فرسان القلعة التعليمية الشاملة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فرسان القلعة التعليمية الشاملة

أهم الأخبار بالعربية والانجليزية ☞ اسلاميات ☞ لغات ☞ مراجعات نهائية ☞ مناهج مصرية وسعودية ☞ ملازم ☞ ابحاث وموضوعات تعبير ☞ معاجم وكتب ☞ توقعات ليلة الامتحان ☞ اخبار التعليم ☞ صور وبرامج ☞ كن أحد فرسان القلعة ☞
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ختم الله شهركم بالرحمة والغفران والعتق من النيران، وتقبل الله صيامكم وقيامكم وصالح أعمالكم، وجعلنا وإياكم من عتقائه من النار. وكل عام و انتم بخير. تقبل الله طاعاتكم جميعاً.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» مصحف التجويد الملون
وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Empty2022-08-02, 8:31 pm من طرف FAROUK1376

» قاموس VerbAce 2008 هو المترجم الافضل على الاطلاق حيث تم تصميمه على اسس و ابحاث علمية متخصصة
وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Empty2021-11-22, 4:29 pm من طرف ANGEL HEART

» Objectives of Teaching English as a Foreign Language in the Primary Stage
وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Empty2021-09-10, 10:36 pm من طرف ANGEL HEART

» قصة Great Expectations للصف الثالث الثانوي 2022
وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Empty2021-09-10, 8:59 pm من طرف ANGEL HEART

» بعض المصطلحات الجامعية الشائعة
وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Empty2021-09-10, 8:53 pm من طرف ANGEL HEART

» كتاب الصف الثالث الثانوى المنهج الجديد 2022
وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Empty2021-09-10, 8:46 pm من طرف ANGEL HEART

» The rules of Grammar for 3rd Secondary students 2022
وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Empty2021-09-08, 4:32 pm من طرف ANGEL HEART

» مشهد مسرحي مدرسي باللغة الإنجليزية عن بر الوالدين قمة في الروعة must watch
وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Empty2021-09-08, 1:50 pm من طرف ANGEL HEART

» دورة مجانية بشهادة عن Microsoft Excel ( سعرها 200 دولار)
وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Empty2020-11-13, 11:30 am من طرف adelstar8

» دورة مجانية بشهادة عن overcome Dentist fear
وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Empty2020-06-08, 11:53 am من طرف ANGEL HEART

» Teaching English Online course
وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Empty2020-06-08, 10:44 am من طرف ANGEL HEART

» دورة مجانية بشهادة عن Quran Reading with proper Tajweed 2020
وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Empty2020-06-02, 11:30 pm من طرف ANGEL HEART

» دورة مجانية بشهادة عن Java Programming ( سعرها 200 دولار)
وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Empty2020-05-31, 6:22 pm من طرف ANGEL HEART

» هدية غالية : دورة مجانية بشهادة عن TEFL Course .. سارع بالانضمام قبل فوات الأوان
وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Empty2020-05-30, 11:02 pm من طرف ANGEL HEART

» دورة مجانية بشهادة عن TOEFL & IELTS Vocabulary Practice Test
وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Empty2020-05-30, 10:45 pm من طرف ANGEL HEART

» دورة مجانية بشهادة عن Microsoft Excel ( سعرها 200 دولار)
وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Empty2020-05-30, 10:38 pm من طرف ANGEL HEART

» دورة مجانية بشهادة عن an introduction to web application hacking ( سعرها 200 دولار)
وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Empty2020-05-29, 9:16 pm من طرف ANGEL HEART

» دورة مجانية بشهادة عن Machine Learning new course
وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Empty2020-05-29, 9:14 pm من طرف ANGEL HEART

» دورة مجانية بشهادة عن Training with SEO Expert
وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Empty2020-05-29, 9:00 pm من طرف ANGEL HEART

» دورة مجانية بشهادة لتحسين الدخل make a better income
وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Empty2020-05-29, 8:49 pm من طرف ANGEL HEART

