرائيل فكانت الحاجة ماسة الى رجل مخابرات من طراز فذ يتمكن أولا من السيطرة على رفعت الجمال صاحب الشخصية شديدة العناد ويقوم بملئ الفراغ الذى تركهاللواء عبد المحسن فائق فى أعماقه .. وذلك حتى يتمكن من اقناعه بمواصلة التدريبوالعمل .. وكان ضابط الحالة الذى تولى عملية الجمال هو عبد العزيز الطورى الشهير باسم " عزيز الجبالى " .. وبعد دراسة عميقة لشخصية رفعت .. ومع استحالة عودة اللواء عبد المحسن فائق من مقر عمله فى الولايات المتحدة فى ذلك الوقت .. لم يجد عبد العزيز الطورى الا قلب الأسد محمد نسيم المعروف بصرامته وشخصيته القوية ونبوغهالفائق وهو النموذج المماثل لعبد المحسن فائق .. وتم اللقاء بين قلب الأسد وبين رفعت .. ولم تمضساعات على لقائهما الا وكان محمد نسيم وهو بالمناسبة الشهير باسم " نديم هاشم " فى مسلسل " رأفت الهجان .. لم تمض ساعات على اللقاء بين العملاقين رفعت ونسيم .. الا وكان نسيم قد ألقي بغياهب شخصيته الفريدة فى وجه المتمرد النابغة رفعت الجمال .. وكان رفعت الجمال قد أبصر بعيونه عبر المعايشة لليهود . كيفية التقدم المدهش فى مجال الأمن .. وكان فى أمس الحاجة الى من يريه تفوق بلاده .. وقد كان .. تمكن نسيم عبر التدريبات المكثفة من اقناع رفعت بمدى التقدم المدهش الذى أحرزه المصريون على الاسرائيليين فى المواجهات المباشرة بينهما .. وبعد أسبوعين من التدريب المستمر والشاق ..
خرج رفعت الجمال فى مستوى ضابط حالة وهو المستوى الأعلى لأى عميلمدنى فى نظم المخابرات .. ووقع تحت الاشراف المباشر لعبد العزيز الطورى وللتدريب على يد محمد نسيم لتكتسب مصر كما رهيبا من المعلومات باغة السرية التى أرسلها رفعت لا سيما بعد تمكنه من بسط علاقاته ونفوذه فى مجتمع تل أبيب بتعليمات نسيم عبر شركة " سي تورز " والمعروفة باسم " ماجى تورز " وفى قلب تل أبيب واصل نجم المجتمع الاسرائيلي " جاك بيتون " وهو الاسم المستعار لرفعت الجمال وهو الاسم الذى عرف فى المسلسل بـ " دافيد شارل سمحون " .. وبلغت علاقاته حدا جعله صديقا شخصيا للجنرال موشي ديان وجولدا مائير رئيسة الوزراء الشهيرة .. كل هذا بفضل نبوغ رفعت الشخصي .. وبراعة معلمه الفذ " محمد نسيم " .. ومن قبل هذا وذاك النصرة الالهية لأناس نصرواالله ورسوله صلى الله عليه وسلم
عندما يغضب الأسد
ربما كانت المرة الوحيدة التي رأي فيها غاضبا.. كان السبب الحملة التي شنتها جريدة (معاريف) الاسرائيلية على (رأفت الهجان) أو (رفعت الجمال) بعد أن تحولت قصة اختراقه لسلطة صنع القرار في اسرائيل لمدة 25 سنة مسلسلا تليفزيونيا جن به الناس.. وحرك فيهم مشاعر الزهو والكبرياء والوطنية التي تصور (هواة) التطبيع مع العدو أنها أصيبت بالشلل. ادعت (معاريف) أن رأفت الهجان الذي جاء اسرائيل في عام 1954 باسم جاك بيتون قد قبض عليه في ليلة ممطرة وهو في الفراش مع امرأة صغيرة في بيته في شمال تل أبيب.. وتحت وطأة التعذيب اعترف بكل شئ.. قال أنه ولد عام 1927 في القاهرة.. أسرته مسلمة.. متدينة.. وعندما أنهي دراسته الثانوية التحق بمدرسة البوليس لكنه لم يكمل دراسته فيها.. ثم عمل في مهن مختلفة.. منها (جرسون) في مقهى يملكه والده.. وهناك جندته المخابرات السرية لينقل أخبار اليهود المصريين الذين يترددون على المقهى.. وأخيرا قرروا ارساله الى اسرائيل بهوية مزورة وشخصية مختلفة.. وسافر الى روما.. ومن هناك الى حيفا.. ومنها الى تل أبيب.. لكن.. بعد القبض عليه تعاون مع الموساد.. وبدأ استغلاله عميلا مزدوجا بين مصر واسرائيل.. وكان يحصل على المال من الطرفين وينفقه على اللهو والنساء. لم يحتمل محمد نسيم هذه الرواية التي روجتها الصحيفة العبرية الشهيرة.. لم ينم يوم قرأها.. فقد شعر إن كرامته قد جرحت.. وكان رده الذي نشرته على لسانه وقتها.. أنه لو كانت هذه الرواية حقيقية لكشفت عنها اسرائيل في الوقت المناسب.. أو على الأقل كانت قد كشفتها بعد هزيمة يونيو 1967 والمؤكد أن إسرائيل لم تعرف بقصة البطل المصري رفيع المستوى إلا بعد أن أذاعتها المخابرات المصرية نفسها.. ولو كان الهجان عميلا مزدوجا فلماذا ظل في اسرائيل؟.. لماذا لم ينتقل للاقامة في مصر أو في أي دولة عربية؟.. كيف يكون عميلا للموساد ويظل في اسرائيل؟.. إنها أسئلة تحدى محمد نسيم المخابرات الاسرائيلية أن تجيب عنها.. ولم تقبل المخابرات الاسرائيلية التحدي المنشور علنا. ويستطرد محمد نسيم: ثم أنها ليست عادة الموساد.. هذا الانتظار الطويل قبل الكشف عن العملاء المزدوجين.. والدليل على ذلك قصة الجاسوس المصري (كيفوركي يعقوبيان) الذي كشفوه في الستينيات وحولوه الى مهرجان دعائي صاخب ونشروا عنه كتابا بعنوان (الذئب الوحيد) .. كان كيفوركي مصريا أرمينيا تم تجهيزه لمدة سنة ونصف السنة وعرف باسم زكي سليم كيتشوك.. وقد أحب فتاة اسرائيلية شقيقها ضابط في الأمن.. وكانت هذه هي نقطة ضعفه.. وبعد عام ضيقوا عليه الخناق.. وبعد التحقيقات سارعوا بنشر التحقيقات.. وأغروه بالعيش في اسرائيل مقابل أن يكون جاسوسا لهم. والمقصود.. أن اسرائيل لا تتأخر في كشف العملاء المزدوجين.. أو العملاء الذين يسقطون في شباكها.. وقد كان الهجان في اسرائيل قبل كشف قضية كيفوركي بسنوات طوال فلماذا لم تعلن قصته وتكشفه.. كذلك فإن اسرائيل تفضل كشف العملاء عن استعمالهم على الوجهين.. إن اسرائيل لاتحتمل الهزيمة.. وقد كانت قضية الهجان هزيمة.. وفضيحة.. وكارثة زادت بعد أن كشفت مصر القضية.. ولو كانوا قد جندوا الهجان وحققوا معه فلماذا لم يذيعوا على العالم ذلك.. ليحسموا الأمر؟ كان محمد نسيم يتكلم بحماس وهو يدافع عن رأفت الهجان وكأنه يدافع عن ابنه أو يدافع عن نفسه.. إن علاقة ما غريبة تربط بين الجاسوس وضابط تدريبه وتشغيله.. لقد قابل الهجان أول مرة في روما لإعادة تقييمه بعد أن تضاربت الأقوال حوله.. وكان قراره أن يستمر.. ولكن بعد التدريب على جهاز ارسال لاسلكي.. وعندما رفض الهجان هدده محمد نسيم بأنه سيقتله ويدفنه في الفيلا التي التقيا فيها.. وكان مقررا أن يستمر الهجان في اسرائيل خمس سنوات فقط.. لكنه بقي فيها أكثر من 20 سنة.. وهو ما جعل اسرائيل تكف عن ترديد عبارتها الشهيرة: (إن لديها أقوى جهاز مخابرات في العالم) .. فقد تحولت العبارة القوية التي تنم عن الثقة والشراسة الى نكتة ساخرة.
