MR ABDULLAH IBRAHIM محـــ القلعة ـــــــــارب
الديانة : مسلم وكلى فخر بفضل الله الجنسية : ارض الاسود عدد المساهمات : 1555 العمر : 40 المهنة : المصير إما إلى جنة وإما إلى نار الابراج : الأبراج الصينية : نقاط : 50816 السمعة : 36 تاريخ الميلاد : 22/04/1984 تاريخ التسجيل : 30/05/2010 العمل/الترفيه : أسألكم الدعاء بارك الله فيكم المزاج : الحمد لله وكفى
| موضوع: كيف تنجو مصر؟ 2012-12-17, 12:08 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله. كيف تنجو مصر؟ إخواني الصورة المستقبلية لمصر تبدو قاتمة إن لم يستدرك من يفترض أن يكونوا أمَنة لأمتهم من المنتسبين للعمل الإسلامي. لذا سنعرض مكامن الخطر في هذه الصورة ثم نقدم الحل الذي نراه الحل الوحيد في هذه المرحلة. بدايةً ليس الخطر في تآمر العلمانيين والفلول وعملاء أمريكا وأذنابها. هؤلاء أناس تكفل الله أن يدافع عنا ضدهم ويقينا مكرهم ويقلبهم خاسئين ويجعل نفقاتهم حسرات عليهم ويجعلنا نعلو عليهم ونغلبهم...فالخوف منهم إنما هو وسواس شيطان: ((إنما ذلكم الش يطان يخوف أولياءه)) أي يخوف المؤمنين من أوليائه. فإن أحسست بهم وخطروا ببالك فاتفل عن يسارك ثلاثا واستعذ بالله من الشيطان وستنساهم بإذن الله. لكن إخواني هذا الدفاع الرباني مشروط بشروط: ((إن تنصروا الله ينصركم))...((وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا))... ((فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم))...((ومن يتوكل على الله فهو حسبه)). - الخطر الحقيقي في أن عامة المنتسبين للعمل الإسلامي لم ينصروا الله ولا صبروا على المحجة البيضاء ووهنوا في دينهم ودعوا إلى السلم والتوافق مع أعداء الشريعة، وتوكلوا على ذكائهم وفقه مصالحهم المنعزل عن نور الوحي فوكلهم الله إلى أنفسهم وفقدوا معيته وحصانته. - الخطر هو في جعل مسلمات التوحيد القطعية محل نظر وموازنة! فللمرة الأولى يجتمع عامة المنتسبين للعمل الإسلامي على حشد شعبهم –باسم الدين- للتصويت على دستور يجعل التشريع للبشر من دون الله، ويدعونهم إلى إقرار الشرك في التشريع من باب المصلحة وارتكاب أخف الضررين! وهذا تخبط وخلط في تطبيق القواعد الشرعية وتحريف خطير للدين سيرى مشايخ السلفية آثاره المشؤومة في دعوتهم. هذا إيغال في الذنب بدل التوبة منه. وليس هذا مقام البسط والتوضيح فالتوضيح مبثوث في كلمات ومقالات كثيرة. لكن نحن هنا نتكلم عن النتيجة النهائية. • - الخطر هو في أن الناس الآن يطالبون بالدفاع عن الرئيس وقراراته باسم الشريعة، و في أن الشريعة يتاجر بها جهلا أو عمدا عندما يدعى الناس إلى انتخاب الرئيس باسم الشريعة ويدافع عنه وعن "شرعيته" باسم الشريعة، ثم سياسات الرئيس بعد ذلك لا علاقة لها بالشريعة من قريب أو بعيد. إن وقع صراع وسالت دماء وتعمد الجيش إلهاب نار الفتنة ثم تدخل وأنهى حكم د. مرسي. ما هي خلاصة القصة المأساوية؟ "حرب أهلية" قَتَل فيها "الإسلاميون" وقتلوا...في سبيل الله؟ لا بل من أجل قرارات رئيس خالف أمر الله، ومن أجل دستور يجعل الحكم لغير الله، ومع ذلك دافع عنه "الإسلاميون" لأنه أخف شركا من الدستور الذي يريد الآخرون وضعه! وحينئذ فكبر على الدعوة في مصر وعلى المشروع الإسلامي فيها أربعا حتى إشعار آخر. هذا هو الخطر...أن المعسكر الإسلامي فقد المناعة، وحينئذ فجراثيم العلمانيين والفلول والعملاء تؤذيه ولا بد. ما الحل إذن؟ ليس الحل بالاستزادة من كأس التنازلات فهو مالح لا يرتوي الشارب منه. ما نعانيه في مصر آثار معاص فلا بد لها من توبة، لا أن نوغل فيها. سأذكر الحل...