سحابة الكلمات الدلالية
تحضير الانجليزية موضوع انجليزي الاول كتاب عميل كلمات اسئلة الصف ثانوى دفتر كيفيه الطعام الاعدادى الرياضه اولى sport اللغة انجليزى برجراف الثالث الرياضة للصف الثانوى البراجراف
المواضيع الأكثر شعبية
براجراف عن الطعام الصحى Healthy food
تعبير بالانجليزية عن اهمية الاعلانات
First Impression الانطباع الاول
ما معنى شاهت الوجوه وما أصل الكلمة ؟
ازاى تكتب برجراف يطريقة بسيطة +جمل جامدة تنفع لأى برجراف "متجدد
300 سؤال وجواب معلومات عامه
برجراف عن الموبايل ( الجوال / المحمول ) The Mobile phone is a mixed blessing
جمل وتعبيرات لغوية تصلح لموضوعات نافعةParagraphs الى ا/اسماء
مجموعة من الجمل الرائعة فى الترجمة من الانجليزية الى العربية والعكس !•l█l•••
حكم و امثال بالانجليزي مترجمه بالعربي الحقو لايفوتكم
المواضيع الأكثر نشاطاً
حصريا اقوي قاموس ناطق علي الاطلاق Cambridge Advanced Learner’s Dictionary 3rd Edition
برنامج الشيخ حازم صلاح ابو اسماعيل الانتخابى الرئاسى2012 + السيرة الذاتية + ماذا قالوا عنه + مواد دعائية
متابعة لتظاهرات النصارى احتجاجا على ما يدعونه هدم كنيسة المريناب .. وعشرات القتلى والمصابيين
متابعة لاحداث جمعة استرداد الثورة و30/9/2011كل مستجدات الاحداث (( متجدد ان شاء الله تابعونا ))
عمليات مسلحة على إسرائيليين بالقرب من الحدود المصرية الإسرائيلية
عاجل : اعتصام وزارة الدفاع هل يكون بداية الثورة الحقيقية " بالصور والفيديوهات " ؟ 28 / 4 / 2012
لأول مرة بالمنتديات : قاموس اكسفورد The Oxford English - Arabic Dictionary
متابعة لأخبار مليونية المطلب الواحد 18 نوفمبر 2011
اهم الاخبار والمتابعات لاحداث يوم 25-1-2012 وما يتعلق به من احداث ومستجدات
بالصـور : ساويرس بيهزر ؛؛؛ و إحــنا معــااااااااه ؛؛؛ إحنا كمان بنهزر يا ساويرس
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
ANGEL HEART - 7806
وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Vote_rcap1وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Voting_barوجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Vote_lcap 
MR MUHAMMED HAGGAG - 1591
وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Vote_rcap1وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Voting_barوجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Vote_lcap 
MR ABDULLAH IBRAHIM - 1555
وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Vote_rcap1وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Voting_barوجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Vote_lcap 
MR EYAD HAGGAG - 1543
وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Vote_rcap1وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Voting_barوجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Vote_lcap 
همس الندى - 1510
وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Vote_rcap1وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Voting_barوجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Vote_lcap 
DR MUHANNED IBRAHIM - 1470
وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Vote_rcap1وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Voting_barوجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Vote_lcap 
لغير الله لن نركع - 1282
وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Vote_rcap1وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Voting_barوجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Vote_lcap 
افتخر بنقابى - 1083
وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Vote_rcap1وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Voting_barوجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Vote_lcap 
ضوء القمر - 737
وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Vote_rcap1وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Voting_barوجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Vote_lcap 
MR ENGLISH - 425
وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Vote_rcap1وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Voting_barوجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم
welcome to my paradise

 

 وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ANGEL HEART
( إذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ : صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْم
( إذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ : صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْم
ANGEL HEART


الديانة الديانة : الحمد لله على نعمة الاسلام وكفى بها نعمة
الجنسية الجنسية : بلادي وإن جارت عليّ عزيزةُ وأهلي وإن ضنوا عليّ كرامُ
عدد المساهمات : 7806
العمر العمر : 48
المهنة المهنة : معلم خبير لغة إنجليزية
الابراج الابراج : القوس
الأبراج الصينية الأبراج الصينية : القط
نقاط : 186830
السمعة : 246
تاريخ الميلاد : 07/12/1975
تاريخ التسجيل : 29/03/2010
الموقع : https://fgec.ahlamontada.com/
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : Expert master of English
المزاج المزاج : عبد ذليل لرب جليل

وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله   وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله Empty2012-08-05, 10:57 am

