رد الدكتور محمد على يوسف على مفتى الجمهورية حول ما قاله عن شفيق

رد الدكتور محمد على يوسف على مفتى الجمهورية حول ما قاله عن شفيق

Date: 2012-06-13 18:57:31

عن جندب بن عبد الله رضى الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " " أن رجلا قال : والله ! لا يغفر
الله لفلان . وإن الله تعالى قال : من ذا الذي يتألى علي أن أغفر لفلان .
فإني قد غفرت لفلان? وأحبطت عملك . أو كما قال ." رواه مسلم

و عن
أبي هريرة رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « كان
رجلان في بني إسرائيل متواخيين أحدهما يذنب والآخر مجتهد في العبادة، فكان
لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب فيقول: أقصر، فوجده يوما على الذنب
فقال: له أقصر فقال: خلني وربي، أبعثت علي رقيبا؟ فقال: والله لا يغفر الله
لك أو لا يدخلك الله الجنة، فقبض أرواحهما فاجتمعا عند رب العالمين فقال
لهذا المجتهد: كنت بي عالما أو كنت على ما في يدي قادرا، وقال للمذنب: اذهب
فادخل الجنة برحمتي، وقال للآخر: اذهبوا به إلى النار » قال أبو هريرة
والذي نفسي بيده لتكلم بكلمة أو بقت دنياه وآخرته) صحيح الجامع (4455) ,
و
هاهنا التألى على الله واضح و هو نسب فعل للمخلوق لا يجوز نسبه إلا إلى
الله جل جلاله أو لا يعلمه إلا الله كمغفرة الذنوب كما فى الحديثين
السابقين أو القرب و البعد عن الله جل و علا
و التألي عده العلماء تدخل
في قدرة الله وملكوته، والتدخل في مشيئته، والحكم على مآل عباده من نعيم
الجنة أو عذاب النار أو مقدار تقواهم و صلاحهم و من أدلة النهى عنه قول
الله سبحانه " فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى "
للأسف فضيلة المفتى وقع فيما حذر الناس منه
فجزم بقرب الفريق شفيق إلى الله بدرجة أكبر من قرب الدكتور مرسى !!
و
لماذا لأن الأخير لم يجب الإجابة السياسية التى ترضى فضيلة المفتى و رفض
الإجابة عن سؤال ماذا ستفعل لو فاز شفيق اعتبر مرسى أن ذلك افتراض بعيد و
لن يحدث إن شاء الله و هو لن يحدث فعلا بإذن الله و هذا ظننا به ألا يسلط
علينا شفيقا و هو عند ظن عبده به فليظن عبده به ما شاء
العجيب أن المفتى
اعتبر رفض مرسى لذلك الافتراض من باب التألى على الله الذى وقع فيه هو
بشكل واضح بعدها بثوان معدودة و سبحان الله العظيم
و لقد تناسى المفتى
أن من حكم ببعده عن الله رجل يحفظ كتاب الله و معروف عنه حسن السيرة و لم
يعرف بفساد قط أو يرمى فى حياته بسرقة أو قتل أو استيلاء على أموال الدولة و
اعتبر إجابته عن سؤال سياسى دليل بعد عن الله

لم أسمع تسجيل إجابة
الدكتور مرسى و لا أعلم هل قدم المشيئة أم وقع له سهو عنها و إن كان يغلب
على ظنى برجل من أهل القرآن أن يفعل و إن لم يفعل فلننصح له و نقول قل إن
شاء الله يا دكتور مرسى تحقيقا لا تعليقا كما ورد عن أهل العلم رحمهم الله
لكن
أن نقطع أنه أبعد عن الله و الآخر أقرب بهذا الإطلاق ؟؟ فما التألى على
الله إن لم يكن ذلك هو و ما أعجبه حين يصدر فى مقام النهى عن التألى على
الله و من رجل على كرسى الفتوى فى مصر ؟
أما على المستوى السياسى فإجابة
الدكتور مرسى على هذا السؤال صحيحة بعد تقديم المشيئة طبعا فهو سؤال مفخخ
الغرض منه التوريط فإن قال أرضى بالنتيجة أخذت عليه و على جماعته حينئذ و
بعد ظهور النتيجة لو كانت لا قدر الله لصالح شفيق و لم يتمكن من الاعتراض
بعدها حتى و إن حدث تزوير فاضح
و إن قال نخرج إلى الميادين و نعترض أخذت
عليه الآن و قيل لا يقبلون بالانتخاب و لا يحترمون الصندوق و استعملت فى
دعاية سلبية ضده و ضد جماعته
فالإجابة الديبلوماسية الواثقة على تلك الفخاخ أحكم و أسلم بالمعايير السياسية بعد تقديم المشيئة الإلاهية طبعا كما قلت آنفا

و
لماذا لم تنصح المرشح الأقرب إلى الله فى نظرك أن يعود إلى الله حين تلفظ
بالطامات الشرعية كما نصحت الجمعية الشرعية بالعودة إلى الله لمجرد أنها
أيدت مرسى ؟
لماذا لم تصبك الغيرة على آيات كتاب الله الذى تحفظه و
تدرسه و مرشحك الأقرب إلى الله ينادى بحذفها من مناهج اللغة العربية إذا لم
تصطف إلى جوارها مقاطع من الإنجيل ؟
أظن أن مثل تلك التصريحات تهدد ذلك القرب من الله إن لم يتب عنها صاحبها فلماذا لم توجه له نصحك يا فضيلة المفتى ؟؟
عموما
لست متعجبا أن تصدر تلك الآراء الثورية من فضيلة الدكتور على جمعة الذى
قال عن مبارك أيام الثورة أنه بطل الحرب و السلام و هو الشرعية و طالبنا
بالرجوع و أن نغلق على أنفسنا بيوتنا و أن ثورتنا فتنة ملعون من أيقظها و
أن الذين تهجموا على الثوار فى التحرير يوم الجمال هم قوم يعظمون زعيمهم و
لهم حق التواجد فى الشارع مثل الثوار إلى غير ذلك من أقواله المعروفة فى
المسائل الشرعية التى لا أريد أن أفتح المجال لذكرها الآن و التى إن كان قد
نسيها فنحن لم ننسها و لذا لم نستعجب فقد تعودنا ذلك منه و الله المستعان
بقلم
دكتور محمد على يوسف