* ادارة عمليه الكشف عن صفقة الطائرات الفرنسية لاسرائيل عام 1960-1962
* التحقيق فى قضية انحراف جهاز المخارات العامة عام 1967 بأمر مباشر من الزعيم جمال عبد الناصر ولكنه لم يكن المشرف الرئيسى بل كان المشرف الفنى.
فساد في الجهاز
ففي الساعة الثامنة من صباح يوم 28 أغسطس 1967 وقد استمر التحقيق حتى الساعة الحادية عشر من مساء يوم 14 أكتوبر من العام نفسه.. التحقيق كان يدور حول سوء استعمال النساء والأموال السرية.. وهو ما جعل من الضروري استدعاء 44 سيدة وفنانة و 9 أفراد من خارج الجهاز بخلاف 14 فردا من قوة الجهاز.. حسب اعتراف الوزير حلمي السعيد في مذكراته التي نشرت مؤخرا. كذلك دارت التحقيقات حول مبلغ الستين ألف جنيه التي استلمها صلاح نصر وعباس رضوان.. والسموم التي استلمها صلاح نصر ومنها سم (الأكونتين) وأمر بوضعها في كبسولات (الريالتين) وتسلمها منه المشير عبدالحكيم عامر.. ثم دارت التحقيقات حول ما عرف بقضية التعذيب.. وكانت النتيجة الحكم على صلاح نصر بالسجن لمدة 40 سنة.. ثم كان ما كان.. حسب ما نشره أمين هويدي في كتابه (الفرص الضائعة) . وسارع محمد نسيم بالرد: هذه أرقام دقيقة.. لكن.. التحقيقات انتهت بإدانة رئيس الجهاز في ذلك الوقت صلاح نصر ونائبه حسن عليش الذي كان رئيسا لهيئة الامن القومي وثلاثة ضباط فقط من داخل الجهاز وثلاثة أفراد أيضا من خارجه.. وهي إدانة شديدة التواضع إذا ما قيست بحجم الضجة التي أثيرت أو قيست بحجم الدور الوطني الكبير الذي لعبه الجهاز في وقت كان الصراع شرسا بيننا وبين اسرائيل.. في النهاية أن الانحراف يبقى انحرافا مهما كان حجمه.. ويبقى سببه الرئيسي يستحق الانتباه والتأمل.. وهو البقاء في مواقع أو مراكز القوة طويلا بلا حساب
* التخطيط وتنفيذ عملية تهريب عبد الحميد السراج من سوريا إلي مصر عبر مطار بيروت والتي إشترك فيها سامي شرف.
عملية عبد الحميد السراج
على عبد الحميد السراج .. ضابط جيش سورى .. معروفجدا .. فهو أحد الضباط الوطنيين النوابغ فى سوريا والذى نأى بنفسه عن كم الانقلاباتالرهيبة التى تتابعت فى سوريا على يد حسنى الزعيم .. وأدب الشيشيكلى .. وسامى الحناوى .. ومصطفي حمدون .. وغيرهم من نجوم انقلابات سوريا العسكرية فى الفترة التى أعقبت التحرير على يد شكرى القويتلى .. وبدأ ظهور عبد الحميد السراج عقب التزامهبالخط الوطنى .. قبيل الوحدة مع سوريا .. ولمع اسمه فى مصر عند عبد الناصر نفسه عقب قيامه باسداء جميل العمر الى مصر كلها .. وهو الجميل الذى لم تنسه له مصر وقيادتها .. فعبد الحميد السراج هو رجل المخابرات العسكرية السورى الذى تولى تدمير خطوط أنابيب البترول الممتدة من العراق عبر سوريا الى سواحل البحر المتوسط لتصب فى الناقلات البريطانية لتغذية احتياجات بريطانيا من البترول ... وكانت هذه العمليةأثناء تعرض مصر للعدوان الثلاثي .. ليصبح تدمير خطوط أنابيب البترول الشعرة التىقصمت ظهر البعير وكان البعير هنا هو أنتونى ايدن رئيس الحكومة البريطانية والذى قدم استقالته عقب فشل عدوان السويس عام 56 ..