وجوب عداوة المشركين واليهود



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد فقد نشرت بعض الصحف المحلية تصريحا لبعض الناس قال فيه ما نصه:
(إننا لا نكن العداء لليهود واليهودية وإننا نحترم جميع الأديان السماوية)،
وذلك في معرض حديثه عن الوضع في الشرق الأوسط بعد العدوان اليهودي على
العرب. ولما كان هذا الكلام في شأن اليهود واليهودية يخالف صريح الكتاب
العزيز والسنة المطهرة، ويخالف العقيدة الإسلامية وهو تصريح يخشى أن يغتر
به بعض الناس، رأيت التنبيه على ما جاء فيه من الخطأ نصحا لله ولعباده..
فأقول:
قد دل الكتاب والسنة وإجماع المسلمين على أنه يجب على المسلمين أن يعادوا
الكافرين من اليهود والنصارى وسائر المشركين، وأن يحذروا مودتهم واتخاذهم
أولياء، كما أخبر الله سبحانه في كتابه المبين الذي لا يأتيه الباطل من بين
يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، أن اليهود والمشركين هم أشد الناس
عداوة للمؤمنين.
قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا
تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ
بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ
][1] إلى قوله سبحانه: قَدْ
كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ
إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءاؤا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ
مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ
الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ
][2] وقال تعالى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى
أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ
فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
][3] وقال تعالى: يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ
أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ
يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ
][4] وقال عز وجل في شأن اليهود: تَرَى
كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا
قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي
الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ
وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ
عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا
][5] الآية. وقال تعالى: لا
تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ
مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ
أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ
][6] الآية.
والآيات في هذا المعنى كثيرة، وهي تدل دلالة صريحة على وجوب بغض الكفار من
اليهود والنصارى وسائر المشركين وعلى وجوب معاداتهم حتى يؤمنوا بالله وحده،
وتدل أيضا على تحريم مودتهم وموالاتهم وذلك يعني بغضهم والحذر من مكائدهم
وما ذاك إلا لكفرهم بالله وعدائهم لدينه ومعاداتهم لأوليائه وكيدهم للإسلام
وأهله، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا
وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا
تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ
كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا
يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ
قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ
الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ
الصُّدُورِ إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ
سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ
كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بما يعملون محيط
][7]ففي
هذه الآيات الكريمات حث المؤمنين على بغض الكافرين، ومعاداتهم في الله
سبحانه من وجوه كثيرة، والتحذير من اتخاذهم بطانة، والتصريح بأنهم لا
يقصرون في إيصال الشر إلينا، وهذا هو معنى قوله تعالى: لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا][8]
والخبال هو: الفساد والتخريب. وصرح سبحانه أنهم يودون عنتنا، والعنت:
المشقة، وأوضح سبحانه أن البغضاء قد بدت من أفواههم وذلك فيما ينطقون به من
الكلام لمن تأمله وتعقله وما تخفي صدورهم أكبر من الحقد والبغضاء ونية
السوء لنا أكبر مما يظهرونه، ثم ذكر سبحانه وتعالى أن هؤلاء الكفار قد
يتظاهرون بالإسلام نفاقا ليدركوا مقاصدهم الخبيثة وإذا خلوا إلى شياطينهم
عضوا على المسلمين الأنامل من الغيظ، ثم ذكر عز وجل أن الحسنات التي تحصل
لنا من العز والتمكين والنصر على الأعداء ونحو ذلك تسوءهم وأن ما يحصل لنا
من السوء كالهزيمة والأمراض ونحو ذلك يسرهم وما ذلك إلا لشدة عداوتهم
وبغضهم لنا ولديننا.
ومواقف اليهود من الإسلام ورسول الإسلام وأهل الإسلام كلها تشهد لما دلت
