فرسان القلعة التعليمية الشاملة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فرسان القلعة التعليمية الشاملة

أهم الأخبار بالعربية والانجليزية ☞ اسلاميات ☞ لغات ☞ مراجعات نهائية ☞ مناهج مصرية وسعودية ☞ ملازم ☞ ابحاث وموضوعات تعبير ☞ معاجم وكتب ☞ توقعات ليلة الامتحان ☞ اخبار التعليم ☞ صور وبرامج ☞ كن أحد فرسان القلعة ☞
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ختم الله شهركم بالرحمة والغفران والعتق من النيران، وتقبل الله صيامكم وقيامكم وصالح أعمالكم، وجعلنا وإياكم من عتقائه من النار. وكل عام و انتم بخير. تقبل الله طاعاتكم جميعاً.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» مصحف التجويد الملون
تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Empty2022-08-02, 8:31 pm من طرف FAROUK1376

» قاموس VerbAce 2008 هو المترجم الافضل على الاطلاق حيث تم تصميمه على اسس و ابحاث علمية متخصصة
تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Empty2021-11-22, 4:29 pm من طرف ANGEL HEART

» Objectives of Teaching English as a Foreign Language in the Primary Stage
تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Empty2021-09-10, 10:36 pm من طرف ANGEL HEART

» قصة Great Expectations للصف الثالث الثانوي 2022
تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Empty2021-09-10, 8:59 pm من طرف ANGEL HEART

» بعض المصطلحات الجامعية الشائعة
تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Empty2021-09-10, 8:53 pm من طرف ANGEL HEART

» كتاب الصف الثالث الثانوى المنهج الجديد 2022
تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Empty2021-09-10, 8:46 pm من طرف ANGEL HEART

» The rules of Grammar for 3rd Secondary students 2022
تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Empty2021-09-08, 4:32 pm من طرف ANGEL HEART

» مشهد مسرحي مدرسي باللغة الإنجليزية عن بر الوالدين قمة في الروعة must watch
تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Empty2021-09-08, 1:50 pm من طرف ANGEL HEART

» دورة مجانية بشهادة عن Microsoft Excel ( سعرها 200 دولار)
تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Empty2020-11-13, 11:30 am من طرف adelstar8

» دورة مجانية بشهادة عن overcome Dentist fear
تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Empty2020-06-08, 11:53 am من طرف ANGEL HEART

» Teaching English Online course
تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Empty2020-06-08, 10:44 am من طرف ANGEL HEART

» دورة مجانية بشهادة عن Quran Reading with proper Tajweed 2020
تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Empty2020-06-02, 11:30 pm من طرف ANGEL HEART

» دورة مجانية بشهادة عن Java Programming ( سعرها 200 دولار)
تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Empty2020-05-31, 6:22 pm من طرف ANGEL HEART

» هدية غالية : دورة مجانية بشهادة عن TEFL Course .. سارع بالانضمام قبل فوات الأوان
تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Empty2020-05-30, 11:02 pm من طرف ANGEL HEART

» دورة مجانية بشهادة عن TOEFL & IELTS Vocabulary Practice Test
تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Empty2020-05-30, 10:45 pm من طرف ANGEL HEART

» دورة مجانية بشهادة عن Microsoft Excel ( سعرها 200 دولار)
تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Empty2020-05-30, 10:38 pm من طرف ANGEL HEART

» دورة مجانية بشهادة عن an introduction to web application hacking ( سعرها 200 دولار)
تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Empty2020-05-29, 9:16 pm من طرف ANGEL HEART

» دورة مجانية بشهادة عن Machine Learning new course
تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Empty2020-05-29, 9:14 pm من طرف ANGEL HEART

» دورة مجانية بشهادة عن Training with SEO Expert
تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Empty2020-05-29, 9:00 pm من طرف ANGEL HEART

» دورة مجانية بشهادة لتحسين الدخل make a better income
تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Empty2020-05-29, 8:49 pm من طرف ANGEL HEART

سحابة الكلمات الدلالية
الرياضه الاول كلمات للصف الانجليزية كتاب اولى عميل انجليزى دفتر البراجراف الثالث برجراف اللغة الصف تحضير الاعدادى sport انجليزي اسئلة الرياضة الثانوى موضوع ثانوى كيفيه الطعام
المواضيع الأكثر شعبية
براجراف عن الطعام الصحى Healthy food
تعبير بالانجليزية عن اهمية الاعلانات
First Impression الانطباع الاول
ما معنى شاهت الوجوه وما أصل الكلمة ؟
ازاى تكتب برجراف يطريقة بسيطة +جمل جامدة تنفع لأى برجراف "متجدد
300 سؤال وجواب معلومات عامه
برجراف عن الموبايل ( الجوال / المحمول ) The Mobile phone is a mixed blessing
جمل وتعبيرات لغوية تصلح لموضوعات نافعةParagraphs الى ا/اسماء
مجموعة من الجمل الرائعة فى الترجمة من الانجليزية الى العربية والعكس !•l█l•••
حكم و امثال بالانجليزي مترجمه بالعربي الحقو لايفوتكم
المواضيع الأكثر نشاطاً
حصريا اقوي قاموس ناطق علي الاطلاق Cambridge Advanced Learner’s Dictionary 3rd Edition
برنامج الشيخ حازم صلاح ابو اسماعيل الانتخابى الرئاسى2012 + السيرة الذاتية + ماذا قالوا عنه + مواد دعائية
متابعة لتظاهرات النصارى احتجاجا على ما يدعونه هدم كنيسة المريناب .. وعشرات القتلى والمصابيين
متابعة لاحداث جمعة استرداد الثورة و30/9/2011كل مستجدات الاحداث (( متجدد ان شاء الله تابعونا ))
عمليات مسلحة على إسرائيليين بالقرب من الحدود المصرية الإسرائيلية
عاجل : اعتصام وزارة الدفاع هل يكون بداية الثورة الحقيقية " بالصور والفيديوهات " ؟ 28 / 4 / 2012
لأول مرة بالمنتديات : قاموس اكسفورد The Oxford English - Arabic Dictionary
متابعة لأخبار مليونية المطلب الواحد 18 نوفمبر 2011
اهم الاخبار والمتابعات لاحداث يوم 25-1-2012 وما يتعلق به من احداث ومستجدات
بالصـور : ساويرس بيهزر ؛؛؛ و إحــنا معــااااااااه ؛؛؛ إحنا كمان بنهزر يا ساويرس
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
ANGEL HEART - 7806
تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Vote_rcap1تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Voting_barتفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Vote_lcap 
MR MUHAMMED HAGGAG - 1591
تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Vote_rcap1تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Voting_barتفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Vote_lcap 
MR ABDULLAH IBRAHIM - 1555
تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Vote_rcap1تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Voting_barتفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Vote_lcap 
MR EYAD HAGGAG - 1543
تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Vote_rcap1تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Voting_barتفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Vote_lcap 
همس الندى - 1510
تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Vote_rcap1تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Voting_barتفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Vote_lcap 
DR MUHANNED IBRAHIM - 1470
تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Vote_rcap1تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Voting_barتفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Vote_lcap 
لغير الله لن نركع - 1282
تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Vote_rcap1تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Voting_barتفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Vote_lcap 
افتخر بنقابى - 1083
تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Vote_rcap1تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Voting_barتفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Vote_lcap 
ضوء القمر - 737
تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Vote_rcap1تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Voting_barتفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Vote_lcap 
MR ENGLISH - 425
تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Vote_rcap1تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Voting_barتفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم
welcome to my paradise

 

 تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ANGEL HEART
( إذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ : صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْم
( إذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ : صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْم
ANGEL HEART


الديانة الديانة : الحمد لله على نعمة الاسلام وكفى بها نعمة
الجنسية الجنسية : بلادي وإن جارت عليّ عزيزةُ وأهلي وإن ضنوا عليّ كرامُ
عدد المساهمات : 7806
العمر العمر : 48
المهنة المهنة : معلم خبير لغة إنجليزية
الابراج الابراج : القوس
الأبراج الصينية الأبراج الصينية : القط
نقاط : 186830
السمعة : 246
تاريخ الميلاد : 07/12/1975
تاريخ التسجيل : 29/03/2010
الموقع : https://fgec.ahlamontada.com/
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : Expert master of English
المزاج المزاج : عبد ذليل لرب جليل

تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Empty
مُساهمةموضوع: تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات   تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Empty2011-12-18, 4:09 pm

السلفية ومناهج الإصلاح

الشريط الأول

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا
ومن سيئات أعمالنا ، إنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ،
وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى
آله وصحبه وسلم .

أما بعد ،،،
نشرع بإذن الله تبارك وتعالى في تدارس بحث " السلفية ومناهج التغيير "
هذا البحث نشر في
مجالة صوت الدعوة التي كانت تصدر عن الدعوة السلفية في العدد الثالث منها
في شوال سنة 1412 هجرية ، وربما هذا البحث كان في صدر نشر في مجلة صوت
الدعوة التي كانت تصدرها الدعوة السلفية في العد الثالث منها سنة 1412
هجرية ، وتم تدارسه عدة مرات ولعله قد طال العهد بنا فلم نتدارسه منذ فترة
.

بين يدي هذا البحث نريد أن نعرف أين موضع هذا البحث من خريطة منهج الدعوة :
نحن نقول إجمالاً " نحن مسلمون " وهذه قضية مبدأية ، فماذا نريد ؟ نريد أن نفهم الإسلام وأن نعمل بالإسلام وأن نطبق الإسلام .
ثم نتيجة وجود
اختلافات بين المسلمين في فهم الإسلام وفي تطبيقه وجدت مناهج مختلفة لفهم
الإسلام . هذا موضوع قد يطول شرحه ولكن نكتفي الآن بهذه الإشارة ، فهناك
مناهج مختلفة لفهم الإسلام .

نحن نسمي المنهج الذي نرتضيه بالمنهج السلفي ، هذا كلقب على هذا المنهج .
أما ما هو تعريف هذا المنهج ؟
نحن نعرفه بعبارة مجملة جدا ً: " أن هذا المنهج هو الرجوه إلى الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة "
صار هنا نتكلم على الإسلام وعن المنهج الذي نرتضيه في فهم الإسلام ، وهو الرجوع إلى الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة .
الرجوع إلى الكتاب :
يكاد يكون قاسم مشترك بين جميع المنتسبين إلى الإسلام ، كل المنتسبين إلى
الإسلام يدعي الرجوع إلى الكتاب ، وإن كان هذه القضية صارت الآن محل نظر ،
وستأتي الإشارة إلى وجود العلمانيين الذين يصرحون بأنه لا ينبغي الرجوع
إلى القرآن أصلاً فيما يتعلق بشئون الحياة وأنظمة الحكم وأنظمة المجتمع مع
تصريحهم بأنهم مسلمون ، وهذه قضية قد تأتي الإشارة إليها .

