المتابعون للمشهد السياسى فى مصر يدركون جيدًا حجم الفزع
الذى يشعر به الفاسدون على شتى مشاربهم, إنه شبح الخوف الذى يسيطر عليهم
حين تتراءى أمام أعينهم صورة القابعين خلف قضبان "بورتو طره"، وقد وضح ذلك
جيداً فى حديث النائب العام السابق، فالرجل بدا مرتعش الأيدى متوتر
الأعصاب، بل وأجزم أن الله أظهر بواطن قلبه على فلتات لسانه حين صب جام
غضبه على التيار الإسلامى برمته، وقال عنهم بالجملة "ميعرفوش ربنا"، وكأنه
وحده يحتكر معرفته لله، رغم ما رأينا طوال تقلده منصب النائب العام من
ظلم بيّن ضد الإسلاميين، ومن أراد التأكد فعليه بالعودة لوقائع مثبتة على
صفحات الجرائد من أحكام سافرة، ويكفى فقط أن يتذكر سيادته ذلك الرجل الذى
قال للرئيس المخلوع فى مسجد النبى: اتق الله، فكان مصيره السجن عشرين عاما
من عمره دون تحقيق يذكر، وغير ذلك الكثير مما لا تكفى أطنان من الورق
لذكره.
إن حالة الفزع لا تجد لها تفسيراً عند هؤلاء سوى يقين
بعضهم بأنه سيجرجر للمحاكم بملفات فساد يعرفها القاصى والدانى من بنى
جلدتهم أو أن المصالح التى كانت تتحقق لبعضهم فى ظل المناخ الفاسد ستزول
حتماً، طالما أن رأس خيمة الفساد لم يعد له وجود وأن هذه الخيمة سوف تقع
على رءوس الجميع.
والذى يحلل ماحدث من عويل نخبة الفشل بكل أطيافها عقب
الإعلان الدستورى، وكيف اجتمع المتناقضون فكريًا وعقديًا، يدرك معنى
واحداً مهما كذب هؤلاء على الناس، أقول يدرك أن العداوة تكمن فى المشروع
الإسلامى على غرار قول حيي بن أخطب لأخيه "العداوة ما بقيت"، وإلا فكيف
يجتمع الناصرى المتشدق بدعم الفقراء "حمدين صباحى" مع الرأسمالى الذى أهان
شعب مصر فى لقاءاته مع محطة أمريكية "نجيب ساويرس" مع فلولى امتياز مثل
"عمرو موسى"، "كما وصفه حمدين"، والرجل عائد لتوه من لقاء أقبح شخصية
صهيونية بعد جولدا مائير، وهى تسيبى ليفنى، وكل هؤلاء مع علمانى مخلص
لعلمانيته، "هذا وصف أبوحمالات له"، لا يرى دخلاً للإسلام فى الحياة مثل
"البرادعى" المخادع الكبير، بل والرجل كما وصفه أحد أصدقاء الأمس بأنه
يمتلئ حقداً على الإسلاميين الذى لم يستطع إخفاء حقده بطلب موقف أمريكى
أوروبى من قرارت مرسى، وهذا ليس بغريب على تربية الغرب، أقول كل هذه
التركيبة الفكرية أقرب لمشروب "الفخفخينا" مع الاعتذار للحاج فرغلى.
الآن مصر مقبلة على مرحلة تكون فيها أو لا تكون فبعض
ثوار الأمس صاروا أعداء للثورة ولا تحركهم سوى المصالح الفكرية والمالية،
وهذا ما قلناه منذ سقوط مبارك ولم يسمع أحد، ولهذا وجب على كل مصرى،
مسلماً كان أو مسيحياً، أقول على كل مسلم وطنى منصف ومحب لمصر بحق وحقيق
أن يخلع نظارة الكره لجماعة الإخوان حتى وإن اختلفنا معهم فى بعض الأمور
كى يرى الصورة واضحة، وأن المعركة مع القضاء ليست كما يزيفون هى معركة مع
استقلاله، ولكنها معركة مع تغول بعض القضاة الفاسدين والذى منهم لا يصلى
ومنهم من يشرب الخمر ومنهم من يخدع الناس "قضاة دسوق خير مثال"، ومنهم من
يحكم بهواه متناسياً تحذير النبى له، رغم أننا لا ننكر أن الشرفاء موجودون
لا يغيبون، ولكن للأسف الفاسدون مدعومون على مدار حقبة فاسدة، فعلا صوتهم
وقوى ظهر الباطل الذى يستندون عليه، بل وهناك قضاة شرفاء حكوا لى فى
الهاتف عن قضاة مرتشين وفاسدين بالأسماء، ورغم ذلك كانوا مقربين من دوائر
صنع القرار فوجود أمثال هؤلاء الفاسدين حتمى لتزوير الانتخابات وإفساد
الحياة السياسية وعلى الباغى ستدور الدوائر.
وأنصح إخوانى من الفصائل الإسلامية بالاعتصام بحبل الله
جميعا ونبذ الخلافات السياسية، ومقاومة هؤلاء جميعاً الذي يجتمعون
ويدبرون ليلاً ونهارا مع إعلامهم الممول واتصالاتهم ببعض الأنظمة التى
تريد القضاء على المكتسبات، هذا بالإضافة لعمل مخابراتى شيعى بامتياز وله
رجاله فى مصر ولا يخفون على الناس بالتعاون مع بعض الفاسدين على المستوى
الأمنى والذين يصرحون بكراهية رئيس الجمهورية مع أقاربهم وأصدقاءهم دون
خجل يذكر.
وأخيراً سلاح الدعاء فى قيام الليل وتقوى الله سيكون لهما الأثر البالغ فى هذه المعركة "وإن تصبروا وتتقوا لايضركم كيدهم شيئا"
على فكرة: قتل شاب إخوانى فى اعتداء سافر على المقرات،
ولا حس ولا خبر، بل يخرج كذاب ينتمى لفصيل بعض الصحفيين الكذابين يتهم
جماعة الإخوان بقتله، كى يبرروا لأنفسهم قتل الآخرين فعلا "اللى اختشوا
ماتوا"، هؤلاء الحثالة سيدخلون التاريخ من أقذر أبوابه بإذن الله.
أرجو من الرئيس مرسى متابعة ملف بعض ضباط الداخلية والجيش ومتابعة محمد أبو حامد وكتائب سمير جعجع.
المصريون