عليه الآيات الكريمات من شدة عداوتهم للمسلمين، والواقع من اليهود في عصرنا
هذا وفي عصر النبوة وفيما بينهما من أكبر الشواهد على ذلك، وهكذا ما وقع
من النصارى وغيرهم من سائر الكفرة من الكيد للإسلام ومحاربة أهله، وبذل
الجهود المتواصلة في التشكيك فيه والتنفير منه والتلبيس على متبعيه وإنفاق
الأموال الضخمة على المبشرين بالنصرانية والدعاة إليها، كل ذلك يدل على ما
دلت عليه الآيات الكريمات من وجوب بغض الكفار جميعا والحذر منهم ومن
مكائدهم ومن اتخاذهم بطانة.
فالواجب على أهل الإسلام أن ينتبهوا لهذه الأمور العظيمة وأن يعادوا
ويبغضوا من أمرهم الله بمعاداته وبغضه من اليهود والنصارى وسائر المشركين
حتى يؤمنوا بالله وحده، ويلتزموا بدينه الذي بعث به نبيه محمدا صلى الله
عليه وسلم. وبذلك يحققون اتباعهم ملة أبيهم إبراهيم ودين نبيهم محمد صلى
الله عليه وسلم الذي أوضحه الله في الآية السابقة، وهي قوله عز وجل: قَدْ
كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ
إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ
مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ
الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ
][9] وقوله تعالى: وَإِذْ
قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَءاؤا مِّمَّا
تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ
][10]وقوله عز وجل: يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا
دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ
قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ
مُؤْمِنِينَ
][11] والآيات في هذا المعنى كثيرة.
وفي قوله تعالى: لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا][12]
دلالة ظاهرة على أن جميع الكفار كلهم أعداء للمؤمنين بالله سبحانه وبرسوله
محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن اليهود والمشركين عباد الأوثان أشدهم عداوة
للمؤمنين، وفي ذلك إغراء من الله سبحانه للمؤمنين على معاداة الكفار
والمشركين عموما وعلى تخصيص اليهود والمشركين بمزيد من العداوة في مقابل
شدة عداوتهم لنا، وذلك يوجب مزيد الحذر من كيدهم وعداوتهم.ثم إن الله
سبحانه مع أمره للمؤمنين بمعاداة الكافرين أوجب على المسلمين العدل في
أعدائهم فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ
شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
][13]
فأمر سبحانه المؤمنين أن يقوموا بالعدل مع جميع خصومهم، ونهاهم أن يحملهم
بغض قوم على ترك العدل فيهم وأخبر عز وجل أن العدل مع العدو والصديق هو
أقرب للتقوى. والمعنى: أن العدل في جميع الناس من الأولياء والأعداء هو
أقرب إلى اتقاء غضب الله وعذابه. وقال عز وجل: إِنَّ
اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى
وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ
لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
][14]
وهذه الآية الكريمة من أجمع الآيات في الأمر بكل خير والنهي عن كل شر،
ولهذا روي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث عبد الله بن رواحة الأنصاري
إلى خيبر ليخرص على اليهود ثمرة
النخل، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد عاملهم على نخيلها وأرضها بنصف
ثمرة النخل والزرع، فخرص عليهم عبد الله ثمرة النخل، فقالوا له إن هذا
الخرص فيه ظلم، فقال لهم عبد الله رضي الله عنه: ((والذي
نفسي بيده إنكم لأبغض إلي من عدتكم من القردة والخنازير، وإنه لن يحملني
بغضي لكم وحبي لرسول الله صلى الله عليه وسلم على أن أظلمكم))
فقال
اليهود: بهذا قامت السموات والأرض. فالعدل واجب في حق القريب والبعيد
والصديق والبغيض، ولكن ذلك لا يمنع من بغض أعداء الله ومعاداتهم ومحبة
أولياء الله المؤمنين وموالاتهم، عملا بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة،
والله المستعان. أما قول الكاتب: (وإننا نحترم جميع الأديان السماوية)
فهذا حق ولكن ينبغي أن يعلم القارئ أن الأديان السماوية قد دخلها من
التحريف والتغيير ما لا يحصيه إلا الله سبحانه ما عدا دين الإسلام الذي بعث
الله به نبيه وخليله وخيرته من خلقه نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد
الله صلى الله عليه وسلم فقد حمله الله وحفظه من التغيير والتبديل، وذلك
بحفظه لكتابه العزيز وسنة رسوله الأمين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم،
حيث قال الله عز وجل: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ][15]
فقد حفظ الله الدين وصانه من مكايد الأعداء بجهابذة نقاد أمناء، ينفون عنه
تحريف الغالين وانتحال المبطلين وكذب المفترين وتأويل الجاهلين، فلا يقدم