ولكن لو استبعدنا
هذا الشذوذ العجيب الذي نشأ في السنوات الآخيرة أو في العصور المتأامل ،
فنحن نقول الرجوع إلى الكتاب قاسم مشترك بين جميع المسلمين ، حيث مبدأ
الإبداع ، وإلا فالكتاب يلزم بالرجوع إلى السنة ويلزم بالرجوع إلى فهم
السلف ، الكتاب يلزم { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا
واتقوا الله إن الله شديد العقاب } [الحشر/7] الكتاب يقول في حق جيل
الصحابة رضي الله عنهم { فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا } ولكن
دعوى الرجوع إلى الكتاب تكاد تكون متفق عليها من الجميع .

يأتي الرجوع إلى
السنة ، أو الاعتراف بمرجعية السنة أو حجيتها يفرق هذا بين فريق من الأمة
وفريق آخر رفض الرجوع إلى السنة كالعقلانيين القدماء والمعاصرين على درجات
متفاوتة منها فيمن يرفضون الرجوع إلى السنة ، أو يشترط في السنة أن يعرضها
على العقل أولاً أو غير ذلك .

سيظل أيضا أن الرجوع
إلى الكتاب والسنة قاسم مشترك بين أطياف كثيرة من الأمة ، ولكنهم يتوسعون
في فهمهم الخاص للكتاب والسنة ، فيبقى هذا القيد الجديد بفهم سلف الأمة ،
هذا هو المنهج " الرجوع إلى الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة " .

إذن هنا تميز هذا
المنهج عن غيره من المناهج بأنه يرى أن طريقتنا في فهم الإسلام وتطبيقه
لابد وأن تكون نابعة من الرجوع إلى الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة .

هنا نطاق الكلام مع
المسلمين ، ربما تكلمنا في مناقشات مع غير المسلمين فيكون نقطة الالتقاء
بيننا وبينهم هو العقل ، فدائما ً عند الكلام في زاوية لها رأس وضلعيها
يبتدعان ، إن أردت أن تضهما إلى بعضهم تبدأ من نقطة الالتقاء ثم تقوم
بالتقريب فإما أن يقتربا وإما لا يقتربا ، لكن أهم شيء تكون هذه النقطة
التي تبدأ منها . ففي المناقشات والمحاورات وغيرها بين طرفين ذوي منهجين
مختلفين دائماً نبتدأ من نقطة الالتقاء ، فما هي الأرضية المشتركة التي
تمثل مرجعية مشتركة يرجع لها الطرفيين ؟ قلنا يحدث خلل كبير في هذه
الجزئية ، فعند مناقشة واحد عقلاني في قضية تولي المرأة القضاء وهي القضية
المثارة الآن فمستحيل أن تصل معه لحل ولا هو يصل معك لحل ، لأن مرجعيته
غير مرجعيتك ، فالقضية ليست قضية تولي المرأة القضاء ، القضية قضية مرجعية
، فلو ناقشته وقلت ( ما أفلح قوماً ولوا أمرهم امرأة ) وهو يقول حقوق
الإنسان والمساواة ، وهو إن عرج على النصوص الشرعية سيعرج عليها دون ان
يأخذ منها المأخذ الصحيح ودون أن يكون منقاد لها الانقياد الكامل .
فدائماً نبدأ من نقطة الالتقاء .

فلو تكلمنا مع غير
المسلمين نقول له أنت عاقل تعالى فتدبر في الأديان الموجودة وما هو الكتاب
الذي فعلاً نقدر أن ننسبه إلى الله وفيه مظاهر الإعجاز غير متناقض مع
نفسه ، فكل هذا كلام عقلي ، تتكلم بالعقل إلى أن تثبت صحة الرسالة والرسول ،
وتثبت بطلان ما خالف ذلك من الأديان الغير منتسبة للوحي الإلهي أو
المنتسبة ثم حرفت بطرق علقية تثبت التحريف والتبديل والتناقض .

نحن عندما نتكلم مع المسلمين فالقاض المتفق عليه عند جميع المسلمين هو الرجوع إلى القرآن.
وعند الكلام مع
العقلانيين ونذكر لهم السنة يرفضون ، فنقول ألستم اتفقتم معنا على أن
القرآن هو المرجعية ؟ فالقرآن يقول { وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه
فانتهوا } القرآن يأمر بأوامر مجملة { وأقيموا الصلاة } لو لم يقم القرآن
فيه إشارة للمكان التي تأتي منه بتفسير هذا المجمل لا يكون كتاب هداية ،
ولكنه فيه المجمل وفيه من أين تأتي ببيان المجمل ، فالذي يقول القرآن وفقط
، بذلك يطعنون في القرآن دون أن يدروا ، فنبدأ مع من يقول " القرآن فقط "
فنقول نحن الآن متفقين على القرآن ونحتج عليك من القرآن بأن القرآن يلزمك
بالرجوع إلى السنة .

وهناك فريق آخر يأخذ بالكتاب والسنة :
ولكننا لو أتينا إلى قول السلف يقول هم رجال ونحن رجال .
فنقول أنت اتفقت
معنا على الكتاب والسنة والكتاب يقول { فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد
اهتدوا } والكتاب يقول { ومن يشاقق الرسول ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما
تولى } فالذي يتبع غير سبيل المؤمنين يكون مشاقق للرسول ، ومن أولى الناس
بوصف الإيمان ؟ صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اتفقوا على شيء ،
فإجماع الصحابة والسلف حجة .

فيقول أن السلف اختلفوا .
نقول : إذا اتفقوا
صار إجماعهم حجة على من بعدهم ، وإذا اختلفوا فليس معنى الخلاف أن المسألة
صارت خلافية بإطلاق ، وهذا الكلام نجده قريب في مسألة ستر الوجه والكفين
مثلاً كنموزج من النمازج ، يمكن أن يختلف السلف في مسألة ما ولكن يبقى هناك
قدر متفق عليه بينهم ، في مسألة ستر الوجه والكفين هناك من قال أنه واجب
وهناك من قال أنه مستحب ، فالقدر المتفق عليه بينهم أنه قربه وأنه مشروع ،
فتقدر أن تقول أن هناك إجماع من السلف على أن النقاب قربة أو أنه مشروع ،
ولا يصح أن نخالف هذا الإجماع ، فالمسألة نعم خلافية ولكن عندما تنظر إلى
الأقوال في المسألة تجد هناك قدر مجمع عليه لا يصح أن تخرقه ، وأما درجة
المشروعية إما الوجوب أم الاستحباب ، فهنا ممكن نقول أن السلف اختلفوا ،
فإذا اختلفوا نرجح بين أقوالهم بالنظر في الأدلة بنفس طريقتهم في التعامل
مع الخلاف .

فنحن هنا نقول الرجوع للكتاب والسنة بفهم سلف الأمة .
القضايا المجمع
عليها بين السلف منتهية ، أما المختلف فيها نعود ونقول ننظر كيف كان السلف
يتعاملون مع مسائل الخلاف ؟ فكان هناك خلاف قبلوه بينهم وتناظروا فيه
وهناك خلاف بدعوا فيه المخالف ، فنقول يسعنا ما وسع السلف ولا يسعنا ما لم
يسعهم ، فهذا موضوع فقه الخلاف وربما درسناه من قبل في كتاب فقه الخلاف
للشيخ ياسر برهامي حظفه الله وقلنا أننا نبدأ من القاعة المجملة " يسعنا
ما وسع السلف ولا يسعنا ما لم يسعهم " ولكنا بحثنا ما هي القواعد التي كان
السلف يميزون بها بين ما يسعهم من الخلاف وما لا يسعهم .

إذن نقول أننا نرجع إلى الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة وهذا المنهج الإجمالي .
أما المنهج التفصيلي
بأن نفعل ذلك في كل مسائل الدين ـ العقيدة ، الفقه ، المعاملات ، الأخلاق
، السياسة الشرعية ـ أي مسألة من مسائل الدين نقوم بجمع الأدلة من القرآن
التي تخص المسألة والأدلة التي في السنة وأقوال السلف ونعرف ما هو القدر
المتفق عليه بينهم في هذه المسألة .

فهذا لا يكون
الاجتهاد فيه وصار ملزم ، وننظر في القدر المختلف بينهم فيه ، وننظر في
الأدلة وننظر كيف تناظر السلف في هذه المسألة التي اختلفوا فيها وكيف تناظر
من بعدهم إلى أن يطمئن كل فريق في مسألة الخلاف السائغ فيطمئن كل إنسان
للقول الذي يراه أقرب إلى الصواب دون أن ينكر على مخالفه أو يبدع مخالفه .

فهذا المفروض فعله في كل مسألة .
فلو هناك مسألة مستحدثة :
هناك قواعد للاجتهاد
والاستنباط موجودة في الكتاب والسنة وطريقة اجتهاد واستنباط السلف وننظر
في هذه المسألة فمن الممكن أن تكون مستحدثة ولكنها تدخل تحت نصوص قطعية
وتقدر أن تقول أنها مقطوع بها ، مثل مسألة تأجير الأرحام فهي مسألة مستحدثة
تماماً وكل من عنده علم بالشرع يقول أن مفسدة هذه المسألة تعادل مفسدة
الزنا أو تزيد أو هي مثل مسفدة الزنا ، فكل ناظر فيها يقطع بالتحريم رغم
أنها مسألة مستحدثة ولكن نرجع في المسائل المستحدثة لأن نصوص الكتاب
والسنة فيها عمومات ، والعمومات تتسع أن يدخل تحتها أمور كثيرة مستحدثة
ولكن تجد وكأن النص نزل فيها .

قول النبي صلى الله
عليه وسلم : ( لا ضرر ولا ضرار ) تقول وكأن النص نزل فيها ، وتقول أنها
محرمة بالنص .ولكن هذا النص نص عام وعمومه يشمل أمور كانت موجودة في زمن
النبي صلى الله عليه وسلم وأمور حدثت وستحدث بعده ولكن فيها علة التحريم
فإذا وجدت هذه العلة ووجد هذا الوصف الموجود في هذا النص العام صارت محرمة
بهذا النص .

فنحن يجب أن نطبق هذا المنهج على كل جزئيات الدين .
فهذا الكلام الذي نقوله بشيء من الاختصار أو بكثير من الاختصار نسميه منهج الاستدلال .
وعندما تنظر في أي اتجاه فكري على مدار التاريخ يكون أهم شيء تنظر فيه ما هو مرجعيته وما هو منهجه في الاستدلال .
فلما نتكلم عن تعريف الدعوة السلفية ومنهجها :
نقول منهجنا في
الاستدلال هو الرجوع إلى الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة ، وطبعاً هذه
القضية تحتمل الكلام على عدد من القواعد والأصول والضوابط ولكن هذا تعريف
سريع جداً .

منهج الاستدلال تطبقه على كل الجزئيات
فلو قيل أبرز لنا على وجه الخصوص الأبواب التي حدث فيها خلافات كبرى بين المنتسبين للإسلام . سيأتي على رأسها قضايا الاعتقاد .
ونطبق هذا المنهج في
قضايا الأسماء والصفات كأحد قضايا الاعقتاد التي وجدت فيها فرق عقلانية ،
فالفرق العقلانية لا ترجع للكتاب أو تزعم أنها ترجع للكتاب ولكنها لا
ترجع للسنة أو تزعم أنها ترجع للكتاب والسنة ولكنها لا ترجع إلى فهم السلف ،
والذين يقولون أن فهم السلف أسلم وفهم الخلف أعلم وأحكم ، فيصرحون أنهم
لا يتبعون منهج السلف وهم الأشاعرة ومن صار على نهجهم .