وكان طبيعيا مع بدء الوحدة المصرية السورية عام 1959م .. أن يلمع نجم عبد الحميد السراج أكثر وأكثر فتدرج فى السلطة حتى ولاه عبدالناصر نيابة القسم الشمالى وهو سوريا ليصبح نائبا لرئيس الجمهورية السورية ومع العلاقة الوثيقة التى جمعته بعبد الناصر خاصة بعد عملية أنابيب البترول وأيضا كشفهللمؤامرة التى استهدفت حياة عبد الناصر أثناء زيارته لسوريا عقب الوحدة .. من هذا كله تمكن عبد الحميد السراج من السيطرة ليس فقط على الأمن الداخلى كوزير للداخليةفى الاقليم الشمالى وتولى نيابة الرياسة بل سيطر أيضا على المخابرات وأجهزة الاقتصاد والتنظيم السياسي الوحيد وهو الاتحاد الاشتراكى ليصبح عبد الحميد السراج أقوى رجل فى سوريا بأكملها .. ولأن السلطة المطلقة مفسدة فى كل الأحوال .. فقد تغلبت أجواء السلطة على نقاء السراج .. لتتدهور الأمر أكثر وأكثر خاصة بعد فشلالوحدة المصرية السورية عام 1961 م .. وأتت نهاية عبد الحميد السراج على يدالانقلاب الذى أطاح به من قمة الحكم السورى .. عندما غفل عن ضابط الجيش السورىومدير مكتب عبد الحكيم عامر الذى كان يتولى الرياسة فى الاقليم الشمالى للوحدة وكانهذا الضابط هو عبد الكريم النحلاوى .. والذى استهان به السراج فتمكن النحلاوى منقيادة تنظيم سري فى الجيشش ضده وأطاح به وطرد عبد الحكيم عامر من سوريا فى فضيحة مدوية .. ليتم اعتقال السراج فى أبشع المعتقلات السورية وهو " سجن المزة " وكان وقع الصدمة مدمرا على عبد الناصر .. الا أنه سلم بالأمر الواقع ونفض موضوع الوحدة مؤقتاوألقي بصره على مصير السراج المظلم فى أيدى خصومه المتعددين .. فالسراج كان له أعداء فى القوات المسلحة السورية وهى منفذة الانقلاب عليه .. وله عداوات رهيبة فى لبنان نتيجة لتدخله فى الشأن اللبنانى عندما اقتضت الظروف ذلك .. وله عداء قديم وثأر رهيب عند أصحاب مؤامرة اغتيال عبد الناصر .. اضافة الى عداء تقليدى من الموساد والمخابرات الأمريكية ورجالهما بلبنان .. فلك عزيزى القارئ أن تتخيل كيفية المصيدة التى وقع فيها السراج .. ولك أن تتخيل أكثر .. كيف يمكن تحقيق المستحيل وانقاذه منها .. أرسل عبد الناصر الى محمد نسيم وكلفه بانقاذ السراج مهما كان الثمن .. وكلمة مهما كان الثمن فى عرف العمل المخابراتى تعنى أنه لا مستحيل .. وسافر نسيم منفردا الى لبنان لهذا الغرض .. وفى تلك اللحظة كان السراج يهرب من سجن المزة الرهيب بمعاونة عدد من ضباط الجيش الذين كانوا لا يزالون على ولائهم للسراج .. وانتقل فيما يشبه المعجزة وعبر رحلة شاقة ووعرة الى لبنانل يلقي خبر هروبه قد سبقه الى لبنان وعشرات الذئاب الجائعة فى انتظاره .. وكشف الموساد وجود نسيم فى لبنان .. وكذلك كشفه اللبنانيون .. وغيرهم .. وتعرض فى تلك المهمة فقط لتسع محاولات اغتيال نجا منها جميعا كان آخرها عن طريق وضع قنبلة فى أنبوب العادم بسيارته وكانت تلك المحاولة غير قابلة للفشل لأن تلغيم السيارات كانمن المعروف أنه يكون عن طريق تلغيم المقعد أو المحرك أو جسم السيارة السفلى .. أماوضع القنبلة فى أنبوب العادم فهو الابتكار غير قابل للكشف .. ومع ذلك فقد اكتشفها نسيم .. وفشلت المحاولة .. بل ونجح فى الخروج بالسراج من لبنان الى مصر وللأسفالشديد فكيفية الخروج ما زالت قيد السرية الى يومنا هذا .. ونال السراج مكانه فى مصر آمنا مطمئنا ..
