MR ABDULLAH IBRAHIM محـــ القلعة ـــــــــارب
الديانة : مسلم وكلى فخر بفضل الله الجنسية : ارض الاسود عدد المساهمات : 1555 العمر : 40 المهنة : المصير إما إلى جنة وإما إلى نار الابراج : الأبراج الصينية : نقاط : 50816 السمعة : 36 تاريخ الميلاد : 22/04/1984 تاريخ التسجيل : 30/05/2010 العمل/الترفيه : أسألكم الدعاء بارك الله فيكم المزاج : الحمد لله وكفى
| موضوع: حكم كتابة القصص والروايات ☞ ☞ ☞ 2012-06-15, 3:22 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله وصحبه أجمعين. هذا حكم مهم لإخواننا الأدباء ، وهو لصيق بفنِّهم وإبداعهم ، للتأمل والفهم والعمل به ، بارك الله جهودكم. * * سُئل فضيلة الشَّيخ ابن عثيمين -رحمه الله- عن حكم كتابة القصص والرِّوايات، عن مواضيع اجتماعيَّة طيِّبة، مِن نسجِ خيال الكاتب، وتصوُّرِه، وتقاضي المال عنها -كجوائز تقديريَّة في المُسابقات-، أو ممارستها كمهنة لطلب الرِّزق.فأجاب بقوله: * * هذه الأُمور الَّتي تتصوَّرها في ذِهنكَ، ثمَّ تكتب عنها: لا يخلو؛ إمَّا أنْ تكون لِمعالجة داءٍ وَقَعَ فيه النَّاسُ، حتَّى يُنقذَهم اللهُ مِنْه بمثلِ هذهِ التَّصويراتِ الَّتي تُصوِّرها، وإمَّا أنْ يكونَ تصويرًا لأُمورٍ غيرِ جائزة في الشَّرعِ؛ فإنْ كانَ تصويرًا لأمورٍ غير جائزة في الشَّرع؛ فإنَّ هذا محرَّمٌ، ولا يجوز بأيِّ حال مِنَ الأحوال؛ لِمَا في ذلك من التَّعاون على الإثمِ والعُدوانِ، وقد قال الله -سبحانه وتعالى-: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}، أمَّا إذا كانتْ لمعالجة داءٍ وقع فيه النَّاس، لعلَّ الله ينقذهم مِنه بها؛ فإنَّ هذا لا بأسَ به، بشرط: أنْ تعرضَه عرضًا يفيد أنَّه غير واقعٍ، وإنَّما تجعله أمثالاً تضربها، حتَّى يأخذَ النَّاس مِنْ هذه الأمثال عِبَراً، أمَّا أنْ تحكيها على أنَّها أمرٌ واقعٌ، وقصَّة واقعة، وهي إنَّما هي في الخيال؛ فإنَّ هذا لا يجوز؛ لِما فيه مِنَ الكَذِبِ، والكذبُ محرَّمٌ، ولكنْ: مِنَ الممكنِ أنْ تَحكيَه على أنَّه ضربُ مَثَلٍ يتَّضح به المآل والعاقبة لِمَن ارتكب مثلَ هذا الدَّاء. * * واتِّخاذُ ذلك سببًا ووسيلةً لطلبِ الرِّزق: هذا ليس فيه بأس؛ إذا كان في معالجة أمور دُنيويَّة؛ لأنَّ الأمور الدُّنيويَّة لا بأس أن تُطلب بعلمٍ دنيويٍّ، أمَّا إذا كان في أمورٍ دينيَّة؛ فإنَّ الأمور الدينيَّة لا يجوز أنْ تُجعل سببًا للكسبِ، وطلب المالِ؛ لأنَّ الأمور الدينيَّة يجب أنْ تكون خالصةً لله -سبحانه وتعالى-؛ لقوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ - أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}. * * والحاصلُ: أنّ هذه التصوُّرات الَّتي تصوغها بصيغة قصص؛ إنْ كان فيها إعانةٌ على إثمٍ وعدوان؛ فإنَّها محرَّمة بكلِّ حالٍ، وإنْ كان فيها إعانةٌ على الخير، ومصلحة النَّاس؛ فإنَّها جائزة بشرط أنْ تصوغَها صيغةَ التَّمثيل، لا صيغة الأمرِ الواقع؛ لأنَّها لم تقَعْ، وأنتَ إذا صغتَها بصيغةِ الأمر الواقع وهي لم تقع؛ صار ذلك كذِبًا. أمَّا اتِّخاذها وسيلةً للكسب الماديِّ؛ فإنْ كانَ ما تُريده إصلاحًا دنيويًّا، ومنفعةً دنيويَّة؛ فلا حَرَج؛ لأنَّ الدُّنيا لا بأسَ أنْ تُكتَسَبَ للدُّنيا، وأمَّا إذا كان ما تُريده إصلاحًا دينيًّا؛ فإنَّ الأُمور الدينيَّة لا يجوز للإنسان أنْ يجعلَها وسيلةً للدُّنيا؛ لأنَّ الدِّين أعظم وأشرف مِن أن يكونَ وسيلةً لِمَا هو دونَه. المصدر: "فتاوى نور على الدَّرب"، 110 أ، (00:00:04). | |
|