أحد على تغيير أو تبديل إلا فضحه الله وأبطل كيده. أما الأديان الأخرى فلم
يضمن حفظها سبحانه، بل استحفظ عليها بعض عباده فلم يستطيعوا حفظها، فدخلها
من التغيير والتحريف ما الله به عليم كما قال عز وجل: إِنَّا
أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا
النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا
وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ
اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ
][16] وقال عز وجل: يَا
أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ
مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ
قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ
لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ
مَوَاضِعِهِ
[17] الآية.
وقال عز وجل: فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ
الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ
لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ
أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ
][18] وقال تعالى: وَإِنَّ
مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ
مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ
عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ
الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ
][19].الآيات في هذا المعنى كثيرة.
أما ما كان من الأديان السماوية السابقة سليم من التغيير والتبديل فقد نسخه
الله ببعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنزاله القرآن الكريم، فإن الله
سبحانه أرسل رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة ونسخ بشريعته
سائر الشرائع، وجعل كتابه الكريم مهيمنا على سائر الكتب السماوية.
فالواجب على جميع أهل الأرض من الجن والإنس سواء كانوا من اليهود أو
النصارى أو غيرهم من سائر أجناس بني آدم، ومن سائر أجناس الجن أن يدخلوا في
دين الله الذي بعث به خاتم الرسل إلى الناس عامة وأن يلتزموا به ويستقيموا
عليه، لأنه هو دين الإسلام الذي لا يقبل الله من أحد دينا سواه، كما قال
سبحانه وتعالى: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ
الْإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ
بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ
بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ فَإِنْ حَاجُّوكَ
فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ
أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا
فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ
وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ
][20] وقال عز وجل: قُولُوا
آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى
إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا
أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا
نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ فَإِنْ
آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا
فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ
الْعَلِيمُ
][21] وقال تعالى: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ][22] وقال تعالى في سورة المائدة بعد ما ذكر التوراة والإنجيل يخاطب نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم: وَأَنْزَلْنَا
إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ
الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ
اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ
لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ
لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ
فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا
فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ وَأَنِ احْكُمْ
بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ
وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ
بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ *
أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ
حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ
][23]
ففي هذه الآيات الكريمات الدلالة الظاهرة والبرهان القاطع على وجوب الحكم
بين اليهود والنصارى وسائر الناس بما أنزل الله على نبيه محمد صلى الله
عليه وسلم وعلى أنه لا إسلام لأحد ولا هداية إلا باتباع ما جاء به، وأن ما
يخالف ذلك فهو في حكم الجاهلية وأنه لا حكم أحسن من حكم الله، وقال تعالى
في سورة الأعراف: وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا
حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي
أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ
فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ
هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ
النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي
التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ
عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ
الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ
عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ
الْمُفْلِحُونَ
][24]
ففي هذه الآية الكريمة الدليل القاطع والحجة الدامغة على عموم بعثة النبي
صلى الله عليه وسلم لليهود والنصارى وأنه بعث بالتخفيف عنهم، وأنه لا يحصل
الفلاح لكل من كان في زمانه من الأمم وهكذا ما بعد ذلك إلى قيام الساعة إلا
بالإيمان به ونصره وتعزيره واتباع النور الذي أنزل معه. ثم قال سبحانه بعد
ذلك تأكيدا للمقام وبيانا لعموم الرسالة: قُلْ يَا
أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي
لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ يُحْيِي
وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي
يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
][25]
ومن هذه الآية وما قبلها من الآيات يتضح لكل عاقل أن الهداية والنجاة
والسعادة إنما تحصل لمن آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم واتبع ما جاء به من
الهدى، ومن حاد عن ذلك فهو في شقاق وضلال وبعد عن الهدى، بل هو الكافر حقا
وله النار يوم القيامة، كما قال سبحانه: وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ][26]وقال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا][27] وقال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ_][28] وقال تعالى: تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا][29].
وفي الصحيحين عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعطيت
خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الأرض
مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل وأحلت لي الغنائم ولم
تحل لأحد من قبلي وأعطيت الشفاعة وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى
الناس عامة))
.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار)).
والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وأرجو أن يكون فيما ذكرناه دلالة
ومقنع للقارئ على وجوب معاداة الكفرة من اليهود وغيرهم وبغضهم في الله
وتحريم مودتهم واتخاذهم أولياء، وعلى نسخ جميع الشرائع السماوية ما عدا
شريعة الإسلام التي بعث الله بها خاتم النبيين وسيد المرسلين وإمام المتقين
نبينا محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وعلى سائر النبيين
والمرسلين، وجعلنا من اتباعهم بإحسان إلى يوم الدين إنه على كل شيء قدير،
وليس معنى نسخ الشرائع السابقة أنها لا تحترم، أو أنه يجوز التنقص منها،
ليس هذا المعنى هو المراد، وإنما المراد رفع ما قد يتوهمه بعض الناس أنه
يسوغ اتباع شيء منها، أو أن من انتسب إليها من اليهود أو غيرهم يكون على
هدى، بل هي شرائع منسوخة لا يجوز اتباع شيء منها لو علمت على التحقيق وسلمت
من التغيير والتبديل، فكيف وقد جهل الكثير منها، لما أدخل فيها من تحريف
أعداء الله الذين يكتمون الحق وهم يعلمون. ويكذبون على الله وعلى دينه ما
تقتضيه أهواؤهم ويكتبون الكتب من عندهم وبأيديهم ويقولون: إنها من عند
الله، وبذلك يعلم كل من له أدنى علم وبصيرة أن الواجب على جميع المكلفين من
الجن والإنس أن يدخلوا في دين الله الذي هو الإسلام وأن يلتزموه، وأنه لا
يسوغ لأحد الخروج عن ذلك لا إلى يهودية ولا إلى نصرانية ولا إلى غيرهما، بل
المفروض على جميع المكلفين من حين بعث الله نبيه ورسوله محمدا صلى الله
عليه وسلم إلى قيام الساعة هو الدخول في الإسلام والتمسك به، ومن اعتقد أنه
يسوغ له الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كما وسع الخضر الخروج عن
شريعة موسى كليم الرحمن عليه الصلاة والسلام فهو كافر بإجماع أهل العلم،
يستتاب وتبين له الأدلة فإن تاب وإلا قتل، عملا بما تقدم من الآيات
القرآنية والأحاديث النبوية الدالة على عموم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم
إلى جميع الثقلين والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل، ونسأله عز وجل أن
يثبتنا على دينه وأن يصلح أحوال المسلمين جميعا، وأن يمن على عباده
بالدخول في دينه، والكفر بما خالفه، إنه على كل شيء قدير، وصلى الله وسلم
على عبده ورسوله محمد وعلى سائر النبيين والمرسلين وسائر الصالحين، والحمد
لله رب العالمين.