عرف محمد نسيم في بيروت من مصادره ان هناك خطة لخطف ابنه الأكبر هشام وكان عمره لايزيد على 7 سنوات ويدرس في المدرسة الالمانية فلم يتردد في أن يعيد أسرته التي كانت تعيش معه في بيروت الى القاهرة.
* كما انه ساهم في عملية تفجير المدمرة الإسرائيلية الشهيره إيلات.
تذكر عبد الناصر قصة هذه العملية وهو يتحدث الى نسيم .. وكان نسيم يتساءل عن سبب استدعائه ليقول له عبد الناصر أنه رقد طريح الفراش بعد اعلان اسرائيل عن بدء عمليات التنقيب عن البترول فى سيناء فى اشارة واضحة الى أن سيناء قد أصبحت اسرائيلية لتذل القيادة المصرية .. وبرقت عينا نسيم غضبا .. وعاجله عبد الناصر وهويقول له فى مرارة .. " الحفار يا نسيم " .. فنهض نسيم واقفا .. وقال له فى حزم " أمرك يا سيادة الرئيس " .. وبدأت عملية الحاج ..
عملية الحاج
كانت واقعة نية اسرائيل التنقيب عن البترول فى سيناء كما سبق القول نية سياسية لا اقتصادية .. وقد بعثت الى احدى الشركات الكندية لاستقدام أحد أكبر الحفارات فى العالم لاستخدامه فى التنقيبوهو الحفار " كينتج " .. وقد خططت اسرائيل بدقة لهذه العملية .. وقامت عمداباستيراد هذا الحفار الكندى والذى تجره قاطرة هولندية وعليه بحار بريطانى .. لكىتعجز مصر عن ضرب الحفار بالطيران عند اقترابه من البحر الأحمر .. لأن مصر اذا غامرت بضرب الحفار علانية فمعنى هذا أنها استعدت عليها ثلاث دول كبري على الأقل .. ولأنها تعلم تماما أن المخابرات العامة لن تترك الحفار .. فقد احتاطت للأمر وقامت بتأمين الخطوط الملاحية للحفار القادم عبر المحيط الأطلنطى الى رأس الرجاء الصالح ثم البحرالأحمر .. وقامت بانتقاء خطوط سير ملاحية بالغة السرية وغير مألوفة .. كما جندالموساد رجاله وأجهزته بمعاونة المخابرات المركزية الأمريكية لمصاحبة الرحلة وحمايةالحفار .. لكن من قال ان المصريين يعرفون المستحيل .. شكل محمد نسيم فريق عمل من أفضل رجال المخابرات العامة وخبراء الملاحة وضباط القوات البحرية .. لتبدأ عمليه الحاج .. وكان سبب تسميتها مزامنه أحداثها لموسم الحج وقام محمد نسيم بتجنيد عملاء المخابرات العامة فى الدول التى سيمر الحفار عبر سواحلها وأعطى أوامر بضرورة التفرغلهذه العملية .. وقام باستقدام فريق من أكفأ رجال الضفادع البشرية التابع للبحرية المصرية .. حيث استقرت الخطة على زرع متفجرات شديدة التدمير فى قلب البريمةالرئيسية للحفار لابطال مفعوله .. وبدأت لعبة القط والفأر بين نسيم ورجال الموساد .. وهناك .. فى أبيدجان الميناء الشهير لدولة ساحل العاج .. كان الحفار قد ألقيمراسيه بأمان للراحة .. وعلى الفور وبناء على الاستنتاجات المسبقة بعقله الفذ الذى أدرك أن أبيدجان هى الميناء المثالى الذى سيرسو عنده الحفار .. قام بحمل المتفجراتبنفسه ودار بها عبر أوربا وساحل افريقيا الشمالى وحط رحاله فى أبيدجان ولا أحد يعرفكيف تمكن من عبور مطارات خمس أو ست دول وهو يحمل هذه المتفجرات ..
