د.حسام ابو البخاري
قبل ان تصوت بنعم او لا للدستور
قبل ان تصوت بنعم او لا للدستور عليك ان تدرك الاتى :
ان الدستور هو مساحة للصراع السياسى
وهو الان ذروة الصراع السياسى
وفى هذه اللحظة تحديدا اصبح اداة صراعية وليس غاية مجتمعية !
بمعنى ادق الدستور اصبح اداة لكل الاطراف فى البطش ببقية الاطراف ،ودع عنك
مقولة الدستور توافقى وتوافقية وتوافق يتوافق .. فكل ذلك موجود فقط فى
المعجم اللغوى فى باب توافق !
وعلى هذا فهذه المساحة من الصراع تقسم على اطراف الصراع او ما يطلق عليهم الفواعل الرئيسية فى المشهد السياسي وهم الاتى :
العسكر وحصتهم من القسمة مواد الدفاع والامن القومى ومجلس الدفاع الوطنى وكل ما يؤمن مستقبلهم الوجودى !
والاسلاميون ؛ فالسلفيين حصتهم من القسمة المادة التفسيرية لمبادىء الشريعة المنصوص عليها فى المادة الثانية
والاخوان حصتهم من القسمة بعض صلاحيات الرئيس وصلاحيات البرلمان وجزء كبير
من حصتهم هو فقط ادارة تمرير هذا الدستور فى الوقت الحالى !
والكنيسة وحصتها من القسمة الاضافة الملحقة بالمادة التانية فى باب
الاحتكام الى شريعتهم مع الطمأنة على بقاء نص المادة الثانية كما هو !
والقوى المدنية اخذت متفرقات فى ابواب عدة وضمنت بقاء مجمل الدستور على صبغة مدنية وبنكهة علمانية!
وهناك فاعل رئيسى من وراء البحار يلبس الكاوبوي ويتابع وهو فرح ان الثورة
لم تثر بعد على هيمنته وانها لا زالت فى اطاره وتحت اشرافه !
طبعا كل هذا تم فى كل مراحل كتابة الدستور بداية من اختيار الاعضاء مرورا
بمراحل التأسيس وانتهاءا بالكتابة نفسها وعملية الاخراج النهائية .
اذن الدستور ما هو الا مستخرج نهائي توافقي بين الفواعل الرئيسية فى
المسرح السياسي ؛ ولكنه ليس توافقيا على ارادة الشعب واهداف الثورة
والاستقلال الوطنى.
فى النهاية عليك ان تنتبه انهم اذا كان البعض -ايا كان من هو - يريد ان
يشتغلك فعليك انت الا تشتغل نفسك وقبل ان تصوت عليك بفهم حقيقة المشهد فكما
يقول الاستراتيجيون الخريطة ليست كالمنطقة !