DR MUHANNED IBRAHIM محـــ القلعة ـــــــــارب
الديانة : مسلم بفضل الله تعالى الجنسية : مصرى بفضل الله عدد المساهمات : 1470 المهنة : لا حياة بدون عمــــل .. ولا عمل بدون أمــــل !! نقاط : 1087951 السمعة : 30 تاريخ التسجيل : 01/05/2010 العمل/الترفيه : مسلم عمله وقوله متوازيان المزاج : حازم ثابت صارم حنون رحيم كريم
| موضوع: راشَ قبــ أن ــل يَبْرِي و تَزبَّبَ قبــ أن ــل يتَحَصْرَم 2012-06-09, 3:19 am | |
|
راشَ قبــ أن ــل يَبْرِي و تَزبَّبَ قبــ أن ــل يتَحَصْرَم
يُحكى أن رجلا كان يفتي كل سائل دون توقف فلحظ أقرانه ذلك منه، فأجمعوا أمرهم لامتحانه، بنحت كلمة ليس لها أصل هي "الخنفشار" فسألوه عنها، فأجاب على البديهة: بأنه نبت طيب الرائحة ينبت بأطراف اليمن إذا أكلته الإبل عقد لبنها، قال شاعرهم اليماني
لقد عقدت محبتكم فؤادي.... كما عقد الحليب الخنفشار!
قال العلامة بكر أبو زيد في تحفته الفريدة كتاب التعالم وأثره في حياة الفكر والكتاب تعليقا على هذه القصة : تلكم هي قصة مفتي الخنفشار، ونحوها من المتشبعين بما لم يعطوا، كنت أظنها من نسج الخيال، وضروب المحال، و واردات التاريخ التي تحكى ولا يعول عليها و أنها من باب التنكيب على قوم، والحط من آخرين، كما في كائنة البغاددة مع البارودي وما بعدها.
وعلى أية حال فتلك أمة قد خلت وبأعمالها ارتهنت، لكن ونحن في الوقت الذي نعايش فيه علوم الاستمتاع من الطبيعات، والمعدنيات والكيمياء وغيرها، وانصرف الناس إليها كالعنق الواحد
اندلعت قضية التعالم في الوجود لا سيما في صفوف المسلمين، وهي رمز للعدول عن الصراط المستقيم، وأضواء التنزيل، ووسيلة القول على الله العزيز الحكيم، فتجسدت أمامنا دولةٌ مادية قامت في ساحة المعاصرة على ما ذرَّ قرنه من الخوض في الشريعة بالباطل، وما تولد عنه من فتن تغلي مراجلها على أنقاض ظهور الركالة لذهاب العلماء وقعود المتأهلين عن التحمل والبلاغ، وتولي ألسنتهم وأقلامهم يوم الزحف على كرامته.
فتبدت من وراء أولاء أمورٌ دوابية، وصدود عن منهاج النبوة الصدّيقية، إذ درجوا في الطرق الجائرة وتصيدوا من الرخص كل طريفة وتالدة ونشروها بلسان الشريعة الخالدة.
وتبنى آخرون "النظرةالتبريرية" لإدباب ما جرى بين الأمة من فساد و اختلال، وبدع وضلال، وتجاسر وفئام على الكذب الصراح، والكذب شر غوائل العلم، و حملوا الشاذ ومن حمله حمل شرا كثيرا،فربضت في قلوبهم الشقوتان: شقوة الكذب، وشقوة الشذوذ. نسأل الله السلامة والعافية.
فنتج من هذا تقلص في قائمة المتحملين لأعباء العلم الشرعي على هدى مستقيم، نعوذ بالله من الفتن الصماء، وهنيئا لمن ارعوى ولازم الصدق والتقى، وليسع المرء إلى فكاك رقبته من النار. والمتلخص أن ظواهر الأحوال من رقة في الديانة،و وهن في الإستقامة، وضعف في التحصيل، والسعي بكل جد وراء الدنيا الزائلة، ومظاهرها الفانية، شكلت أمامنا ظاهرة التعالم أوسع من ذي قبل، لما نشاهده من واقعاتها الفجة، والدعاوى العريضة، والبراعة في الانتحال، واتساع الخطوة إلى المحال.. وعندنا على هذا ألف شاهد.
وما هذا إلا لتسنم العلم أغمار ركبوا له الصعب والذلول، وظنوا أن العلم ينال بالراحة ولمَّا يملؤا منه الراحة، فتهافتوا على مناصب العلم في الفتيا والتأليف والنشر والتحقيق، وصاروا كتماثيل مسدودة بأيديهم هراوي يضربون في عقول الأمة حينا، وفي تراثها أحيانا، مكدرين -وحسابهم على الله- صفوَ الأمة في دينها وفي علمها. وهل العلم والدين إلا توأمان لا ينسلخان إلا في حساب من انسلخ منهما؟ وفي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا )..
