فن التغافل
.. {وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً}.. وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ..
...عباد الرحمن إذا سفه بهم أحد أو قام عليهم السفهاء بالقول السيئ بالكلام باتهامات بالقيل والقال لم يقابلوه بمثله.. لم يقابلوه نعم لم يردوا عليهم بل يترفعون عن مثل هذا الكلام.. أو هذا السقط من الكلام.. لا يقولون إلا خيرا { فَقَالُوا سَلاماً }..
ليس ضعفا ليس عدم قدرة على الرد والانتقام للنفس.
الحقيقة هذه هي طبيعة النفس البشرية.. لكنه ترفعا وأدبا من عباد الرحمن وإلا فالكل له أنياب الكل له مخالب.. التي إذا هوجمت تأبى .. إلا أن تأخذ حقها وربما في بعض الأحيان بالقوة.. لكن الله تعالى لا يريد لهذه الصفة أن تكون صفة عباد الرحمن.. لان العباد الحقيقيين لله عز وجل هم الذين يضبطون أنفسهم.. يترفعون عن الحمق من الحمقى والسفه من السفهاء..
وإلا لضاعت عليهم أيامهم و ضاعت عليهم أوقاتهم
وذهب الكثير من جهدهم ومن أعمالهم لمجرد الردود على أمثال هؤلاء {وإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً }.
ولاحظ جمال الآية.. قال: الجاهلون.. من هم الجاهلون؟
أهل التفسير يقولون: الجاهلون في الآية مقصود بهم السفهاء.
والسفيه: هو الذي لا يزن الكلام.. هو الذي يلقي الكلام على عواهنه لا يدرك مقاييس الأمور.. ما يعرف شيء اسمه خلق وأدب كما يقولون سفيه هذا هو قول { هُمْ السُّفَهَاءُ }.
لكن لاحظ أيضا القول "الجاهلون".. ما قال الأميون ..
ما لفرق بين الجاهل والأمي ؟
الأمي: خالي الذهن..أمي إنسان أمي خالي الذهن.. لا يعرف شيئا،،
لكن الجاهل عنده معلومة لكن هذه المعلومة خطأ وبالتالي لا شك أن المقارعة والمحاجة مع الجاهلي أشد.. لأنك تريد أن تبين له أن المعلومة التي عندك خطأ فتزيل تلك المعلومة الخطأ.. ثم يحل محلها المعلومة الصح وهذا لا شك يحتاج إلى صبر وجهاد ومجاهدة..
بينما الأمي هو خالي الذهن ما تقوله سيقبله ولذلك الله تعالى عبر في هذه الآية {وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً}..إذا خاطبك الجاهل فحذار أن تكون مثله في الرد.. فتسفه به أيضا كما سفه بك بل بكل أدب قل سلاما قل سلاما لتشعره بأن هناك فرق بينك وبينه وسبحان الله ربما هذه الكلمة لو قالها المؤمن لها ثقل ولها يعني وقع آخر. ذلك السفيه والجاهل الذي يحاجك
هنالك نكتة علمية ذكرها بعضهم في العلم..
يقال المراد هنا بالسلام سلام المتاركة .. لا سلام التحية والأمان.. ليس مجرد سلام اللقاء بل هي سلام المتاركة