فنطبق هذا المنهج في قضايا الدين كله ويبرز على رأسها قاضيا الاعتقاد .
وطبعاً مناهج الاستدلال تعتبر أصل يحكم قضايا الاعتقاد ، بمعنى أنه على حسب منهجك في الاستدلال يتأثر المنهج العقدي بلا شك .
مناهج الاستدلال
والمنهج العقلي نجدهم دائماً عندما نتكلم على الفرق الإسلامية مثل
المعتزلة والأشاعرة والشيعة والخوارج ، وتستطيع أن تعرف منهج كل فرقة في
الاستدلال وتعرف ما منهجها العقدي .

الخلاف الفقهي كان
دائماً محدود ، إلا أن الخلاف الفقهي تضخم جداً بين الشعية وأهل السنة ،
ولذلك أنهم قالوا إن الأمة انقسمت إلى شيعة وسنة ، وكلمة سنة أحياناً تطلق
ويراد بها الذين ليسوا شيعة ، فتجد داخلهم الأشاعرة وغير ذلك من الفرق
المتبدعة التي تصنف إجمالاً أنها سنة بمعنى أنهم ليسوا شعية .

حصل اختلاف كبير
جداً بين الشيعة والسنة في الفقه نتجية أن الشيعة من حقدهم رفضوا أصول كتب
السنة بالكلية ، هم لم يرفضوا الأحاديث التي تتعلق مثلاً بفضل الخلفاء
الراشدين أو نحو ذلك ، بل رفضوا الكل وتعمدوا أن يكون لهم فقه خاص يتميزون
به فبدأ ينحرفون تماماً في الفقه .

بقية الفرق المنتسبة
إلى السنة رغم أنهم يعادون نصوص السنة التي تتعلق بقضايا العقيدة التي
يأخذون فيها منهج خاص ، لكن كانوا غالباً في الفقه يتعلمون فقه أهل السنة
ويأخذون على ما فيه بنفس طريقة الاستدلال وبتعظيم نفس الكتب وأصول كتب
السنة التي جمعت فيها السنة ونحو ذلك .

فكان دائماً عند
كلامنا على الفرق نتكلم على منهج الاستدلال والمنهج العقدي . وكان الخلاف
الفقهي محدود وإن كان ظهرت خلافات فقهية كبيرة بين الشيعة والسنة ،وظهرت
بعض مسائل فقهية ارتقت إلى أن تدرك ضمن الأصول لتميز بعض أهل البدع بها
مثل كتب بعض العقيدة التي تدرج مسألة المسح على الخفين في أصول أهل السنة
لتميز الشيعة بإنكار المسح على الخفين . فهم يسحون على الأرجل وإن لم يكن
بها خف ويمنع المسح على الخفين .

وهناك مسائل أخرى
برزت أيضاً كمسائل فقية ولكن صارت لها أثر مثل مسائل الإمامة كفرق وهو أحد
الفروق بين الشيعة والسنة ولها قدر من الأثر في الخلاف بين أهل السنة وبين
الخوارج والمعتزلة مسائل الولاية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وتغيير المنكر ونحو ذلك فصارت لها قدر من الظهور عندما تتكلم على أهل
السنة وعلى الخوارج والمتعزلة لأن لهم فكر خاص أو منهج خاص في معالجة هذه
القضايا التي هي في أصلها قضايا فقهية ، ولكن في الجملة كان دائماً الكلام
على الفرق الإسلامية فيكون الكلام على منهج الاستدلال والمنهج العقدي
وبعض القضايا الفقية كانت ترتقي بأن توضع وسط الأصول أبرزها قضية الإمامة
لأنها تعتبر عقيدة محورية عند الشيعة ففقه الخلافة والإمامة صار مهم بيانه
عند أهل السنة وما هي شروط الإمامة وكيف يختار ، لأن الآخرين يقولون أن
الإمامة في آل البيت وأنها محصورة فيهم وأن الإمام معصوم ، فيها تفاصيل
كثيرة تتقاطع فيها القضايا العقيدة مع القضايا الفكرة ، وأيضاً قضية تغيير
المنكر وإقامة الحدود ونحو ذلك وهي قضايا ربما يظهر فيها خلاف بين أهل
السنة والخوارج والمتعتزلة .

في الجملة كانت القضايا التي نهتم بها منهج الاستدلال والمنهج العقدي وبعض القضايا الفقهية التي ترتقي فتدرج ضمن هذه القضايا .
هذا كان قديماً ، أما حديث فهناك تطورات :
هذه التطورات كانت
في أواخر الدولة العثمانية وتبلورت بقوة عقب سقوطها ، بأنه صار عدم وجود
خليفة للمسلمين ، وتزامن هذا قبله وبعده مع وجود حرب فكرية شرسة من الغرب
على الإسلام وعلى ثوابت الإسلام وعقيدة الإسلام وعلى القرآن ومحاولة الطعن
في القرآن وثبوت القرآن والعمل على تغيير الأحكام المطبقة عملياً على أرض
الواقع بقوانين مستمدة من القوانين الغربية ونشر الثقافة الغربية ومحاولة
جعل الأخلاق والعادات الغربية هي الأصل بين الناس ووجود درجة كبيرة من
الجهل ، تستطيع أن تقول مظاهر تأخر كبيرة جداً ومظاهر انحراف شملت تقريباً
كل مناحي الحياة ، كل مناحي الحياة لم تسلم ، نعم قد يبقى شيء من الخير
مع شيء من الشر ولكن صار الشر يشمل العقيدة ويشمل العبادة ودخل فيها البدع
والتقصير ويشمل المعاملة ودخل فيها معاملات الكفار ومعاملات الكفار تشمل
أمور كثيرة جداً .

وبدأ ينشأ ما اصطلح
على تسميته بجماعات الدعوة إلى الله ، وهذه قضية ليست جديدة ولكن المصطلح
هو الجديد ، لكنك لو ارجعت تاريخ الأمة حتى في عصورها الذهبية أو في عصور
الانكسار التي لم يبلغ حد ما وصل إليه في العصر الحديث ستجد مصطلحات مثل "
المدارس الفقية " و" تلاميذ الإمام فلان " وهؤلاء يكون بينهم وبين بعضهم
نوع من التعاون .

فوصل مثلاً في عصر
شيخ الإسلام بن تيمية أن شيخ الإسلام وتلامذته يقومون بواجب التعلم
والتعليم ويتعلمون من الله تبارك وتعالى ويواجهون البدع من الصوفية والشيعة
والأشاعرة ولغيرهم من أهل البدع ، وكانوا بالإضافة إلى ذلك ينكرون
المنكرات وبالإضافة إلى ذلك يخرجون في الجهاد ، وكان لهم دور كبير في
القضاء على التتار والقضاء على الصليبيين ونحو ذلك .

هذا كله كان موجود ولكن كانت التسمية الشائعة آنذاك هي المدارس الفقية أو المدارس العلمية ونحو ذلك .
في العصر الحديث بدأ
ينشأ مصطلح الجماعات ، وبدأ يحدث الخلط بين بعض الناس بين مصطلح الفرق
ومصطلح الجماعات ، فيقول أن من منهم الجماعة الناجية ومن منهم الجماعات
النارية ، نقول لا بل هذا الكلام يكون على الفرق ، الفرق التي بشر عنها
صلى الله عليه وسلم وقال : ( ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ) وسئل عنهم
صلى الله عليه وسلم فقال : ( هم من على مثل ما أنا عليه أنا وأصحابي ) ،
فهذا بالنسبة إلى الفرق التي لهم مناهج تخالف ما كان عليه النبي صلى الله
عليه وسلم وأصحابه ، فهناك من يكون على مثل ما كان عليه النبي صلى الله
عليه وسلم وأصحابه فهذا ناج ، وأما ما خلاف ذلك فهو يستحق العقاب بدرجات
متفاوتة بمقدار انحرافه عن مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم
وأصحابه ، أما الجماعات فمن الممكن يكون المنهج الواحد سواء حق أو باطل
فمن الممكن أن يكون هناك أناس على مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه
وسلم في مكان ما ويوجد إخوان لهم على مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه
وسلم في مكان آخر ، ومن الممكن الأوائل يسمون تلاميذ الشيخ فلان والآخرين
يسمون تلاميذ الشيخ الآخر ، والتسمية غير التسمية ولكن المنهج غير المنهج ،
فسواء قلنا تلاميذ فلان أو جماعة كذا أو جمعية كذا ، فهذه المسمات تعبر
عن كيان مجموعة من الناس اجتمعوا لظروف جغرافية أو غيرها وصاروا يتعاونون
معاً على .... ماذا ؟ فهذه هي القضية ، فمن الممكن أن يكون القطر الذين
يعيشون فيه يسمح بتأسيس جمعيات فقاموا بتأسيس جمعية ، أو أنهم يعيشون في
مكان معين ولهم شيخ فصار يوجههم ويتعاون معهم على البر والتقوى ونحو ذلك .

نترك قضية الاسم الشكل العضوي الذي تكونون به ، لأن هناك أشكال كثيرة .
دعك عن هذا كله وابحث عن المنهج .
بالإضافة إلى المنهج
يكون جزء من منهج أهل السنة والجماعة أنهم يدعون إلى الوحدة والائتلاف ،
فهذه قضية ممكن نرجئها الآن عندما نقول أننا وجدنا أكثر من تجمع على منهج
واحد فلماذا لا يكون التعامل بينهم تعاون حقيقي بدلاً من التعاضض القلبي
لتبادل الخبرات ونحو ذلك ، لو كان هذا ممكن فجزء من منهج السلف أن يفعل
ويطبق ، فلو كان هذا مستحيل أو يكون مفاسده أكبر أو نحو ذلك فيكون أيضاً
من منهج السلف أن يكون بينهم وبين بعض تواصل وحب ومناصرة ودعاء كما كان
هناك مدارس فقهية صعب جداً يكونون مدرسة واحدة ، فكان الإمام مالك والإمام
الليث ، فهذا إمام وهذا إمام ولكن هذا في الحجاز وهذا في مصر ولكن ربما
احتاج أحدهما إلى أن يستشير الآخر ولكن هذه تكون نادرة جداً ، بخلاف
كونهم في مكان جغرافي واحد ويوجد بينهم شيخ إمام مبرز يتعلم الباقون على
يديه وينشرون أيضاً .

فمجال تفصيل هذه القضية ليس هذا وقته ولكننا نحكي واقع أو يكون كتمهيد .
نقول نشأ مصطلح
جماعات الدعوة إلى الله أو جماعات الدعوة الإسلامية أو جماعات الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر كجماعات تحاول سد فراغ كبير حصل بعد سقوط
الخلافة وفساد كبير حصل قبل سقوطها وازداد بعد سقوطها وتعددت المسميات
وتعددت الأشكال العضوية التي تكونت بها هذه الاتجاهات .

وسبحان الله كان
الغرب يحاول أن يسوق بلاد المسلمين بطريقة معينة فبدأ يبث ما يعرف باسم
الجمعيات الأهلية لكي يمرر جمعيات الروتري والليونز وهذه الأمور ، ولكن في
المقابل نشأت جمعية الشبان المسلمين وغيرها من الجمعيات التي أخذت هذا
الإطار مثل جمعية أنصار السنة وجمعية الإخوان المسلمين وقبل ذلك كانت
الجمعية الشرعية ، وبغض النظر عن المناهج الآن ولكني أشير أن هناك صورة
الجمعيات الخيرية كانت صورة كإحدى الصور العضوية الأكثر انتشاراً في ذلك
الوقت .

بغض النظر عن هذه
المسميات والظروف التي أدت إلى أن يكون صورة العمل الدعوي في شكل جمعية
خيرية نقول أن هناك جمعيات كانت تعتبر على منهج أهل السنة حتى وإن تسمت
باسم خاص ، فهذا الكلام يحتاج إلى بسط للمناهج وليست مجرد الأسماء أو
الشكل العضوي الذي تكون به اتجاه ما .

بالإضافة إلى أنه
يكون الأفضل دائماً متى أمكن أن يكون هناك اندماج بين هذه الكائنات
العضوية إن أمكن فإن لم يمكن فتعاون وثيق فإن لم يمكن فعلى الأقل التناصر
والتناصح ، وكل حسب الممكن والمستطاع .

نتيجة وجود منكرات
كثير ونتيجة أن هناك قوانين غربية ونتيجة انتشار المنكرات في جهات متعددة
برز بين الجماعات الإسلامية خلاف يشابه الخلاف الذي نشأ بين الفرق قديماً
في " ما هي الطريقة المثلى للدعوة وما هي الطريقة المثلى لتغيير المنكر "
فبدأنا نتكلم على مناهج الدعوة ومناهج التغيير ، فمن الممكن أن تجد اتجاه
دعوي هو من حيث منهج استدلاله ومنهجه العقدي يعتبر فرقة من فرق الضلال ،
فهذا انتهيت منه كجماعة التكفير الذين كانوا يسمون أنفسهم جماعة المسلمين
ومازالوا موجودين بصور ومسميات مختلفة ، بل ممكن الآن تجد جماعات تكفيرية
في بعض العالم الإسلامي تسمى الجماعة السلفية ، وطبعاً العلمانيين وغيرهم
ينشرون ما يفعله هذه الجماعات باسم الجماعة السلفية ، فالعبرة ليست في
الاسم ولكن العبرة بالمنهج . هناك جماعت من هذا النوع وهي في الواقع
جماعات تكفير ، فهؤلا خوارج من أضل فرق الضلال .


فنحن ننظر إلى منهج الاستدلال كأصل حاكم للاتجاهات ككل وننظر إلى المنهج العقدي .
بدأ يظهر معنا مناهج
الدعوة ومناهج التغيير ، فما الأسلوب المعتمد عند الفريق الفلاني بغض
النظر عن شكل الكيان سواء سموه جماعة أو مدرسة أو سموه دعوة ففي النهاية
ما هي الطريقة التي يعتمدها في الدعوة وما هي الطريقة التي يراها مناسبة في
التغيير ، وستجد أن هذه فرع على هذه ، فكما قلنا أن المنهج العقدي فرع
على مناهج الاستدلال فأيضاً منهج التغيير فرع على منهج الدعوة ، وهم كلهم
فرع على مناهج الاستدلال ، وبالتالي ظهر فريق آخر ودارت مساجلات كثيرة بين
دعواتنا وبين هذا الفريق الذي كان يقول " سلفية المنهج عصرية المواجهة "
وكأنه يريد أن يكون المنهج العقدي سلفي ويكون منهج العقدي فيه قدر من
التحلل الإطار السلفي الصارم ويمزجه بقدر من العقلانية والاستحسان ، وهذا
الاتجاه ربما صعد نجمه فترة وبدأ في الأفول ، بعض رموز هذا الاتجاه صاروا
عقلانيين تماماً وبعضهم بدأ يرجع مرة أخرى للمنهج السلفي ، وهذه الفكرة
فشلت إلى حد كبير أو لم يعد ينادي بها عدد كبير من الرموز ، لكنها فكرة
ظهرت فترة من الفترات .

فلماذا كان يقول " سلفية المنهج عصرية المواجهة " ؟
لأنه كان يرى أن
الجماعات الإسلامية المعاصرية ليست صورة كربونية من الفرق ، لأن الفرق
كانت تعنى بسمائل وتؤصل منهج ف الاستدلال وتتكلم في مسائل العقيدة ، أما
سائر شئون المسلمين فمدارة بصورة أو بأخرى ، الآن الجماعات الإسلامية ربما
نسي بعضها أن يتكلم في منهج الاستدلال ، فهناك جماعات الآن وهي جماعات لا
ننكر أن عندما قدر كبير من الخير ولكن الذي ينضم إليها لا يعرف أين هو ،
لأنها جامعة أو جمعية خيرية لم تقل للناس الرجوع للكتاب والسنة بفهم سلف
الأمة ولم تقل غير ذلك ، منهم من يقرأ كتاب سلفي ومنهج من يسمع البرامج
الدينية في إزاعة القرآن الكريم ومنهم من لا يسمع هذا ولا ذاك ، لكن
الجمعية مشغولة بسد ثغرة الفقراء والأيتام ونحو ذلك ، فأولاً هذا حق
للقرآن وكل من يساهم في سده يكون سد عن المسلمين هذا الجانب والأمر الثاني
أن هذا صار الآن أحد أسلحة التنصير ، فتأكد أننا نسارع بدلاً من أن نفتن
الناس .

ولكن هل تقول أن من انضم لهذا الاتجاه هل عرف إسلامه جيداً أو عرف الحق من الباطل ؟
لا ، بل هو سد ثغرة من الثغرات وباقي الأمور يكون فيها جاهلاً أو فيها مقبول بهذا الاتجاه .
فصار جانب منهج
الدعوي أكثر بروزاً عندما تقارن بين الاتجاهات الإسلامية من جانب منهج
الاستدلال والمنهج العقدي ، وإن كنا نحن كاتجاه يتبنى العودة إلى الإسلام
وفهمه فهما شاملاً وتطبيقه تطبيقاً شاملاً فلابد أن لا نغفل في تقديم أي
اتجاه حتى من عنده قدر من الخير ويسد ثغرة وتارك الباقي لا يقول فيها
سلباً ولا إيجاباً فنقول له على الأقل قل فينا الحق مجمل ، نحن لا نريدك
أن تدرس العقيدة بتفصيل ولكن على الأقل ارشد الناس أن هناك عقيدة السلف
يتعلمونها وارشد الناس أن هناك فقه الدليل في الفقه وألا يقلدون أي قول ،
وارشد الناس أن هناك سنن وبدع بأن يتركون البدع ويحرصون على السنة ، نحن
نطالب بأنه على الأقل تكون الأصول العامة منضبطة .

فكل الاتجاهات الإسلامية بدأ يكون الأكثر بروزاً وتأثيراً المنهج الدعوي ومناهج التغيير .
فهذا المنهج الدعوي
يتبنى كيفية دعوة الناس ويتفرع عليه ما هي التدابير التي يراها كفيلة
بتغيير الواقع المخالف للإسلام في جوانب متعددة كما ذكرنا ، فكيف يمكن أن
يتغير هذا إلى واقع موافق للإسلام .

فإذن صار هنا أحد أهم الأمور التي تميز الاتجاهات الإسلامية المعاصرة أو الكيانات الإسلامية المعاصرة .
وطبعاً بعد منهج الاستدلال والمنهج العقدي يكون مناهج الدعوة ومناهج التغيير .
وطبعاً داخل مناهج
التغيير يبرز كما حدث قديماً بظهور قضية معينة احتلت الصدارة ، لأن بعض
الاتجاهات الفكرية القديمة صارت لها منهج خاص في بعض القضايا الفقهية ،
فهنا صار عندنا قضية فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفقه الجهاد أحد
أهم القضايا التي تميز بين اتجاه وآخر .

كيف يرى فقه الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر وما هي درجة لزومة وهل هو فرض عين أو فرض كفاية
وما هي وسائله المتاحة وما هي أكبر قضية أثيرت في مراعات المصالح
والمفاسد وهل يلزم مراعات المصالح والمفاسد أم لا وكيف تراعى المصالح
والمفاسد فظهر عندنا فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . ففقه الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر يعتبر قضية عامة أحد صورها هو الجهاد لأنه
عبارة أن تغيير المنكر بالسيف والقتال في أحوال مخصوصة ، فصار هذا الباب
أحد الأبواب التي اختلفت فيها الاتجاهات الإسلامية .

أيضاً نتجية الواقع
المعاصر وتعقيداته واشتبكاته ووجود آليات الديمقراطية وغيرها مطبقة نظرياً
في بعض بلاد المسلمين ظهر مسألة إمكانية الاستفادة أو التعامل مع قضايا
التطبيقات الديمقراطية وكيف يكون موقف الاتجاهات الإسلامية منها كموقف نظري
وكيف يكون الموقف منها كموقف عملي وهل يمكن أن يستفيدون منها أم لا ؟ وهل
من الممكن أن يدخلون في تحالفات مع اتجاهات غير إسلامية أم لا ؟ فالآن
مثلاً يقولون أن هناك مرشح للرئاسة فيصرح بأنه يريد أن يطبق العلمانية
الصحيحة وكأن العلمانية الموجودة ليست صحيحة وهو يريد ان يطبق الصحيحة ،
ويغازل الإسلاميين فيقول أن العلمانية الصحيحة مع أنها أبعد عن الإسلام
ولكن في نفس الوقت تعطي سقف حرية أكثر لكل الناس بما في ذلك الإسلاميين ،
والعلمانية أصلها أن تترك الجميع يقول ما يريد أن يقوله ، فهناك مثلاً
مطبق نظامي يتكلم بلسان النظام المدني ولا يستخدم كلمة " علماني " ولكن
هذا النظام المدني معه أمور دينية مراعاه لأن دين الأغلبية هو دين الإسلام ،
وفي نفس الوقت هناك مسائل الحريات وغير الحريات وقد يكون حرية التعبير
فهذا يعبر وهذا لا يعبر ، وهناك هامش معين من الحرية ، فهذا يقول أنه يرفع
هذا الهامش لأن العلمانية الصحيحة توجب برفع هذا الهامش وفيها مزيد من
محاصرة كل شخص بداخله لكن يتركه يعبر عن كل ما يريده .