وللحديث بقية المصدر ... كتاب التعالم وأثره على الفكر والكتاب
للشيخ بكر أبو زيد رحمه الله تعالى | |
|
DR MUHANNED IBRAHIM محـــ القلعة ـــــــــارب
الديانة : مسلم بفضل الله تعالى الجنسية : مصرى بفضل الله عدد المساهمات : 1470 المهنة : لا حياة بدون عمــــل .. ولا عمل بدون أمــــل !! نقاط : 1087951 السمعة : 30 تاريخ التسجيل : 01/05/2010 العمل/الترفيه : مسلم عمله وقوله متوازيان المزاج : حازم ثابت صارم حنون رحيم كريم
| موضوع: رد: راشَ قبــ أن ــل يَبْرِي و تَزبَّبَ قبــ أن ــل يتَحَصْرَم 2012-06-09, 3:21 am | |
| ظاهرة (التعالم) آفة العصر، لم نسلم منها ولا سلمت منا، وأول خطوات السلامة منها: علينا أن نفرق بين العالم المجتهد الراسخ في العلم، وبين العالم المقتصد، وبين طالب العلم الكبير وطالب العلم الصغير المقلد، وبين الواعظ، والخطيب، وقارئ القرآن، والقاصّ، والقائد. علينا أن نتجاوز مرحلة الانبهار بالبلاغة والخطابة، وأن نتربى ونربي كل من لنا به صلة على الأصول العلمية والعملية لمهية العلم وأهله. | |
|
DR MUHANNED IBRAHIM محـــ القلعة ـــــــــارب
الديانة : مسلم بفضل الله تعالى الجنسية : مصرى بفضل الله عدد المساهمات : 1470 المهنة : لا حياة بدون عمــــل .. ولا عمل بدون أمــــل !! نقاط : 1087951 السمعة : 30 تاريخ التسجيل : 01/05/2010 العمل/الترفيه : مسلم عمله وقوله متوازيان المزاج : حازم ثابت صارم حنون رحيم كريم
| موضوع: رد: راشَ قبــ أن ــل يَبْرِي و تَزبَّبَ قبــ أن ــل يتَحَصْرَم 2012-06-09, 3:22 am | |
| متابعة لكلام الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله...
كم رأينا نِزالا في حلائب العلم، ومن رائم للبروز قبل أن ينضج،فراش قبل أن يبري، وتزبَّب قبل أن يَتَحصرم وقد قيل "من البلية تشيخ الصحفية".
وهي بمعنى ما ساقه ابن عبد البر في جامعه : "لو سكت من لا يعلم لسقط الخلاف".
وما يراد بهم هنا إلا "المتعالمون"الذين ناموا عن العلم فما استيقظوا، وبالغوا قبل أن يبلغوا، فركبوا مطايا الخير للشر. والذين عناهم الإمام الشافعي رحمه الله بقوله : فالواجب على العالِمين ألا يقولوا إلا من حيث علموا وقد تكلم في العلم من لو أمسك عن بعض ما تكلم فيه منه لكان الإمساك أولى به وأقرب من السلامة له إن شاء الله. قال الحافظ ابن حجر:" إذا تكلم المرء في غير فنه أتى بهذه العجائب". وقيل لسفيان الثوري رحمه الله فيمن تكلم قبل أن يتأهل فقال: "إذا كثر الملاحون غرقت السفينة". وقال ابن حزم رحمه الله تعالى :"لا آفة على العلوم وأهلها، أضر من الدخلاء فيها وهم من غير أهلها، فإنهم يجهلون ويظنون أنهم يعلمون، ويفسدون ويقدرون أنهم يصلحون".
وقال أبو إسحاق الشاطبي رحمه الله تعالى قلما تقع مخالفة لعمل المتقدمين إلا ممن أدخل نفسه في أهل الاجتهاد غلطا أو مغالطة .أهـ والمتعالم فج الدعوى.. قال الحكيم الترمذي في صفة عموم الخلق ( ضعف ظاهر ودعوى عريضة ) لكن المسلم يقهرها بإسلامه وعلى هذا سار السلف في هجر الدعوى وهضم النفس. ومنه قول أبو عمر بن العلاء البصري أحد القراء السبعة: "وما نحن فيمن مضى إلا كبقل في أصول نخل طوال".
وهذه الأقوال الكابحة لتلك الظاهرة ، منتشرة أضعافها في مثاني كلام أهل العلم على تعاقب القرون
ولما أبدى الصفدي يرحمه الله مرَّ الشكوى من تكاثر أغاليط المتأخرين و تصحيفاتهم لقلة العلم والبصيرة فيه ذكر ما أسنده أبو الفرج الأصبهاني عن محمد بن جرير الطبري ، عن أبي السائب سلم بن جنادة عن وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضيالله عنها تنشد بيتا للبيد:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم ... وبقيت في خلف كجلد الأجرب
فتقول رضي الله عنها: "رحم الله لبيدا فكيف لو أدرك من نحن بين ظهرانيهم". وهكذا يقول كل واحد من رجال الإسناد حتى قال أبو الفرج: "ونقول نحن والله المستعان فالقضية أعظم من أن توصف بحال".
وأقول: كيف لو رأوا في زماننا تكاثرهم حتى ساموا باعة البقول عددا ولم يبق منهم من يحسن الجمع بين كلمتين إلا استطال على منازل العلماء؟ فهؤلاء المنازلون في ساحة العلم، وليس لهم من عدة فيه سوى (القلم والدواة) هم: الصحفية المتعالمون، من كل من يدعي العلم وليس بعالم،
هو الوزير ولا أزر يشد به ... مثلُ العروضيِّ له بحر بلا ماءِ
إنه لزادهم الهابط التعالم، عتبة الدخول الفاجرة إلى خطة السوء الجائرة "القول على الله بلا علم".
انتهى كلامه يرحمه الله. | |
|