الرد على شبهة "هل ستقفون مع النصارى؟"
الحمد لله وبعد,
بصراحة لم اكن اتخيل قط اننا سنحتاج لنرد على شبهة كتلك....ذلك ان من يرفض
الدستور من اخوننا ومشايخنا انما يرفضه اصلا لانه يسوى المؤمن بالنصرانى
الكافر...ويتيح للنصرانى الترشح للرئاسة "من اهم اسباب الرفض"...فاذا بنا
الان نوضع فى موضع المتهمين بالتوافق مع النصارى ولا حول ولا قوة الا
بالله!
والحق ان من توافق مع النصارى ليس من رفض الدستور وانما من اعطاهم ما ليس لهم ليشترى رضاهم فى الدستور نفسه....وتحديدا الاخوان!
عموما...الرد على هذه الشبهة من جوانب:
1- كما كررنا مرارا وتكرار...لا يضرنا ان وافقن اهل الباطل...المهم ان
نوافق الحق! والا فهناك نماذج كثيرة جدا فى الشريعة على ذلك, ومعلوم ان
الحق يقبَل من اى انسان...بل وقد علم الشيطان صحابيا ان يقرأ اية الكرسى
اذا اوى الى فراشه!
2-كيف يقال اننا نوافق النصارى؟ سبحان الله العظيم...هم يرفضون لاسباب ونحن نرفض للعكس..فاين هو التوافق؟!
3-وما يضيرنا ان يوافقنا النصارى ان كنا قد وافقنا الحق؟ الحمد لله ان سخر
اصواتهم لنصرة مبتغانا! والا فهناك مجموعات نصرانية كنصارى 38 يطالبون
بالشريعة! فينبغى علينا اذن ان نتوقف عن المطالبة بالشريعة حتى لا
نوافقهم!!!! هل يقول احد بذلك؟
4-ان كانت موافقة النصارى هى الحد الفاصل بغض النظر عن اى شىء اخر, فلماذا
اذن تحاولون كسب اصواتهم واقناعهم بالموافقة على الدستور؟ "فى دعاية حزب
النور هناك اجزاء موجهة للنصارى تحديدا! كالتشديد على ان الدستور يتيح لهم
بناء ما يشاؤون من الكنائس...ولا ادرى كيف يتم الافتخار بهذا الامر...وانا
لله وانا اليه راجعون...المفترض ان نستحيي منه لا ان نفتخر به ونستخدمه فى
الدعاية حتى يرضوا عنا"!
5-من الذى وافق النصارى؟! اذا كان المعترض من الاخوة اصلا معترضا لان
الدستور يسوى بين المؤمن والنصرانى بدون قيود! ويتيح للنصارى بناء ما
يشاؤون من كنائس فى الارض التى ستصبح عما قريب ارض الالف مئذنة وبرج!
ويذكرهم بنص صريح لاول مرة فى التاريخ ولذلك تداعياته الخطيرة جدا والتى من
الممكن ان تستخدم فيما بعد فى مخططات تقسيم وغيره! ويسقط شرط الديانة عن
المترشح للرئاسة الخ! المعترض يعترض على ذلك...فكيف يقال انه وافق
النصارى؟!!!! بل فى الحقيقة...من وافق النصارى وابتغى رضاهم هو من وضع تلك
النصوص التى ابرأ الى الله منها!
6-و بعد كل ذلك...هب اننا فعلا وافقنا النصارى...هل العبرة بموافقتهم ام
العبرة بالشريعة؟! هل يجوز ان نتنازل عن الشريعة بسبب عصبية ليست مبمنية
على امر شرعي وحتى لا نوافقهم؟! اذن فلننتظر فى كل امر رايهم...فان قالوا
يمينا قلنا يسارا بغض النظر عن شرعية الفعل نفسه..هل يقول بذلك عاقل فضلا
عمن اشتم ريح العلم؟!!!
7-نفس من يعيرون اخوانهم ممن رفضوا هذا الدستور الاعور بانهم وافقوا
النصارى ووقفوا فى صفهم -وهو اتهام زور كما اسلفت لاننا رفضنا اصلا حتى لا
نعطى للنصارى ما ليس لهم فى بلد مسلمين!- هم انفسهم من وضعوا النصارى على
قوائمهم فى مجلس الشعب وانجحوهم باصوات المسلمين...وصدعوا آذاننا بان
النصارى هم شركاء الوطن,,,,وبضرورة التوافق....وبضرورة المشاركة
الخ....فاين كان شبح موافقة النصارى فى ذاك الوقت؟ ام انه "كارت" يستخدم فى
الوقت المناسب لخداع السلفيين "الطيبين" فقط؟! واعنى بالكلام السابقا
الاخوان تحديدا بدون مواربة!
8-من يوافق على الدستور انما يوافق على دستور "توافقى" يعطى للنصارى ما ليس
لهم ويضيع اى فوارق بين الؤمن والكافر فضلا عن الفاجر! فى حين ان من
يرفض...انما يرفض املا فى دستور سليم يحكم الشريعة ولا ينحيها....فاى
الفريقين احق بان نقول انه وافق النصارى وتنازل لاجلهم؟!!
9-اصلا تلك الشبهة لا معنى لها! لان هناك نصارى بلا شك موافقون على
الدستور...وبالتالى فبنفس المبدأ لا نوافق ايضا حتى نخالفهم...وهناك
مقاطعين منهم فلا نقاطع ايضا حتى نخالفهم...فماذا نفعل اذن؟!!!!
10-منذ متى تحولت موافقة النصارى الغير متعمدة الى شبح للترهيب؟ اليس حزب
النور والاخوان هم اصلا من ادخولا النصارى فى الجمعية التاسيسية؟ بل واخذوا
بآرائهم فى كل ما اقترحوه من مواد من دون اى تعديل كما صرح عصام سلطان مع
خالد صلاح اول امس"! اليس هم من ظلوا يتحدثون عن التوافق ودور الكنيسة
الوطنى وشركاء الوطن الخ؟! اليس هم من سمحوا للكنيسة ان تدلى برايها وصوتها
حتى فى مواد الشريعة والزكاة -والى الله المشتكى- فكيف اصبحت موافقة
النصارى الغير متعمدة فجأة شبحا يتم الترهيب به؟!
نقطة اخيرة لاحظتها....سبحان الله...من رفض الدستور من اخواننا الباحثين
ومشايخنا وعلمائنا هم من فندوه قراءة ودراسة...وكمثال الشيخ النقيب مثلا
افرض محاضرة طويلة جدا لتفنيده...والشيخ العدوى الف كتيبا فى تفنيده,
واخونا ابو البخارى قضى ساعات فى مناظرات حوله....فى حين ان من وافق من
علمائنا ومشايخنا حفظهم الله لم يتعد كلام احدهم السطر او السطرين او
الصفحة على الاكثر...والكلام كله يدور حول امر واحد فقط...المصالح والمفاسد
والاستقرار!
حفيد ائمة السنة