فيوجد أتجاهات إسلامية أعلنت صراحة أن هذا الخيار أفضل ، ويوجد اتجاهات إسلامية مترددة وترى أن الموضود يستحق الدراسة .
نحن دائماً نقول
طالما قلنا علمانية فكل الاختيارات سواء ، نحن أشرنا لشيء قريب من هذا
واحتججنا على الإخوان بالذات من موقف أحد رمزهم " الأستاذ الهضيبي رحمه
الله "المرشد الثاني للإخوان وكان في أول القانون المدني المصري فحدث ضجة
وكان بعض رموز المجتمع من الإسلاميين وذوي التوجه الإسلامي رفضوا وكتبوا
في الصحف آنذاك رفض لهذا القانون لأنه مخالف للشريعة ، وطبعاً من صاغ هذا
القانون هو " عبد الرزاق السنهوري " ويسمونه " أبو القوانين العربية "
وكان آنذاك البرمان اسمه " مجلس الأمة " وأتوا به يناقش المعترضين من داخل
المجلس أو من خارجه ، يعني لو أن مجلس الأمة وجه دعوة للمعترضين يأتون
ليناقشوا رئيس اللجنة التي قامت بوضع القانون وفي الواقع هو الذي أوضعه
كله تقريباً ، وكان كل واحد منهم قال كلام مختلف من المعترضين ، وقال
المستشار الهضيبي رحمه الله كلام متين جداً عندما سألوه ما اعتراضك على
القانون ؟ فقال ليس عندي اعتراض ، فتفاجأوا وكرروا عليه السئوال وقالوا
إنك معترض والدنيا كلها تعرف أنك معترض ودعيت هنا للجلسة بصفتك معترض على
القانون وأتينا بك لتدلي باعتراضاتك ليناقشها " السنهوري " فقال لهم : لو
كان القانون قد كتب في دباجته أنه مستمد من الشريعة الإسلامية لكنت ذكرت
اعتراضتي عليه وأما أنه قد ذكر في دباجة القانون أنه مستمد من القانون
الفرنسي فخطأه وصوابه عندي سيان . وهذه قضية المرجعية التي تكمنا عليها .

تخيل لو أن الذي وضع
القانون المدني وأتى إلى مسائل البيع والشراء فوجد أن الشروط الإسلامية
تعجبه في ذلك فليس عند القوانين الوضعية مشكلة في القمار والشرع يجعل كثير
من البيوع في خانة القمار طالما أنها فيها غرر فنفرض أن المشرع أعجبه شرط
الغرر فوضعه فهل نقول أن هذه حسنة ؟! فنقول أن أهم شيء أين المرجعية
،أأقول أني أقبل بمرجعة علمانية لأنها ستعطي سقف حرية أكبر؟! فلما نؤيد
الصورة الأكثر تطرفاً في العلمانية في أي منطلق نقيدها ؟ هل نقول أن هذا
صح والآخر خطأ ؟ أم أن الصحيح من المسلم أن هذا هو الإسلام ، ولا يكلف
الله نفساً إلا وسعها ، فيقول ويعمل ما يقدر عليه .

المسألة أعقد كثيراً من هذا المثال الذي قلناه .
المسألة متشابكة ومعقدة وفيها تجارب .
فعندنا في مصر هناك تجارب والجزائر فيها تجارب والكويت ، وتركيا وهي أحد أبرز تجارب التصالح بين الإسلاميين والعلمانية .
طبعاً هناك مصالح
ومفاسد تمت ، فأيهما أكبر وأكثر وهل هو موافق للشرع أم لا ؟ فهذه كلها
قضايا تطرح عندما نتكلم على المنهج الدعوي ومناهج التغيير ، فيطرح قضايا
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقضايا الجهاد وقضايا العلمانية والموقف
منها وتحالفاتها والمشاركة السياسية .

في الواقع أن
القضايا الثلاثة الكبرى التي تكلمنا عنهم فيهم بحوث مستقلة نشرت في مجلة
صوت الدعوة أو في كتابات وفي كتاب فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
للشيخ ياسر براهي وهناك بحث فقه الجهاد نشر أيضاً في مجلة صوت الدعوة
وهناك نشرة نشرت أيضاً قبل مجلة صوت الدعوة حول المشاركة السياسية ، وهذا
الكلام مكتوب أيضاً لكتابات مشايخ الدعوة . ولكن نقول أن في هذا البحث
سنحاول نقول ملخص كل هذه الأبحاث ، لأن هذا البحث ينظر نظره شمولية لمناهج
الدعوة ومناهج التغيير وبالأخص مناهج التغيير الموجودة على الساحة .

فهذا هو موقع هذا
البحث على خريطة المنهج الدعوي ، بأن نتكلم على مناهج الاستدلال أو
المرجعية ، وهذا اصل عظيم جداً نطبقه في العقيدة والعبادة والسلوك والدعوة
والتغيير ،ولما نتكلم على العقيدة فهذا يميز عقيدة أهل السنة أو يميزنا
كاتجاه من اتجاهات أهل السنة والجماعة عن سائر فرق الضلالة ، لما نتكلم
على مناهد الدعوة ومناهج التغيير نتكلم على ما يميز هذه الدعوة في سلوكها
الدعوي عن بعض الاتجاهات الأخرى التي خرج بعضها عن أهل السنة من البداية
بانحرافاته في مناهج الاستدلال والمنهج العقدي وبعضها قد يكون من جملة أهل
السنة أو هو في قضايا العقيدة ربما يكون سلفي ولكن يوجد خلاف معه في طرقة
تطبيق المنهج السلفي على بعض قضايا المنهج الدعوي والعمل الدعوي .

هذا خلاصة هذا البحث وأهميته والقضايا التي سوف نتناولها فيه .
البحث تكلم تمهيد
قصير ثم شرع في مناقشة الاتجاهات المختلفة ، فنحن قلنا التمهيد الذي قلناه
ثم نأخذ التمهيد الموجود في البحث أيضاً في هذه المرة إلى أن نشرع المرة
القادمة إن شاء الله تبارك وتعالى في مناقشة الاتجاهات .

بقي أن نشير إلى إن
الآن يقولون الدعوة إلى الإصلاح ، ولا شك أننا نتكلم عن منهج التغيير
ونقول أنه تغيير من الفاسد إلى الصالح ولكن ما هو الفاسد وما هو الصالح ،
من الممكن أن تجد أناس في موقف واحد ومقفهم معاكس تماماً ، تولي المرأة
للقضاء في نظر جمعيات حقوق المرأة ونحو ذلك إصلاح ، وفي نظر الإسلاميين
قديماً يرون أن هذا إفساد ، وهم الآن يرى بعضهم أن هذا من جملة الإصلاح ،
ولكن السلفيين منهم ما زالوا يرون هذا إفساداً ، فلما يقال لك ما موقفك من
الإصلاح ؟ تقول من أين تستفيد وصف شيء معين بأنه صلاح أو فساد ؟ فلو أنه
موجود ووصفته بالصلاح فتريد أن تعضده وتزوده ولو وصفته بالفساد تريد أن
تصلحه ، فأحياناً بعض العلمانيين يقولون أين منهجك في الإصلاح ، فمن الصعب
جداً أن تتكلم مع العلمانيين في منهج إصلاح ، لأن أول شيء في الإصلاح أن
يسكت العلمانيون . وانتبه العلمانيون في هذه الحالة يقولون " السلفيون
ومصادرة الرأي " ، العلمانيون أشد على الإسلاميين من الإسلاميين عليهم .
فالعلمانيون عندهم أول شيء في الإصلاح أن يسكت الإسلاميين ،

لماذا يسكت الإسلاميون ؟
لأنهم ليسوا من خريجي الأزهر ،
فلو اتخرجوا من الأزهر ؟
يقوموا برفدهم وإقالتهم .
فلماذا إذن يسكتون ؟
لأنهم لم يكن عندهم قنوات رسمية ؟
فلو عملوا قنوات رسمية فضائية ؟
يغلقونها .
فإذن العلمانيون في غاية التطرف في مواجهة الإسلاميون .
يقولون لماذا أنتم متطرفون وتريدون أن تسكتوا العلمانيون ؟
نقول لو أنكم تريدون منا أن نتكلم اتركونا نتكلم .
وانظر إلى الفضائيات ، كم قناة إسلامية وكم قناة أغاني وعلمانية ؟
لماذا تغضبون من القنوات الإسلامية وهي أصلاً ليست إسلامية صرف ؟
نقول : أنتم قديماً كنتم تشترطون التصريح وهؤلاء الآن معهم تصريح وبأموالهم أنشأوا قنوات وأخذوا بها الإجراءات الرسمية .
فيقولون : أيفسدون دين الخلق بجحة أنها بأموالهم ؟ وهل يضيعون مجهودات دعاة التنوير ؟
نقول الآن لا أحد يقل للآخر لماذا تريد أن تنفي الآخر .
رغم أننا صرحاء جداً
مع أنفسنا ، نحن نقول بالفعل نحن نريد أن ننفي الآخر . وليس الآخر هو
المسلم المختلف معي ، كما يقولون دائماً أننا نعتبر الآخر هو المخالف لنا ،
كما يرددون دائماً " هل أضع يدي على صدري في الصلاة أم لا " بل نحن نقول
أن الآخر هو الذي يرفض الكتاب والسنة ، وبالتالي نقول له أنك إذا زعمت أنك
مسلم لا تخترع ولا تفتري والكتاب والسنة موجودان ونرجع إليهما والذي
يخالفهما يجب أن يصمت ، إذا كان هو ليس مسلم فليس له أن يناقشنا فيما نفعل
.

العلمانيون لا
يتكلمون وفقط . فالإسلاميون يقولون يجب إسكات العلمانيين فهل أحد يسمع
الكلام أو يتحرك ؟ وهل الإسلاميون ليديهم قدرة أن يسكتوا العلمانيين .

لكن العلمانيون
يسكتون الإسلاميون فعلاً ، وتجد أن أكثر واحد من العلمانيين تشدقاً بحرية
الرأي يظل يكتب بلاغات أمنية . وفلما انتخب الدكتور محمد بديع مرشد
للإخوان قام صحفي لبرالي كبير من أصحاب حرية الرأي أتى محاضر التحقيق معه
في سنة 1965 وينشرها " إلى من يهمه الأمر أن هذا الرجل سبق اتهامه " وليس
سبق إدانته بل سبق اتهامه بأنه يكفر وسبق اتهامه بأنه تلميذ لسيد قطب وسبق
اتهامه بكذا وكذا والدنيا سوف تخرب بسببه . كيف ذلك وقد سبق إدانتكم
بازدراء الأديان ، وهنا سبق إدانتكم في كتب منشورة ، وكثير منهم ثبت
إدانته بتخابر مع روسيا وغيرها ،

فالقضية أن العلمانيين عندما يسألون عن منهجنا في الإصلاح ؟
نقول أن هناك مشكلة جوهرية وهي أن أول شيء في الإصلاح أن يسكت العلمانيون ويتوبون ويعودوا إلى رشدهم
يقولون : أنكم بذلك أثبتكم على أنفسكم تهمية نفي الآخر
نقول : طيب وما هو أو شيء في الإصلاح من وجهة نظرك ، وما هو الذي ينفذ فعلياً في كثير من الأحيان ؟
فنقول أن هذا البحث
يفترض أن يخاطب به أبناء الصحوة الإسلامية ، لكن الذي خارج الصحوة يقولون
أن الصحوة الإسلامية ككل مدانة بأنها تتكلم كلام عاطفي بلا رصيد واقعي .
يعني يقولون أنكم تتكلمون بالإسلام لأن الناس تحب الإسلام وأيضاً ماذا
تفعلون في المشكلات التفصيلية .

نقول : أن المسلمين يتكلمون في عمومات في حد زعمك ، فأت لنا بأحد يتكلم تفصيلاً ؟
فدائماً من ينظر يتكلم بعمومات ، بمعنى أنهم عندما يقولون عدالة التوزيع وغيرها وغيرها فهل هذه تفاصيل ، بل كل هذه عمومات .
لأن الذي يقول منهج
يقوله بعمومات وهذه العمومات لها تفاصيل والتفاصيل لها تفاصيل ، فلو أتوا
وسألونا أو سألوا بحكم انتسابهم للإسلام يعلمون تفاصيل البيع والشراء
والإجارة والحدود والقضاء والأسرة والمجتمع وغير ذلك .