وأعلم أن هناك من سيصفني بالسفاهة. ويشرفني أن أوصف بما وُصف به الأنبياء وللسبب ذاته. الحل يا دكتور محمد مرسي وأيتها الدعوة السلفية والأحزاب، الحل حتى تنقذوا بلادكم وإسلام الناس فيها وصورة من ينتسب إلى العمل الإسلامي، الحل حتى تمسحوا الخطايا التي مارستموها في العمل السياسي بعد الثورة...الحل حتى تتحول قصتكم من أبأس قصة لتجربة وصفت بالإسلامية توشك أن تدفن الأمل في قلوب الأمة إلى أجمل أنموذج عز بإذن الله...الحل حتى تكفروا عن خطيئتكم بالحديث المذعور عن تطبيق الشريعة وكأنه سيدمر البلاد ويهلك العباد وكأنكم أرحم بالناس من خالقهم...الحل هو أن يطل الدكتور مرسي على شعبه، مؤيدا في هذه الخطوة بالعلماء والأحزاب، فيقول لشعبه بصدق...بصدق...لا متاجرةً بالدين... أن يقول لهم: (أنتم يا شعب مصر شعب رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عله وسلم نبيا...((وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم)). لذا فاستجابة لأمر الله أولا، ولأن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل، وخروجا بالبلد من هذا المأزق العصيب، واستجلابا لرحمة الله وعونه، فإني أعلن أن لا حصانة لي أنا محمد مرسي ولا لقراراتي ولا للإعلانات الدستورية...وأن كل أمر من أمر الجاهلية الحديثة تحت قدمي هتين موضوع. وأعلن إذعاني لشريعة الإسلام كما أنزلت على محمد، بكافة تفاصيلها وجزئياتها لا أترك منها شيئا، ولا أعرض أمر الله على البشر ليردوه أو يقبلوه. فالقوانين الآن كلها كما أمر الله. والتطبيق بحسب الوسع والطاقة –وقد شرحت ذلك في كلمة (هل نطالب الإسلاميين بأكثر من طاقتهم)- غيرَ هذا لن تجدوا عندي. فإن ارتضيتموني يا شعبي بعد ذلك رئيسا فليكن وإلا فيشرفني أن أوذى في سبيل الله). هذا هو الحل، وهذا هو الطريق المستقيم...على أن يفعل الدكتور مرسي ذلك لأنه أمر الله، وبنية التوبة، لا لأن ذلك حل مرحلي ومخرج له من أزمته. وكأني أرى ابتسامات المستهزئين الذين يرون في كلامي هذا سطحية مفرطة وسذاجة وجهلا بالواقع وأنظمة الحكم، بل يرونه نكتة يضحكون منها...وأخاف أنهم سيضحكون قليلا ويبكون كثيرا وهم لا أذعنوا لنص ولا أخذوا العبرة ممن وكلهم الله لأنفسهم من قبل. ولا يعني ما تقدم ألا يكون للشعب أية مشاركة سياسية أو ألا يكون للبلاد دستور. إنما المقصود أن يكون هذا كله محكوما بالشريعة. ما الذي يمنعكم يا د. مرسي وأعوانه من إعلان كهذا؟ الخوف على أنفسكم أم على الشعب المصري؟ تعالوا نناقش بعقلية من يؤمن بالله وسننه: إن خفتم على أنفسكم أن يثور الناس عليكم. فهل ترضون أن تتركوا البلاد تدخل في متاهة من أجلكم؟ ألا ترضون لأنفسكم مصيرا كمصير الأنبياء الذين قتلهم أقوامهم وكمصير مؤمن سورة ياسين الذي قال (يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين)؟ أم أنكم تخافون على شعبكم؟ - شعبكم إما أن يؤيدكم ويناصركم على هذا فهنيئا لكم حينئذ أن تكون مصر باكورة المجد وينفرط العقد على أعداء الإسلام وتخوض الأمة معركتها الواضحة ضد أعدائها الصرحاء ويكون فعلكم كفعل صلاح الدين إذ أنهى حكم العبيديين وحرر الأقصى. - أو أن عامة شعبكم سيثور عليكم، وهذا ما لا نظنه في شعب مصر. فإن فعل فهم حينئذ لا يستحقونكم يا دكتور مرسي ومن معه. قال ابن الأثير في الخليفة العباسي الصالح أبي نصر محمد بن أحمد: (ولم أزل مذ ولي الخلافة، أخاف عليه قصر المدة لخبث الزمان وفساد أهله، وأقول لكثير من أصدقائنا: وما أخوفني أن تقصر مدة خلافته، لأن زماننا وأهله لا يستحقون خلافته؛ فكان كذلك ) - أو أن النزاع سينشب بين مؤيديكم ومعارضيكم على هذا القرار؟ إن وقع الأذى حينئذ على أناس مدافعين عن الشريعة فهو حينئذ في سبيل الله. - نحن لا نحب القلاقل والاقتتال الداخلي. لكن ليس الاستقرار على تنحية الشريعة خيرا منه فهذا يؤذن بعقوبة جماعية من الله عز وجل. عندما خرج مانعو الزكاة والمرتدون على الشريعة في عهد أبي بكر رضي الله عنه حصل اقتتال داخلي في الوطن الواحد، لكنه كان ثمنا لا بد منه لمنع ضياع الدين. ولا نرى إلا أنكم إن نجحتم في إظهار صدق توبتكم وإقامة الشريعة ونصرة الدين بحيث لا يتشكك الناس في صدقكم هذه المرة ...لا نرى إلا أنهم سينصرونكم على كل وسواس خناس من الإنس. - أم أنكم تخافون من النصارى الذين يخشاهم بعضكم كخشية الله أو أشد خشية؟! هل تطبيق الشريعة يعني إلقاءهم طعاما للأسماك؟!؟ أليس لهم حقوق في الشريعة؟ أأنتم أعلم بحقوقهم من الله؟! - أم أنكم يا دكتور مرسي ومشايخ السلفية بغض النظر عن ردة فعل الناس ترون البلاد غير مهيأة للشريعة وأن الشريعة لا تصلح لها في الوقت الحاضر؟ - أبشركم حينئذ أنكم قد انتهيتم حيث بدأ حسني مبارك! - هل الناس مهيأون للدفاع عن قرارات ومراسيم محمد مرسي وهو بشر مثلهم وليسوا مهيأين للدفاع عن شريعة ربهم وخالقهم؟ أخبرونا بالله عليكم ما الذي يمنع من قرار كهذا ينقذ البلاد والعباد في الدنيا والآخرة بدلا من التمادي في وحل العملية السياسية؟! - في المقابل: إن بقي الحال على ما هو عليه فلسنا نرى إلا أحد مصيرين: إما أن يقع التوافق مع أعداء الشريعة مع تقديم مزيد من التنازلات من طرفكم فيرضوا عنكم بعد أن تتبعوا ملتهم، فأذنوا حينئذ بحرب من الله. وإما أن تقع حرب أهلية، ولكنها ليست حربا من أجل الشريعة، بل حرب بين ضلال وأضل منه، حرب من أجل دستور يجعل السيادة للبشر على حكم الله! - وهذا هو الخطر: أن تقحموا البلاد والعباد في حرب باسم الدين وليس للدين فيها نصيب، أن تقحموا البلاد والعباد في حرب التبست فيها الأمور حتى أمكنهم بعضهم أن يقول: (لستم سدنة الدين ولانحن كفرة). حتى لو كان مناوئوا الرئيس كفرة كلهم مستحقين للقتل...ماذا عن أهلهم الذين لا يعادون الشريعة ويرون ذويهم قتلوا في نظرهم لا من أجل الشريعة بل في تنافس على الدنيا...أتدخلون أنفسكم في ثاراتهم؟! - وماذا عمن سيُقتل منكم ومن مناصريكم إذا صعدت أرواحهم إلى بارئهم فسألهم في أي شيء قتلتم...أيقولون: قتلنا من أجل دستور يجعل كلمة الشعب هي العليا على أمل أن نجعل كلمتك العليا يا رب من خلال النضال الدستوري البرلماني وخوفا من كتابة دستور أكثر شركية منه؟ هذا هو الخطر الحقيقي: أن تدخلوا البلاد في حرب القاتل والمقتول فيها ليسا في سبيل الله. أطلب ممن يعترض على طرحي هذا أن يسأل نفسه: هل هذا الطرح حق أم ضلال؟ ((فماذا بعد الحق إلا الضلال)). هل مطالبة مرسي بتطبيق الشريعة ضلال بينما إقرار هذا الدستور هو الحق؟! أيها الدكتور محمد مرسي...افعلها وأعلن تطبيق الشريعة بصدق. وحينئذ سيفترق الناس إلى فسطاطين: فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه، ((ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة)). وحينئذ سننصرك وندافع عنك. نعلم أن قلوبا قد أشربت الديمقراطية بعدما ادعتها للشريعة مطية، لكننا نقول ما نقول معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون. وأقول لمن يسألني: هل ننزل في المليونيات المؤيدة لقرارات الرئيس؟ إن أقام الرئيس دين الله بصدق فافدوه بأرواحكم وأبنائكم وأموالكم، وإلا فادخروها لأن الزبد سيذهب جفاء. وسيكون عليكم بعد ذلك مهمة إصلاح ما أفسدوه. أسأل الله أن يهدي أحزاب مصر لإقامة دينه وإنقاذ مصر من الخطر وإحياء الأمل في الأمة. والسلام عليكم ورحمة الله.
| |
|