تحيتان مستحقتان..
الأولى، للقوى الإسلامية التي اتفقت على تأجيل المليونية لحقن الدماء.. كده إحنا بنشتغل سياسة صح..
أحيانا يكون من الأفضل إلقاء الكرة إلى ملعب الخصم، الذي بنى خطته على
احتفاظك بها، فيصيبه الارتباك ويبقى متسائلا عن خطوتك القادمة..
كذلك فإن تحويل الصراع، من صراع مصالح، إلى تناظر قيمي أخلاقي، يحقق مكاسب أفضل من الاستغراق في حرب النقاط..
ومن الذكاء تلمح معايير النصر المتغيرة في الصراع السياسي، فالمليونية لا
تحقق هدفها إلا مع وضوح التميز ووقوعه موقع التأثير المطلوب لدى الرأي
العام، وهنا نجد أن الاقتراب الزماني أو المكاني يُضعف من التميز وبالتالي
يقلص التأثير المطلوب..
التحية
الثانية، للرئاسة، على التمسك بالإعلان الدستوري دون إلغاء أو تعديل، فهذه
المرحلة أشبه بــ"بحر يموج" من كثرة التغيرات والتقلبات، وبلدنا لن يتقدم
إلى الأمام إلا مع وجود قائد يُصدر القرار ويتمسك به، فيجمع الشتات من
حوله، وينشئ أعمدة حقيقية لبناء الدولة الجديد..
التحرير قد يُسقط
رئيسا ديكتاتورا، لكن من العار أن يُسقط رئيسا منتخبا، لو أن مرسي سمح بذلك
مرة واحدة، فلن يستقيم له حكم في السنوات الأربع القادمة..
ولنا في
رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، فقد تعرض في غزوة أحد لمن يُثنيه
عن قرارٍ اتخذه، فقال صلى الله عليه وسلم بثبات:"ما كان لنبي إذا لبس لأمة
الحرب أن يضعها حتى يحكم الله بينه وبين قومه"..