غير ذلك عندما يجد نقطة فراغ يعرف أن هذا الفراغ تركه الله عز وجل رحمة بالعباد ليتسع لكل زمان ومكان .
في
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fgec.ahlamontada.com
ANGEL HEART
( إذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ : صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْم
( إذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ : صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْم
ANGEL HEART


الديانة الديانة : الحمد لله على نعمة الاسلام وكفى بها نعمة
الجنسية الجنسية : بلادي وإن جارت عليّ عزيزةُ وأهلي وإن ضنوا عليّ كرامُ
عدد المساهمات : 7806
العمر العمر : 48
المهنة المهنة : معلم خبير لغة إنجليزية
الابراج الابراج : القوس
الأبراج الصينية الأبراج الصينية : القط
نقاط : 186830
السمعة : 246
تاريخ الميلاد : 07/12/1975
تاريخ التسجيل : 29/03/2010
الموقع : https://fgec.ahlamontada.com/
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : Expert master of English
المزاج المزاج : عبد ذليل لرب جليل

تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات   تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات Empty2011-12-18, 4:11 pm

الشريط الثاني

إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور
أنفسنا وسيئات أعمالنا ، إنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي
له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه
وعلى آله وصحبه وسلم .

شرعنا في المرة
السابقة في تدارس قضية السلفية ومناهج التغيير ، وذكرنا أننا سوف نتدارسها
بصفة أساسية من خلال بحث سبق نشره في مجلة الدعوة التي كانت تصدرها الدعوة
السلفية في حينها .


ذكرنا في المرة
السابقة تمهيد عام عن الموضوع ، ونشرع اليوم في قراءة البحث ، وأيضاً هذه
المرة سيكون فيها قراءة مقدمة البحث مع إعطاء تصور عام عن قضية البحث بإذن
الله تبارك وتعالى .


يقول البحث : " فرض
الله سبحانه وتعالى على الأمة الإسلامية أن تعلي كلمته في الأرض وأن تسعى
إلى أن يكون الدين الظاهر على الأرض هو دين الله سبحانه وتعالى { هو الذي
أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون }
[التوبة/33] وأوجب على كل مسلم أن يكون مؤثراً في من حوله المجتمع الذي
يعيش فيه آمراً بالخير ناهياً عن الشر ، قال صلى الله عليه وسلم : ( من رأى
منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك
أضعف الإيمان ) "


وهذه القضية يأتي
لها تفصيل في ثنايا هذا البحث أيضاً في معنى هذا الحديث ومعنى تغيير
المنكر ، ولكن نريد أن نشير إلى قضية مهم جدا :


وهي عندما يأتي
الدعاء إلى الله تبارك وتعالى يغيرون منكرات ما موجودة في المجتمع ،
ولنفترض الآن أننا حصرنا كلامنا على تغيير المنكر باللسان ، وسيأتي الكلام
على تغير المنكر باليد وأن له ضوابط ، وأن بعض المنتسبين إلى الدعوة قد
يسيء تطبيق هذه الضوابط .


فقضية تغيير المنكر
باليهد قضية شائكة وهي بالفعل كذلك ، ولكن مع أنها شائكة لم نلغيها من
القاموس الشرعي ، نحن لا نملك أن نغير شيء من الشرع ، إذا كان الحديث يقول
: ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ) فلابد أن يكون هناك تغيير باليد .


دلت بقية النصوص على ضوبط ومحاذير وأساء البعض تطبيق هذه الضوابط ،فلن يدفعنا هذا إلى إنكار شيء موجود في الشرع .


ولكن غاية من نفعله
أنه عندما يأتي الكلام على هذه القضية نحاول نقولها مقترنة بضوابطها ،
رغم أن الأمر يسع أنك تقولها كما في الحديث ، وتقولها وتحيل على أن
الضوابط موجودة في مكان آخر أو ستقال في سياق آخر ، ولكن طالما القضية فيها
سوء فهم أو سوء تطبيق فيفضل دائماً أن تقولها مكتملة باحتراذاتها .


فلذلك نقول أن قضية تغيير المنكر باليد لها شروط ولها ضوابط سنتكلم عليها في حينها .


ولكننا الآن نتكلم عن إنكار المنكرات باللسان .


فلما تغير المنكر
باللسان يخرج أحياناً المخالفين على اختلاف أنواعهم ويقولون أن هذه حرية
شخصية ، وأنت الآن متعدي بإنكارك ، فلما تنكر التبرج يقولون أنها حرية
شخصية ، ولما تنكر الغناء والموسيقى فضلاً عن المنكرات الأعظم من ذلك .


معنى ذلك أنه يقول
لك لما ترى الخطأ اسكت ، ولما يتكلمون على أمور هي منكر في موازين من
يتكلم تجده يرغب بشدة في إنكارها مثل الرشوة والسرقة ويتكلمون عن السلبية
وكيف تحولت الناس إلى سلبيين .


أحد أسباب السلبية المتفشية في مجتمعات المسلمين اذدواج المعايير .


يعني يقولون أن
الغرب عندهم إيجابية ، لماذا عنده إيجابية ؟ لأن الذي يتعلمه في الحضانة
قبل المدرسة وأن هذا صحيح وهذا خطأ يجد القوانين تؤيده ويجد أن المجتمع
يقول له اتخذ كل الإجراءات لمنع الخطأ ، ويوفر له المجتمع قنوات كثيرة جداً
يستيطع من خلالها أن يمنع الشيء الخطأ الذي تربى على أنه خطأ ، بغض النظر
ما هو الخطأ وما هو الصح .


فإذن تستطيع أن
تقول أن الغرب فيه درجة من درجات الانسجام . والمنهج التربوي متوافق مع
المنهج القضائي ومع المنهج التشريعي ومع ثقافة المجتمع ككل .


ومع الفساد الذي عندهم إلا أن هذا عامل درجة من درجات دوران حركة المجتمع .


وانظر إلى مجتمعات المسلمين :


الناس عندهم بفضل
الله بقية من دين ، فعنده أشياء كثير حرام لكن يقال له اجعلها في سرك ولا
تنكرها ولو حتى باللسان لأنك ستجرح شعور الناس .


حتى صارت المنقبة
الآن كما قال بذلك شيخ أزهري عفا الله عنه : " أن المنقبة تشتم الغير
منقبات " ، فتخيل وصلنا إلى أي درجة ، وصلنا أنه يمنع المنتقبة من انتقابها
لأنها تشتم الأخريات وتقول لهم أنهم مستهترين .


رغم أنه في المقابل
أن المحتجبات يشتمون المتبرجات بهذه الكلمة أيضاً فسيلزم أنه لا يوجد
إنكار باليد ولا باللسان ولا بالقلب ، بل افعل المنكر حتى لا يكون فعلك
للطاعة شتمة أو سبة لمن يفعل المعصية وبذلك تكون جرحت شعور من فعل المعصية
.


هذا كلام قيل من رؤوس يشار إليهم بالبنان في العلم .


ويأتي في مواقف أخرى يقول أنه لابد من إنكار كذا وكذا .


فيكون النقاب منكر بحساباته هو .


ولما أصبح منكر
أصبح مطلوب من كل واحد في نطاق سلطته أن يصدر قرارات بمنعه ، وأن كل واحد
في نطاق أسرته يوعي الأسرة وكل واحد في نطاق جيرانه يوعي الجيران وكل واحد
له عمود صحفي يكتب في ذلك .


فالفكرة أنه عند حصول توافق على أن شيء .


فطالما أن الشيء عندهم منكر فتجده يحثك على أن تفتح على كل قناة ممكنة لإنكار هذا المنكر .


فهنا المسلم يعيش إزدواجية ، عنده منكرات كثيرة جداً يطالب منه أن لا يتكلم ولا حتى يحاول أن يتحرك لينكرها .


ثم يكونون في أشياء
أخرى مثل الرشوة مثلاً فهي حرام شرعاً وهي مستهجنة اجتماعياً وقانونياً ،
فيقولون أنك عند رؤيتك للرشوة لابد أن تبلغ عن تلك الرشوة .


فالذي يتربى على
السلبية ويرى الأولاد والبنات على الكورنيش ومطلوب منه ألا ينظر لهم نظرة
جارحة بل ينظر الجهة الأخرى لأنه لو نظر لهم نظرة جارحة وثاروا عليه وحدثت
مشكلة يلمومه كل الناس ويقولون لماذا تنظر إليهم هذه النظرة الجارحة ،
ولماذا زجرتهم حتى بالنظرة .



بل هو من الممكن أن يطلب منه أن يتحرك في قضايا أخرى .



فالناس يشتكون من السلبية ، السلبية تجاه كسر قواعد المرور والسلبية تجاه تلوث البيئة وغير ذلك من السلبيات .


لو طلبت منه أن يتعايش مع المنكرات التي هي منكرات في الشرع فعلاً فلا تتوقع منه إلا أن يتعايش مع كل شيء آخر .


فالذي في الغرب
يعتبر أن الحرية الشخصية بين الرجل والمرأة ، فإذن هو لا يستهجنها ، وقيل
له منذ الصغر أن هذا شيء طبيعي ، ولما ترى من يكسر إشارة المرور فهذا منكر
انكره . فهو بذلك منسجم .


لكنك هنا تريد منه
أن يمرر كل هذه الموبقات ويقال له ليس لك دخل ، وتطلب منه أن ينكر أشياء
ربما لا تكون منكرات أصلاً أو أشياء فضلاً أن توضع في قائمة المنكرات
أشياء شرعية .


فنقول أن قضية تغير المنكر قضية فطرية قبل أن تكون قضية شرعية


لكن نتجية أن البعض
الذين يوجهون يكون عنده معايير المعروف والمنكر غير المعايير الشرعية
.فيأتي في أمور منكرة شرعاً ولا يريد أن يقول أنها ليست منكرات فيقول ليس
لك دخل . ولكن تأتي إلى الأشياء التي هي منكرات في اعتباره تجده يقول أين
الإيجابية ؟


ولذلك نقول أن الأمة الإسلامية لا تتقدم إلا بالإسلام .


وقول عمر رضي الله عنه : " إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله "


هذا القول قول جامع
عظيم من جوانبه أن هذه الأمة كانت أمة لم يجعل الله تبارك وتعالى لها
مقومات من المقومات المادية التي كانت عند غيرها لتظل هذه الأمة مقومها
الرئيس هو الإسلام ولو بحثت على غيره لا تصح .


بالإضافة إلى ذلك ، لو أن الأمة هجنت الإسلام بغيره أو دخل معها مكونات أخرى لا تكون منسجمة مع نفسها .


ممكن الأمم الأخرى
نتيجة انسجامها مع نفسها نتدفع عجلتها كما ترى في أوروبا أو نحو ذلك بأن
النظام يسير ومنسجم مع بعضه وهو نظام عظم الدنيا وقلل من شأن الآامل ورضوا
في الآامل بأي دين ، المهم أن يكون هناك دين يجمعهم وفقط ، وعظموا أمر
الدنيا ، لكنهم نتيجة أنهم يربون الناس كلام يطبق وتساغ منه القوانين ويكون
الشخص يعرف من هو ، فتسير الدنيا عندهم ، ولذلك من ضمن مشاكل الساسة
الأوروبين وحربهم ضد الإسلام أنه لو تكاثر عدد المسلمين في أوروبا وزيادة
التزامهم بالإسلام يهدد عندهم المجتمعات فعلاً ، لأنه يخرج عنده أناس تقول
على أشياء حرام وتقول على أشياء حلال .