المصدر


****************

لا أخوة بين المسلمين والكافرين ولا دين حق غير دين الإسلام



الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أما بعد: فقد نشرت صحيفة عكاظ في عددها 3031 الصادر بتاريخ 27/8/1394هـ
خبرا يتعلق بإقامة صلاة الجمعة في مسجد قرطبة، وذكرت فيه أن الاحتفال بذلك
يعد تأكيدا لعلاقات الأخوة والمحبة بين أبناء الديانتين الإسلام
والمسيحية. انتهى المقصود.

كما نشرت صحيفة أخبار العالم الإسلامي في عددها 395 الصادر بتاريخ
29/8/1394هـ الخبر المذكور وذكرت ما نصه (ولا شك أن هذا العمل يعتبر تأكيدا
لسماحة الإسلام وأن الدين واحد) إلى آخره.
ونظرا إلى ما في هذا الكلام من مصادمة الأدلة الشرعية الدالة على أنه لا
أخوة ولا محبة بين المسلمين والكافرين، وإنما ذلك بين المسلمين أنفسهم،
وأنه لا اتحاد بين الدينين الإسلامي والنصراني، لأن الدين الإسلامي هو الحق
الذي يجب على جميع أهل الأرض المكلفين إتباعه، أما النصرانية فكفر وضلال
بنص القرآن الكريم، ومن الأدلة على ما ذكرنا قول الله سبحانه في سورة
الحجرات: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ][1] الآية، وقول الله عز وجل في سورة الممتحنة: قَدْ
كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ
إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءآؤا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ
مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ
الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ][2]
الآية، وقوله سبحانه في سورة المجادلة: لا
تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ
مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ
أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي
قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ
حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ][3]
وقوله تعالى في سورة التوبة: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ][4] الآية وقوله سبحانه في سورة المائدة: يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى
أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ
فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ][5]
وقوله عز وجل في سورة آل عمران: إِنَّ لداِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ ][6] الآية، وقوله تعالى في السورة المذكورة: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ][7] وقوله عز وجل في سورة المائدة: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ][8]الآية، وقوله سبحانه في سورة المائدة أيضا: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ][9] الآية، وقوله تعالى في سورة الكهف: قُلْ
هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ
سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ
يُحْسِنُونَ صُنْعًا أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ
وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ][10]
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يخذله ولا يكذبه)) الحديث
رواه مسلم، ففي هذه الآيات الكريمات والحديث الشريف وما جاء في معنى ذلك
من الآيات والأحاديث ما يدل دلالة ظاهرة على أن الأخوة والمحبة إنما تكون
بين المؤمنين أنفسهم.
أما الكفار فيجب بغضهم في الله ومعاداتهم فيه سبحانه، وتحرم موالاتهم
وتوليهم حتى يؤمنوا بالله وحده ويدعوا ما هم عليه من الكفر والضلال.
كما دلت الآيات الأخيرة على أن الدين الحق هو دين الإسلام الذي بعث الله به
نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم وسائر المرسلين، وهذا هو معنى قول النبي
صلى الله عليه وسلم: ((نحن معاشر الأنبياء ديننا واحد))
رواه البخاري في صحيحه، أما ما سواه من الأديان الأخرى سواء كانت يهودية
أو نصرانية أو غيرهما فكلها باطلة، وما فيها من حق فقد جاءت شريعة نبينا
محمد صلى الله عليه وسلم به أو ما هو أكمل منه، لأنها شريعة كاملة عامة
لجميع أهل الأرض، أما ما سواها فشرائع خاصة نسخت بشريعة محمد صلى الله عليه
وسلم التي هي أكمل الشرائع وأعمها وأنفعها للعباد في المعاش والمعاد كما
قال الله سبحانه يخاطب نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم: وَأَنْزَلْنَا
إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ
الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ
اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ
لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا][11]
الآية،
وقد أوجب الله على جميع المكلفين من أهل الأرض اتباعه والتمسك بشرعه، كما
قال تعالى في سورة الأعراف بعد ذكر صفة محمد عليه الصلاة والسلام: فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ][12] ثم قال عز وجل بعدها: قُلْ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا
الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ
يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ
الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ
تَهْتَدُونَ][13]
ونفى الإيمان عن جميع من لم يحكمه، فقال سبحانه في سورة النساء: فَلا
وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ
ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا
تَسْلِيمًا][14]
وحكم
على اليهود والنصارى بالكفر والشرك من أجل نسبتهم الولد لله سبحانه،
واتخاذهم أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله عز وجل بقوله تعالى في سورة
التوبة: وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ
وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ
بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ
قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ
وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ
مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ
إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا
نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ
نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ
بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ
كره المشركون][15] .

ولو قيل أن هذا الاحتفال يعتبر تأكيدا لعلاقات التعاون بين أبناء الديانتين
فيما ينفع الجميع، لكان ذلك وجيها ولا محذور فيه، ولواجب النصح لله
ولعباده رأيت التنبيه على ذلك؛ لكونه من الأمور العظيمة التي قد تلتبس على
بعض الناس.
واسأل الله أن يوفقنا وسائر المسلمين للأخوة الصادقة في الله والمحبة فيه
ومن أجله، وأن يهدي أبناء البشرية جميعا للدخول في دين الله الذي بعث به
نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، والتمسك به وتحكيمه ونبذ ما خالفه، لأن في
ذلك السعادة الأبدية والنجاة في الدنيا والآخرة، كما أن فيه حل جميع
المشاكل في الحاضر والمستقبل أنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على عبده
ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه.

المصدر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fgec.ahlamontada.com
 
وجوب عداوة المشركين واليهود:: ، ::لا أخوة بين المسلمين والكافرين:: للشيخ ابن باز رحمه الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» وجوب عداوة المشركين واليهود :: عاجل وهام ::
» الى كل من يريد ان يرضى بقضاء الله رساله للشيخ العلامه/ابن عثيمين رحمه الله
» وجوب التناصر بين المسلمين ---- خطبة رائعة
» هكذا يقضّ عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) وصلاح الدين الأيوبي (رحمه الله) مضاجع الصهاينة
» سارع بالتحميل كتب ومؤلفات الشيخ المجاهد عبد الله عزام -رحمه الله- على ملف واحد مضغوط

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فرسان القلعة التعليمية الشاملة  :: ۞ ركن الاقسام الاسلامية المميزة ۞ :: قلعة فرسان الثوابت الإسلامية-
انتقل الى: