ما يجب على الإسلاميين في مصر القيام به في المرحلة القادمة

من نِعَم الله علينا في هذه المرحلة،
ما حقَّقه الإسلاميُّون من مكاسِبَ رائعةٍ في مصر والتي تعود لفضل الله
أوَّلاً، ولكن هذه المكاسب تتطلَّب منا المزيدَ من العمل البنَّاء، وتجنُّب
العوائق، والمزيد من الوعي بمواطن الضَّعف؛ لنتخطَّاها، ومواطنِ القوَّة
عندنا؛ لنغتنِمَها.

وهذه بعض العناصر المهمة التي يحتاج إليها
كلُّ من يعمل لنهضة المسلمين في مصر، وإعلاء كلمة الله في المَجالات
المختلِفة كافَّة؛ لا سيَّما الجانب السِّياسي.

الوعود على قدر الاستطاعة:

الكثير من الجماهير يتمنَّون أن يَصِلوا
لدرجات عُلْيا من الرَّخاء والأمن والعدل والمساواة والمستوى المعيشيِّ
الجيِّد، كل هذا وأكثر يأمُل فيه الكثيرُ من المصريِّين, فيجب على
الإسلاميِّين في مصر مِمَّن هيَّأ الله لهم العمل السياسيَّ ألاَّ يفرطوا
في الوعود الكثيرة للجماهير، وهى تفوق قدراتهم، وهم يعلمون أنَّهم قد لا
يستطيعون الوفاءَ بها؛ لأنَّ البعض يظنُّ أنَّ من يملك سُلطة سياسيَّة يملك
عصًا سحريَّة يُحقِّق بها ما يشاء.

بثُّ الطُّمأنينة في نفوس الجماهير:

تُمارس وسائلُ الإعلام حاليًّا حربًا
قذرةً ضدَّ رموز التيَّار الإسلامي - مهما كان انتماؤهم؛ ما داموا يعتزُّون
بالإسلام، ويسعَوْن إلى تطبيقه في الحياة - يُنفِّرون الناس منهم، وهذا
يتطلَّب من الإسلاميِّين المزيدَ من بثِّ الطُّمأنينة للجماهير، بإبراز
الجوانب المشرقة من الحضارة الإسلاميَّة عبر القرون الماضية, والدلالة على
صلاحية الإسلام لكلِّ زمان ومكان وعدم تَعارض الإسلام مع التقدُّم المادِّي
والتِّقني والاقتصادي، وإبراز البدائل التي وضَعَها الإسلامُ بدلاً من
المُحرَّمات, والعمل على تحويل الكلام النَّظري إلى واقعٍ عملي، يضيء
للدُّنيا كلِّها دروبَ الحياة.

الشأن الداخليُّ يرتبط بالشأن الخارجي:

يجب على الإسلاميِّين أن يعوا الدَّرس
جيِّدًا من الجهود السابقة؛ لتطبيق الإسلام وعدم الاصطدام بالأنظمة
العالميَّة الخارجيَّة، التي قد تعمل على وأدِ البَذْرة الأولى لبناء
الدَّولة الإسلاميَّة التي قد تظنُّ أنَّها قد تهدِّد مصالحها، وليس هذا من
قبيل الخوف المذموم، ولكنَّه من باب الأخذ بالأسباب، وعدم البدء بالعمل
إلاَّ بعد أخْذِ الاستعداد له, وهذا يتَّضِح جليًّا من سيرة النبِيِّ -
صلَّى الله عليه وسلَّم - فلم يدخل في صِدامٍ مع المشركين إلاَّ بعد أن
قَوِيَت شوكة المسلمين في المدينة، وكان يخطِّط تخطيطًا جيِّدًا مع أنَّ
الله يؤيِّده، فلا بدَّ من العمل مع المتغيِّرات المختلفة بمنظورِ أنَّنا
لسنا بِمنأًى عن النِّظام الخارجي, وهذا يتَّضِح من تجربة حركة طالبان في
أفغانستان، وحركة حماس في فلسطين، فالعالَمُ اليوم أصبح كالإناء، إذا
حرَّكْتَ أحد طرفَيْه تحرَّك الطرف الآخَر، فكيف ببلدٍ كمِصر التي قد تهزُّ العالَم كلَّه كما حدث في ثورتها الميمونة؟!

التنازل عن المبادئ الشرعية ضريبة سياسيَّة مرفوضة:

مَن يسعى دائمًا لتقديم التَّنازُلات التي
كان يؤمن بها، مبرِّرًا ذلك بالضُّغوط الدائمة التي تُمارسها وسائل
الإعلام وغيرها، يتنازل ليكسب المزيد من ثقة النَّاس وإرضائهم، لا شكَّ أنه
سيَفْقد ثقة الكثير من النَّاس, فالناس يُوقِّرون من يتمسَّك بمبادئه،
ويَثِقون به أكثرَ من غيره, فعلى الإسلاميِّين ألاَّ يقدِّموا شيئًا من
التنازلات عن مبادئهم التي يؤمنون بها؛ لأنَّ مَن يطمع في ذلك لن يرضى
إلاَّ بزوال المبادئ جميعها، ﴿ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا ﴾ [الكهف: 20].

» إثيوبيا تدشن رسمياً سد الألفية العظيم
» أستطلاع رأى|لمن ستمنح صوتك فى الانتخابات البرلمانية القادمة؟
» لله أسماء مرشحي التحالف الإسلامي في المرحلة الثانية من انتخابات 2011 .. أسماء مرشحي حزب النور في المرحلة الثانية إن شاء الل
» «شيطنة» الإسلاميين
» 10 حسينيات شيعية في إنتظار مصر الأيام القادمة فيديو خطير