وذكرنا الأزمات
المتتالية التي ينزعجون منها جداً وهو أنه بدأ يكون هناك أناس يمثلون قوة
شرائية تجبر المطاعم أن تذبح لحوم حلال وفق الشريع الإسلامية .


والنظام هناك يجعل
للفرد قيمة ، فلما يتكاثر عدد الأفراد الذين ينتمون إلى عدد معين سيصبغون
المجتمع بصبغتهم ويجعلون الواقع يزداد رسوخاً ، ولذلك هم يخافون من هذا
جداً .


فابتداءاً المسلم
يستقي كل مناهجه من دين الله تبارك وتعالى ويعرف المعروف ويعرف المنكر ،
يعرف المعروف أي يعلم المعروف من المنكر ثم يدعوا إلى أن يكون المعروف
معروفاً متعارفاً عليه مقبولاً والمنكر يكون منكراً بين الناس .


هذه قضية في كل نظام عنده قائمة معروف وقائمة منكر ، ولما تأتي لقائمته هو يقول لابد أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر .


والعلمانيون
المتطرفون عنده أن تترك الدين وتدعوا إلى العمل وتقديس العمل ، فلما تأتي
لمثل هذه الأشياء يقول لا تسمع لأحد يقصر في عمله بل لابد أن تفعل كذا وكذا
، ففي النهاية هناك قائمة معروف وقائمة منكر في كل نظام


مشكلة بلاد
المسلمين الرئيسية تداخل قائمة المعروف والمنكر الإسلامية مع المناهج
الوافدة ، وصار الموجهون في المجتمع عندهم خليط ،فلما تأتي قضية منكرة في
الشرع ولكنها وفق المبادئ العلمانية ليست منكر فيقولون طالما أنت تراها
منكر اجعلها في سرك وهكذا .


لكن المسلم لا يستقي إلا من دين الله تبارك وتعالى ويرى أن من إحدى واجباته أن يأمر بالعروف وينهى عن المنكر .


هناك حيثية أخرى :


فهنا المتهيد يخاطب
المسلم الذي يعرف حيثيات إسلامه ولماذا هو مطالب أن يغير كل واقع سيء
حوله لأن الله تبارك وتعالى { أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على
الدين كله } وأتباع الرسل عليهم أن يحملوا رسالة الرسل . ولأن النبي صلى
الله عليه وسلم يقول : ( من رأى منكم منكراً فليغيره ).


ثم يقول : " ولا شك أن حياة المسلم بإسلامه لا تكون على الوجه الأكمل إلى في مجمتع مسلم "


وهذا أمر آخر ،
فالذي يضع الآيات في غير موضعها { يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا
يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون }
[المائدة/105] فهنا عليكم أنفسكم فقوموها وألزموها بالشرع ولن يضرك من ضل
إذا كنت أنت مهتدي ، ومن ضمن الهدى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،
فمعنى الآية { ولا تزر وزارة وزر أخرى } أو { ليس عليك هداهم } ولا يوجد
آية تقول ليس عليك دعوتهم ، بل النبي صلى الله عليه وسلم خوطب بأنه ليس
عليك هداهم ولكن هو في واقع الأمر عليه البلاغ ،وأتباع الرسل كذلك ،
فالمسلم لا يضره من ضل إذا اهتدى ، والهداية أن يعلم الحق ويعمل به ويدعوا
إليه ،ولذلك كانت هذه السورة الوجيزة البليغة التي قال فيها الشافعي
رحمها لله : " ولو لم ينزل الله على عباده إلا هذه السورة لكفت { والعصر
إن الإنسان لفي خسر } فكل جنس بني الإنسان في خسر { إلا الذين آمنوا
وعملوا الصالحات } فالإيمان والعمل الصالح ويدخل في هذا الدعوة ولكن كررها
وأكد عليها حتى لا يتوهم أن المقصود بالعمل الصالح أنه العمل الصالح
القاصر أو الخاص بالإنسان { وتواصوا بالحق وتواصر بالصبر } فلا يكون
الإنسان ناجياً إلا باجتماع هذه الأمور ، فلو فاتته كلها يكون هذا الخسران
المبين، ولو فاته بعضها تكون هذه درجات من درجات الخسران .


فالإنسان لا يقدر أن يقول أنا أديت ما علي إلا أن يبذل وسعه في دعوة غيره .


فلو تغاضينا عن هذه
الوسعية وقلنا أن مثلاً لو قال قائل أن المهم أن يصلح نفسه ولا شأن له
بغيره ، نقول له كيف تصلح نفسك ؟ فلو كان التيار كله مصلح لكان ذلك أفضل في
إصلاح نفسك .


انظر إلى كم المشقة
التي يجدها الشاب الذي يريد أن يلتزم في مجتمع فيه تبرج ، بينما هو لو
كان مجتمع يشيع فيه الحجاب يجد أن قضية غض البصر سهلة ، ولا يكون أحد مبتلى
بالنظر ، بل وقتها لو بلغ منه البلاء مبلغاً يسرق النظر إلى النساء فيكون
هنا إنسان مريض ، أما الآن لو مشيت في الشارع حتى في الذهاب إلى الصلاة
تجد مشقة في غض البصر .


فهنا صارت مشكلة سببها وجود غير الملتزمين .


وأنظر إيضاً إلى من يشرب السجاير فالتدين السلبي ضرره يقارب التدخين الإيجابي


وانظر إلى الأفراح تجد الأغاني تدخل إلى بيتك وإلى مسجدك


فشيوع المنكرات يجعل التزام من يريد أن يلتزم في غاية المشقة .


فلو حتى من هذه الحيثية يقول أحاول أن أجعل من حولي ملتزمين حتى يكون الإلتزام سهل .


لذلك يقول "
والحياة بالإسلام في مجتمع لا يلتزم بالإسلام في أنظمه ومنهجته قبض على
الجمر ، وما أقل من يقدر على أن يكون قابضاً على الجمر فإن نظرنا إلى
واقع المسلمين اليوم نجد الانحراف عن دين الله إلى مناهج الباطل والضلال
ظاهراً منتشراً في الأفراد والمجتمعات مما يستوجب على كل مسلم غيور على
دينه يفهمه الفهم الصحيح الشامل ألا يقف موقف المتفرج السلبي الذي يتحصل
على وجود الفساد دون أن يحرك ساكناً لإزالته ولإقامة الخير والمعروف مكانه
، وهذا الموقف السلبي من الكثيرين من الملتزمين يدل على نقص الإيمان
ولابد ، لأن الجميع يخالط المجتمع ويعيش فيه هو وأهله وأبناؤه ويتأثر وهو
يرى منكراته المختلفة في التعليم والقضاء والإعلام والتشريع والحكم والحرب
والسلام والاقتصاد ووضع المرأة وسائر أنظمة المجتمع ، فمن لم يستشعر وجوب
تغيير تلك المنكرات ويشارع في تغييرها بكل ما يقدر عليه من أنواع القدرة
بنفسه أو مع غيره من إخوانه المسلمين أو بأمر القادرين وحثهم على التعاون
على ذلك فهو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فمن جاهدهم بيده فهو
مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء
ذلك من الإيمان حبة ... )


فهذه قضية مهمة
جداً ، ولما نقول تغيير نقول تغيير واقع مخالف للإسلام ، فهو فيه ما يوافق
، ولكن نقول أن الواقع المخالف والمخالفات الكثيرة الموجودة في معظم مناحي
الحياة ، هذه المخالفات نريد تغييرها إلى واقع موافق للإسلام ، فهنا ما
نقول عليه التغيير ، وفي نفس الوقت قلنا أنهم يقولون الآن ـ الإصلاح ـ
والإصلاح مصطلح شرعي ومصطلح حسن إلا أنهم يقولونها من باب تسمية الأشياء
بغير اسمها يسمون إفساد العلمانيون وغيرهم إصلاح .


نقول أن الإصلاح معناه أن يكون عندك شيء فاسد ترد أن تعيده لوضعه السليم .


ففي الطب مثلاً
أولاً يدرسون الوضع السليم لأجهزة الجسم ، فالإنسان السليم يكون حجم
أعضاؤه كذا وحكم الكبد كذا وحجم الطحال كذا ويتنفس عدد مرات معينة في
الدقيقة ويكون ضغطه بمقدار معين ، فيدرس أولاً الوضع السليم ثم يدرس
الانحرافات ويدرس أشهر الانحرافات ، فيقولون أن هناك مرض جديد ، ومعنى مرض
أن يكون الإنسان غير طبيعي كأن يكون درجه حرارته غير طبيعية لوجود التهاب
مثلاً أو عضر تأخر أو عضو مات وتوقف عن العمل ، فكل مرض من هذه له أعراض
وله طريقة إصلاح إذا كان الطب وصل إلى طريقة إصلاحه .


فما هو الإصلاح ؟
هو أن يعود الوضع إلى الوضع المثالي ، فلما يقوم بقياس ضغط المريض وهو
يعلم أن الوضع المثالي مثلاً 120 / 80 فلو كان أي رقم آخر يريد أن يعود إلى
الوضع المثالي فيبحث عن سبب تغيره ويعطي له العلاج على هذا .


فهذا هو الإصلاح ،
وهو أن تعيد الشيء لصورة مثالية معروفة ، فلما يتكلم على إصلاح المجتمع
نقول وهل لكل واحد أن يرى لنفسه صورة يراها إصلاحاً ويريد أن يعود الناس
إليها ؟


بل عندنا شرع شرعه
الله تبارك وتعالى لنا ، والإصلاح هو أن نجعل واقع الناس موافق لهذه
الصورة ، يقول أن الشرع نزل من زمن وتطبق من وقت كبير.


نقول ونضرب مثلاً :


أن العاملين على
الحي عندما يقيمون صلاحية المباني ويقيم الأعمدة والأساسات وليس له دخل
بباقي المبنى ، فالشروط المطبقة على السكن الفاخر هي الشروط التي تطبق على
السكن المتوسط وهي التي تطبق على الإسكان الشعبي ، لأن المعايير عنده لا
تتغير بتغير نوع التشطيب ومعاييره لا تتغير تبغير الجغرافيا ، بل هي
معايير أمان ثابتة وعالمية .


نقول أن الشرع صالح التطبيق لكل زمان ومكان وهو يعطيك المعايير التي يحتاجها أهل كل زمان ومكان .


فما يحتاجه الناس في تعاملتهم ؟


يحتاجون إلى العدل والرحمة وتحقيق المصلحة ودفع المفسدة .


لكن على سبيل
المثال أن الناس في وقت رأوا أن الذي يحقق المصلحة هو عدم تملك أحد لأي
شيء ، وهي النظرة الشيوعية في المال وأحياناً يتواكب معها النظرة الشيوعية
للجنس ، فالمال والجنس مشاع ، هذه كانت رؤية بعض الناس وأتت بمفاسد عبر
التاريخ ، ولا يمنع هذا أن دعوة شيوعية المال تتكرر عدة مرات وآخرها
الدعوة الشيوعية التي انهارت تقريباً .