وكان فريق العمل أبطال البحرية قد سلك طريقا مماثلا عبر عدة عواصمأوربية حتى أبيدجان .. وفى فجر يوم العملية وصل الفوج الأول من الضفادع البشرية .. وبينما الكل فى انتظار الفوج الثانى علم محمد نسيم من مصادره فى أبيدجان أن الحفارفى طريقه لمغادرة ساحل العاج صباح اليوم التالى .. ليطير عقل محمد نسيم .. ويتخذ قراره بتنفيذ العملية بنصف الفريق فحسب .. وكان الحل السريع أن يكتفي نسيم بزرعالمتفجرات تحت البريمة الرئيسية وأحد الأعمدة فحسب بديلا عن الخطة الرئيسية بتفجيرالبريمة والأعمدة الثلاثة
وفى الفجر .. تسلل الأبطال تحت اشراف نسيم الى موقع الحفار وخلالساعة واحدة كانت المتفجرات فى أماكنها .. ومضبوطة التوقيت على السابعة صباحا .. وخلال هذه الفترة أشرف نسيم بسرعة فائقة على سفر مجموعة العمل خارج ساحل العاجواستقبال المجموعة التى كان مقررا وصولها فى الصباح لتحط فى أبيدجان بطريقةالترانزيت وتكمل رحلتها خارج أبيدجان ..
وبقي نسيم وحده ينتظر نتيجة العملية .. ومن شرفة فندقه المطل على البحر أخذ يعد الدقائق والثوانى التى تمضي ببطء قاتل .. حتى التقا عقربا الساعة عند السابعة صباحا ليتعالى دوى الانفجارات من قلب البحر .. ويصبح الحفار أثرا بعد عين فى الانفجار الذى هز أبيدجان .. لكنه كان كالموسيقي الكلاسيكية فى أذنى نسيم ... والذى تأمل الحفار المحطم .. لترتسم ابتسامة نصر مشرقة ومألوفة على الوجه الأسمر الصارم ..
وبعدها توجه نسيم الى أحدى مكاتب البريد ليرسل تلغرافا الى جمال عبد الناصر يقول له كلمتين فحسب " مبروك الحج "
هذا هو محمد نسيم أو نديم هاشم كما عرفه المشاهدون العرب فى المسلسل التليفزيونى الشهير " رأفت الهجان " الذي فجر الحماسة فى الشعوب العربية من المحيط الى الخليج اعجابا بهؤلاء الأبطال الذين قدموا لأوطانهم أسمى معانى الفداء ولم ينتظرواحتى مجرد كلمة شكر ..
أسود المخابرات العامة المصرية الأفذاذ .. العاملون فى صمت .. النائمون فى قلب الخطر .. رواد العظمة ..
ونجمهم رجل المستحيل محمد نسيم الذى اتخذ دوره الىجوار زملائه فى حرب أكتوبر ليتمكن جهاز المخابرات العامة من احاطة ترتيبات الحرب بالسرية الكاملة حتى ساعة الصفر القاتلة للعدو .. لتخرج المراجع العالمية معترفةبانتصار المخابرات العامة المصرية على جهاز المخابرات الأمريكى والسوفياتى والاسرائيلي والبريطانى ..
عندما يترجل الفارس
ومع بداية الثمانينيات .. وبعد عشرات العملياتالناجحة وشهرة واسعة .. نالها الفهد الأسمر المصري اللواء محمد نسيم .. اعتزل البطلالعمل السري ليخرج من جهاز المخابرات الى وظيفة مدنية ****ل لوزارة السياحة المصرية .. وفى فجر الأربعاء 22 مارس 2000 .. أسلم الفارس البطل .. روحه وجاد بأنفاسه الأخيرة بعد رحلةمثمرة فى محراب البطولة تتوارى الى جوارها صفحات التاريخ خجلا .. وتقدم جنازة البطل كبار رجال الدولة .. والعامة فى ميدان التحرير الذى يقع فيه مسجد عمر مكرم الذى خرج منه جثمان البطل .. وتساءل العامة فى فضول .. وهم يلقون نظرة على اللافته التى يحملها الجنود فى مقدمة الجنازة وتحمل اسم البطل .. ترى من يكون محمد نسيم؟؟
| |
|