وهناك أناس آخرين يقولون اجعل كل واحد يأخذ ماله ولا تسأله في شيء ويضيق جداً نطاق المساءلة .


نقول أن الشرع يريد العدل والمصلحة ، فالشرع وصف دواء ناجح لهذا الأمر أنت تثق به بمقتضى أنه من عند الله تبارك وتعالى .


وهذا إطار كإطار الأعمدة الخرسانية للبناء .


فالناس في هذا
الزمان يكثر بينهم البيع بالنقود وتكثر المقايدة وهنا يكثر كل هذا النظام
فالنظام الشرعي يستوعبه ويستوعب كل التغيرات التي ممكن توجد في حياة الناس
من النظام الاقتصادي أو غيره من الأنظمة .


إذن نقول أن النظام الشرعي في كل مناحي الحياة وهذا النظام فيه من عوامل المرونة .


وطبعاً العلمانيون الذين يريدون استدراك الإسلاميين يقولون طبقوا هذه المرونة على كل شيء .


ودائماً تجد
المعايير الموجودة في الشرع في المعاملات تشابه الأعمدة في البناء ، ولا
تجد وصف تفصلي للبيع والشراء ، فلا تجد في الشرع طريقة شراء الشقة ، لا تجد
تلك الإجراءات التفصيلية ولكن تجد الحد الأدنى في عملية البيع حتى تكون
عملية تحقق مصلحة الطرفين ولا تؤدي إلى وجود شجار ولانزاع ولا تباغض ولا
تحاسد بين الطرفين .


فنحن عندما نقول التغيير أوالإصلاح ، نقول تغيير من المواقع للمخالف للشرع إلى الواقع الموافق للشرع


وهو هوالإصلاح ،لأن تعريف الصلاح عندنا هو ما وافق الشرع والفساد هو ما خالفه ، والمباحات هو مما وافق الشرع .


فالإصلاح هو أن نأتي على المخالف للشرع ونجعله موافق للشرع .


هذه هو الإصلاح عندنا . فهذا معنى التغيير وذلك معنى الإصلاح ,


فهو شاع في إوساط
الصحوة الإسلامية مصطلح التغيير وكأن هذه المصطلح بمطن فيه معنى وهو أن
التغيير هو تغيير الأنظمة الحاكمة ، مع رواج نظريات المواجهة المسلحة ونحو
ذلك .


بل نحن نقول تغيير الواقع ، فأنت عندما تقول أنك لما تحقق درجة تغيير في المجتمع سواء على مستوى الإدراك أو على مستوى التطبيق .


فبلا شك الآن زاد
الوعي في قضية البدع والسنن . والوعي بوجود الربا في المعاملات ويسأل عليه
الناس في المعاملات المالية ، فمن الممكن أن يتأخر التطبيق ، والوعي
بقضية الحجاب وقضية وضع المرأة في الإسلام زاد وإن كان التطبيق متأخر .


هذا الوعي قدر من
التغيير والتطبيق به قدر مطلوب من التغيير ، ولكن البعض عندما ينظر لا يجد
إلا صورة ضيقة ومعنى ضيق للتغيير ، فيقول أن التجربة التركية هي أنجح
تجربة إسلامية في العصر الحديث .


ونحن سنتكلم عن التجربة التركية بمزيد من التفصيل .


نقول لماذا تكون التجربة التركية أنجح ؟ مع العلم أننا لا ننفي أنها حققت قدر من النجاح .


يقولون أنها أنجح
لأنهم وصلوا للحكم ، فنسأل عن أنهم عندما وصلوا للحكم وفي ذات الوقت التي
تكون فيها الحكومة إسلامية تصدر تصاريح الجرائم ، فهل هذا تغيير .


لماذا اعتبر أن هذه أنجح تجربة إسلامية معاصرة ؟


لا شك أن ذهنه محصور في صورة معينة من صور التغيير سواء صرح أو لم يصرح وهي الوصول إلى سدة الحكم .


وطبعاً المجتمع التركي له ظروفه واعتباراته .


ونحن سنسبق الأحداث
ونقول أن التجربة التركية لم تحقق النجاح إلا لأنها في المقام الأول كانت
تجربة تربية تخاطب عموم الشعب وكانت مضطهدة في غاية الاضطهاد وكانت
محاصرة ، ومن ضمن الإنصاف في عرض الواقع أنها تجربة محسوبة على التيار
الصوفي ، وهي تجربة صوفية ولكن الصوفية درجات ، فهذه التجربة التركية كانت
في الأصل تجربة صوفية ولكن لم تكن صوفية مغرقة في الضلال ووحدة الوجود .


فحتى الآن الموقف
الرسمي من ابن عربي داعية وحدة الوجود أن كلامه كفر ، وهذا الكلام مثبت في
قرارات مجمع البحوث الإسلامية وفي جلسات مجلس الشعب المصري في سنة 1979
مما أصدر قرار مجمع بحوث الإسلامية وأيد من مجلس الشعب بمعنع تداول كتب
ابن عربي ، وأعيد الكلام للمناقشة في عدة مرات بعد ذلك .


لكن الآن وكأن من
شروط أن يصدر أحد أن يكون خريج مدرسة ابن عربي وتحديداً في فهم ابن عربي
كما يراه الغرب ـ فرنسا وأسبانيا وغيرهم ـ لأنهم يرون ابن عربي من وجه نظر
أن إلهه هو بوذا وهو عيسى وهو كل معبود على وجه الأرض ، وبالتالي دينه هو
كل الأديان ، وكل الأديان عنده صور مختلفة لدين واحد وهو وحده الوجود
والعياذ بالله .


التجربة التركية هي
تجربة صوفية وفيها بعض البدع الصوفية ولكن في ذات الوقت فيها من الشريعة ،
وإن كان ـ بديع الزمان النوراسي ـ له اطلاع على كتب العقيدة وله فيه كلام
جيد وله معرفة بالشرع والجهاد وتغيير المنكر ، فلا يعد أنه مدرسة صوفية
خالصة .


وكانت هذه المدرسة
لها أعمالها التربوية التي ظهرت بعد ، وأن المجمتمع التركي بعد العلمنة
بقوة الحديد والنار كان الجيل الجديد هو الجيل الذي يبحث عن الإسلام ، جيل
يبحث عن الإسلام وسط دولة تحاول أن تطبق الديمقراطية بمفهوم غربي فبدأ جيل
من الإسلاميين يستثمر المناخ الديمقراطي الموجود ويحاول يصل ، وبالفعل
قدم نفسه للناس بطريقة جيدة فحقق نجاح في قضية الانتخابات وسيأتي الكلام
عليها كما ذكرنا ، لكن في النهاية ما زال محكوم بسقف القانون العلماني وهو
من ضمنه أنه لا يغير القانون ، فالوزير مفروض عليه أن يطبق القانون ،
فالقانون مفروض فيه بغاء ، والبغاء يكون له تصاريح رسمية ، فالوزير
الإسلامي لابد أن يخرج تصاريح بغاء رسمية .


وطبعاً الحكومة
التركية الإسلامية تضطر أن توجه خطاب في الإعلام يحذر من البغاء ويدعوا
البغايا إلى التوبة ويدعوا الزناة إلى التوبة ، وكل هذا جزء حسن ولكن يبقى
الأخطر وهو أنه لا يزال تارك البغاء بل مطلوب منه حمايته لأنه السلطة التي
تحمي القانون ، فالقانون يقول أن يصرح بذلك وهذا التصريح يساوي حماية
قانونية بكل ما تعنيه الكلمة .


فإذن لماذا يقال أن التجربة التركية هي أنجح تجربة ؟


لأنها تغيير في
الواقع المعاصر ، فمن يتكلم على التغيير لا يرى أن انتشار الحجاب في بلاد
المسلمين تغيير يذكر ،ولا يرى أن انتشار دور تحفيظ القرآن تغيير يذكر ، ولا
يرى أن أنتشار سماع الشريط الإسلامي ووجود القنوات الإسلامية تغيير يذكر ،
هو لا يرى أن هذا كله تغيير يذكر ، بل كل ذهنه في النهاية من الموجود في
سدة الحكم .


وطبعاً لو أن
الإسلاميين الذين في الحكم استطاعوا أن يغيروا بعض المواقف التي نبعت من
منبع إسلامية ، فبلا شك أن النظام التركي أظهر درجة اعتزاز بالنفس أمام
الغرب بدرجة مبهرة ودرجة تأييد للفلسطينين . وهي دولة غير عربية ، والقضية
سميت القضية العربية زوراً وبهتاناً ، إلا أن تركيا الآن تتكلم أكثر من
كل الدول العربية الأخرى ، لكن في النهاية يقولون أن تركيا تفعل ذلك لأنها
دولة عظيمة ، هي بالفعل نابعة من اعتزاز إسلامي ، ولكنه لابد أن يكتم
الاعتزاز الإسلامي .


فهذه لا تسمى أنجح
تجربة تغيير لو اعتبرنا أنها شرعية ، ولكن سنبين الحكم فيها ، ولكن من
ينبهر بها جداً يغفل عن عمد لأنه انحصر ذهنه في التغيير الذي يقصده في قضية
معينة وهو الوصول إلى سدة الحكم . فينكر أو يغفل كل مظاهر التدين وانتشار
الدين الموجودة وهي لا تقطع بانتخابات سواء مزورة أو غير مزورة بل هو أمر
يتكون في النفوس .


التربية الإسلامية
التي وجدت في تركيا في عصر الديكتاورية لم تقتلع بالدكتاورية بل ظلت
موجودة حتى جاءت التجربة البرلمانية واستثمرتها ، ولكن لو أن التجربة
البرلمانية بمحظة وبانتخابات لا تنجح ، فالناس يتسخطون ، فليس من البد أن
ينجح كل الإسلاميين في الإدراة ، فالقضية هو المنهج الإسلامي وفيه تطبيق
والتطيبق على أمور كبيرة ومن الممكن أن يفشل في الإدارة أو يكون عليه ضغط
خارجية أو نحو ذلك .


فالمهم أن هذه الفقرة نقف فيها أننا عندما نتكلم على التغيير أو الإصلاح ولكن نقول أن التغيير من المخالف للشرع إلى المو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fgec.ahlamontada.com
 
تفريغ سلسلة السلفية ومناهج الإصلاح :: للشيخ عبد المنعم الشحات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفريغ سلسلة أندي العالمين للشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله
» السياسة منزلق الإسلاميين إلى العنف .. مقال هام للشيخ عبد المنعم الشحات
» غزلان للدعوة السلفية :قلتم أبو الفتوح جاحد لفرضية الشريعة و دعمتوه + م.عبد المنعم الشحات - يكتب : عتاب على عتاب الدكتور "غزلان"
» مناظرة الشيخ عبد المنعم الشحات مع نبيل شرف الدين -1.rmvb
» أحداث ستاد بورسعيد خطبة الجمعة 3-2-2012عبد المنعم الشحات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فرسان القلعة التعليمية الشاملة  :: ۩۞۩ :: قلعة رُبّ هـِمَة أحــْيــَتْ أُمـَّة :: ۩۞۩ :: ۞ قلعة الخطب والمحاضرات ۞-
انتقل الى: